أين النتاج الأدبي العُماني؟!
02-26-2011 07:30 مساءً
0
0
345
أين النتاج الأدبي العُماني؟!
للكاتب : مصطفى المعمري
أين يقع الأدب العُماني المعاصر على الخارطة الأدبية العربية؟!، سؤال يتردد باستمرار في أذهان الكثير من المثقفين وفئات لا بأس بها من الأدباء العُمانيين، حيث أنه من الملاحظ في الوقت الحاضر أن هناك عدت أسباب تساهم وتساعد على \"الشح\" الذي تعاني منه الساحة الأدبية العُمانية من حيث الإصدارات الورقية ذات الفائدة العلمية والعملية، ويأتي ذلك على الرغم من وجود الكثير من القدرات الأدبية التي تزخر بهم هذه الساحة.
هناك عدت أسباب تؤدي إلى ذلك \"الشح\"، والتي من أهمها: عدم وجود أماكن عرض لهذه الإصدارات كالمكتبات العامة المتخصصة والمعارض الدورية المتلاحقة، وتلعب \"الواسطة\" أو بمعنى الأصح الانتقائية والتفضيل دوراً محورياً في هذا الشح عن طريق التهميش الذي يعاني منه بعض المؤلفين، كما وأن هناك أسباب أخرى تعتبر ثانوية والتي هي: وجود عدت إصدارات مكدسة لم تغادر أروقة وزارة التراث القومي والثقافة إلا القليل منها ولوجهات معينة، حيث تقوم الوزارة بشراء جميع النسخ كتشجيع للمؤلف من الناحية المادية والمعنوية، في حين تبقى هذه النسخ مكدسة لديها لا تصل للقراء، ويحتفظ المؤلف بأعداد بسيطة من الإصدار ليقوم بتوزيعها على من يرغب، كما ويأتي \"العوز\" وضعف الحالة المادية للمؤلف من هذه الأسباب، حيث تكون مصاريف الإصدار كبيرة بينما منافذ التوزيع والبيع غير موجودة أو قليلة، وأيضاً لا ننسى عامل من العوامل التي تثير الدهشة والاستغراب وهو: عدم إقبال الأكاديميين العُمانيين على التأليف!.
أن جهود وزارة التراث القومي والثقافة ملموسة في مجال الدعم والتشجيع إلا أنها تتبنى أسلوب \"الانتقائية\" في قبول المواد، وتولي اهتمام أكبر بالمؤلفين \"المعتادين\" على حساب الدماء الجديدة منهم، كما أنها ساهمة وبطريقة غير مباشرة في استفحال \"المد الشعرية\" وطغيانه على مجالات الأدب الأخرى عن طريق إصدار العديد من الدواوين الشعرية بينما لا تصل الإصدارات من المجالات الأخرى إلا للثلث تقريباً، وهذا قد شجع الكتاب والأدباء على السير خلف المنهج الشعري رغبةً منهم بالشهرة ورضا القراء، ما نتج عنه ترك مجالات الأدب الأخرى دون أي اهتمام.
يجب أن يكون من أولويات الوزارة في المرحلة المقبلة النهوض بالأدب العُماني حتى يلحق بركب الأدب العربي، ويتم ذلك بتشجيع الكتاب وصقل مواهبهم عن طريق عقد دورات تدريبية ومحاضرات وندوات تعريفية وعملية دورية، وأيضاً لا ننسى تشجيعهم مادياً وتسخير الإمكانيات التي من شأنها تذليل العقبات التي تقف حجر عثرة في طريق تميزهم وإبداعهم.
دمتم بخير.
للكاتب : مصطفى المعمري
أين يقع الأدب العُماني المعاصر على الخارطة الأدبية العربية؟!، سؤال يتردد باستمرار في أذهان الكثير من المثقفين وفئات لا بأس بها من الأدباء العُمانيين، حيث أنه من الملاحظ في الوقت الحاضر أن هناك عدت أسباب تساهم وتساعد على \"الشح\" الذي تعاني منه الساحة الأدبية العُمانية من حيث الإصدارات الورقية ذات الفائدة العلمية والعملية، ويأتي ذلك على الرغم من وجود الكثير من القدرات الأدبية التي تزخر بهم هذه الساحة.
هناك عدت أسباب تؤدي إلى ذلك \"الشح\"، والتي من أهمها: عدم وجود أماكن عرض لهذه الإصدارات كالمكتبات العامة المتخصصة والمعارض الدورية المتلاحقة، وتلعب \"الواسطة\" أو بمعنى الأصح الانتقائية والتفضيل دوراً محورياً في هذا الشح عن طريق التهميش الذي يعاني منه بعض المؤلفين، كما وأن هناك أسباب أخرى تعتبر ثانوية والتي هي: وجود عدت إصدارات مكدسة لم تغادر أروقة وزارة التراث القومي والثقافة إلا القليل منها ولوجهات معينة، حيث تقوم الوزارة بشراء جميع النسخ كتشجيع للمؤلف من الناحية المادية والمعنوية، في حين تبقى هذه النسخ مكدسة لديها لا تصل للقراء، ويحتفظ المؤلف بأعداد بسيطة من الإصدار ليقوم بتوزيعها على من يرغب، كما ويأتي \"العوز\" وضعف الحالة المادية للمؤلف من هذه الأسباب، حيث تكون مصاريف الإصدار كبيرة بينما منافذ التوزيع والبيع غير موجودة أو قليلة، وأيضاً لا ننسى عامل من العوامل التي تثير الدهشة والاستغراب وهو: عدم إقبال الأكاديميين العُمانيين على التأليف!.
أن جهود وزارة التراث القومي والثقافة ملموسة في مجال الدعم والتشجيع إلا أنها تتبنى أسلوب \"الانتقائية\" في قبول المواد، وتولي اهتمام أكبر بالمؤلفين \"المعتادين\" على حساب الدماء الجديدة منهم، كما أنها ساهمة وبطريقة غير مباشرة في استفحال \"المد الشعرية\" وطغيانه على مجالات الأدب الأخرى عن طريق إصدار العديد من الدواوين الشعرية بينما لا تصل الإصدارات من المجالات الأخرى إلا للثلث تقريباً، وهذا قد شجع الكتاب والأدباء على السير خلف المنهج الشعري رغبةً منهم بالشهرة ورضا القراء، ما نتج عنه ترك مجالات الأدب الأخرى دون أي اهتمام.
يجب أن يكون من أولويات الوزارة في المرحلة المقبلة النهوض بالأدب العُماني حتى يلحق بركب الأدب العربي، ويتم ذلك بتشجيع الكتاب وصقل مواهبهم عن طريق عقد دورات تدريبية ومحاضرات وندوات تعريفية وعملية دورية، وأيضاً لا ننسى تشجيعهم مادياً وتسخير الإمكانيات التي من شأنها تذليل العقبات التي تقف حجر عثرة في طريق تميزهم وإبداعهم.
دمتم بخير.