Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 55

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 56

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 268

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/members.php on line 227

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29
المجموعات القصصية للسلطنة الأدبية
  
 

قسم نورا
مهاجر إلى الغرقد
تاريخ الإضافة: 17/12/2010 رشح | إهداء

مهاجر إلى الغرقد

 

التفت إلى الوراء ، هاله الطابور الطويل خلفه ،  أين نهايته يا ترى ؟

يبدو أنه بلا نهاية.. لربما نهايته عبر البحر فوق الأرض الشرقية الصاقعة .

ابتسم وأدار وجهه بفرحة تتفجر من أعماقه مذ أخذ مكانه في هذا الطابور الطويل .

وقف عند الشباك وابتسامة كبيرة تبتلع ملامحه :

-   شالـــوم

-   شالوم للضيف القــادم

تجمدت الإبتسامة بصقيع الكلمات التي خرقت أذنيه ، تحول وجهه إلى علامة استفهام !

-   هه ؟  ضيف ؟؟

هـز الجالس وراء الشباك رأسه مؤكــدا ببرود وإصرار

-   شالوم للضيف العزيز

غارت الفرحة في أعماقه ،  وتجمدت ملامحه بالاستفهام ..

التفت إلى الوراء وهو يصعد الحافلة مغادرا مطار بن جوريون ،  رأى وجوه الطابور الذي يصعد معه الحافلة ، متجمدة مثله على استفهام كبير . لم يستطع استدعاء فرحته  الغامرة والحالة تسير به في شــوارع  ( تل أبيب ) ولم يستطع الابتسام ،  فالاستفهام جمد ملامحه و قتل ابتسامته .

ضيف ؟  ضيف عزيز ؟؟ 

إذن متى أكون مواطنا صالحا ؟ 

ألم يروا خطوط الإرهاق قد حفرت خنادقها في وجهي من طول سفرى ؟

 ألم يروا جميع حياتي الماضية وقد أحضرتها معي في حقيبتي السمسونايت  الأنيقة والغالية ؟

ألم يروا النجمة الغائرة في أعماق عيني بأجنحتـها الستة ؟

في الليل هرب ضاجا من استفزاز الفراش ، لقد فرض نفسه عليه فرضا ، ولكن الفراش الضيق في العنبر الكبير المليء بفرش ضيقة مثله ، تتقلب عليها أنفاس متضايقة مثله ، أعلن رفضه ،  فطوحه العنبر .

تنفس في الباحة هواء  أعاد إليه إحساسه بالرغبة في نوم مريـح لذيذ ، ولكن على فراش غير ذلك الفراش اللعين .

رجع إلى العنبر ،  والاستفهام المتجمد على ملامحه يضغط على صدره ويقطع أنفاسه ،

لماذا لا يعطونه فراشا مريحا ،

لماذا لا يضعونه في غرفة خاصة به تطل نافذتها على أشـجار الغرقد .؟

هرب مرة أخرى من العنبر الكبير المزدحم بالأنفاس المهاجرة وقد قرر نسيان النوم المريح  اللذيذ .

عند اجتيازه باب الباحة الخارجي ،  صادفه نفس الشخص الذي رآه في شباك المطار ،الحقيقة أنه لم يعد يستطيع التفريق بين الأشكال .

_ إلى أين ذاهب أيها الضيف مع طلوع الفجر ..؟

باغتته الجملة .. انه محق في انه نفس الشخص  !

استدار إليه والاستفهام يحز أنفاسه ،  لكنه أجاب ساخرا ..

-   لأبحث عن فراش يريحني في بيت خاص بي .

باغته مرة أخرى :

-       لأول مرة تقول الحق مذ جـئت .

أجاب بنفس سخريته :

- وآنت متى ستقول الحق ؟ ..

رد عليه بنفس ملامحه الباردة ،  بينما يداه تتأكدان  من وجود شيء ما في جيوبه ..

-  أنا لا حاجة بي إلى القول أصلا ،  بل أنت الذي بحاجة إلى الفعل .

وبأصابع باردة استخرج ما كان يبحث عنه في جيوبه ،  لامس به في هدوء شديد أصابعه المنقبضة ،  جفلت أصابعه  مما وضعه بينها ، لكنها عادت واحتوتها بإرغام من الأصابع الباردة ، وسرت البرودة إلى أعماقه ..

-    أطبق عليه جيدا ،  لأنه ملكي .. ولا تنس إن فعلك مرتبط به ، وأنت ذاهب للبحث عن فراشك الخاص المريح في بيتك الخاص بك ،  المطل على حديقة الغرقد .

الاستفهام المتجمد على ملامحه ..الحاز في صدره كالسكين توالد إلى آلاف الاستفهامات .. و تجمع في صدره كضباب كثيف تحوطه البرودة السارية إلى أعماقه من كلماته .

أراد أن يستوضح خلال الضباب الذي أطبق عليه ، ولكن الاخر استدار مبتعدا عنه إلى الداخل..

 وقبل أن يختفي عن أنظاره تماما ، سمع صوته باردا ،  قاسيا كقسوة  وبرودة الشيء الذي انطبقت أصابعه عليه...

_  لا تبتعد كثيرا عن الزيتــون .

هز رأسه ، ربما سينقشع الضباب ، فكأنه أمسك بطرف الخيط .

وهو يمشي بين الأبنية الرمادية المتشابهة ، احتوت عيناه مرج زيتون ،  بدا له وكأنه نبع من  وسط الأبنية الرمادية المتشابهة ، المحاصرة له . 

احتضن بؤبؤا عينيه المرج بطفولة جذلة ، لكنه سريعا ما أسقط عينيه إلى داخله ، حيث الضباب المتراكم مؤنبا فرح عينيه الطفولي.

 وعندما نظر مرة أخرى ، شاهدت عيناه فتى بكوفية  منحنيا على زيتونة خضراء كشلال حياة متدفق ،  يسقيها بخرطوم في يده ، بشلال آخر دافق ، وبنغمات ضاحكة متشوقة إلى احتضان جذع الزيتونة والذوبان فيها ،

مارس ضبطا شديدا على نفسه كي لا تنساق عيناه وراء جذلها الطفولي ، بينما تحسست أصابعه فوهة ذلك الشيء البارد القاسي الرابض في يده .

انقشع الضباب مرة واحدة من صدره ، لم يعد  يشعر بالاستفهام لتسميته والطابور الطويل الآتي معه بالضيوف .

مزق ضجيج بارد موحش منطلق من فوهة مسدسه ابتسامة الفجر الواسعة   ، متجها إلى ظهر الفتى ذي الكوفية  .

انبثق فرحه الغائر كبيرا .. كبيرا ،  باردا موحشا مثل ذلك الضجيج  .

عندما استدار عائدا إلى فراش وثير في بيت كبير خاص به كمواطن صالح ،  تحيط به أشجار الغرقد  ، لم يهتم بالزيتونة التي اصفرت  وسقطت بصوت هائل على جسد الفتى الذي تدثر بكوفية حمراء كبيرة نبعت فائرة من ظهره .

لم يهتم بنضوب الشلال المتدفق من الخرطوم .

أقدامه فقط هي التي أحست بأن الأرض تحتها صارت يابسة متشققة في فجر مقتول الابتسامة.

                                                                                       1991

 




نورا

الظل الكبير
ماكسي .. ولحاف
في ليلة واحدة
مهاجر إلى الغرقد
شيء ما

نورا
الظل الكبير
الدليوب
الحجارة .. والجمرات
في ليلة واحدة

الشعراء الدواوين القصائد

Powered by: kahf diwan Version 2.1.0 Copyright ©1999-2025 www.alkahf.net