• ×
الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 | 03-01-2013

فن الدبرارت

0
0
609
 
فن الدبرارت
للكاتب محمد جهوم المعشني


تشتهر المنطقه الريفيه من محافظة ظفار بعدد من الفنون فمنها فن الدبرارت والهبوت وفن النانا والذي يتركز وبشكل كبير في الأرياف التابعه لولاية مرباط والمناطق الشرقيه منها.
أما من جانب فن الدبرارت والذي يعتبر الشاعر المرحوم محاد سالم كشوب الملقب بمحاد الفهد من أهم وأشهر رواد وشعراء هذا الفن لما قدمه من كم هائل من إبداع وإثراء منقطع النظير لساحه الشعبيه الظفاريه بموهبته الخارقه والذي يعتبر مدرسة فن الدبرارت..
فهناك أيضا شعراء كبار من أمثال الشاعر عامر سهيل شدر العمري ومحاد سعيد أرعيب العمري والذين قدموا وما زالت تجود قرائحهم بإمداد هذا الفن الأصيل بالقصائد الجميله هم وما معهم من شعراء آخرون.

ويرتكز طابع قصيده الدبرارت على مقومات تعتمد على الوزن والقافيه وكل قصيده من هذا الفن تكون ذات جرس موسيقي خاص بها ويؤدى هذا الفن في المناسبات قديما\" ويقدموه أناس ذو أصوات رخيمه وبارعه في تقديمه وتأديته وما زال يقدم بين فتره وأخرى في المهرجانات ولم يحضى هذا الفن بقدر كبير من الإهتمام لا من المؤسسات الرسميه ولا من الجيل الصاعد الذي إتجه إلى القصيده النبطيه العربيه وأهمل هذا الموروث الضارب في أعماق وجذور التأريخ.

فيحضرني هنا مقطع من قصيده أنشدتها قبل سنتين وهي محاكاه مع إبن أخي محمد وفيها من النصائح لكن لا يسعفني إلا أن أقدم الشي البسيط منها من باب كيفية كتابة هذا الشعر وأسلوبه.

سملي لمحمد بيفول/بحوفظ لش عر أجيشيت..
هس آمك معدن رحيم/بأبصوف رحات دحجيت..
هس سه من فولاذ حرد/إشي أيقومن أكلحيت..
هونى هس أبييت/هر أتعجج من أيديت..

هذا النص من قصيده دبرارت لي وهي كتبتها في إبن أخي وهي تبدأ بمعناها أن لا يصيبه شي من التعب ولا المرض

وبعدها دخلت وإمتدحت خواله وأنهم كما الفولاذ القاسي الذي لا يلين ولا يصدأ وأنهم كما الهواء الذعذاع الذي تنتشي معاه الرائحة الشاذيه والطيبه.

تنبض اللغه الجباليه وينطق بها الإنسان الريفي في محافظة ظفار في الأجزاء الريفيه منه والممتده من أقصى الشرق من حاسك إلى ولاية ضلكوت. ووفقا لبعض المصادر يقال أن بعض الحروف التي تنطق ولا تكتب الآن أنها كانت تكتب بالخط المسند الحميري القديم وتعتبر اللغه الجباليه إمتدادا لسبع اللغات العربيه القديمه والتي تعتبر جسر الإمتداد بين ماضي وحاضر تأريخ هذه اللغه.

فأحفظ قصيده لشاعر محاد الفهد يقول في مطلعها:

أوشي لش طفول/عر غور بخلست..
هر موت أشي إينث/أبقيع بأكفت..
أميلن بسن كل/تقولب أرجحت..
أقوثى بش أغريض/أدندي بأغضنت..
أيشورى ليرغود/هر دعود بقلت..

يدخل هذه القصيده في إطار غرض الغزل ويقول الشاعر أن طفول لو قورنت بمئه من النساء أنها سترجح بهن بجمالها وبأوصافها النبيله.
وشبه عنق طفول بعقود الدرر وأنه يشبه العشب الندي..

أما من جانب مطربي هذا اللحن وأبرزهم هم سعيد سالم الحكماني وسعيد حركون العمري
وسعيد سالم المعشني \"بر عيجام\" وخالد قطن \"برأقينوت\" ، وهناك أيضا شعراء ومقدمين لهذا الفن فلا يسعفني أنا أذكرهم كلهم فهذا الشي مجرد شي بسيط لإعطاء لفته ونظره على هذا الفن الشجي والجميل.

ملاحظة: يوجد بالمكتبة الصوتية بموقع السلطنة الادبي العديد من المقاطع الصوتية لفن الدبرارت والفنون الاخرى .