Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 55

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 56

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 268

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/members.php on line 227

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29
المجموعات القصصية للسلطنة الأدبية
  
 

قسم مجموعة قصصية 1
خدش ذاكرة الشتاء
تاريخ الإضافة: 02/09/2009 رشح | إهداء

خدش ذاكرة الشتاء

....لكنه الآن يدغدغ الصمت بنقرات مرتبكة بأصابعه النحيلة على سطح طاولة تفصلنا، ينظر إليّ ثم يُقلب البصر حيرةً ودهشةً لجهة مجهولة الألم.

 

&  &  &

 

كان ينفر مني كلما أبصرني أقرض حبات عباد الشمس.. فيسخر بهدوء أقرب للنصح.. ((كفاك.. أكثرت من ذا الفساد)). ويكرهني كلما التقاني وعود سجائر مستلق كسحلية يتوسط شفتي.. يترك هدوء ملامح وجهه تعد العدة لمشروع تقيأ: ((أكرهك معها.. دعها الآن لأجلي فقط..)).

وحينما كنت أحدثه عن شقة أخي القابعة في أحد الأزقة الفقيرة حد الألم بوادي البحائص.. وعن النَتْن وعن أطفال أراهم كل ظهيرة يقلبون في القمامة المواجهة للشقة ينقبون عن بنطلون مثقوب يسترون به عورات الزمن أو سترة باهتة الألوان تلون لهم أحزانهم.. يترك الدمعة عذراء.. ويبوح بيقين تهتز معه الحروف: (أنا لا أصعد للشرفة لأشاهد ما أستطيع أن أراه وأنا أمشي) أو يعقبني بكلمات هاربة من العتاب (ليس هنالك من حيٍّ ليس به فقر). لكنه لا يفتأ أن يباغت عزلته حين جُرح برسالة عبر نقاله العطِب ينزف فيها ألم تربص به فلم ينجو من الكمين..وحينما أبارك له وجعه برسالة أخرى: (أجمل ما في الحب.. حزن يراقص نخيل الوجد داخلنا وجرح يرضي كبرياء الوهن).. كان يرد عليّ بكلمات منزعجة من الوجع: (ولكني لم أعشق كي أبكي أو أنزف).

وحينما حدثت عنه زينب ذات هم أول مرة.. ضاقت عيناها من هدأتها فضولا.. وكأني أُفصح لقرصان عن خريطة كنز ما.. أحمّرت وجنتاها وتجاهلت نظراتي الدهشة ثم استرسلت كالهذيان: (جميل أن يكون لك صديق كهذا)..

ولما كنت أكرر حديثي عن مواقفه بعد ذلك لها تنشغل عني بتنظيف بقعة وهمية على كم عباءتها ثم تعلق: (إنه متعجرف.. لا أعتقد أنه سيعيش طويلا) أو إنها توهمني بالانشغال في اختيار أغنية ما فيأتي الصوت جانبيا: (الدنيا ليست ملكا له).

 

&  &  &

 

في ذات هداية.. كنا مرة قد أتممنا صلاة المغرب.. بعدها انفض المصلين من حولنا بعد الدعاء.. أما هو.. بقي وأبقاني بيسراه.. ظل على صمته برهة بعدها أسرّ لي هامسا: (امرأة! .. وهنا؛ في هذه البلدة بالذات تمنحك فرصة أن ترى خصلة تنسدل على جبينها كغيمة تباغت الشمس.. أو أن تشاهد شعرها مسترسلا كشلال بلا مجرى.. هذا يعني أنك تُشعل فوضىً عارمة داخل قلبها).. بعدها شطر القبلة التفت.. استشهد واستغفر ثلاثا وكبر مثلهما ، ثم ناجى بحنو: (اللهم قد مسني العشق.. وأنت خير الساترين).

وحينما غادرنا جعلان معا ذات ظهيرة ملتهبة قاصدين مسقط.. أوقف السيارة بسيح الصلب.. أغمض عينيه وكفيه ملتفان على حواف المقود وقال: (ما رأيك لو نكفر عن سيئاتنا هنا.. نخلع نعلينا ونتجرد من ملابسنا.. وتستلقِي أنت على الجهة اليمنى عبرة للراحلين.. وأنا على اليسرى قدوة للعائدين)

هممت بالاحتجاج لكنه أكمل وهو على هيئته غير آبه: (إني أمزح.. برأيك لماذا ُسمي بسيح الصلب؟ صلب من العذاب أم من العشق؟ أم للذين قتلوا مسحورين هنا.. لا أعتقد.. خرافة فكرة موتهم بالسحر.. لن تجيبني أعلم.. مسقط وحدها تمتلك الإجابة).

وفي مسقط.. مثلما تختلط الوجوه بالوجوه.. ويُضيَّع مجرى النجوم في شوارعها الساهرة.. ومثلما تنحشر الهُوية في جينز ضيّق.. ترك صديقي جنونه لي ومضى.. بعدها زينب كذلك.. وكلاهما أصبح من المتعذر الحصول عليهما في عنوانهم الجوّال.

 

&  &  &

 

بعد 365جرحا و6 احتضارات:

أما الآن.. وكما أدهشني عبر رقم غريب برسالة دونها بــــ"المجنون" كتب: (الندم يكمن في مساحات البوح.. يقيم عقدةً بالكلمات وزينب ليست سوى الصخرة التي اعترضت مجرى النهر فخلفته اتجاهين شريدين. ليست أكثر من خدش على جدران ذاكرة شتائية موجعة).

لكنه الآن، ومنذ ساعة يعتنق الصمت.. يقرض حبات عباد الشمس بلا إتقان كما كنت.. يعقبها بعود سجائر كريه الرائحة كما كنت أيضا.. يدغدغ الصمت بنقرات مرتبكة ونظرات مهتزة.. و...!..

ينشغل بتنظيف بقعة وهمية من على ُكم ثوبه.


 




مجموعة قصصية 1

وجه لا يصلح للتكرار
ظل يسقط من مرآة
ريح الأبواب غير الموصدة بدقّه
خدش ذاكرة الشتاء
صباحات النافذة التي لم تكن ...

ظل يسقط من مرآة
صباحات النافذة التي لم تكن ...
خدش ذاكرة الشتاء
ريح الأبواب غير الموصدة بدقّه
وجه لا يصلح للتكرار

الشعراء الدواوين القصائد

Powered by: kahf diwan Version 2.1.0 Copyright ©1999-2025 www.alkahf.net