روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
عذوبة البوح : لتوأم الروح : غز... [ آخر الردود : خليل عفيفي - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     @في خاطري @ [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »     زحمة مشاعر [ آخر الردود : خليل عفيفي - ]       »     رحلت بطيبك الصافي [ آخر الردود : خليل عفيفي - ]       »     مجاديف العتب [ آخر الردود : خليل عفيفي - ]       »     جنة الرعود - دراسة نقدية تحليل... [ آخر الردود : مصعب الرمادي - ]       »     أنشودة اهداء من ابنتي الطالبة ... [ آخر الردود : سالم سعيد المحيجري - ]       »     "دمعةٌ في عينيك… ومأوى" [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     شكر وعرفان لأم سالم [ آخر الردود : سالم سعيد المحيجري - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,971ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 3,245ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 9,334
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 55,275عدد الضغطات : 55,040عدد الضغطات : 55,114

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > النقد والكتابات الأدبية والسينمائية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #5  
قديم 24-04-2013, 10:57 PM
الصورة الرمزية محمد الراسبي
محمد الراسبي محمد الراسبي غير متواجد حالياً
مدير الموقع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 1,754

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى محمد الراسبي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى محمد الراسبي
افتراضي

تابع ورقة الكاتب -سعيد الصقلاوي:



المياه
تزود المدينة بالمياه بواسطة مصدرين رئيسين هما:اة الفلج او البئر. و هذه المياه تصل إلى التجمعات العمرانية ، و إلى المزارع. و يقوم بإدارتها مختصون تواضع عليهم ، و أقرهم أهل المدينة. و ارتضتهم إدارتها المحلية بسبب خبرتهم الطويلة ، و بصيرتهم الراشدة ، و معرفتهم الدقيقة بشئون إدارة و إصلاح و صيانة الأفلاج و سواعدها و سواقيها، و توزيع مياهها. فيحصل كل مواطن من أهل المدينة أو مستفيد على نصيبه المقرر من المياه. و يدفع في المقابل ما يفرض عليه من التزامات مالية و أدبية. و هذا النظام المائي المتوارث يمكن اعتباره فيما يعرف اليوم بشبكات المياه للمدن و التجمعات العمرانية.
و كما تحتاج عمارة شبكات المياه المعاصرة عددا من المنشآت المعمارية وعددا من العمليات الهندسية في المساحة و الهيدرو لوجيا و التخطيط و التصميم و التنفيذ ، كذلك الحال بالنسبة لنظام المياه ( الأفلاج) المتوارث. إذ تطلب وجوده التعرف على مصادر و منابع المياه ( أم الفج أو عينه) ، ثم التخطيط لكيفية جلبه للتجمعات العمرانية و للمزارع ، و توزيع حصصه عليها . فنشأ عن ذلك عمارة ألأفلاج و صيانتها. و استخدم في ذلك تقنيات بنائية محكمة في أساليب تنفيذها ، و استخدام مواد بنائها التي كانت متصالحة مع الطبيعة و محافظة عليها ، و في نظرنا يمكن تصنيفها ضمن مصطلح التنمية المستدامة. مفردات هذه العمارة ينبغي أن تدرس باستفاضة في مبحث مخصص لذات الغرض.
المسكن
يمكن تصنيف المساكن في المدينة و اقليمها بحسب الفصول إلى (بيت شتوي ، و بيت صيفي) ، و بحسب المكان الجغرافي إلى ( مسكن المدينة ؛ مسكن المزارع ؛ مسكن القرى الجبلية) ، و بحسب الظاهرة الاجتماعية إلى بيت حضري ( مسكن الحضري)؛ بيت ريفي(مسكن البيدار) ؛ بيت رعوي(مسكن الشاوي). و بحسب الهيئة إلى مسكن محصن (بمعنى له طابع تحصيني كبيت الرديدة و بيت سليط و بيت الفليج و بيت السيد نادر و غيرهما) ، و مسكن غير محصن ( بمعنى ليس له طابع تحصيني و قد مثلت هذا النوع سائر المساكن). وبحسب المواد إلى بيت حجري و بيت طيني و بيت سعفي.

ولكل من هذه التصنيفات مسوغاتها. و لكل صنف من هذه المساكن تخطيطها المتوائم مع معطيات الوضع الاقتصادي ، و معطيات الوظيفة ، و البيئة :التضاريس ؛ و المناخ. و توافقت جميعها في استخدام نفس مواد البناء الأساسية. و مع التطور الحضري المعاصر في بنية ونسيج العمران في المدينة ، واكب هذه التصنيفات أنماط أخرى من المساكن المعاصرة يمكن تصنيفها في المساكن المبنية بالمواد الثابتة ( المشيدة بالطوب الأسمنتي) ، و الأخرى في المساكن المبنية بالمواد غير الثابتة ( و هي المساكن الجاهزة المصنعة من ألواح الخشب الحبيبي و غيره ) . و بحسب الملكية إلى ملكية خاصة و تشمل المساكن المملوكة و المؤجرة ، و ملكية عامة و تشمل المساكن التي شيدتها الحكومة لإيواء المسئولين و الموظفين الحكوميين. و بحسب النوعية إلى مساكن اجتماعية شيدتها الحكومة لذوي الدخول المحدودة و الضعيفة ، و مساكن شيدها المواطنون أنفسهم. و يجدر بنا أن نوضح بإيجاز مكونات أنماط المساكن التراثية في المدينة العمانية.
مسكن الحضري
و يقصد به المسكن الذي يشغله الإنسان أو المواطن الحضري الذي يستقر في المجتمع المديني. كما يمكن تسميته بالمسكن المديني و ذلك بنسبته إلى المدينة أو بنسبته إلى المجتمع المديني. و هو ذات المسكن المسمى بالبيت الشتوي و ذلك لاستخدامه في الفصول الباردة ، يقابله المسكن الصيفي الذي يبنى في المزارع و يستخدم في فصل الصيف . و جاء هذا التصنيف من النظام السائد في المجتمع الذي يتحرك تحت و وطأة القيظ إلى المزارع ، ليقضي فيها فترة الصيف ناعماً بطقس مريح ، و مستمتعاً بأيام جميلة يقضيها بين المزارع الوارفة بالخضرة ، و البساتين الغناء بشتى الأطايب ، ثم يعود قافلاً متربعاً بعد انقضاء الصيف مزوداً بمحصول و فير مما جناه من طنائه ، أو من استطنائه أو بيعه محصوله أو حصاده من التمر و الدبس و غيره.
و خططت المساكن الحضرية ضمن النسيج العمراني للمدينة لتتلاءم مع اعتبارات الحياة حيث الاكتظاظ السكاني . و حيث يمكن أن تجرح الطرق الضيقة حرمة المسكن فينبغي حمايته بحجب الرؤية الخارجية كلية أو تقليل آثارها عن طريق الاعتماد على الحلول المعمارية أو قوانين البناء (فقه العمران). و يمكن لها أن تخترق خصوصيته فينبغي صونه بإيجاد صيغة معمارية تعتمد على الفصل في الحركة داخل الفراغ المعماري و أحيانا استعماله. و حيث حركة الناقل و المنقول ، و الحامل و المحمول ، والعامل و العاطل ، و الخاصة و العامة من المارة ، و حركة النقل النشطة و المتواصلة ، فينبغي تأمينه. و حيث الندرة في توفر الأرض الصالحة لبناء مساكن بمساحات كبيرة ، فينبغي التوسع رأسياً عوضاً عن التوسع الأفقي. و حيث متطلب الحاجات الاقتصادية و الاجتماعية ، فينبغي استغلال طوابقه (أدواره) و فراغاته المعمارية . و حيث متطلب العوامل البيئية و بخاصة المناخية ، فينبغي توجيه المسكن ، و ملاءمة تخطيطه وجدرانه العريضة ، و تجميعه مع غيره في نسق تتلاصق جدران المساكن فيه كي توفر أكبر قدر من اكتساب أو فقدان للحرارة.

لقد أملت تلك المعطيات تأثيراتها على نمط تخطيط المسكن الحضري ، و على شكله . و بنيت أغلب مساكن المدينة حول حوش مركزي. و تتدرج ارتفاع المسكن من طابق إلى طابقين فثلاثة طوابق. و أصبحت مركزية الحوش عاملا هاماً في الإضاءة و التهوية و تلطيف الطقس للمستويات السفلى من المسكن . و مجمعا لحركة التوصيل و التلاقي في المسكن. و الحوش عميق و ضيق أحيانا. و نظرا لوجوده ينفتح المسكن في حالات كثيرة على الداخل.

الجدران بها فتحات و لكنها لا تواجه الأماكن العامة . و حواجز الأسطح (الذروة ) ترتفع بحيث تمنع الرؤية من الداخل كي لا تجرح الخارج ، و تمنع الرؤية من الخارج كي لا تخترق الداخل. و يمثل المجلس في المسكن النزوي التراثي الغرفة ( الفراغ) المشتركة التي تستخدم اجتماعياً للزوار ، و اقتصاديا كمعمل (و رشة) لصاحب المسكن. و لذلك يموضع المجلس عادة في المسكن المكون من طابق بقرب المدخل . و حين يستخدم الطابق الأرضي للتخزين ، يموضع المجلس في الطابق الأعلى. تتمتع الغرف ( الحجرات) بتهوية و إضاءة جيدة عن طريق النوافذ الطولية أو المربعة الصغيرة و الصريحة ، و أحياناً تكون الغرف صغيرة معتمة قليلة الإضاءة تكتسبها عن طريق المراقات ، أو الفتحات العلوية . و يكون السلم غالباً مفتوحاً يقود إلى الأدوار العلوية أو إلى السطح حيث تجفف التمور. و تموضع دورات المياه في أماكن بعيدة عن الحجرات . أما المطبخ فيموضع في الجزء المفتوح من الحوش . و يتم توفير الماء عن طريق الوسائل التقليدية المتبعة ، و يوصل مباشرة إليها .
هذا النوع من المسكن مبني بالطوب الطيني . و للطوب الطيني خاصية ضعيفة في توصيل الحرارة. فحيث تنخفض درجة الحرارة في الشتاء يوفر هذا الطوب قدراً من التدفئة، و حيث ترتفع درجة الحرارة في الصيف فإنه يوفر قدرا من التبريد ، نظرا لضعفه في فقدان و اكتساب الحرارة . و جدرانه عريضة لا تقل عن ذراع ( 50 سم تقريباً ) ، و تختلف العروض باختلاف الطوابق و الارتفاعات . تثبت العوارض (الجسور) من جذوع النخل على و سادة في الجدار بمسافات متقاربة ، ثم تفرش و تثبت مواد التسقيف المكونة ، من الدعون ، و السميم ، و العصابات من الزور و العسق، و فوق ذلك يفرش الطين المعجون بالتبن ،أو تفرش طبقة من الصاروج. وتصلح أي تملس و تنعم حتى تحمي السقف من الأمطار و الشمس و الضغط. و يمتاز عدد كبير من المساكن بسقوفها المطلية بالألوان الزاهية ، و كتبت عليها آيات من القرآن الكريم ، و أبيات من الشعر.
و بالرغم من محاولة المواطن العماني - في تخطيط و بناء مسكنه - التمسك بالقيم الاجتماعية الثابتة المتعلقة بالخصوصية التي استطاع أن يوفرها بالفصل في الحركة و الاستعمال داخل المسكن ، إلا أنه لم يوفق كثيراً في توفير الحرمة بحجب اختراق الرؤية من الخارج إلى الداخل ، و من الداخل إلى الخارج ، بسبب قوانين التخطيط و البناء المعاصرة التي لم تسعفه في تحقيق في تحقيق ذلك. و بالرغم من الاستعاضة بالتبريد و التكييف الصناعي عن توجيه المسكن نحو مهب الرياح ، و عن الحوش المركزي بقاعة مركزية مسقفة تتوسط المسكن أو تأخذ جانبا ًمنه ، إلا أن ذلك حرمه من الاستمتاع بالبيئة الخارجية في شمسها الطاهرة ، و هوائها النقي ، وسمائها الصافية ، و نجومها اللامعة ، و أصبح تفاعله مع المحيط الخارجي للمسكن غير مألوف. و في ذلك أثر ينعكس على صحة الساكن. و بالرغم من استعاضته بالطوب الأسمنتي عن الطوب الطيني ، و بالأسقف الخرسانية عن الأسقف المشيدة من الجذوع و مشتقات النخيل ، و بطرق البناء المعاصرة عن طرق البناء المحلية ، إلا أن ذلك لم يساعده في تخفيض كلفة المسكن ، و لا تخفيض درجات الحرارة في الصيف ، و لا زيادة التدفئة في الشتاء ، و لا منع التشققات ، و تسرب الرطوبة . و هو ما يستوجب البحث عن مواد ، و طرق ، و أساليب فعالة.

مسكن البيدار
يشغل هذا النوع من المساكن شر يحة سكانية تسمى البيادير ، و مفردها بيدار و هم الفلاحون ، فكما أن لفظة الفلاحين مشتقة من الفلاحة فإن لفظة البيدار مشتقة من البيدر و جمعها بيادر ، و هي لفظة فصيحة. و هؤلاء إما أن يعملوا لصالحهم ، أو أن يعملوا لصالح غيرهم من ملاك المزارع أو الطناة أو المستطنين.
و قد خططت هذه المساكن لتتناسب وظيفتها مع متطلباتهم، و مع إيقاع حركة حياتهم. فتوفر لهم الدعة و الطمأنينة ، و تكسبهم الراحة و السكينة.
يبنى لمسكن في المزارع من دور واحد (طابق) ، و أحياناً دور (طابق) و غرفة علوية كبيرة ، و له سلالم خارجية تقود إلى سطح المسكن الذي يستغل لأغراض النوم صيفاً ، و لتجفيف التمر و البسر في النهار. جدرانه مبنية من الطوب الطيني غير المشوي ، ملحومة بملاط من الطين. و سقفه مشيد بجذوع النخل و مشتقاته من الدعون و السميم (مفردها سمّة) ، ثم تفرش فوقه طبقة من الطين أو الصاروج لحماية المسكن من الأمطار. تتوفر في المسكن نوافذ تفتح على المزرعة ، بالإضافة إلى الفتحات العلوية (المراقات) أعلا الأعتاب لتجديد التهوية و الإضاءة.
مسكن القرى الجبلية
في ولاية نزوى قرى واقعة في الجبل الأخضر لها طبيعتها و خصائصها المكانية ، و ظروفها البيئية التي انعكست على عمارة المساكن المحلية فيها. لقد خططت أغلب المسكن لتكون مستطيلة الشكل. يلائم بناؤها تضاريس الجبال الصخرية ، و أسطح مدرجاتها المنبسطة. و المساكن ذات سطوح منبسطة ، و تبعث أقواس سلالمها الحجرية الشعور بقدم المكان و تاريخه.
و قد خططت الأدوار السفلية من المساكن للحيوانات ، أما الأدوار العلوية فتتخذ قاعة لمعيشة الأسرة ، و فيها غرف استقبال الضيوف. و شيدت جدرانها من الأحجار ملحومة بملاط من الصاروج أو من الطين. و سقفت المساكن بالأخشاب و السعفيات ، ثم غطيت بطبقة من الصاروج و حياناً من الطين للوقاية من الأمطار. و توضع أحيانا سقوفاً من شرائح الحجارة حتى تسد الفرجات بينها.
مسكن الشاوي(الراعي)
هذا المسكن أقرب إلى المأوى ، و مستواه المعماري يختلف عن مسكن الحضري ، أو مسكن البيدار ، أو المسكن في القرى الجبلية. و لكنه يلبي حاجات شريحة سكانية ، و هم الرعاة أو الشواوي. يتكون المسكن غالباً من غرفة واحدة ، تبنى جدرانها من الأحجار المرصوفة فوق بعضها بغير ملاط من الصاروج أو الطين للحمها . و يبنى السقف من الأخشاب و السميم و الدعون ، ثم يصرج بطبقة من الصاروج ، أو يمسح بطبقة من الطين. بمعنى أن طبقة من الصاروج أو الطين توضع فوقه لتساعد في تماسكه ، و لتحمي المسكن من تساقط الأمطار. و يندر وجود النوافذ ، و لكن توجد فتحات صغيرة علوية صغيرة مربعة و أحياناً طولية رأسية يطلق على مفردها مراق أو مبراق ، و ذلك بغرض تجديد التهوية و الإضاءة داخل الغرفة.
المسجد
لعلنا نختار مدينة نزوي باعتبارها تمثل مركزا دينيا للعمانيين و لذا سوف نتحدث عن بعض مساجده لاعطار صورة عن بعض مساجد عمان التراثية.
تحتوي مدينة نزوى عددا من المساجد الأثرية المشيدة و فق معايير و أساليب العمارة المحلية و التي كانت و لا تزال في لحمة النسيج العمراني تخدم حارات المدينة المتنوعة. يستقر جامع المدينة قرب السوق ، و القلعة ، ليكون ملتقى أهل المدينة و سكانها. يتفرقون منه راجعين إلى مساكنهم ، أو ذاهبين إلى أعمالهم " فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض و ابتغوا من فضل الله" صدق الله العظيم.
يذكر ناصر بن منصور الفارسي ثمانية عشر مسجدا و جامعاً أثرياً في مدينة نزوى. تتعاقب في سلك زمني يبدأ بمسجد الشواذنة الذي شيد في العام السابع من القرن الأول الهجري ، يتبعه مسجد سعال في العام الثامن من نفس القرن .
و في عهد الإمام الوارث بن كعب(172هـ - 192هـ) بني مسجد النصر و كان اسمه سابقاً مسجد السوقية، ويليه مسجد الشيخ في عقر نزوى في العقد التاسع من القرن الثاني الهجري .
و يأتي بناء مسجد الشجبي في مطلع القرن الثالث الهجري ، يليه مسجد أبي الحواري. و في ذات القرن بنى العلامة عزان بن الصقري اليحمدي مسجد غلافقا ، وبنى العلامة الحسن بن زياد النزوي مسجد الحسن. كما بني مسجد الأئمة و مسجد الشروق.

و بنى العلامة محمد بن روح مسجد روح في مطلع القرن الرابع الهجري ، كما بنى العلامة مخلد بن روح بن عربي الكندي مسجد مخلد في نفس القرن ، و لعل مسجد أبي الحسن قد بني في ذات القرن.
و في القرن الخامس الهجري بنى العلامة أحمد بن محمد الهنقري مسجد ابن الهنقري. وبنى الفقيه أبو عبدالله محمد بن أبي غسان النزوي مسجد أبي عبدالله.
و في مطلع القرن العاشر الهجري بنى الإمام محمد بن اسماعيل الحاضري مسجد الإمام محمد بن اسما عيل. و بنى الإمام سلطان بن سيف بن مالك اليعربي(1649-1688م) مسجد اليعاربة في القرن الحادي عشر الهجري ، كما شيد الشيخ مسعود بن رمضان بن راشد النبهاني مسجد ابن أبي رمضان. و زخرت المدينة في العهد الزاهر بكثير من المساجد ، و أهمها مسجد السلطان قابوس.
مسجد الشواذنة
يمكن اعتبار مسجد الشواذنة أحد نماذج العمارة المحلية للمساجد في نزوى ، و يقع هذا المسجد في قلب محلة العقر. و يلاحظ عليه أنه مستطيل و لكنه عميق الشكل ، بمعنى أن محرابه يتوسط الضلع الأقصر من المستطيل ، و ليس العكس. و توافقاً مع مبدأ الحرص على الصلاة في الصف الأول يبنى المحراب في المساجد عادة في الضلع الأطول ، و يصبح المسجد ذا شكل مستطيل. و تتشابه هذه الحالة مع حالة مسجد نخل و عدد غير قليل من المساجد في عمان. و قد تعزى هذه الظاهرة إلى تضاريس الموضع ، أو لعلها تعزى إلى فتوى فقهية يحسن التعرف عليها. و يلاحظ أيضاً أن المسجد لا يحتوي على مئذنة، و قبة ، و هي ظاهرة سيطرت على غالبية عظمى من مساجد عمان . و برز في أسطح المساجد عنصر معماري يطلق عليه البومة ( قبة صغيرة مفتوحة من الأعلى أو من الجانب) ، و لعل وجودها خاضع لاعتبارات التهوية و الإضاءة القمرية. إن أغلب سقوف المساجد العمانية مسطحة ما خلا بعض المساجد ، كالمسجد الجامع في ولاية جعلان بني بوعلي و مسجد أولاد علي بن ربيع في ولاية صور ، حيث بني سقفهما من عدد من القباب الصغيرة . و من حسن الحظ أن رمم الأول ، و من سوء الحظ أن هدم الثاني في حملة أسبوع البلديات ، و أعيد بناؤه بصورة مشوهة.
و نرى أن هذا التكوين المعماري لم يعد ماثلاً في المساجد المعاصرة التي بنيت في العهد الجديد ، إذ أصبحت المساجد مكونة بالإضافة إلى بيت الصلاة ، و صحن المسجد من مئذنة أو أكثر ، و قبة . وأصبح شكل المسجد في أغلب التخطيطات المعمارية مستطيلاً ، أي أن المحراب يتموضع في الضلع الأطول من المسجد. و برز المحراب إلى الخارج عن الحائط فتمكن الإمام من الصلاة فيه ، بعد أن كان المحراب في المساجد الأثرية غير بارز إلى الخارج ، و كان مطلاً على الداخل فقط . و كان دوره مقتصراً على الإشارة إلى اتجاه القبلة .
زين المحراب في المساجد المعاصرة بالزخارف المختلفة إما بالجبس(النورة) على كامل جدرانه الداخلية ، أو في إطاره الخارجي. و أحياناً تبطن الجدران أو تبروز بالرخام ، أو البلاط المزخرف ، أو الخشب المنقوش . بينما انحصرت زخرفة المحاريب في المساجد الأثرية على تزيين الإطار بالنقوش الجبسية ، و نادرا ما تبطن كامل جدران المحراب بالنقوش. و إذا كان ذلك سمةً عامة في المساجد الأثرية في عمان ، إلا أن عددا من المساجد الأثرية في مدن أخرى ومنها قلهات على سبيل المثال قد تراءت عليها مظاهر التزيين ، و الزخرفة و صفها إبن بطوطة في كتابه الشهير تحفة النظار في غرائب الأسفار و عجائب الأمصار في قوله: "تحوي مدينة قلهات مسجداً من أجمل المساجد و أبدعها ، فجدرانه مرصوفة بالقيشاني الذي يشبه الزالج و يقوم على مرتفع يشرف منه على البحر و المرسى. و قد بنته امرأة صالحة يسمونها بيبي مريم ، و تعني كلمة مريم في لغتهم ( سيدة نبيلة)". و نرى أن لهذا التحول دلالة على التسامح ، و التلاقح ، و التواصل في سياق الفكر و الثقافة الإسلامية.
__________________
ديواني المقروء
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:48 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية