• ×
الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 | 03-01-2013

عـنـدما نرتمي في أحـضان الشعر

0
0
377
 عـنـدما نرتمي في أحـضان الشعر
للكاتب : صالح السنيدي



وجـوه الشعـر وحالاته:

الوجه الأول :- كان وما زال الشعر كائن كريم يكرم كل من أكرمة , وأعطاه قدرة , وكل ما أعطاء الشاعر للشعر من وقت واطلاع وبحث في شؤونه وفنياته . كان عطاء الشعر له أكبر وأجزل , ومن السخاء الكثير .يا له من كائن سخي كريم النسب .

الوجه الثاني :-

لكنه أي الشعر في هذا الوجه المقابل لأن الشاعر أعطاه من خلف يده ومتهنه , و كان الشعر عنده وسيلة للشهرة أو للمال أو إرضاء وإسخاط فقط .. دون هدف مرسوم , ولا طريق معلوم , معمعة يصبح فيها الشاعر فيها مشتت القصائد , يخفض ويرفع في مسار زجزاجي , ولا يعرف كم قطع من المشوار وكم بقيا له ولا أين يقف .. يدور في حلقات ودوائر مفرغه , يكرر نفسه في كل محفل دون أن يشعر . هنا عند هذا الوجه يكون الشعر عقبة كؤود ثقيل دم على المتلقي لأن من صاغه كذلك , فبان وجه صاحبة لا ذنب للشعر فيه بل هو ذنب على الشعر .

الوجه الثالث :-

هذا الوجه غريب يكون فيه الشعر والشاعر غريبين عن بعضهما .. بل ربما لا يعرفان بعضهما إلا بالأسماء , هما ضيفين على شعراء الوجه الأول الكرماء والوجه الثاني البخلاء ، وقد تكلمان عن علاقة ضيافة الشعر بالوجهين .

أما عن ضيافة الوجه الثالث فهي ضيافة من نوع آخر يكون فيها التعارف بين شاعر الوجه الثالث والشعر عند الوجهين .. لأن هذا النوع هم المقلدين للقصائد الشعرية , ومقلدين للشعراء غرباء عن الشعر . لا شخصية لهم , ولا طريقة تعرف ,ولا هدف , ولا مبدأ , ولا كيان شعري . هو يأتي بقوالب جاهزة , ومن ثم يكتب عليها وزنه إن كان له وزن وقافيته .

وإذا حل على التفعيلة أعتبرها أسهل , مما يتصور الشعراء المجيدين أصحاب التجارب الفذة , فيأخذها من قصائدهم بكل أقتدار ويغير ملامحها ,وينتج قصيدة دون عناء وجهد يذكر .

وهذا الوجة لا يكرم الشعر ولا يعرفه إلا بالإسم . فقد تولى غيرة عنه المهمة أي مهمة القراء والبحث والتجديد والإضافات الرائدة .

وفوق هذا يدعي أنه شاعر وأديب وكاتب وإذا طلب منه أي قصيدة وعلى أي وزن لا يستدعي الشعر ولا يكلمة أصلاً بل يذهب للطريق الأسهل القوالب الجاهزة .

يعمل كوبي أن باست .. والأمور عال العال .. وهو شاعر دون معرفة الشعر .

بعد هذا الإسـتـقـصاء نـنـتـقـل لعـلاقة هـذي لوجوه بالإرتماءات في أحـضان الشـعـر .

1- حال الوجه الأول :- هنا بعد أكرم الشعر تزداد الثقة بـيـن الشاعـر والشعر فـيـرتـمي الشعـر في أحضان هذا الشاعر ويكون لـصـيق به ورفيق دربة , ولسان حاله , في حله وترحاله ., والمحبة متبادلة بينهما . تتوافد عليه القصائد بين يمينه وشماله , تعيشه ويعشها . من هنا يتربع في جنان الشعر وحق له , لأن الشعر قد بنى صرحاً عنده .

2- الوجه الثاني :- هنا الشاعر من أرتمى في أحضان الشعر هو ضيف عـلية غير مقيم لكـنه مدد الضيافة من نفسة وطال مكثة دون أن يرد الضيافة بالإكرام ويدعـوه له . فأثقل كاهل الشعر .

لذا هو والشعر في شد وجذب , رضى وسخط ,بعد وقرب . لأن الشاعر أرد الأمر من جانب واحد والشعر يريد من يحييه والنتاج أما أن يهجره الشعر وإما أن يتعايشا . ولكن على مضض . وتأتيه القصائد على استحياء .

3- الوجه الأخير الثالث :-

للأسف هذا الوجه لا ملامح له , الشاعر فيه لا يعرف من هو ما هي القصائد التي له , يحاول الإرتماء في أحضان الشعر فلا يستطيع لأن الشعر لا يتعرف علية .. ثم يريد أن يدعوا الشعر للإرتماء في أحضانه ولا يجد الطريق المناسب .


ـــ لأن وبكل صراحة الشعر لا يرتمي إلا في أحضان من يعرفون قدرة ولهم صفات يعرفها الشعر فيغدق العطاء وهذا بمثابة المكافئة لكل من أجتهد .


الخاتمة :
يجب علينا كشعراء أن نتعرف على الشعر عن قرب ونكرمة حتى يرتمي في
أحضاننا .


1-- في رأيكم ألا يستحق الشعر عناء القراءة والتقصي في دواخله وعوالمه الفنية ؟

2- ما رائكم في من يعتمدون القوالب الجاهزة ؟

3- هل لابد من البحث والعناء حتى نستحق الأفضلية والإبداع ؟


لكم أرق وأجمل تحية ..