الشعر تحت الطلب!!!
05-30-2010 07:58 مساءً
0
0
279
الشعر تحت الطلب!!!
للكاتب : إبراهيم الرواحي
*حوار هاتفي:
_ألو السلام عليكم.. هل أنت الشاعر فلان الفلاني؟
_وعليكم السلام، نعم.. تفضل.
_لدينا احتفال بمناسبة اليوم العالمي ل......... بعد أسبوع من الآن.. ونريد منك كتابة قصيدة بهذه المناسبة ، لأننا نعرف أنك شاعر جيد!!!
*مكالمة أخرى:
_أخي العزيز.. أطلب منك كتابة قصيدة رثاء لصديقي الذي توفي قبل يومين، وتذكر فيها اسمه الكامل واسم إخوانه (فلان وفلان وفلان ... )
*حوار في المقهى:
_كيف الحال يا صديقي الشاعر؟
_الحمد لله ، تفضل..
_سنقيم مهرجانا بمناسبة (....) ونطلب منك كتابة كلمات أوبريت يتكون من (5 لوحات ) هي : ......!!
_سأحاول بإذن الله، ولكن، كم ستدفعون لي مقابل ذلك؟
_لا شيء.. سنضع اسمك في برنامج الحفل.. لن نستطيع إعطاءك أي مبلغ ؛ لأننا سندفع مبالغ طائلة لتسجيل العمل والملحن والمؤدي...!!!
*رسالة قصيرة عبر الهاتف:
شاعرنا الفاضل.. نعرف أن مستوى كتاباتك الشعرية جيّد.. ولذلك نطلب منك كتابة قصيدة نقدّمها هديّة للعروسين (فلان وفلانة) بمناسبة زواجهما بعد أسبوع.. ننتظر الرد منك بسرعة.
*****************************
ما ورد أعلاه بعض من المواقف التي تمرّ بالعديد من الشعراء يوميا تقريبا، لدرجة أنهم قد يظنون أنفسهم أحيانا آلات تفريخ تنتج عشرات القصائد يوميا حسب المناسبات، فهناك قصائد الأعراس والتهاني، وهناك الاحتفالات الوطنية ، والمهرجانات المدرسية، والمناسبات الصحية والبيئية والاجتماعية المختلفة،....
فمن المسؤول عن تفاقم هذا الوضع؟
هل هم الشعراء الذين يرضون بتقديم قصائد لهذه الفعاليات وبهذه الشروط المجحفة في حق الشعر والشاعر؟
أم المنظمون والمجتمع بشكل عام الذين لا يفقهون الشعر سوى أنه كلام يجري صفّه وترتيبه بسهولة من قبل الشاعر لأنه (شاعر) وهذا سهل عليه؟
ألا يؤثر هذا التنازل من قبل الشعراء والرضا بما يطلب منهم وتنفيذه، ألا يؤثر على هيبة الشعر وقوته وجماله؟
متى سيفهم الناس أن الشعر إحساس وتجربة ومعاناة ومشاعر يجري ترجمتها من قبل الشاعر ، وليس طلبات تطلب منه ليوفر لهم كلاما موزونا ، وربما غير موزون؟
انتبهوا أيها الشعراء ، إننا بهذا الوضع نظلم الشعر ونشجع المجتمع على احتقار الشعر واعتباره كلام مناسبات ومخاطبات واحتفالات فقط ... بدون انتباه إلى جمالياته.
ربما ستكون لي عودة لهذا الموضوع.. حتى ذلك الحين .. دمتم بشعر
للكاتب : إبراهيم الرواحي
*حوار هاتفي:
_ألو السلام عليكم.. هل أنت الشاعر فلان الفلاني؟
_وعليكم السلام، نعم.. تفضل.
_لدينا احتفال بمناسبة اليوم العالمي ل......... بعد أسبوع من الآن.. ونريد منك كتابة قصيدة بهذه المناسبة ، لأننا نعرف أنك شاعر جيد!!!
*مكالمة أخرى:
_أخي العزيز.. أطلب منك كتابة قصيدة رثاء لصديقي الذي توفي قبل يومين، وتذكر فيها اسمه الكامل واسم إخوانه (فلان وفلان وفلان ... )
*حوار في المقهى:
_كيف الحال يا صديقي الشاعر؟
_الحمد لله ، تفضل..
_سنقيم مهرجانا بمناسبة (....) ونطلب منك كتابة كلمات أوبريت يتكون من (5 لوحات ) هي : ......!!
_سأحاول بإذن الله، ولكن، كم ستدفعون لي مقابل ذلك؟
_لا شيء.. سنضع اسمك في برنامج الحفل.. لن نستطيع إعطاءك أي مبلغ ؛ لأننا سندفع مبالغ طائلة لتسجيل العمل والملحن والمؤدي...!!!
*رسالة قصيرة عبر الهاتف:
شاعرنا الفاضل.. نعرف أن مستوى كتاباتك الشعرية جيّد.. ولذلك نطلب منك كتابة قصيدة نقدّمها هديّة للعروسين (فلان وفلانة) بمناسبة زواجهما بعد أسبوع.. ننتظر الرد منك بسرعة.
*****************************
ما ورد أعلاه بعض من المواقف التي تمرّ بالعديد من الشعراء يوميا تقريبا، لدرجة أنهم قد يظنون أنفسهم أحيانا آلات تفريخ تنتج عشرات القصائد يوميا حسب المناسبات، فهناك قصائد الأعراس والتهاني، وهناك الاحتفالات الوطنية ، والمهرجانات المدرسية، والمناسبات الصحية والبيئية والاجتماعية المختلفة،....
فمن المسؤول عن تفاقم هذا الوضع؟
هل هم الشعراء الذين يرضون بتقديم قصائد لهذه الفعاليات وبهذه الشروط المجحفة في حق الشعر والشاعر؟
أم المنظمون والمجتمع بشكل عام الذين لا يفقهون الشعر سوى أنه كلام يجري صفّه وترتيبه بسهولة من قبل الشاعر لأنه (شاعر) وهذا سهل عليه؟
ألا يؤثر هذا التنازل من قبل الشعراء والرضا بما يطلب منهم وتنفيذه، ألا يؤثر على هيبة الشعر وقوته وجماله؟
متى سيفهم الناس أن الشعر إحساس وتجربة ومعاناة ومشاعر يجري ترجمتها من قبل الشاعر ، وليس طلبات تطلب منه ليوفر لهم كلاما موزونا ، وربما غير موزون؟
انتبهوا أيها الشعراء ، إننا بهذا الوضع نظلم الشعر ونشجع المجتمع على احتقار الشعر واعتباره كلام مناسبات ومخاطبات واحتفالات فقط ... بدون انتباه إلى جمالياته.
ربما ستكون لي عودة لهذا الموضوع.. حتى ذلك الحين .. دمتم بشعر