• ×
الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 | 03-01-2013

بين الأمس واليوم

0
0
366
 
بين الأمس واليوم
خلفان الثاني


الحديث عن الأساطير القديمه سهل جدا فالأساطير هي ضرب من خيال الراوي أسكنها في عقولنا بطريقة يمكن تقبلها على أنها الأقرب للحقيقه ، لكن حين تعايش الحقيقه من بداياتها وتكون قريبا من منجزات تتحقق على مرأى ومسمع العالم فهنا لا يكون للراوي دور في نسج خيالاته بل وعلى إعتبار أنها حقائق يأتي دور التاريخ لينقل الحقيقه واضحة دون رتوش أو تزييف لأجيال وأجيال متعاقبه .

من كان سيصدق في بداية السبعينات أن السلطنه ستشهد كل هذا النماء والتطور في العمران والتعليم والصناعه والخدمات ، أكثر المتفائلين آنذاك سيضع سقفا زمنيا يتجاوز السنوات المائه وأكثر المتشائمين سيعتبره ضربا من الجنون .. آنذاك أي في السبعينيات كانت البيوت من سعف النخيل وأكثر الناس غنى كان بيته طينيا يكاد سقفه أن يهوي من الريح وشدة المطر .. آنذاك كان التنقل عن طريق الخيول والإبل والحمير والتي لايمتلكها الجميع وهذا الإنتقال شاق ويحتاج إلى أيام وليال للوصول ينفذ فيه الماء والكلى ..

آنذاك كانت القرية والمدينه كتلة مظلمه تسكنها الأوهام وتتعايش مع جهل المواطن بحقائق كانت مغيبة عنه تماما .. آنذاك كانت الحياة صعبة وقاسيه لذلك لا مجال لمتفائل أن يعطي نفسه العيش حتى رؤية المستحيل يتحقق والمتشائم لايمكنه تصديق ما يراه اليوم واليوم كل الشعب يعيش متفائلا بغدٍ جديد .. لقد إنتهت حقبة النظر للأشياء بتشائميه وإنتهت معها المستحيلات .. ولو أمعنا النظر قليلا وكثيرا وتسائلنا لولا رؤية مولانا أبقاه الله وإصراره وعزمه على أن يعيش شعبه في أمن ورخاء هل كنا سنفكر في التقدم ، قطعا لا .. لذلك كانت السلطنه آنذاك بحاجة إلى رجل ذو حكمة ورؤية بعيده رجل يتحدى الصعاب فيهزمها واليوم نحن بحاجة للسير حسب ما يخطته لنا لنعيش التطور ونساهم في بناء دولة عصرية مكتملة المعالم .. اليوم وغدا وحتى آخر نـَفـَس ٍ نقول كلنا يا مولاي خلف قيادتكم ماضون .. دمت لنا قائدا ودامت عمان بخير وكرامه