• ×
الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 | 03-01-2013

البناء والباني

0
0
301
 
البناء والباني
للكاتب سعيد الكندي


اقترن اسم عمان منذ اربعة عقود مضت بأسم الباني والحكيم والقائد العظيم جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظة الله ورعاة , فلا ينطق ناطق ب ((سلطنة عمان)) إلا ويتبادر الى ذهنه (( سلطان عمان)) , فما شهدته عمان وما تشهده وما ستشهده بأذن الله تعالى يعود فضله لهذا الرجل الهمام والقائد الضرغام.

إن المتتبع لتاريخ عمان منذ بزوغ فجر النهضة المباركة في سنة سبعين من القرن الماضي ليقف حائرا مما وصلت اليه البلاد من التقدم والرقي في شتى مجالات الحياه المختلفة , فبعد أن كانت الدولة مغلقة عن العالم الخارجي ويسودها الجهل والتخلف والظلام أصبحت اليوم تحتظن بين جنباتها الالاف من المدارس التعليمية واعداد يفتخر بها من الكليات والجامعات والتي يتخرج منها الاف الطلاب سنويا ينخرطون في سوق العمل ليضعوا بصمتهم في خدمة هذا الوطن الغالي وقائده الوفي.

اذا تحدثنا عن التعليم كان لزاما ان نعرج بحديثنا على المجالات الاخرى , ومن اولوياتها الخدمات الصحية فهي من الركائز المهمة في مسيرة النهضة المباركة والتي لابد ان تعطى القدر الكبير من المتابعة , فمع انطلاقة العهد الزاهر لم يكن هناك الا مستشفيات لا يكاد يصل عددها لعدد اصابع اليد الواحدة متمركزة في العاصمة وفي الجنوب من البلاد , لتصل الان ولله الحمد الى عشرات المستشفيات ومئات المراكز الصحية المنتشرة في كل الولايات العمانية المختلفة وفي جميع المناطق جبلية وساحلية وحتى الصحراوية .

ان مثل هذه الركائز المهمة من التعليم والصحة لا تبنى الا اذا قامت على قاعدة امنية متينة تستطيع من خلالها الدولة النهوض بكل المجالات الاخرى , فالامن اساس التقدم والتحضر وبدونه تبقى في تخلف وخوف ودمار.

ما وصلت الية القوات السلطانية المسلحة في البر او البحر او الجو لهو مصدر فخر و امن واطمئنان لكل عماني وحافز له ليقوم بواجباته تجاه بلده وردا لما أعطته من الجميل والفضل بعد الله سبحانه وتعالى.

قبل الختام لابد وان نتطرق للمرأة وما وصلت اليه في العهد الزاهر للنهضة المباركة فالمرأة هي نصف المجتمع واليد اليمنى للرجل في شتى نواحي الحياة , فلولا الرجل لما كانت المرأة ولولا المرأة لما كان الرجل فكلاهما مكمل للاخر.

يحق للمرأة وهي تعيش تحت القيادة الحكيمة لهذا الرجل العظيم - مولاي جلالة السلطان المفدى أن تفتخر بما وصلت اليه من الرعاية والاهتمام , فالفرق كبير بين المرأة العمانية قبل العقد الاول من عمر النهضة المباركة والمرأة العمانية بعد العقد الرابع من هذه المسيرة المظفرة , فنجدها قد شمرت عن ساعد الجد وحملة راية التقدم يد بيد مع شقيقها الرجل خدمة لهذا الوطن الغالي وطاعة لقائدة الباني.

هاهي المرأة اليوم تتقلد أعلى المناصب في أعلى الهرم الحكومي متمثلة بالوزيرة والسفيرة والوكيلة والمديرة حتى ادنى المراتب , فكما هو حالها في القطاع العام نجدها بذات الحنكة والذكاء تتولى قيادة كبرى الشركات في القطاع الخاص وتخرج مع الرجل في ميادين العمل المختلفة وفي اصعب الظروف مرتدية زي العمل الخاص ولسان حالها يقول : ((كلنا فداء للوطن والقائد)) .

أربعة عقود تلألأت على صدر عماننا الحبيبة تحكي قصة كفاح وصمود وعمل مستمر ونهضة شاملة وضعت البلاد في مصاف الدول العظمى تتناقلها الاجيال جيل بعد جيل و ينظر اليها العالم بأسرة نظرة احترام وتبجيل .