• ×
الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 | 03-01-2013

يوم النهضة المباركة

0
0
344
 يوم النهضة المباركة
للكاتب : سعيد الكندي


تتوالى السنين بعد السنون ويمضي التاريخ وتدور رحى الزمان لنقف وقفة اعزاز وافتخار في يوم مجيد من ايام كل سنة , يوم نحمد فيه الله العلي القدير على أن أنعم علينا بهذا البلد المعطاء وأن اكرمنا بسلطانه الحكيم حفظة الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه.


يحق في هذا اليوم المجيد لمن ولد على هذه الارض الطيبة وعاش من خيراتها وترعرع في ولاياتها وبين جنبات قراها الجميلة أن يرفع راسة عاليا مفتخرا راضيا بأن يكون أحد ابناءها وان يكون جنديا تحت راية قائدها العظيم وسلطانها الكريم.

أن الفرق بين الامس واليوم كبير والبون شاسع ......
نور بعد ظلام ...
أمن وسلام ....
تكاتف ووئام ....
حب وغرام بين عمان ......
وشعبها العصام ....
وقائدها الظرغام .

ذات صباح جلست مع احد كبار السن ...
شيخ شارف على العقد العاشر من عمره ...
احدودب ظهره ....
ورق عظمة .....
وسقط حاجبة .....
وتجعد جلده ....
رجل عاش الفترتان اللتان مرت بهما البلاد , انقل لكم هذا الحديث على لسانه حيث قال :
(( عندما بلغ سني الخامسة عشر وبلغت سن التكليف في ذالك الزمان وجدت امام ناظري والداي الكبيران في السن وثلاث اخوات واخ مريض يكبرني سنا , كان ابي يعمل مزارعا في أحد المزارع في البلده ( بيدار ) , يذهب في الصباح الباكر ويعود والشمس قد شارفت على الغروب ومعه من الرزق ما كتبه الله لنا على يد صاحب هذه المزرعة .

البيوت من السعف المتهالك ......
والوقود من الحطب النادر.....
والذي تقطع النساء لجمعه الآف الامتار ذهابا وايابا .....
الماء شحيح .......
والحياة بمجملها بائسة مظلمة ......
لم استطع المكوث طويلا لاكمل رؤية هذه المشاهد المحزنه , فقد ركبت البحر مع من ركب وتوجهت لجزيرة البحرين للعمل في مهنة اصطياد اللؤلؤ, عملت بها ردح من الزمن الى ان ظهر النفط وبدأ في صراعة الشرس مع هذه المهنة واجبار تجارها وصياديها لتركها والعمل في مجالات اخرى , ما دفعني للابتعاد والتوجه للسعودية للعمل في قطاع الزراعة , الى ان جاءنا المنادي بان عودوا للوطن استجابة لنداء قائده المفدى وخدمة في بناء نهضتة المباركة )).
الى هنا وانهي حديث الشيخ اختصار وايجازا وعملا بالحكمة القائله : ( خير الكلام ما قل ودل ) , فحديث كبار السن حديث لا يمل فتجد فيه الحكمة والمثل والقصة والطرفة والشعر ...

ان ما وصلت اليه بلادنا الحبيبة من تطور ونهضة لم يأتي من فراغ وانما جاء بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بحكمة الحكيم وقيادته الرشيدة.

إننا اليوم نعيش الفرحة الاربعون من عمر النهضة المباركة ويومها المبارك الثالث والعشرين من يوليو المجيد , لنفتح صفحة جديدة من صفحات الكتاب السعيد والذي تعاهد مؤلفة على صياغة حروفة بماء الذهب حتى اخر نفس من انفاس حياته خدمة لهذا الوطن الحبيب وشعبة الطيب .