ينتابني بعض الخوف والاحباط لمجرد اني اتذكر كلماتك وعباراتك وانت تحكي لي قصتك البائسة وهي لاتزال تتهادى في اذني محاولا ان اساعدها للخروج وان اتخلص من تخبطها داخل اذني .

حكى لي صاحبي انه كان يعيش باحدى القرى النائية قبل مجيئهم للسكن في العاصمة , وفي تلك البقعة من ارض الوطن كانت حوادث وقصص وخرافات كانت تحدث لاناس يعيشون هناك , قال لي : في احدى المرات كان يسير هو وصديق له من الحي القديم بجانب بيت مهجور سنين طوال
واذا بصوت طفل وفي وسط الظلام الحالك وفي ذاك البيت الخالي من الحياة . فاوقفهم بكاء الطفل
وبدا الفضول يدق ابواب العقل لديهما , وبعد محاولات وطول تردد قررا ان يدخلا البيت المهجور
ليعرفا قصة الطفل , كان الظلام شديد الحلكة واخذا يتخبطان بين ممرات وغرف البيت , وفي كل مرة يقتربان من مصدر الصوت ياخذ بالابتعاد لينتقل في مكان اخر من زوايا البيت , بدا الخوف يدب فيهما شيئا فشيئا ولكن مازالا مصران على ان يعرفا قصة الطفل
وفي كل مرة يقتربان يبعد مصدر الصوت ومازالا مصران على كشف الحقيقة , توقف صوت بكاء الطفل للحظات ثم بدا صوت امراة عجوز تتمتم بكلمات وعبارات بلحن طفيف
وكانها تغني للطفل كي ينام , هنا ازداد خوف صاحبي وصديقه وقررا ان ينسحبا ولا يجازفان اكثر وهما بالخروج بسرعة , وفي طريق خروجهم من البيت المهجور والمسكون بارواح غريبة تعثر صدديق صاحبي واحدث سقوطه صوتا ازعج الطفل واوقضه من نومه وبدا بالبكاء مجددا
وبدات الام يرتفع صوت تمتمتها وبدا وكانها غاضبة من ذاك الصوت واخذا يجريان خوفا وقد تلخبطت عليهم الممرات والغرف ونسيا باب الخروج وبدا صوت المراة يقترب
وصاحبي يصيح بصديقه اسرع ياعلي هيا اسرع ..
ويرد صديقه عليه لا استطيع ان اسرع اكثر يامحمد فقدمي تالمني لقد كانت السقطة قوية ..
ويرد محمدا قائلا تحمل على نفسك قليلا الا تسمع ان الصوت يقترب
فيتحامل علي عل نفسه ويركض خلف محمد من غرفة الى غرفة ومن ممر الى ممر حتى عثرا على باب الخروج , ولكن المفاجأة كانت عند الباب , كانت المراة تقف امام الباب وهي مرتدية السواد وبيدها طفل رضيع ,
وصاحت قائلة : مالذي اتى بكم الى بيتي ولماذا ايقضتم طفلي
والاثنان يرتجفان من الخوف وقد تسمرت قدماهما وكان لا حياة فيهما
واجابا انهما سمعا صوت بكاء الطفل وارادا ان يعرفا لمن هذا الطفل ولم هو موجود في بيت مهجور منذ اعوام طويلة
فردت عليهما والان ها انتم قد عرفتما هو طفلي وهذا بيتي اعيش فيه منذ سنين ولي اطفال غيره
ولكني لن اؤذيكما واخرجا من بيتي قبل ان اغير قراري , وفي غضون لحظات صار على ومحمد خارج البيت واسرع كل منهما الى بيته دون ان يكلم احدهما الاخر , وانقضت مغامرتهما على خير
وهذه حادثة بسيطة من جل الحوادث التي تمر على ذلك الحي ...
والعبرة التي اخذا علي ومحمد ان لايسيرا في الظلام وان سارا فلا يأبهان بما يسمعان وان كان مصدر الصوت معروف