اراها دون ابتسامه تنير بها وجهها ... دائمة العبوس ... حتى اني لا اذكر اني رايتها يوما وفي عينيها الحياه .. كانت تجر من خلفها الشؤم والبغضاء ... سيده بيضاء البشرة .. قصيرة القامه ... امرأة عربيه ... تحمل من سمات العرب اللاشئ اظنها ... سليطة اللسان ... وكثيرا ما تلفه من حول رقبته وتغرسه في اذنيه ... زوجها الذي يقف تفكيره واجما ... ما ان تشيح بنظرها في اتجاهه .. حتى يتلعثم الكلام ويبقى في فمه ... اعتاد ان لا ينسى ان يعلق على اذنيها مكان وسبب خروجه صباحا ... ويعود مساءا متأبطا لسجل كبير .. لونه ازرق ... ذو صفحات اتقن تسطيرها .. واتقن هو بدوره الكتابة عليها ... قد دون ما فعله منذ لحظة تخطيه لعتبة الباب ذهابا ... الى ان تخطاها مرة اخرى ايابا ... جميع ما قاله .. وما رآه .. وما سمعه ... ولو ان لديه (كاميرا فيديو) .. لقام بالتقاط جميع الاحداث مباشرة ... حتى يكون دليله اقوى .. لا يبعث الشك به .. منها ... أتعلمون كم من مرة عادت اليّ .. بمكالماتها الهاتفيه ... لتقول لي ... (لا تنسي) ... حتى اني اتجاهل كلامها لاني انا من اخبرتها به .... وهي تردد كلامي على اذني مرارا .. وتنهيه بــ(ـلاتنسي ) ... هذه حالها .. وحاله .. وحالي يوميا ...