• ×
الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 | 03-01-2013

تعددت الأقلام والقلب واحد

0
0
265
 
تعددت الأقلام والقلب واحد...

بقلم :وضحة بنت محمد الشكيلية



أمسكت محفظة أقلامي وأنا مترددة وحائرة في اختيار القلم المناسب للتعبير عن المشاعر التي تعتري قلبي حتى أحسست به ثقيل الوزن بسبب المشاعر الجياشة التي يحملها وأخذت أبحث عن وصفات مناسبة لمتابعة حمية خاصة له تخفف عنه همَ الحزن واليأس الذي مر به وعاناه...أخيرا وقع اختياري على أصغر الأقلام الموجودة في المحفظة فهو حاد السن وضعيف البنية ولونه أسود وذا حجم صغير وبدأت بتفريغ شحنات قلبي في مدونتي ولكن انتابني خوف شديد من أن يكون غير قادرا على التعبير عن أحاسيسي المختبئة خلف جدران قلبي أرجعته إلى مكانه وقمت أفتش عن قلم آخر أكثر صلابة وذا لونا مختلف لعله يكون أكثر قدرة على ترجمة مشاعري انتقيت من بين هذه الأقلام قلم حبر أزرق اللون ذا سمك عريض ومتوسط الطول وبدأت في محادثة قلبي وكأنه شخصا يفهم فن الحوار لأدون حوارنا في المذكرة التي استقبلت بكل رحابة صدر أن تحتضن مشاعر قلبي بين ثنايا أوراقها ولكن ما لبث أن توقف قلمي عن الكتابة لأن الحبر الذي يحتويه قد جف ...حاورت قلبي وقلت له اصبر حتى أفتش لك عن قلما آخر وما هي إلا لحظات حتى وقعت يدي على قلم يبلغ طوله تقريبا خمس سنتميترات وسنه حاد جدا ولونه أحمر فحملته وأنا متفائلة بأنه سيفهم مشاعر قلبي الذي بات مكسورا الخاطر لأنه لم يجد أحدا من يفهمه ...هيا لنبدأ فأنا مستعدة لسماع شكواك يا قلبي المنفطر ومستعدة كذلك لتدوينه حينها بدأت بالعد واحد ...اثنان ...ثلاثة هيا ابدأ في الحديث حتى أسجل ما تمليه علي لعلك ستشعر بالراحة ...

لم أكتب سوى سطرين فقط وبعدها انكسر سن القلم أيعقل من بين كل هذه الأقلام المتعددة لا يوجد قلما يصمد على الكتابة حتى النهاية؟؟؟لم أييأس في البحث عن قلما آخر ليواصل ما بدأت به الأقلام السابقة في التعبير عن مكنونات قلبي حتى أخترت قلم رصاص وبدأت في الكتابة وأنا خائفة من أن يخذلني ويكسر قلبي الحزين ولكنه ظل صامدا حتى نهاية الطريق إلى أن أنهى قلبي من فضفضة ما تحتويه من مشاعر جياشة فما كان من القلم إلا أن خاطب قلبي قائلا كتبت كل مخرجاتك فأنت قادر على مسح كل ما كتبته من مشاعر لتستبدلها بمشاعر كلها صفاء ونقاء فهذه تقلبات الحياة نمر بمشاعر فرح وحزن وشقاء وكلها مشاعر تختلط مع بعضها في قالب واحد وهو أنت ومهما تعددت الأقلام وتنوعت فهي تترجم مشاعر قلب واحد والزمن كفيل بمحو تلك الأحداث فيجب عليك أن تتحلى بالصبر وأن ترجع الأمر إلى الله فهو منبر السعادة الأبدية وهو الحمية الصحية التي لا تخلف أضرارا جسيمة عليك بل تكسبك الراحة والطمأنينة فهيا ابدأ من الآن ولا تنتظر.