أول حضن

[نوف البادية]

مــســاء / صــبــاح ** الخير ..

هنا .. تجربتي فـ القصة القصيرة ..
ولا تبخلوا علي بـ ملاحظاتكم ..
فـ بكم أرتقي أعزائي ..



عندما يشتد الظلام على أعينكم .. ويسكن الرعب بين حناياكم .. ترتطمون بأول حضن يحميكم ..
مثلي تماماً ..
سلكت قدماي طريقها إلى مستنقع دامي .. وحاكت خيوطها فيه .. معلنة استقرارها ..
استقرت بين ضباع مهلكة .. مخلفة جدران يكسوها الخوف ..
إلى أن أتى روميو زماني .. وخلخل نظامي ..
أصبح جزء مهم من حياتي .. لم أكن أعرف أنه مجروح ..
وأنه صارع بقصة حب مريرة .. مع إنسانة للمشاعر عديمة ..
نصبته على قلبي وزير وعيناي معصوبتان ..
غاب عني لفترة .. لربما حاول أن يتشافى من حبه الأول .. وتوصل إلى ما يصبو إليه ..
وعاد إلي باحثاً عن حب جديد .. ليس لكي يحبني أنا .. بل لكي أقف بجانبه .. ليجد فتاة أحلامه ..
قمة التحطم والشتات .. سكت .. وبلعت غصة الألم .. وأجزمت بقرارة نفسي على مساعدته ..
بدأ كلامه لي : ((إني معجب بـ*فلانة*))..
ولكن *فلانة* إحدى صحبتي ..
لم يبالي وأصر عليها ..
من شدة حبي له أعلمتها بذلك ..
وماذا حصل ؟!
صرخت بوجهي قائلة : ((لا أبالي أنتِ عديمة الأخلاق كيف لكِ أن تنبئيني ؟! أوصلي إليه كلامي))..
وقالت بعد النقط : ((لو فكرت أحب لن أحبك أنت))..
الكلام انغرس بداخلي كالسيف .. جرحتني بجرحه .. تحملت خصامها من أجله .. وداريت على ما حدث .. كل ذلك لماذا ؟!
لكي لا أخدش قلبه ..
وبعد وهلة من صراع الأحداث تلقيت رسالة منه : ((أنا لا تهمني *فلانة* أنا أريدكِ أنتِ))..
نطق لسانه بما كنت أحتريه .. ولكنه لم يؤثر بي ولم يزحزح مشاعري ..
انفطر قلبي .. ولم يعد للحب بين حناياه متسع ..
جاملته وسكت .. أحبه أجل .. ولكن شيء ما بداخلي يمنعني من البوح ..
لربما كان غرور وعزة نفس كما قال البعض .. ولعله خير لي ..
هلك عقلي من التفكير .. وبرزت عيني واشتدت حمرتهما من سهر الليالي ..
وكلت أمري لله وللأيام .. وتشبت بأمل الساعات القادمة ..
لأنظر فيما تخبئه الدنيا بين طياتها ..