مقال..ق.ق.ج

[يزيد فاضلي]

...من حقكِ أختي الكريمة كبرياء..وحَقِّ كل مسلمٍ غيُورٍ على عقائده..وحَق كل إنسانٍ سَويٍّ منصِفٍ في أمانتهِ العلمية-إن كان عالِماً باحثاً أو متعلِّماً ينشدُ الحقيقةَ المجردةَ-أن يتوقفَ عند أمثال هذه الألفاظ والعباراتِ ( المشبوهة ) التي تصدرُ عن بعض الأقلام عن عمدٍ وقصدٍ أو عن تقليدٍ وترجيع...

ونحن هنا نفترضُ حسْنَ النية في صاحبة هذا القلم التي سطرتْ هذه الجملةَ المُوهِمَةَ،لنؤكدَ أنها إن لم تكنْ تقصدها قصداً،فهي بالتأكيد تكررُ ما لقنتْ غلَطاً في مناهجنا الأنثروبولوجية ودراساتنا الإنسانية التي ما تفتأ تروجُ لـ ( نظرية النشوء والارتقاء ) الداروينية في ( أصل الأنواع ) من حيث لا تدري أن كثيراً من العلماء والمفكرين الغربيين أنفسِهم نقضوا أساسياتها في ما سمي بعد ذلك بـ ( الداروينية الحديثة ) المعدلة...

قصة افتراض أن الإنسانَ بدأ ( قرداً مُحسَّناً ) في أصل تكوينه وخلقته يصطدم اصطداماً عنيفاً مع أدنى أبجديات القرآن الكريم الذي كشفَ في قطعياته أن الإنسانَ خُلقَ (( ...في أحسن تقويم ))..ومن أنه بدأ ( مُكرَّماً في البر والبحر ))..ومن أنه سبحانه ( علمه الأسماءَ كلها )-وهي كل مفاتيح الخير في هذه الدنيا-وأسجدَ له الملائكةَ تكريماً وتشريفاً...فهل في هذا ما يُشيرُ من قريب أو بعيدٍ أنه-في مظهره ومخبره-كان ( قرداً ) أو ( أقربَ للقرد ) في استيحاش خلقتهِ وجلافةِ سلوكه الحيواني..؟؟!!

كمْ هم مساكينُ بعض كتابنا الذين يمضغون بأفواههم آراءً وألفاظاً..ثم يُفرغونها في باحاتِ صحفهم وجرائدهم..وسواءٌ قصدوا ذلك أو أن عقولهم الباطنة تستدعي في أقلامهم مخزونَ لا شعورهم..فإنهم في كلتا الحالتيْن يُصدرونَ لنا حِميةً مسمومةً (( من حيثُ لم يدروا أن السمَّ في الدسَمِ..!! ))...

وجوزيتِ خيراً على ( القصة القصيرة جدا ) التي تحوي في دلالتها إطناباً بليغاً يقوم على تفصيل المُجمل...

وكل عام وأنتِ-ومن حولكِ-بخير...