*أحرص على أقتناء إحدى المجلات لأنها تحوي أبواب متميزة, إن أكثر ما يشدني إليها أحتواءها لملف أساسي تعرض خلاله سيّر وجهود الناجحين والناجحات الذين أبدعوا في كافة مناشط الحياة من المهد إلى اللحد, لأولئك الذين قدموا خلاصة فكرهم وعطاءهم لأجل أن يرقوا وينهضوا بأنفسهم وقبل ذلك بأوطانهم وأممهم إلى مراتب المجد أينما كان عطاءهم, كذلك فإن المجلة تخصص باباً آخر لنشر مقابلات مع أولئك الناجحين والمتميزين من الأحياء, وعرض إنجازاتهم وأفكارهم وأحلامهم التي ما تزال تنبض بفورة العطاء على أرض الواقع, والذي لآحظته أثناء تتبع سيرهم وقراءة ما ينشر من مقابلات معهم, أن أغلبهم قد وَجدَ منذ بدايته وبينما كان ما يزال يتلمس طريق البدايات والنجاحات الأولى باندفاعٍ أحياناً وبارتباك في أحايين أخرى, وجد إلى جواره إنساناً يدفعه ويسانده لتحقيق التميز. هذا الإنسان لا يخرج عن كونه أباً أو أماً أو أخاً أو شريك حياة, لا شك أن وجود مثل هؤلاء المؤمنين بالإنسان والمتفائلين والأذكياء إلى جوار أي مبدع أو مبدعة أو مفكر أو مفكره بينما هو ما يزال في مرحلة التكوين والتشكل في بدء حياته كفيلاً بأن يصنع منه اسماً سيفتخر به التاريخ والوطن, هؤلاء الذين اختبئوا بين السطور شكّلوا ويشكّلون من حيث يعلموا أو لم يعلموا, من حيث فكروا أو لم يفكروا مفصلاً أساسياً أرتكز أو يرتكز عليه المبدع في مرحلة عطائه أو لنقل كونوا عموداً فقرياً حمى أو يحمي المبدع من الإنشطار والتشظي والتلاشي في دوامة الحياة..
*على الجانب الآخر, هناك آخرين تلاشو وانطفئوا وهم ما يزالون في البدايات الأولى وحتى قبل أن تتشكل ملامح كفاءاتهم, والسبب يكون في والد لم يؤمن بولده أو أبنته ولم يكترث له أو يمده بالعون اللآزم, أذكر في هذا الشأن رجلاً متعلماً لطالما عاب على الرجال إبتعاثهم بناتهم للدراسة في الخارج لأنهن بنات, مجرد بنات!!
*عرفت شاعرة صغيرة كانت تشع حضوراً وتميزاً, وكان لا يملك من يستمع إلى أشعارها سوى أن يبدي إعجابه, للأسف, أنتهت حياتها الإبداعية وغدت مجرد إمرأة عادية جداً, بلا طموح ولا أحلام ولا أشعار ولا أمنيات ولا بريق, والسبب كان أسرتها التي حطمتها قبل أن تبدأ فزوجتها مبكراً إلى رجل لا يمت إلى عالمها بصلة, رجل قليل الأحلام عادي الطموح ضيق الأفق, يريد منها أن تكون مجرد "حرمة" تخدمه فقط!! وها هي قد تحولت إلى "حرمة" حسب المطلوب وأبتعدت عن جوها الذي عشقته واستحقته للأبد.
إضاءه أخيرة:
*أبناءكم صنيعكم, أنتم من سيدفعهم نحو النجاح أو يلقيهم إلى النهاية السهلة, الخيار لكم, أي طريق ستختارون؟!