من نصدق؟
08-01-2012 05:39 صباحاً
0
0
256
مقال/ من نصدق؟
الكاتبة/ هدى بنت سعيد السعيدي
في ظل العجلة المتسارعة من الأحداث التي يعج بها وطننا العربي، يبقى المرء العربي في حيرة من أمره حول الحقيقة الخالصة لهذه الأحداث وليس خفيا على أحد أن الغياب الشبه كامل للإعلام المحايد والموضوعي هو من أنتج وعزز هذه الحالة من الضياع والحيرة، وحتى بتنا نفتقد للشخصيات الثقافية المستقلة التي قد نرتوي منها عطشنا للحقيقة، وعليه فإن هناك ثمة سؤال مشروع يطرح اليوم وهو من نصدق؟!
هل من يبشرنا بأننا في\" ربيع عربي \"؟ ونحن نسمع بأننا على شفير حرب أهلية على أكثر من قطر عربي ومايزكيها اللغة المذهبية القاتلة التي باتت الطاغية والسائدة في الفضاء الإعلامي وفي أفواه المشبوهين،أم نصدق من ينذرنا بعظائم الأمور وأننا في حال\"خريف عربي\"؟وكأننا كنا نعيش حالة النعيم وراحة البال في ظل الأنظمة التي هوت أو التي على وشك ذلك، واستطرادا هل نصدق بأن التقلبات التي حدثت هي ليست إلا ردة فعل شعبية للأداء الفاشي للأنظمة البائدة؟
ولكن لماذا أتت هذه\"اليقظة\" متأخرة بعد عشرات السنين التي عششت وتجذرت فيها هذه الأنظمة؟ومايعزز هذا الشك هو الدعم المطلق لهذه التقلبات من قبل دول أجنبية كان لها أدوار مشبوهة في وطننا العربي،ومن جهة أخرى هل نصدق بأن هذه التقلبات هي صناعة أجنبية لإثارة الفتن وهي وجه جديد لتقسيم المنطقة،وتأمين مصالح الأعداء وكأن الأنظمة الساقطة كانت تردع هذه القوى وهي التي دأبت دوما لتأمين مصالح هذه القوى بل أصبحت ضمانه لحماية مصالحها ووجودها، وحتى الساحة الثقافية لم تسلم من هذا الضياع فهناك من يهول انتصار فئة دينية في الدول التي شهدت تحول ويتخوف من حد للحريات، وهناك من يهون هذا ولا يرى لهذا الأمر مصدرا للخوف.
وبين كل هذا قد يقول البعض هذا التنوع في الآراء إنما هو غنى وحصيلة لهذه اليقظة ولكن نقول بأننا لا نبحث عن الآراء المختلفة التي لابد أن تكون متنوعة حتى تثري المجتمع،بل نبحث عن الوقائع المغيبة التي لابد أن تظهر حتى نستطيع أن نميز الخيط الأبيض من الخيط الأسود.