(يا صديقي صار أين)

[يزيد فاضلي]

...اللهَ اللهَ أخي المبدع carpenter...

كأنما الأبياتُ اللطيفة الخفيفة السريعة أرتالاً بديعة،تتالتْ على وجداننا،فتطرقُ فينا الأذنَ-في غير ما إذن-وتنسابُ منها إلى بعدِ نقاطٍ في أغوارنا،وما تفتأ تحِلُّ،فتقيمُ،وتغدو في عُمقِنا أمثولة الأغنيات..!!

جمالٌ في الحَبْكِ والسبْكِ..وإيقاعٌ في النظم والوزن..وروعة في الفكرة والمَرمى...هي كل ما بَرقَ في حِسِّي وناظري-أخي الكريم-حَيَالَ هذه الندائية الحانية ( يا صديقي..صار أين..؟؟!! )...

أقرأ وأقرأ..ثم أقرأ وأقرأ..فما يبارحُ قلبي وعقلي فيها غيرَ صفاء القطرة الندية،تروي سهوبَ النفس والهضابَا..!!

لا أدري-أخي-لِمَ وجدتُ في طقطوقتِكَ الشعرية الجميلة هذه هَدْيًا من صياغاتِ أبي العلاء المعري في ( سقط الزند ) أو أبي العتاهية في ( زهدياته )..؟؟

ربما لأن الفكرة الثابتة لا تقبلُ التجنيح يمنة ويَسْرَة في دنيا التقلب،وسواءٌ صَدَحَ بها شحرورٌ في العصر العباسي أو شدَا بها حَسُّونٌ في أيامنا هذه فإنَّ بريقاً من إيحاءاتها الخالدة لن يَخبُوَ أبداً..أبداً..!!

نعَمْ واللهِ :

نحسب الآتي سيبقى
فإذا بالشــــــــيء دينْ

راقب اللهَ وســــــــــلم
فالمــــــــــنايا بينَ بينْ..!!

(( ..فالمنايَا بيْنَ بيْنْ..!! ))..هكذا مَضتْ سُنة الوجودِ الأزلية مُذ سطرَها بارئُها،ومع ذلك ما تزالُ في النفس هَفِيَّة ٌتنزغ-إزاءَ المنايَا-فتمرقُ مروقَ السهم من الرَّميَّة..!!

بوركتَ-صديقي-وبوركَ فيكَ هذا القلم الصدَّاح..وأملي الدائم أن لا تكِفَّ أبداً عن الشدو بمثل هذه على أغصان دوحتنا...