تأبط شعرا

تأبط شعرا
للكاتب ياسر الغانم


الشاعر القطري عبد الرحمن الحوسني تكلمنا عنه في تأبط شعرا سابقا وها نحن اليوم نورد لكم رؤية لمفردتين أوردهما الشاعر في بيتٍ شعري له والذي يقول:

جاني يقول فلان ما بيك ما بيك
ولقمة سحوري توّها تعبر الحلق

فــ(لقمة سحوري) تأخذنا إلى استمرارية الحياة وانسيابيتها، فرغم ما بنفس الشاعر الشاب من حزن وصدمة من موقف أذهله وشل أجزاءه، فالجزع لا يرد ميتا ولا يطرد حزنا، قال عز وجل في كتابه العزيز: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} } سورة البقرة، وهذا ما حدث حسب نظري إذ إن الشاعر حين حدث ما حدث انبهر وغضب إلا إنه تمالك نفسه وسكن وللبيت دلالات أخرى وقفنا عليها في قراءتنا للنص وسوف ترى هذه القراءة النور قريبا بإذن الله.

الشاعر علي الراسبي
استوقفني كثيرا ذلك النص الذي اسمه القناديل كثيرا، لما فيه من حزنٍ وصور جميلة ومقدرة في التلاعب بالأبحر والذي في نظري بأن الكثير لم يعلم بأن هذا النص عبارة عن نصين، كل منهما يختلف عن الآخر في البحر والمعنى، فلله درك من شاعر أخي الغالي، كما استوقفني كثيرا ذلك النص الذي ألقيته على مسرح شاطئ الراحة ببرنامج شاعر المليون، علي أنت حقا شاعر مختلف لك طابع خاص.

الشاعر خليفة الغافري
كم أنت مبدعٌ حقا في حلقك وشعرك وهذا ليس بغريب على أمثالكم فأنتم من أيها الشعراء كم تعانون من آلام وما ذاك إلا لرقة مشاعركم، فيا أيها الغالي كم أنت رائع جدا في معنى الخسارة.

ما يفطن لمعنى الخساره إلا ملوك الأندلس
ما يبدع ف رسم الخيال إلا أنامل شكسبير

وآنا سطوري هاهنا الإبداع لي فيها همس
فيها من بحور المعاني وفني الشي الكثير

حبري ف سكة صفحتي دايم ف سيره محترس
لكن خساره لا يزل في ساحة الشعر الأخير

لأن الشعر عندي وصل يمكن إلى سن اليأس
ماعاد يغري لو نظره إنسان في دربه يسير

ما عاد لألحاني أبد في زحمة أوجاعي جرس
لأن الشعور فــ داخلي أضحى فـ هالواقع ضرير

فثق تماما أيها الغالي بأن لك مساحة في القلوب، ولا أظن بأنك شعرك لا يغري أي إنسان مرهف الحس، وإن ألحانك لم تعد لها أجراس، فأنت في الصفوف الأمامية رغم الواقع المر الذي تمر به الساحة.

همسة أخيرة مني إليها فقط :
جيتي وانا اللي كنت أترقب بتورك
وغبتي وانا ما عاد متوقع غيابك
سلمى إذا خلّي يجي هالكون نورك
وانبت ظلال الليل في مسفر جنابك
ما عاد بي سلوى ولا دمعه لجورك
شوفي الزبرجد في يديني كيف هابك
لمّي على شخصي كيانه في حضورك
ذوّبت أزاريري على بابي وبابك