Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 55

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 56

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 268

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function split() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 271

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/members.php on line 227

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29
المجموعات القصصية للسلطنة الأدبية
  
 

قسم نصوص مسرحية
أبيض مثل حد السيف
تاريخ الإضافة: 09/11/2009 رشح | إهداء

مسرحية :    أبيض مثل حد السيف 

عبدالرزاق الربيعي  
 
      المشهد الأول:

( غرفة نوم الملك تظهر رؤيا في الجزء الخلفي للمسرح  يبدو فيها الملك بشكل مشوه يرتدي ملابس حطاب , يحمل فأسا يقطع الأشجار وفي كل ضربة تسقط شجرة , فجأة تسقط أفعى من أعلى شجرة وتلتف على عنقه , تفتح فمها لابتلاعه يحدق في لسانها الأبيض مثل حد سيف  ويصرخ , في هذه الأثناء يستيقظ من النوم مذعورا ثم يعود ليواصل نومه) 
 
 

      المشهد الثاني  

( الملك يدخل مع موكبه في القصر ,أمه  تسرع إلى استقباله )

الملك : السلام عليك يا أماه

الأم : أهلا , اهلا كيف أنت ؟, تبدو متعبا , لابد أن رحلة الصيد ليلة أمس كانت شاقة

الملك : نعم , إن الصيد في غابة مليئة بالأشجار الكثيفة يشبه حل مسائل            رياضية , قد يتعب الصياد لكنه بالنتيجة يشعر بالمتعة , إذا توصل إلى فريسته

الأم  : إذن يجب أن نشاركك متعتك هذه

الملك : أية متعة ؟ لقد عجز الرياضي عن حل مسالة واحدة , حتى بلغ به التعب حدا كبيرا ,فمزقها.

الأم : مزق الورقة التي دون عليها المسألة ؟

الملك : بل الغابة

الأم : الغابة ؟

الملك : أنا شديد التعب , وكلامي اقرب منه للهذيان

الأم : بل هو أقرب للشعر

الملك : لا فرق , فالشعر ضرب من الهذيان , لكن ليس هذا ما عكر مزاجي هذا الصباح

الأم : إذن ما الأمر ؟

الملك : لقد داهمتني في نومي رؤيا مفزعة

الأم : خير إن شاء الله

الملك : إنها رؤيا جعلت العرق يتصبب من جبهتي

الأم : إنها أضغاث أحلام ليس إلا

الملك : لكنني  شعرت بالفزع

الأم : وهل يفزع فؤاد الملك الذي لم يفزعه الأعداء ؟

الملك : نعم , لقد تمكن مني الفزع

الأم : ارو  ِ لي الرؤيا , وأنا سأفسرها لك

الملك : أقص لك الرؤيا ؟ هذا غير ممكن غير ممكن

الأم : لماذا ؟

الملك : لأنني بصراحة نسيت الرؤيا

الأم : كيف نسيتها ؟

الملك : هذا ما حصل بصراحة , لقد عدت للنوم ثانية فنسيت كل شيء

الأم : إذن انس  موضوع الرؤيا تماما مادمت نسيت التفاصيل

الملك : هذه هي المشكلة

الملكة : أية مشكلة ؟

الملك : أريد أن أتذكر الرؤيا اللعينة , فربما يتحدد فيها مصير المملكة

الأم : وأية مملكة هذه ؟ التي تحدد مصيرها رؤيا عابرة

الملك : لا ليست عابرة, يجب أن اخذ الحيطة والحذر , لئلا  يضيع من يدي الملك

الأم : حافظ على الملك يا ولدي بالعدل , بالتسامح , بإعطاء كل ذي حق حقه , بالأمن

الملك : يا أمي أنت تعيشين في الزمن الحاضر , وتفكرين بعقلية الماضي , هذا الزمان مختلف تماما , هذا زمان السيف ,والقوة وعلي أن أكون حذرا من كل شيء يتسلل للمملكة حتى لو كان عبارة عن رؤيا

الأم : ستعيش في جحيم مستمر , وخوف دائم

الملك : الحذر واجب , ورعايا المملكة بدأوا بالتمرد والتذمر , ولكنني كنت دائما  مفتح العينين , لهذا أصدرت أوامري إلى حراسي بان القوا القبض على أي صوت يحاول التسلل إلى شرفات قلت لهم :حتى الريح امنعوها من اللعب مع أعالي أشجار القصر,بل اقطعوا أعناق الأشجار إن تواطأت على مولانا 

الأم : لم لم تقل لهم :امنعوا الكوابيس من الدخول إلى مخدعك ؟

الملك : لقد قلت لهم بالحرف الواحد :تمنع الكوابيس دخول غرفة نوم الملك

الأم : لكنهم  لم يستطيعوا أن يمنعوها

الملك : لهذا أريد أن اعرف هيئة ذلك الكابوس , لأتوصل إلى الثغرة التي تسلل منها, واقطع عنق الحارس المسؤول عنها

الأم : بأية تهمة ؟

الملك : بتهمة التواطؤ مع كابوس تسلل إلى مخدع الملك

الأم : هل تعتقد انك بهذا التفكير ستعيش سعيدا

الملك : سأعيش ملكا , وهذا يكفي

الأم : يا بني , انك تجعل نفسك تعيش في رعب مستمر , فتهلك نفسك والمملكة

الملك : بل سأبنيها يا أمي وسترين

الأم : لن أرى هذا الذي تحلم به

الملك : أنت متشائمة يا أمي , والآن كدت أن أنسى أمر الرؤيا

الأم : لقد تسللت تلك الرؤيا إليك من خلالك أنت

الملك : لا يا أمي , كفي عن هذه الاتهامات , هناك ثغرة ما في جدار حرسي الخاص , ولن أتوصل إليها إلا بعد أن أتذكر تلك الرؤيا

الأم : حاول أن تريح أعصابك , لعلك تتذكرها

الملك : لقد حاولت كثيرا , ولم أتذكرها

الأم : إذن انسها

الملك : لا يا أمي , سأعرف كيف أتوصل إلى تلك الرؤيا

الأم : ماذا ستفعل؟

الملك : سأستدعي جميع مفسري الأحلام في المملكة , واطلب منهم سرد حكاية  تلك الرؤيا

الأم : ماذا تقول ؟ إن هذا الآمر جد معقد , و لا يمكن لأي مفسر أن يذكر لك رؤيا أنت نسيتها

الملك : سيسردون لي الرؤيا تحت قبضة السيف

الأم : هذا جنون

الملك : سأضرب عصفورين بحجر واحد , سأتوصل إلى الرؤيا , وأتخلص من قوم كثيرا ما افسدوا خططي بتفسيرهم أحلام الخوف التي تراود مخادع رعايا المملكة, لا أريد أن يحلم فرد في النجاة من سيف (مسرور) القاطع في المملكة

الأم : يا ولدي , دعك من هذه الأفكار السوداء, لماذا يتملكك الفزع من الرعايا

الملك : لأنهم متآمرين خونة

الأم : لقد اخلصوا لجدك وأبيك

الملك : لكنهم , حتما سيتمردون علينا , يجب أن لا نجعلهم يفكرون بهذا أبدا, لن اجعل المملكة تضيع من يدي

الأم : التذمر في كل مكان , فلا تخنق العصفور الذي بين يديك , فربما تحول إلى أفعى سامة

الملك : ( كالملدوغ ) أفعى ؟

الأم : نعم , يا ولدي , فإذا حوصرت القطة قد تتحول إلى نمر للدفاع عن نفسها

الملك : ما هذا الكلام يا أمي ؟ عصافير تتحول إلى أفاع , وقطط إلى حيوانات كاسرة , ووووو  دعك من هذا الكلام يجب ألا أضيع وقتي , علي أن استدعي مفسري المملكة , لافتتح مهرجان الرؤوس

  

      المشهد الثالث

         ( قصر الملك يكتظ بالمنجمين , يبدو الملك متجهما )

الملك : لقد جمعناكم لأمر عظيم

الجميع : نحن ما تشاء , إن كنت جمعتنا لتفسير حلم فما أسهل هذا الأمر علينا

أحدهم : سترى أن مفسري مملكتك من أمهر المفسرين على الأرض

أحدهم : كلنا يوسف في تفسير الرؤيا

الملك : أريدكم أن تفسروا رؤيا داهمتني ليلة أمس , واذا فشلتم في تفسيرها سأقطع عنق واحد منكم في  فجر كل يوم

الجميع : ( يتحسسون أعناقهم ) قل ونحن نصغي ونفسر

الملك : لا تظنوا الأمر بهذه السهولة

احدهم : لماذا ؟

الملك : لأنني نسيتها

احدهم : نسيت ماذا ؟

الملك : الرؤيا

الجميع : ماذاااااااا؟

الملك : هذا ما حصل , نهضت صباحا وكنت لا أزال فزعا من تلك الرؤيا , ولكنني لم أتذكر منها شيئا

احدهم : مولاي , وكيف نفسر رؤيا لم نسمعها ؟

الملك : هذا شأنكم ,فإذا رغبتم بأن تبقى أعناقكم سليمة من القطع , فسروا لي رؤيتي

الجميع : وماذا لو فشلنا ؟

 الملك ( يضحك ) إذا فشلتم فهيئوها للقطع , ( وجوم في المكان ) هه ماذا تقولون ؟ سأمهلكم للغد فإذا لم احصل على تفسير لرؤياي التي نسيتها , سأطلق فراشة عليكم فأينما تحط سأقطع رقبة ذلك المفسر

والان أيها الحراس , خذوهم للسجن

الجميع : السجن ؟

الملك : نعم , لكي تتفرغوا لرؤيتي , لا يشغلكم أمر عنه

احدهم : وماذا عن كتبنا ومراجعنا يا مولاي ؟

الملك : سأبعث من يحضرها من دياركم  فورا

(يضع الحراس القيود في أيدي المنجمين , ويسحبونهم إلى الخارج ) 
 

      المشهد الرابع

(المنجمين  يصطفون أمام الملك وهم بحالة ذعر , يطلق الملك الفراشة , تحط على احدهم )

الملك : أيها الحراس , أعيدوا الجميع إلى السجن , ( يخرجونهم ) أما أنت  ( للذي حطت عليه الفراشة ) فقد اختارتك الفراشة لسرد الرؤيا

المنجم : لقد ظهر لك يامولاي في المنام شبح عظيم سد عليك الافاق

الملك ( يبدو غير مكترث ): هه .. وماذا ايضا ؟

المنجم ( بارتباك ) : عندما ظهر لك ذلك الشبح شعرت بالخوف منه

الملك : ماذا تقول ايها الخرف ؟ هل اخاف من شبح ؟

المنجم: لم يدم الخوف طويلا , فقد رميته بحجر , فانهار  الشبح

الملك : هل انتهت الرؤيا ؟

المنجم: بعد قليل تحول الحجر الى جبل عملاق يرتفع الى عنان السماء

الملك : هه .. هل انتهيت من رؤياك ؟

المنجم ( يتحسس رقبته ) : اجل يا مولاي

الملك : وما تفسيرك لهذه الرؤيا ؟

المنجم: ان المملكة ستنهار , ثم تقوم على أنقاضها مملكة قوية

الملك : ماذا تقول ؟ انك تسخر من زمني

المنجم: لكن الزمن القادم , سيجعلها تعود قوية

الملك : بعد أن امضي ,  من المؤكد انك  من المتآمرين علي َ, أيها الحراس خذوه إلى الموت

المنجم: هذا ظلم , هذا ظلم

الملك : اخرج أيها الوغد  
 
 

      المشهد الرابع: 

( ثلاثة من المنجمين في السجن , بين أكوام الكتب الرثة )

الأول: من أين جاءتنا هذه البلوى؟

الثاني: إنها مصيبة حلت بنا

الثالث: إننا بانتظار الموت

الأول: عسى أن يتذكر الملك تلك الرؤيا اللعينة

الثاني: لا أظن هذا , لقد دفع رفاقنا رقابهم ثمنا لتلك الرؤيا

الثالث: الأيام تمضي , ونحن يتناقص عددنا , ولاشيء يحدث

الأول : قد تعود الرؤيا إليه ثانية

الثاني: ستعود , لكن بعد أن يقضي علينا جميعا

الثالث: ربما هذه حجة للقضاء علينا

الأول : لا مفر  لنا من الموت

الثاني : نعم لا مفر

الثالث : لا مفر ( صوت باب يفتح  يدخل الحراس لاقتيادهم – صراخ ) 

      المشهد السادس

( الحراس يتهامسون )

الأول : ماذا نفعل  الآن , لقد قطعنا رؤوس جميع المنجمين ولم نعثر على  ضالة الملك؟

الثاني : لنقل له هذا

الثالث : سيلقي بنا في السجن

الأول : انه واثق من أن أحدا ما سيعثر على رؤيته المفقودة

الثاني : وأين نجده ؟

الثالث : لنبحث عنه , قبل طلوع الصباح والا ...

الأول : والا ماذا ؟

الثاني : سيفتك بنا

الثالث : إذن علينا أن نجلب له أي شخص

الأول : علينا أن نفكر ( لحظات صمت )

الثاني : لقد سمعت عن احد قراء الكف الذين يقيمون في الجانب الأيمن من المملكة

الثالث : وهل تريد أن نجلب للملك قاريء كف لا يكاد يجد من يطرق بابه من العامة ؟

الأول : ربما نجد الحل الذي عجزنا عنه عند المنجمين لدى الدجال

الثاني : اتبعاني , وانأ سأرشدكم إلى منزله  ( يخرجون ) 
 
 

  

      المشهد السابع:

( الحراس أمام باب قاريء الكف   , يطرقونه )

صوت من الداخل : من ؟

الحراس : نحن حرس الملك , افتح بسرعة ( يفتح الباب )

قاريء الكف : ماذا ؟ هل هناك أمر ما ؟ أنا بريء والله , الكل يشهد لي بالاستقامة

الأول : كن مطمئنا , لقد سمعنا عنك  معجزاتك , فأرسل الملك بطلبك

قاريء الكف : هذا شرف كبير لي

الثاني : ولنا أيضا , فأنت قاريء كف كبير , ولك مكانتك في قلوبنا

قاريء الكف: شكرا شكرا , تفضلا * تفضلوا * ( يدخلون ) أهلا وسهلا , أهلا وسهلا

الثالث : شكرا , لا تتعب نفسك, فلاوقت لدينا للجلوس , فالملك يريدك صباح الغد

قاريء الكف: وهل لي أن اعرف عن سبب طلبه لي؟

الأول : انه أمر بسيط , يريدك أن تفسر له رؤيا

قاريء الكف: هذا أمر بسيط , في غاية البسيط , غدا صباحا سأكون في قصر الملك , هو يروي وأنا أفسر , هو يروي , وأنا أفسر

الثاني : لم تجعلنا نكمل الرواية

قاريء الكف: تفضلوا

الثاني : هناك مشكلة بسيطة

قاريء الكف: ماهي ؟

الأول : ان الملك لم يتذكر الرؤيا

الثالث : لقد نسيها

قاريء الكف: نسيها ؟

الأول : تماما

قاريء الكف: تماما ؟

الثاني : ونحن على ثقة من إننا سنجد الحل عندك , ولك جائزة كبيرة اذا وفقت في سرد الرؤيا وتفسيرها

قاريء الكف: ( يضحك ) أنا واثق من كرم مولاي , سأحاول , وإذا لم استطع فيكفيني شرف المحاولة

الثالث : لا , إذا لم تنجح سيأمر بقطع رقبتك فورا

قاريء الكف: قطع رقبتي ؟

الأول : هذا إذا فشلت َ , نحن واثقين من انك لن تفشل

قاريء الكف: انه أمر صعب , لماذا تعرضوه على  مفسري المملكة؟

الأول : عرضناه وفشلوا , فأمر مولانا بقطع رقابهم

قاريء الكف: ( مع نفسه ) مصيبة , ( مع الحراس ) هل لي بطرح عدد من الأسئلة عليكم

الثلاثة : تفضل

قاريء الكف: متى زارت الرؤيا الملك ؟

الأول : قبل شهر

قاريء الكف: في الليل ؟ أم في النهار؟

الثاني : في الليل

قاريء الكف: ماذا فعل في ذلك اليوم ؟

الأول : خرج للصيد في الغابة , بين الأشجار

قاريء الكف: وهل ....؟

الثاني : كفى , هل هو تحقيق معنا

قاريء الكف: لا أبدا , إنما قلت ربما تعينني إجاباتكم على سرد الرؤيا

الثالث : لا وقت لدينا , لقد تأخرنا كثيرا

الأول : سنخرج الآن على أن نعود إليك قبل صلاة الفجر وداعا

قاريء الكف: وداعا ( يخرجون ينادي على زوجته التي تدخل فور خروجهم ) هل سمعت  كل شيء؟

المراة : نعم

قاريء الكف: ومارايك ؟

الزوجة : مصيبة حلت بنا

قاريء الكف : أنت امرأة مخرفَة ,إنها فرصتي الكبرى

الزوجة : هل بدأت تهذي ؟

قاريء الكف: رؤوس المنجمين تدلت على النطع , , وحانت فرصتي , أنا المهمَل في زاوية منسية

الزوجة :ماذا تريد أن تقول؟

قاريء الكف : أريدك  أن تشغلي دماغك معي , وحاولي مساعدتي بهذا الأمر , ما الذي حلم به الملك تلك الليلة ؟

الزوجة : هل تريد أن تسلم رقبتك لجلاد الملك ؟

قاريء الكف: تعبت من حياتي البسيطة المتواضعة , حتى الأكف جفت , وترهلت خطوطها من الجوع والفقر , ولم تعد بحاجة إلى قراءة , والآن سقطت رؤوس المنجمين  العتاة َ وخلا الجو  ُ  لي

الزوجة : (تغني ) خلا لك الجو فبيضي واصفري

قاريء الكف: كفي عن هذه الضوضاء , أريد لدماغي أن يصفو ليفكر , حاولي أن تفكري معي زوجتي العزيزة, لنفكر في الأمر, حتما سنصل إلى حل

الزوجة : أي حل ؟ لقد قطع رقاب المفسرين العتاة مثل حطاب يهوي بلا رحمة على الأشجار ,

قاريء الكف: انتظري ,لم لا تكون هذه هي الرؤيا؟

الزوجة :أية رؤيا ؟

قاريء الكف: رؤيا الملك ؟

الزوجة : ماذا ؟ حطاب يهوي بلا رحمة على الأشجار؟

قاريء الكف:نعم

الزوجة : لحظة , الملك كان عائدا من رحلة صيد في غابة كثيفة الأشجار كما قال

قاريء الكف: هذا هو الحلم

الزوجة : وراء كل مفسر عظيم امرأة 
 

                                      المشهد الثامن :

                         ( الملك مع قاريء الكف في القصر)

الملك : ( بفرح ) نعم , نعم , انك مفسر عظيم , أين كنت كل  ذلك الوقت , إنها هي , هي , الرؤيا ذاتها , تلك التي عذبتني كثيرا , أشكرك أيها المفسر العظيم أشكرك , لكن هناك شيء مفزع , دعني أركز قليلا , شيء مفزع سقط من إحدى الأشجار ,

قاريء الكف: قد يكون عش حمامة

الملك : لا , شيء مفزع له لسان ابيض كحد السيف

قاريء الكف: لسان مفزع , لابد انه لسان أفعى

الملك : أحسنت , لقد وجدتها

قاريء الكف: هل تذكرت جيدا ذلك الشيء؟

الملك : نعم , لقد اكتملت الرؤيا , كنت احتطب في غابة , وكانت رؤوس الأشجار تسقط يمينا , شمالا , يمينا شمالا , وفجأة  التفت أفعى حول رقبتي , أفعى مفزعة , تهيأت لالتهامي , فتحت فمها فتدلى لسان ابيض مثل حد سيف

, نعم هذا هو الحلم الذي عذبني طوال تلك الليالي , كأنك كنت في غرفة نومي , لقد نجت رقبتك , لكن الآن أريد منك تفسيرا دقيقا

قاريء الكف: أما الأشجار فهي( بحذر )  ...رؤوس أعدائك التي قطعتها ( يشير بحركة ذكية إلى رؤوس المنجمين التي قطعت )

الملك : أحسنت , إن لك جائزة ثمينة عندي , والآن أريد منك تفسيرا لخبر الأفعى؟

قاريء الكف: أمهلني ليلة أفكر بالأمر , وسأوافيك بالجواب صباحا 
 

                              المشهد التاسع

                                   (زوجة قاريء الكف في المنزل )

الزوجة : لا أعرف لماذا تأخر ؟ هل قطعوا رقبته ؟ إنها ليست ذات قيمة , لكنها ضرورية لي , أريدها أن تظل لإشباع طموحاتي , أنا واثقة من أن تفسيري مصيب وأن المكافأة تسعى في طريقها إلينا ( تسمع طرقات على الباب ) هاهو قادم

( تفتح الباب ) أهلا بزوجي العزيز عدت أخيرا برقبة كاملة , أين الجائزة ؟

قاريء الكف: لا تتعجلي يا امرأة , ما تزال رقبتي في خطر

الزوجة : لماذا ؟  هل أخطانا ؟ أم أصبنا ؟ وإذا أخطانا , فلماذا لم تقطع رقبتك ؟

قاريء الكف: أيتها البلهاء , ها انك تتعجلين قطع رقبتي ماديا بعد قطعتها بزواجي منك

الزوجة : ماذا ؟ هل زواجك مني قطع رقبة؟

قاريء الكف: دعيني من هذا الكلام الآن , فبين يدينا مشكلة جديدة

الزوجة : أما تنتهي مشاكلك ؟

قاريء الكف: أظن أنها المشكلة الأخيرة , بعد ذلك سأحصل على منصب محترم في المملكة

الزوجة : قل لي ما هي المشكلة , فأنا متشوقة للمنصب ولابد أننا سنحصل على مكافأة مجزية, أنا واثقة من هذا , سنشتري بيتا كبيرا ,

قاريء الكف:,لا تتعجلي الأحلام , فقد تذكر الملك تفصيلا مكملا للرؤيا

الزوجة : و ما هو هذا التفصيل ؟

قاريء الكف: لقد تذكر الملك أن أفعى  التفت حول عنقه ... فما سر الأفعى؟

الزوجة : إنها فتاة جميلة

قاريء الكف: فتاة جميلة ؟ لكن لسانها أبيض كحد السيف

الزوجة : انه علامة لاكتشافها

قاريء الكف: كل ألسنة الفتيات حادات كحد السيف

الزوجة : ماذا تعني ؟

قاريء الكف: أعني الجميلات

الزوجة : ألا تكف عن مناكدتي؟

قاريء الكف: لنبق في أمر اللسان

الزوجة : ليجمعوا النساء الجميلات, ويخرجوا ألسنتهن , فربما وجدوا إحداهن , ونتخلص من الأمر

قاريء الكف: ستذهب رقبتي ورقبتك إذن

الزوجة : لساني أحمر أنظر  
 
 

      المشهد العاشر

                  ( قصر الملك –الملك مع قاريء الكف)

قاريء الكف: الأفعى  مولاي الملك في الأحلام فتاة جميلة

الملك : فتاة جميلة ؟

قاريء الكف: نعم فتاة جميلة

الملك : وماذا عن لسانها الأبيض؟ وحالة الفزع التي انتابتني

قاريء الكف :إن تلك الفتاة تضمر لك الشر, واللسان الأبيض دالة عليها ألهمتك بها العناية الإلهية التي تريدك أن تظل راعيا للعدالة على الأرض

الملك: هل تعني أن هناك فتاة تضمر لي الشر وعلامة ذلك أن لسانها ابيض

قاريء الكف: نعم

الملك :   لقد نجح هذا المنجم  العظيم في حل اللغز, ولهذا قررت أن  اجعله وزيرا لي

قاريء الكف : شكرا شكرا مولاي

الملك :والآن , أريد منك  أن توصلني إلى تلك الأفعى

قاريء الكف: أمر مولاي الملك ( يلتفت إلى العسس ) أيها العسس باعتباري الوزير الجديد أصدر إليكم أمرا بجمع فتيات المملكة , خصوصا الجميلات منهن , أريدهن فورا و بلا إبطاء

العسس : بعد دقائق سترى جميع الفتيات  الجميلات بين يديك 

      المشهد الحادي عشر:

       ( جموع فتيات يسحبهن العسس من شعورهن , صراخ , يُعرضن أمام الوزير- وهي التسمية الجديدة لقاريء الكف - )

الوزير : لا نريد شيئا سوى إلقاء القبض على صاحبة اللسان الأبيض, والأفضل لها أن تسلم نفسها إلينا بدون عناء , سنقوم بمداهمة أفواهكن , وسنقطع ذلك اللسان . 
 
 

      المشهد الثاني عشر :

          ( قصر الملك – الملك يبدو غاضبا يقف مع الوزير)

الملك : كل ألسنة الفتيات حمر , لقد اختفت صاحبة اللسان الأبيض

أريدك أن تعيدها

الوزير( بعد تأمل ) : لا لم تختف , إنها موجودة

الملك : وهل تعرفها؟

الوزير : لا ولكن اللسان الأبيض سيصير احمر إذا  تكلمت

الملك : إذن اجعلوا الفتيات يتكلمن , وراقبوا ألسنتهن جيدا 
 
 
 
 
 

      المشهد الثالث عشر : 

( صامت – الفتيات يتكلمن  والعسس يراقبون ألسنتهن جيدا , تظهر عليهم علامات اليأس –إحدى الفتيات تلزم الصمت – يحثونها على الكلام تواصل صمتها يجرونها من شعرها )

الوزير : ما اسمك ؟

الفتاة :.... ( صمت )

الوزير : هيا تكلمي , و إلا أجبرناك على الكلام بطرقنا الخاصة

الفتاة :...( تواصل صمتها )

الوزير : تكلمي واكشفي عن لسانك الأبيض ( يضربها بالسوط , الفتاة ترمقه بنظرات غاضبة  دون أن تتكلم , يواصل ضربها  )

احد الحرس : دعني أتولى المهمة عنك ( يأخذ السوط منه ) سأعرف كيف أجعلك تتكلمين ( يضربها )

الوزير :( للحارس ) أريد منك أن تجعلها تتكلم , بكل ما متاح لكم من وسيلة , أنا واثق من أنها تخفي أمرا , خصوصا أن لسانها يميل إلى البياض

الحارس : إنها لم تتناول الطعام منذ القينا عليها القبض قبل يومين , لكنها عنيدة تحدت كل الوسائل

الوزير : لابد أنها  تخفي أمرا خطيرا يهدد سلامة مولانا الملك , أريد تقريرا مفصلا عنها لنقله إلى مولانا الملك . 
 
 
 

      المشهد الرابع عشر : 

( قصر الملك , الملك مع الوزير )

الملك : إن أمر هذه الفتاة غريب ,لماذا ترفض الكلام ؟

الوزير : الأمر واضح ,إنها لا تريد أن تكشف عن الحقيقة المخبأة بين فكيها

الملك : هل تعني أنها قد تكون هي

الوزير :  نعم , يا مولاي , إنها هي , ولو نظرت بعينيها الجامدتين على الصمت المطبق لتوصلت إلى هذه النتيجة فورا

الملك : هل تأكدتم من هويتها ؟

الوزير : لقد طلبت إعداد تقرير مفصل عنها وعن عائلتها , حتى الدرجة العاشرة

الملك : وماذا عرفت عنها ؟

الوزير : والدها تاجر يتنقل بين أقطار الأرض , فقدت أمها  ساعة  ولادتها , نشأت في حضن جدتها التي تعيش من رواية الحكايات على المارة  وتدعى "شهرزاد"

الملك : ماذا؟ شهرزاد ؟

الوزير : نعم , إنها تدعى شهرزاد

الملك : وهل من خبر عن جدتها ؟

الوزير : لا , إنها رحلت على جناح إحدى حكاياتها منذ سنوات بعد أن علمت حفيدتها أطنانا من الخرافات التي ذهبت بعقلها وأورثتها كل هذا العناد

الملك : هل آذيتموها ؟

الوزير : لقد نزعنا عنها جلدها

الملك : ماذا قلت أيها الرجل الخرف ؟

الوزير ( يرتبك ) : إننا نطيع الأوامر

الملك : أية أوامر ؟ إنها .. إنها .. إنها شهرزاد

الوزير : لا يهمنا من تكون , المهم أن تكشف عن عورة لسانها

الملك : هل تصف اللسان الذي قص أحلى الحكايات بالعورة؟ انك أنت العورة في مملكتي

الوزير : ممممماذا ؟ اطلب عفو مولاي , هل أخطأت في شيء؟ إنها مهمتي الوزارية الأولى

الملك : كيف تكون عرافا وتجهل الطفلة التي عشتها معها أجمل أيام حياتي , عندما كانت جدتها تأتي إلى قصر والدي لتروي لي أحلى الحكايات ؟

الوزير : عفو مولاي , اطلب منك العفو

الملك : لن اقبل اعتذارك إلا بالكشف عن صاحبة اللسان الأبيض , عليك الآن أن تخرج  ولن تعود إلى منصبك إلا   مع  صاحبة  اللسان الأبيض ,اخرج فورا , أيها الحراس , أكرموا السجينة شهرزاد , واحضروها لمجلسي الآن

الحراس: أمر مولانا الملك ( يخرجون ) 
 

        المشهد الخامس عشر

      ( الوزير في قصره مع زوجته )

الوزير : لا اعرف من أين ظهرت لي هذه المصيبة بعد أن كدت أن انتهي منها تماما

زوجته : وماذا ستفعل ؟ هل تريد أن نعود إلى ذلك الكوخ الحقير ثانية ؟

الوزير : هذا إذا لم نتوصل إلى حل سريع للغز صاحبة اللسان الأبيض

زوجته : إنها بالفعل  مشكلة صعبة , ولكن أريد أن أتوجه إليك بسؤال

الوزير : وهل بقي سؤال لم اجب عنه؟

الزوجة : سؤال واحد

الوزير : هاته

الزوجة : ما عقوبة صاحبة اللسان الأبيض؟

الوزير : لا اعرف

الزوجة : هل تستطيع أن تقنع الملك بان إكرام صاحبة اللسان الأبيض هو السبيل الوحيد  للقضاء على الفزع الذي شعر به في منامه؟

الوزير : وهل تريدينني أن أتلطف بتلك الماكرة التي عذبتني كل تلك الأيام  وكادت أن تفقدني منصبي؟

الزوجة : وهل صدقت حكاية الأفعى ؟ ألا تتذكر إننا نحن اللذين نسجناها؟

الوزير : نعم , وليتني لم أطعك

الزوجة : عليك أن تطيعني مجددا

الوزير : وهل أنا مجنون كي افعل هذا ؟

الزوجة : ستفعل , من اجل أن تحافظ على منصبك, وأبقى في هذا القصر , بل ربما أستطيع أن اصل إلى قصر الملك

الوزير : اريني ما يدور في راسك المجنون , فأنا لا أفهم هذه الألغاز

الزوجة :  ستفهم  بعد قليل , تدور في راسي فكرة أرجو منك أن تساعدني على تنفيذها

الوزير : ما هي  هذه الفكرة ؟

الزوجة :  لم لا تقنع الملك بأنني أنا صاحبة اللسان الأبيض؟

الوزير : ماذا تقولين ؟ هل جننت ِ؟

الزوجة : هذا هو عين العقل , أقنعه بأنني صاحبة اللسان الأبيض

الوزير : كيف ؟ أنت ِ تغامرين براسك ؟ هذا غير معقول

الزوجة : هذا من شأني , واترك الباقي عليك

الوزير : وهل سيبقى شيء إذا قطعوا راسك؟

الزوجة : أنا أسألك , هل يبقى شيء لو عدنا إلى كوخنا الحقير؟

الوزير : لكن ...

الزوجة : بلا لكن .. لا تنس إن دورك مهم جدا لإقناع الملك , بان الأفعى في الرؤيا ليس بالضرورة أن تكون علامة شر

الوزير : المشكلة الكبرى إن لسانك احمر

الزوجة : هذه ليست مشكلة , سأنقطع عن تناول الطعام والشراب حتى يبيض لساني

الوزير : أنت ِ في غاية المكر

الزوجة : لولا مكري لم تصبح وزيرا

الوزير : لكن الوزارة ستدير لي ظهرها

الزوجة : لن يحصل هذا مادمت معك , اطلب لقاء الملك , واعرض عليه الفكرة , واترك الباقي على زوجتك

الوزير : نعم سأسرع إلى طرحها على الملك ( مع نفسه ) إذا نجحت حافظت على منصبي , وإذا فشلت سأتخلص من لسانها الأسود  
 
 
 
 
 
 
 
 

      المشهد السادس عشر 

         الملك ( وحيدا في القصر – ينطلق صوت أغنية )

الصوت : يزهر  في عينيك يا حبيبتي   الزمان

يمتليء الوجود

بالورود

بالأمطار

بالعواصف الخضراء

بالغناء

يمتليء المكان

بالمكان

تبتسم الأحجار

وترقص الأغصان

ويكسر اللسان

في عينيك

يا وجودي

صمته الفتان

الحاجب : شهرزاد عند الباب مولاي الملك

الملك : لتدخل ( تدخل شهرزاد  صامتة ) اهلا بسيدة الحكاية (تكتفي بإيماءة برأسها ) هل أنت غاضبة لأنهم آذوك؟  لك كل الحق , إنها إجراءات  روتينية , بل وضرورية , للوصول إلى الحقيقة, اعلمي إن الحقيقة لن تكون على السطح , لو كانت ظاهرة لصارت نفاية , الحقيقة دائما في الأعماق , والوصول إليها يتطلب خرط  القتاد , نعم , للحقيقة طبيعة بئرية , ( بانفعال ) لماذا أنت ِ صامتة ؟ هذه الأساليب لن تنفع معي , لست ذلك الطفل الصغير الذي كان يلعب معك في حدائق القصر , أنا الآن الملك الذي بيده كل شيء في المملكة , حتى أنت ِ بيدي ,  لقد تجاهلتك تلك السنوات لكي تعرفي هذا , وكنت دائما تشكلين  قاسما مشتركا  للكثير من كوابيسي , يجب أن يكون الملوك بلا قلوب , ولهذا تجاهلت وجودك ,  حتى ظهرت ِ لي بصورة أفعى  بلسان ابيض, أليس كذلك ؟تكلمي والا ... أريدك أن تعلمي  إنني أستطيع أن اقطع لسانك ورقبتك هذه بإشارة مني لو بقيت ِ صامتة , أيها الحراس : أبعدوها عني  ( يسحبها الحراس , يبقى وحيدا , صامتا , منفعلا , يدخل الحاجب )

الحاجب : الوزير على الباب مولاي الملك

الملك : ماذا يريد هذا القميء ؟ ( يفكر ) لعله جاء بالنبأ اليقين,( للحاجب ) دعه يدخل

الوزير : السلام على مولاي الملك

الملك : وعليكم السلام , هه هات ما عندك

الوزير : أما زلت غاضبا علي َ؟ سترتاح , وتنام الليلة هانئا

الملك : قل لي بسرعة , هل توصلت إلى  صاحبة اللسان؟

الوزير : نعم , يا مولاي

الملك : وأين وجدتها؟

الوزير : في قصري

الملك : في قصرك ؟؟؟

الوزير :نعم يا مولاي

الملك : كيف ؟

الوزير :  ليلة أمس لم استطع النوم  , و كنت   طوال الوقت أفكر بالأفعى ذات اللسان الأبيض الذي يشبه حد السيف , وعندما تعبت اضطجعت على السرير بجانب زوجتي مسبحا , متهجدا ,  وقبل أن يشق اللون الأحمر صدر السماء , دعوت الله كثيرا أن يحل لي هذا اللغز , وبعد دقائق أسفر الصبح على  لسان ابيض تدلى جواري على السرير

الملك : سبحان الله !!

الوزير : التفت ُ إلى جانبي , وإذا بزوجتي تنهض من نومها مخفية أمر لسانها

الملك : وهل تعني ....؟

الوزير : نعم يا مولاي , وان إخلاصي لك جعلني انقل إليك هذا الخبر السار

الملك : ولكن ألا تعرف إن هذا الأمر قد يجعلني اقطع رأسها؟

الوزير: إخلاصي لمولاي فوق كل شيء , ولكن لماذا تقطع رأسها ؟

الملك : لأنها تسللت إلى مخدعي وأفزعت نومي

الوزير : المشكلة إن الأرواح الشريرة تظل تلاحق ضحاياها حتى بعد موتها

الملك : ماذا تعني ؟

الوزير : أتمنى من مولاي أن يجعلها تعمل في خدمته, معي , وبذلك يضمن مولاي أمنه في اليقظة والمنام

الملك : ولكن كيف لم تر لون لسانها من قبل؟

الوزير : إن اللون الأبيض لن يمكث إلا دقائق معدودة , ثم سرعان ما يزول

ليظهر في وقت آخر

الملك : لقد كنت دائما واثقا من رجاحة عقلك , والآن ناد زوجتك لأوكل إليها مهماتها في القصر

الوزير : لكن قبل هذا , أرجو منك أن تجعل الأمر سرا بيننا , لأنها لو علمت بهذا فان قواها ستزول .

الملك : حسنا 

الوزير : إنها تنتظر , عند الباب

الملك : أيها  الحاجب , ادخل زوجة الوزير ( تدخل )

الزوجة : السلام على مولاي الملك

الملك : وعليك السلام, تفضلي , لقد حدثني وزيري عن قواك الخفية والغيبية وقبل هذا عن جرأتك , وذكائك

زوجة الوزير : شكرا يا مولاي , مواهبي كلها تحت أمر مولاي وبخدمته دائما وأبدا

الملك : أريدك أن تكوني يدي اليسرى مثلما زوجك يدي اليمنى

زوجة الوزير :أنا خادمتك  
 

      المشهد الثامن عشر  

                         ( الوزير مع زوجته في جانب من القصر )

الزوجة : أرى أن الملك قلقا كثير الاضطراب

الوزير : انه متوتر بسبب شهرزاد التي مازالت تصر على صمتها

الزوجة : لا اعرف ما الذي وجده فيها !!

الوزير : الحكاية قديمة تعود إلى زمن الطفولة , حيث لعبت برأسه حكايات جدتها

الزوجة : والآن جاء زمن لعب صمتها 

الوزير : إنها فتاة متكبرة , و قد مارسنا كل السبل لإذلالها دون جدوى

الزوجة : أظن أنها ترفضه , ولهذا هو متعلق بها , ودورنا هو محوها من كيانه

الوزير : وكيف نفعل هذا ؟

الزوجة : نفهمه أنها ليست كائنة ,  لا وجود لها ,إنها جنية فلتت من حكايات جدتها

الوزير : عند ذلك سنحرقها في ساحة المدينة لنتخلص من شرورها

الزوجة : وتفرغ الساحة تماما لنا 
 

      المشهد التاسع عشر

                                      ( الملك مع أمه )

الملك : لقد كنت اعرف إنها تخفي سرا , هذا السر هو الذي يشدني إليها

الأم : لا تصدق هذه الخرافات يا ولدي , أرى انك مشغول بهذه الفتاة كثيرا , بشكل لم اعهده عليك من قبل

الملك : لا يا أمي لا يوجد شيء, إنني فقط اشعر بالارتعاش أمام صمتها الجليدي

الأم : أظن إن سنوات الطفولة التي أمضيت شطرا منها معها جعلت تظن هذا الظن

الملك : أنا واثق من أنها متلبسة بروح  جنية , هذه الجنية جعلتني افقد صوابي , وعليه لابد من شيء واحد

الأم : ما هو ؟

الملك : حرقها في ساحة المدينة

الأم : انك تعبر عن حرائقك التي خرج دخانها مع كلماتك

الملك : إن صمتها يقتلني

الأم : أنا اعرف هذا النوع من النساء , إنها لا تتكلم بالقوة , لأنها تحبك , خذها باللين لأنك تحبها وستر كيف تتخلص من هواجسك , وكيف ينطلق لسانها

( يتناهى إلى المسامع صوت أغنية )

لقد تطاول صمتك كثيرا

تطاول حتى التهم أطراف الكلام ,

تطاول مثل أماسي الحكايات ,

تطاول حتى على السيوف ,

والسياط ,

تطاول على  قلبي  

      المشهد العشرون  

         ( الملك في قصره , يدخل العسس شهرزاد مكبلة لكن رأسها شامخا )

الملك : ( لشهرزاد ) اعرف انك مستاءة , ومتعبة وحزينة , لكن كل شيء يمكن إصلاحه , لقد قلبت تلك الرؤيا حياتي , وجعلتني فريسة للوساوس , ( تنظر إليه بتشف ) لماذا تنظرين لي هذه النظرة ؟ هل أنت  سعيدة بما حصل لي ؟ أريدك أن تتذكري أيامنا عندما كنا نلعب في حديقة القصر , عندما كانت جدتك تروي لنا الحكايات الجميلة الممتعة , هل تتذكرين تلك الأيام ؟ أنا أتذكرها جيدا , وأتذكر  , عندما كنا نختبيء عن أنظار الجميع , فيما جدتك تواصل سرد حكاياتها , نأخذ فأس الحطاب , لنلعب في الغابة : لعبة الحطاب والأشجار , أنا اقطع الأغصان , و أنت تجمعينها , أنا اقطع وأنت تجمعين ثم نبني بها كوخا صغيرا ندس جسدينا الصغيرين فيه , مختبئين به عن الأنظار , لتقصي لي أحلى حكاية , تروينها بعينيك الجميلتين , ههههه كنت تحبين الصمت منذ طفولتك , وعندما يتفقدنا الجميع يسعون  بالبحث عنا , في كل مكان دون جدوى , وقبل أن يستنفر القصر حراسه , نخرج فجأة  هههههههه لماذا لا تضحكين ؟ اضحكي , أما زلت غاضبة على تصرف الوزير الأحمق ؟ لالا   انه يؤدي واجبه بغباء , إنس ما حصل ولنتذكر معا  أيامنا الغابرة , أريدك أن تذكرينني بحكاية واحدة من حكايات جدتك , لا تظني إنني أريد استدراجك لأرى لون لسانك , لا لا أنت خارج قوس الاتهامات , ثم إنني لا اصدق كلام ذلك الوزير الخرف , ولا اصدق الرؤى , الاتصدقين هذا ؟ من حقك , لقد أردت أن اقطع رؤوس مفسري الرؤى فاخترعت تلك الحجة , وأردت الوصول إليك ربما , ولم أجد سوى هذه الطريقة , طبعا أنت لا تصدقين كلامي , ولو كنت مكانك لما صدقت أيضا , لكن عليك أن تصدقي كل ما يقول الملك , نعم , فانا الملك في هذه البلاد , كل كلامي صواب ,أليس كذلك ؟ لا تتجاسري , فانا لا أروي حكايات مثل حكايات جدتك , زمن جدتك مضى , وحكاياتها دفنت معها , هذا زمان السياط , والسيوف ,هذا زماني , هههههههههه

أنا واثق من انك تخفين سرا خطيرا , وسأكشف هذا السر , نعم سأكشفه, أيها الحاجب  ( يدخل الحاجب )

الحاجب : أمر مولاي

الملك : ناد العرافة 

الحاجب : فورا يا مولاي

( تعود الأغنية إلى الظهور ) 

  الأغنية :لقد تطاول صمتك كثيرا

تطاول حتى التهم أطراف الكلام 

( تدخل زوجة الوزير )

زوجة الوزير : السلام على مولاي الملك

الملك : وعليك السلام , انظري إلى تلك الزاوية ( يشير باتجاه شهرزاد ) أريدك أن تمارسي قواك لتجعلي هذه الفتاة العنيدة تنطق

زوجة الوزير : ( تتفحصها ) إنها مسكونة , لسانها معقود بذيل واحد من العفاريت

الملك : إذن فكي عقدة لسانها

زوجة الوزير : علي أن اعقد صفقة مع العفريت أولا  , اسمح لي بالانفراد بها

الملك : حسنا خذيها , ولكن لا تؤذيها 

زوجة الوزير : لن أؤذيها , لكني مضطرة لإلحاق الأذى بالعفريت لأجل إخراجه

الملك : لك مطلق الحرية في التصرف مع العفاريت

زوجة الوزير : شكرا يا مولاي ( يسحبها من ذراعها برقة مصطنعة ) 

المشهد الحادي والعشرون

( زوجة الوزير مع شهرزاد في غرفة مظلمة , مليئة بالدخان , تحمل سوطا )

زوجة الوزير : أيها العفريت الشقي ,  اخرج من جسد هذه المراة ,اخرج , اطلق سراح لسانها لكي تروي لمليكنا الحكايات , اطلق سراح لسانها لكي تغني , في ليالي انسه , اخرج , ( تضربها بالسياط, شهرزاد صامتة , تشعر زوجة الوزير بالإعياء بدون فائدة) أيتها الخرساء , عليك أن تتكلمي والا ... تكلمي , مولاي الملك يريدك أن تتكلمي , إذن يجب أن تتكلمي , لا تخافي من ان يكشف أمر لسانك الأبيض , لأنني إنا من حمل تاج هذا اللسان , والآن يجب أن تتكلمي لكي أنال حظوة  مولانا الملك , بعد ذلك عودي إلى صمتك , أليس كذلك ؟ ( تتجاهلها ) هل تسخرين من كلامي ؟ إذن لقد اخترت نهايتك بصمتك ( تواصل جلدها , تدخل أم الملك )

أم الملك : توقفي عن هذا أيتها اللئيمة

زوجة الوزير: إنني أنفذ تعليمات  مولانا الملك

أم الملك : بل خرقت تعليماته , لقد أوصاك بعدم إيذائها

زوجة الوزير : إنها مسكونة بعفريت عقد لسانها

أم الملك : كفي عن هذا الهراء أيتها الشريرة , عليك أن تغادري القصر  فورا

زوجة الوزير :  مولاتي , إنني أقوم بواجبي فحسب

أم الملك : اخرجي , والا جعلت الملك يلقيك في السجن

زوجة الوزير : لا يامولاتي , أنت تتدخلين بصلب عملي

أم الملك : قلت لك اخرجي

زوجة الوزير : نعم سأخرج , لكن ليس قبل ان انقل خبر  عفريت هذه الفتاة لمولانا الملك

( تخرج , فيما تحضن أم الملك شهرزاد )

 

      المشهد الحادي والعشرين

( الوزير مع زوجته )

الوزير : كيف سنتصرف الآن , الأمور تسير في غير صالحنا ؟

زوجة الوزير : علينا إقناع الملك بان العفريت سيبدأ التسلل إلى أمه

الوزير : نعم علينا أن نقنعه بهذا , والا انكشف امرنا

زوجة الوزير : ولن نتخلص من هذا العفريت إلا بحرقها

الوزير : ولكنه لا يريد أن يمسها احد بسوء؟

زوجة الوزير : يجب إقناعه بأنها خطر عليه وعلى المملكة وعلى أمه

الوزير : حاولي , المهم أن نبقى في القصر أطول مدة حتى نتخلص منه , فأضع التاج على راسي

زوجة الوزير : نعم , مثلما وصلنا إلى القصر سنصل إلى العرش

الوزير : حاولي سريعا , فالزمان في غفلة منا , والا انكشف امرنا وعدنا لذلك الكوخ الحقير

زوجة الوزير : لم تبق إلا نقلة واحدة , ونحتفل بحرق ذلك الكوخ للأبد 
 

      المشهد الثاني والعشرون

( الملك مع شهرزاد في قصره )

الملك : سأعرف كيف اقتص من هذه المراة الماكرة , وزوجها , إنني لم اطلب منها شيئا سوى طرد العفريت , لكنها تمادت , بل اتهمت أمي بالجنون , لقد أخبرتني أمي بكل شيء , إنها تريد مع زوجها السيطرة على القصر , فيما تذمر الناس يزداد في كل مكان , وقد تناهى لسمعي إنهم يحشدون ضدي الجموع , شهرزاد أنا بحاجة إليك الآن اكبر من أي وقت آخر, تكلمي , احتاج إلى كلمة واحدة منك ( يتسلل صوت الأغنية )

افتحي النافذة

يا شهرزاد

افتحي النافذة

لأرى الطفولة تمرح

تحت أشجار الوقت

افتحي النافذة

فالظلام دامس

وأنا معزول

مثل وحيد القرن 

والآن لماذا أنت صامتة ؟لقد تعبت كثيرا , تعبت معك , أريد أن ..أن أسمع نبرات صوتك ,التي ستعيدني إلى الوراء , لقد مللت كل شيء وأريد أن أعود إلى الوراء , وأنت من ستعيدني إلى الوراء , هل تقول نظراتك إن هذا غير ممكن ؟ لا , ممكن جدا , لاشيء يصعب على الملك , لم اعد ذلك الطفل المسحور بالحكايات التي ترويها جدتك , لقد كبرت ..كبرت ..كبرت على كل شيء, وأريد أن اريك إنني كبرت , ماذا هل تسخرين ؟  لقد تجاوزت كثيرا , أستطيع أن أعيدك إلى المكان السابق , أستطيع أكثر من هذا , لكنني لن افعل لك هذا , لأنني أريد منك أن نختبيء عن الأنظار , اسرق فأس الحطاب , ونمضي إلى الغابة , نجمع الأغصان لنشيد مملكتنا من أغصان  الأشجار , نعم الأشجار مثلما كنا نفعل , هيا ( يسحبها من كفها ) نطارد الطفولة , مخلفين حكايات جدتك وراءنا , وهموم المملكة , والرعية الذين يتجمهرون ضدي , إنهم يريدون راسي يا شهرزاد , يريدون راسي , هيا , هيا (يسحبها بقوة , ليتوغلا في الغابة , يحمل فأسا , يقف الوزير في وجهه صارخا )

الوزير: لقد سحرت الملك , احرقها , احرقها

الملك : إنهم يريدون راسي يا شهرزاد , لتكن هذه آخر حكاياتك , إنهم يريدون راسي

( الملك يضربه بالفأس  فيقتله , تظهر زوجته يقتلها بضربة فأس أيضا يمسك شهرزاد من يديها هائجا , صارخا)

الملك :هيا يا شهرزاد , ا جمعي الأغصان لنشيد مملكتنا الخاصة , أليس كذلك ؟ لماذا أنت صامتة ؟ إن صمتك يلتف على عنقي , يلتف , يلتف , آآآآآآآآآآآآآآآه

(يصرخ – تختفي شهرزاد – يستيقظ من الرؤيا –ثم يواصل نومه –ظلام –يسدل الستار)  
 
 
 
 
 
 
 
 




نصوص مسرحية

لا شمس في الدائرة
أبيض مثل حد السيف ...
البهلوان
كأسك يا سقراط
مسرحية : على سطحنا طائر ...

أبيض مثل حد السيف ...
أمراء الجحيم
آه ... أيتها العاصفة
كأسك يا سقراط
لا شمس في الدائرة

الشعراء الدواوين القصائد

Powered by: kahf diwan Version 2.1.0 Copyright ©1999-2025 www.alkahf.net