 |
قسم روائح الفقراء مُــنَـظِّـــر... |
مُــنَـظِّـــر... توسدوا زنودهم صفا صفا، واحدا تلو آخر باتجاه اليمين.. اراحوا قحاف جماجمهم على راحات إيديهم صفا صفا، واحدا تلو آخر باتجاه الشمال. في تقلبهم ذات اليمين، وذات الشمال كان العسكري ضخم الجثة بزيه الكاكي، وبقدميه الثقيلتين يهز الأرض بين صفيهما، في خطواتها العسكرية.. هوووب: يمين يسار، يمين يسار، وثمة رائحة نشوة تتصاعد إلى منخاريه. *** - لابد من الاضراب عن الطعام! - لن يكثرثوا بنا... - ... في المقابل لن يلتفتوا لمطالبنا إن لم نفعل ولن تتحسن أوضاع الحبس، وربما سيكون ثمة تحرك خارج المعتقل إن نحن أعلنا الإضراب ( قال ذلك)، مبتسما فرحا بانتصاره الحواري مثل كل مرة، وهو ينظر في عيون رفاقه الذين ما اسطاعوا ردًا. *** في توسدهم زنودهم صفا صفا باتجاه اليمين تماوتوا.. في إراحتهم قحاف جماجمهم على راحات إيديهم صفا صفا باتجاه الشمال تماوتوا. *** توسد زنده في الصف اليمين ذات مرة. أراح قحفة رأسه في الصف الشمال أخرى. كان الزعيم صاحب التنظيرات الخرافية يريد أن يوصل رسالته عن العدالة والمساواة بين رفاقه، حتى وهم نياما في صفين متقابلين معرضين عن الطعام، ومضربين عن الكلام كذلك. *** كان الضخم بزيه الكاكي البغيض يراقب كل ذلك بأناة وصبر بعدها انتخب الزعيم من بين الفرقة المضربة مقتادا إياه إلى الضابط.. ابتسم الضابط بخبث وعمز بإحدى عينيه إلى العسكري الضخم الذي بدأ في فك أزرار بنطاله ببطء ولؤم.. صرخ الضابط على الزعيم بقوة: - ها ما قولك الآن؟ طأطأ الأخير رأسه، ووقع العريضة!
|
|
|
| | |