Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 55

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 56

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 268

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/members.php on line 227

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29
المجموعات القصصية للسلطنة الأدبية
  
 

قسم مجموعة قصصية 1
صباحات النافذة التي لم تكن هناك
تاريخ الإضافة: 02/09/2009 رشح | إهداء

صباحات النافذة التي لم تكن هناك.

صباح:

اعتدتُ كل فجر حين أستيقظ، أن أراها من خلال نافذة غرفتها تجفّف شعرها، وظهرها عار كأن نهارا شينشقّ منه، لا أدري إن كانت تعلم بوجودي أم لا، فلم تبدي في يوم حركة فزع أو خجل، بكل أريحية كانت تتنقل في أرجاء غرفتها دون ساتر لمحاسنها. ولكنّي اليوم استيقظت متأخرا عمّا اعتدت، وحين أزحت الستارة لم تكن النافذة هناك، لا أقول أنها اقتلعت وردم فجوها، بل لا وجود لأي أثر لها، كأنها ما كانت في يوم.

نزلت إلى الشارع أسفل البنايتين، وددت أن أدخل البناية ولكنها كانت بلا أبواب، قلت في نفسي لعل الباب في الجهة الأخرى، صادفت "سعّود الدبي" بائع الخضار، كان يفترش حصيرا يعرض عليها أنواعا من الخضار، اقتربت منه، ثمّ انحنيت متظاهرا بتفقد الخضار، كلما لامست نوعا صرخ عليّ -كأنني أبعده مسافة حارتين- بسعرها، اقتربت منه، وأنا أمدّ له مبلغ الذي وقعت يديّ عليه، سألته: قل لي يا سعّود، أين النافذة التي كانت هناك. وأشرت إلى مكان النافذة المواجهة لغرفتي، ضحك سعّود، رد بصراخه المعتاد: أمجنون أنت، أية نافذة هذه التي تتحدث عنها، هذا حصن مرمّم، ولا نافذة له ولا باب.

تركت سعّود قبل أن يعلم الشارع كلّه بسؤالي، وذهبت إلى "راجو"، هندي لديه كشك به سجائر وبعض الكماليات، سألته مباشرة: راجو، أين ذهبت النافذة التي كانت هناك، وأشرت كالسابق، لكنّ راجو لم يستلطف السؤال، ردّ بنبرة ضيق وبحروف مكسّرة: وش في مسخرة، يريد سجارا جيب فلوس.

ما الذي يحدث، أيعقل أن لا يكون قد أبصرها غيري، انتبهت لـ " عزيزة المجنونة"، امرأة مضت السنون عليها وخلّفتها مجرد تجاعيد وهزال، اقتربت منها : خالتي، كيف أنت اليوم؟ . لم تجبني، بل أشارت عليّ بكفّها أن أمضي في سبيلي، مددت لها بنصف ريال وسألتها: خالتي، ماذا فعلوا بالنافذة التي كانت هناك؟. انتزعت المبلغ وظلّت عينها متسمّرة للموضع الذي أشرت. ناديتها ولم تجبني ظلّت هكذا دون حراك. تركتها والحيرة كادت أن تودي بي. ماذا أفعل؟ ومن أسأل؟.

عرفت أن لا جدوى من سؤال أحد عن النافذة التي كانت، كأنها ما كانت أبدا.

صباح:

 حينما استيقظت، كان الوقت فجرا، لم أهرع للنافذة. لكنّ اهتزاز ضوء جذبني، كانت تجفّف شعرها، ظهرها عار، وضعت الفوطة على رأسها بعد أن اعتصرت خصلاتها بشده، ووضعت فوطة أخرى على جسدها، ثمّ أخذت ترقص، كانت هزّات جسدها متناسقة، على ما يبدو ثمة موسيقى ترقص عليها.

كيف عادت النافذة، أكنت أحلم.. لا لم أكن أحلم، هذه حبّات الجزر التي اشتريتها من سعّود، وهذا! أووه هذا النصف ريال، يبدو أني انتزعته من يد المسكينة دون أن أعي ذلك. عدت للنافذة، لم أتبين الفتاة، ظهرت بعدها وهي ترتدي فستانا يخيّل لي ذو لون بنفسجي، عاري الذراعين يكشف مساحة شهية من صدرها، كانت تدور..ترقص وتدور، كأنها ترقص على سيمفونية ما.. أسدلت الستارة، ثم أطفأت الضوء. حين دلفت للشارع بعد الشروق، قصدت سعّود وأنا أشير له للنافذه: أهذا هو الحصن الذي لا باب له؟! لم يأبه، اكتفى بهزّ رأسه ونادى على خضاره، أما عزيزه المجنونة وجدتها تغني : "يابو زلافو يو عين... عذبتني يو الحبيب" وحين تنبهت لوجودي جذبت ثوبي من الأسفل: أين مالي؟ ولكني أشرت لها للنافذه، زادت من قوة جذبها للثوب وقالت بغضب: فلوسي لديك ليس هناك، هاتها. رميت لها بالنصف ريال وذهبت.

صباح :

نهضت، وما كانت هناك من نافذة في غرفتي، الضوء الذي ينير هذه المغارة يسقط من الأعلى، كدت أختنق، أخذت أضرب على جدران الغرفة البئيسة باحثا عن مخرج، تحرك جسد لم أنتبه له قبلا، وكان سعّود! دعك عينيه ثم صرخ – كالعاده- : لمَ كلّ هذا الضجيج، أتعبتنا بنوافذك وفتاتك الراقصة. ثمّ عاد لاستلقائه، التفتُّ وكان راجو، يمسك بأعواد وهو يضم كفّيه كأنه يصلّي، اتكأت على الجدار وأنا أحاول تجميع ما تبعثر من خيوط وفتلها.

صباح أخير:

ابتسَمت لعينيّ لحظة انفتاحهما، كانت تمسح على جبيني برفق. نهضت عنّي ثمّ أكملت وضع زينتها، ومسح عطر أنثوي صارخ على عنقها. اقتربت منّي وخبّأت رأسي في صدرها الممتلئ. لم أدع الوقت يقضم تفاحة لحظتي، لثمت ثغرها، قلت لها: صباحات كثيرة ربما تفرّقني عنك، دعينا نترك جدراننا هذا اليوم. نظرت إليّ باستغراب، قدتها من يديها وهمست: اليوم سنستحم بضوء القمر أو بحلكة الليل، ولكننا لن نبيت هنا. خرجت إلى الشارع، لا سعّود ولا راجو ولا عزيزة المجنونة، كان الوقت سحرا، قدتها كفّارين من ألم ما، كنت أهمس داخلي: هذا قدري، لن أعود للجدران، ولن... لن أغفو بعد الآن.





مجموعة قصصية 1

وجه لا يصلح للتكرار
ظل يسقط من مرآة
ريح الأبواب غير الموصدة بدقّه
خدش ذاكرة الشتاء
صباحات النافذة التي لم تكن ...

ظل يسقط من مرآة
صباحات النافذة التي لم تكن ...
خدش ذاكرة الشتاء
ريح الأبواب غير الموصدة بدقّه
وجه لا يصلح للتكرار

الشعراء الدواوين القصائد

Powered by: kahf diwan Version 2.1.0 Copyright ©1999-2025 www.alkahf.net