• ×
الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 | 03-01-2013

تقاسيم بين المسرحي ومظلته

0
0
190
 
تقاسيم بين المسرحي ومظلته !
للكاتب : إدريس النبهاني


عودة لهاجس الروح المسرحية والحلم الكبير الذي يختزل مكنونات كل المعتلين خشبة المسرح العمانية.. ونحن نعانق بشغف المحبين لهذا الخشبة الذكرى السنوية ليوم المسرح العالمي نقف وقفة الرائي لنستقرئ ببصيرة قبلة المسرح العماني بين مساحات الثقافة المسرحية الإقليمية والعربية لنعود متقهقرين تقهقر الخائف من مستقبل قادم لا نستبين كنه أحداثه القادمة.

في الراهن من الزمن أصبحت الثقافة المسرحية العمانية رافدا معززا للساحة المسرحية الخليجية والعربية ليس بشهادة المسرحيين العمانيين، ولكن المهتمين بالحراك المسرحي والمتابعين لمسيرة المسرح في السلطنة يجدون أن الخطوات الحثيثة التي استحثها المسرح والمسرحيون بالسلطنة بلغت مبلغا من الرقي والتطور الإبداعي المعزز للهيكلة المسرحية المحلية ودليلهم على ذلك جملة من الأعمال المسرحية التي مثلت الفرق المسرحية الأهلية في العديد من المهرجان الخليجية والعربية .

وتحصل تلك المشاركات على العديد من الجوائز المهمة على مستوى المهرجانات العربية هو المؤكد على تطور مرحلي قائم على التصاعد الإبداعي في اللعبة المسرحية العمانية ونشير هنا على سبيل الذكر لا الحصر إلى مسرحية \" حمران العيون \" لفرقة صلالة المسرحية الأهلية التي تحصلت في المهرجان المسرح الخليجي الثامن في 2003م على جائزة الشارقة للإبداع المسرحي في دورتها الأولى وهو المثال الأبلغ وما تلى ذلك وسبقه من إنجازات مسرحية لهذه الفرق المسرحية الأهلية يؤكد هذه النظرية القائلة بتطور الحراك المسرحي في السلطنة.

وبين هذه النجاحات المتتالية والمتواصلة يقف الفنان المسرحي وقفة الباحث عن ما يستظل به من مظلة تكون حاضرة تواصل دائم تربطه بأقرانه من المسرحين وتحفظ له حقوقه على خارطة الفن بالسلطنة وتنظم واجباته المسرحية وتكون مترجما وداعما حقيقيا ،وتفتح له أبوابا للتواصل المسرحي مع العديد من الفنانين المسرحيين على المستوى الإقليمي والعربي.

الجمعية العمانية للمسرح كيان أريد به حقا وانصافا فاستحال طامة كبرى!! بفرحة غامرة واستبشار سعيد كنا حضرنا الاجتماع الأول لتأسيس الجمعية العمانية للمسرح يومها قلت أننا سائرون على النهج الصواب لإحقاق الحق لكل المسرحين بالسلطنة بالنظر للمجتمعين يومها من أكاديميين ومسرحيين وهواة ومحبي المسرح الذي دفعتهم الغيرة وحفزهم الإخلاص للمسرح على أن يكونوا جزءا أساسيا من أعمدة هذا البيت الذي لطالما حلمنا به أن يحتوي جمال إبداعاتنا المسرحية لنرى جموع أطياف المسرح العماني من الشمال إلى الجنوب مجتمعة تحت سقف واحد وبيت واحد ليعلنها يوم ذاك الرئيس المنتخب لأول مجلس إدارة للجمعية بأنها ستكون بيت كل المسرحيين في السلطنة فطرنا بأحلامنا الوردية ناصية المؤمل من تأسيس هذه الجمعية والبرامج المرجوة منها ومن مجالس إداراتها سعيا لخلق قاعدة مسرحية مجيدة أساسها الإبداع وروحها المعرفة وكيانها الصدق والصدق والصدق والإخلاص للخشبة السمراء.

مرت أيام وأسابيع وشهور ونحن نرقب علو بيت المسرحيين وتسامق هاماته وارتقاء شأنه ليكون دافعا خيرا نحو إحقاق الحقوق، وفي لحظة ترقب الخير منه إذا بعارض ممطر ينسف أعمدة من أركان إدارته، يومها قلنا خلاف أحبة لصالح عام!! وتكرر الصالح العام حتى فاء بنا لكيان يقف على عكاز يكاد أن يشوبه الاعوجاج، ومع ذلك صمد واجتهد وقدم وبنى وهدم!!! كثر الهمز واللمز وفاحت الرائحة وبكينا على حلم يظل حلما ومع كل البكاء كان المؤمل خيرا فيمن بقى لكن المحصل \" سيئة تعم وحسنة تخص \" ومسرحي مشتت بين الباطل والباطل والحق والحق.

ذهب من كانوا وجاء من يكونوا وتكرر السيناريو وبقي الحال هو الحال شتات مسرحي وعبثية غير منظمة فمن الذي سيحق الحق لهذه الخشبة من الصادق لها والمخلص لها.
الكل اجتهد وبذل وقدم ونجح وأخفق وهي سمة بشرية من كانوا أحسنوا وأساءوا ومن يكونون أحسنوا وأساءوا والخاسر هو أنت يا خشبة فمن سيشملك بعناية وإحسان إن كان أبناؤك آثروا الخاصة عن العامة!!

همسه: للمسرح روح تغرد في فضاء خلاق فلا تخنقوها بنفوس إسودت بعضا من أطرافها كونوا له صادقين ولملموا شراذيم أنفس بشرية أمارة بالسوء وأحسنوا لها فإن الله يحب المحسنين.