 |
قسم قِصَصِي جِئِتُ لكِ نَاصِحاُ |
نَزلتُ إِلا ذَلِكَ المقَهى ، لِأحَتسِيَ كَوبً مِنْ الشايِ كَعادَتِيَ،هُناكَ قَرأتُ وجوهُ الناسِ وجَلستُ ألمَحُها، مِنها العَابِسهُ والبائِسةُ، وأُخرى تَعلو مُحياها بسَمهٌ عَرِيضهٌ تَخِط نُورها عَزماً وأََملاً ، جَلستُ فِي أَخِرِ المَقاعِدَ وإِذ تَفاجئَتُ بِصوتٍ يَقول: كَم إِنتَظرتُكَ كَثيراً، كلِماتُك شَذى تُعطِرَ بِها بَدنِيَ، زُهوراً تَنبُتُ بِداخِليَ ، لَكَ هَذا كَاسُ وِد نتَقاسَمهُ معاَ ،أَودُ التَواصِلَ يا غالِي ، وَقفتُ مَدهُوشتاَ عِِندما رَأَيتُكَ ، ثَُكلى كَلِماتِيَ ، ومُتعَبهٌ حُروفِيَ ، فَهلَ لِيَ أَنْ أرىَ مُحَياكَ. تَسارَعت قَداميَ بالخُروجِ مِن ذَلِك المَكانِ ، و تَقيَتُ مرارةَ ذالِكَ الصَوتِ تَعثرتَ خُطايَ ، عَليلُ يَصجبُنيَ ، أَحتاجُ للمُساعدةِ . يَا ذَا الصَوتِ الأَسرِ ، قَد أَصابَنِيَ التعَب ، وأَثقَلَ كاهِليَ النَصبَ، وقَد أعياءَ الداءُ الأَطِباءُ ولا يَنجعُ لِعلاجِهِ الدَواءُ ، تأَوهَت وأَكملتَ حَدِيثُها لا تَترِكنِيَ يا سَليلَ الكَرمِ فَما أَحوجَنِيَ لِوجَودكَ فَكنْ بِجِوارِيَ. نَظَرتُ فِي كَلِماتِها ، رأيتُها إِمتِداحاً ، وقرأَتُها حُزنً وأَتراحاً ، ودَدَتُ أَنْ يَكونْ بَينيَ وبيِنُها حَبلاً مُنقطِعا ، فإِستَنشقتُ كِبريائِيَ وتَطهرةُ بِعزتِيَ ، فَقُلتُ لها : رَدِيئهُ تِلكَ البضائِع وأَنا لكِ ناصِحٌ أَميِنْ ، لا تُجذِبكِ أَلوانُها، ولا تُشغِلكِ أضواهُا فتكونِيَ مِنْ النادِمينَ ،إِنيَ أَرى فِيكِ مَنابِع الكَرمِ وأراكِ وماءُ جَمالُكِ يَترقرقُ مِنْ عَلى مُحياكِ ، وحَرَفُكِ جَميلٌ فَعودِيَ لِرشدِكِ . دَنتَ مِنيَ كَي أَرويها ومِن فَيضَ كَلِميَ أُعطِيها، جَذبتنِيَ رِقتُها وأّثارَنِيَ كَلامُها ، إِقَتربتُ أَكَر لِأقطفَ مِنْ بساتِينها ، وأَرتوي مِنْ فَيضِها ، فإِذا بيَ أُطبِق يَدايَ عَلى أَشواكٍ دامِيهَ، ااااأه كَم أَلَمتنِيَ حَتى تَنفستُ الدُموعَ حَسرةً ، فكَيفَ لها أَنْ تَقترِب مِنيَ. هَممتُ بالخُروجِ مُسرِعا عازِما عَدم العَودةَ ، فعِطرُها لا يَجفُ مِنْ كلِمي، ولمَ ترضخ لِنصَحيَ ،وهُناكَ إِختَلطَت بِدواخِلي براكينَ كَادت أَنْ تَنفجِرَ أَلماً ، فأَثَرَتُ الوِحدةَ وأَثرتُ الصَمتَ وحَاولتُ لَملمةَ شِتاتَ فِكريَ المتَبعثِرِ وخَرجتُ.
|
|
|
| | |