في اللحظات الأخيرة للعام المنصرم 2012
وقفت سيدة أنيقة لتلقي عليَ سؤالا مباشراً !.
قبلها نظرت إليها قادمة ، سيدة في
الأربعينيات أنيقة مثل الممثلات العالميات ، أنوثة طاغية وعيون تحمل كل معاني
الجمال وكانت المفاجأة سؤالها العبثي! قالت في هدوء لافت للنظر:
- لماذا تسمح لنفسك أن
تتزوج أربع نساء ولا تسمح لي أن أتزوج سوي رجلا واحداً؟.
ظننت أنها تريد أن تنهي العام بنكتة أو
مزحة غير تقليدية ! ولكنها قالت في إصرار غريب أنها تسأل بمنتهي الجدية!.
قلت لها إنه سؤال قديم جديد! سألته قبلها
سيدات كثيرات ! منهن المستغربات ومنهن العابثات! ولكنها أصرت أن تسمع رأيي الشخصي
فوراً .
قلت لها إنني لست شيخا أو داعية أو عالم دين ! فقالت أنا
أعلم ذلك! ولذلك سألتك أنت! فأنا أتابع كتاباتك التي تغلب عليها مسحة دينية! فقلت
لها أني اكتب في السياسة والحياة العامة ! فقالت كما تكتب في الدين ولك كتاب في
الفكر الديني ! فسألتها هل تتابع كتاباتي ؟ فأجابت نعم! فقلت لها أنا اكتب أيضا
روايات وقصص ! فقالت وتكتب في الاقتصاد !.
كانت إجاباتها سريعة ففهمت أنها أعدت نفسها
لهذا الحوار دون إخطاري بسابق ميعاد! فسألتها عن عملها قالت فنانة! عندي رسالة
أتمني أن أبلغها لكل النساء والبشر! فسألتها عن مجال فنها فقالت ارسم بالريشة
والقلم ! ففهمت أنها رسامة وكاتبة وسألتها فأكدت لي ذلك!.
التقطت أنفاسي وسألتها الجلوس ولكنها أقسمت
أنها لن تجلس قبل أن تسمع إجابتي!.
كنت قبل هذه الواقعة بأيام استلمت رسالة من
صديقة عراقية تخبرني أن هناك من يرسل إليها رسائل عبر البريد الإليكتروني يهاجم
النبي محمد وأمهات المؤمنين ويدعوها لاعتناق المسيحية! وأخبرتني صديقتي العراقية
أنها لا تستطيع الرد علي الرسائل لقسوة اتهاماتها وقوة حجتها حتي أنها خشيت أن
يهتز يقينها فآثرت أن تعيد إرسال تلك الرسائل إليَ لأتولي الرد عليها!.
كانت رسائل تبشيرية المعني والمضمون !
قرأتها مرات عديدة لأتأمل تلك الكلمات التي تهاجم النبي محمد والدين الإسلامي عامة
وتدعو لاعتناق المسيحية! بينما كنت أرد علي تلك الرسائل فاجأتني هذه الفنانة صاحبة
الرسالة !.
تأملت وجه ضيفتي الفنانة وأخبرتها أنني سأرد عليها رداً بعيدا عن الدين
فلست عالما أو شيخا! فقالت عليَ أن أقنعها بإجابة شافية لأنها تريد أن تسمع مني
بالتحديد!.
قلت لها :-
في عالم الحيوان توجد أمثلة عديدة ونماذج
مختلفة ومتباينة ! فهناك من الحيوانات من يترك الآخر يعتدي علي أنثاه أمام عينيه
بلا أدني اهتمام ! وهناك أيضا من يحارب حتي لا يلمس أنثاه حيوان آخر! فأومأت لي
برأسها أنها تعلم ذلك!.
فقلت لها سأخبرها عن
نموذجين اثنين لا ثالث لهما لكي أوجز إجابتي فنظرت إليَ فقلت:
- الأسد يتزوج أربع لبؤات ويحارب أي أسد آخر
إذا حاول أن يقترب من إحداهن واللبؤات الأربع يعشن في هناء وسعادة وينجبن ويسعين لإحضار الطعام! هذا هو النموذج
الأول .
فقاطعتني بقسوة وهي
تسألني هل اعتنق الأسد الإسلام؟! فلم التفت لسؤالها وقلت:
- أما النموذج الثاني
فهو الكلبة ( أنثي الكلب) تعطي نفسها لأي كلب بلا تمييز ! المهم عندها أن يعلوها
كلب ليشبع رغبتها ! أي أن الكلبة مباحة لأي عدد من الكلاب !.
فابتسمت ساخرة وهي تردد
أن الكلاب تعيش الحرية ! فقلت لها في سخرية أكبر بل تعيش الحيوانية الفوضوية!.
وقبل أن تنتبه سألتها سؤالا أكثر قسوة:
- هل تفضلين أن تكونين
لبؤة زوجة لأسد وحيد أم كلبة لمن يريدها من الكلاب؟!.
اهتزت
بشدة وهي تسمع سؤالي فخرجت مسرعة وهي تتمتم ببعض الكلمات أظنها نوعا من السباب
المكتوم!.
عندما خرجت صاحبة الرسالة أيقنت أنها تحمل
رسالة شيطانية وليست رسالة سامية مثل
الفنون الجميلة! فالفن يجب أن يرتقي بالبشرية لا أن يجعلها تنحدر نحو الحضيض
الحيواني!.
وعدت لأرد علي رسائل
التبشير مرة أخري لأنها تحتاج إلي رد فوري وقوي.. وتساءلت :
- لماذا يحاول المبشرون
هنا في بلاد الإسلام بينما يعتنق المسيحيون في أوروبا وأمريكا الإسلام كل يوم
بالمئات؟!.
|