تضطر الأم العاملة في أحيان كثيرة إلى ترك طفلها في الحضانة أثناء تواجدها في بيئة العمل, لذا فهي تتساءل بقلق عّما إذا كان وجود الطفل بعيداً عنها سيؤدي إلى فتورعاطفته اتجاهها؟, أو سيعرضه إلى الإهمال من قِبل من يتولين رعايته في الحضانة؟, لذا فإنها تقع في حيرة بشأن انتقاء الحضانة المناسبة لأنها ربما لا تعرف الشروط التي إن توافرت, فستضمن تقديم كل ما يحتاج إليه طفلها من حماية و تنمية للمهارات والقدرات المختلفة, في الحقيقة لقد وجدت الإجابة عن هذه الهواجس في مقال ثري للكاتبة والطبيبة النفسية منال القاضي, ومن خلال هذه الزاوية, أوجز لكم بعض النقاط التي تطرقت إليها الكاتبة في موضوعها المهم, حيث أكدت في البدء بأن لا داع للقلق على قوة الرباط العاطفي الذي يجمع الأم العاملة بطفلها وذلك لأن نمو قوة العلاقة بينهما لا يعتمد على عدد الساعات التي تقضيها معه بقدر اعتمادها على حساسيتها للإشارات المختلفة التي يصدرها الصغير والقدرة على ترجمتها والاستجابة إليها بسرعة, كما أوضحت بأن الحضانة تلعب دوراً مهماً في وقتنا الراهن باعتبارها عامل حضاري مساعد للأم وللطفل لو تم تجنب السلبيات التي تنتج من وجود حضانات غير مؤهلة تعاني من نقص في المشرفات المتخصصات, لذا فقد ارتأت أنه من الضروري حين انتقاء الحضانة التأكد بأن بها عدد مناسب من المشرفات (المدرّبات والمؤهلات نفسياً) لكي لا يتعرض الطفل للإهمال وسوء المعاملة التي من شأنها أن تترك بصمتها على الدوائر العصبية التي تتكون في مرحلة الطفولة مما يصيبه لاحقا بالعديد من الأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب وسرعة الإستثارة, هذا عوضاً عن الإهمال المعرفي والعاطفي. مما يجعل إيداع الطفل في حضانة توفر العدد الذي يناسب مجموع الأطفال من المشرفات (المدربات والمؤهلات نفسياً) أمراً في غاية الأهمية لأن بمقدورهن إدماج الطفل في الكيان الإجتماعي الجديد (الحضانة) وحثه على إقامة علاقات مع أقرانه مما يحفز من نموه العقلي والاجتماعي واللغوي, فالأطفال بهذا السن المبكر يكونون في أشد الحاجة إلى التشجيع والحب وإتاحة الفرصة لهم لتنمية مهاراتهم. لأن سرعة نمو المخ في هذا السن تكون مضطردة وأيضاً فإن بمقدور العقل في هذه المرحلة العمل سبعة أضعاف عمله في السنوات اللاحقة كلما تعلم شيئاً جديداً.
* لكل هذه الأسباب فإني أرجو من الأبوين التنبة لهذه النقاط عند لجؤهم إلى الحضانة والا يستهينوا بدورها في التنشأة الصحيحة والصحية للطفل وذلك حتى نجنب أطفالنا الوقوع تحت طائلة الضغوطات النفسية في هذا السن المبكر!