أوقفته فجأة في الطريق وسألته ألا يريدها
حبيبة أبدية؟! لم يصدق نفسه وهو يسألها ألست ماري حنا؟! أومأت له مبتسمة مؤكدة
أنها هي! فنظر إليها في انبهار متسائلا عن جدية كلامها ؟!إنها حلم الرجال ومطمح
أهل السطوة والنفوذ ورمز العشق اللامتناهي في دنيا الوصال ! اقتربت من وجهه فطغي
نور وجهها الملائكي علي ملامحه ، ولامسته
بشعرها الكستنائي الجميل فعاش الحلم واعيا! أرسلت أشعة نارية من عينيها الساحرتين
فاخترقته فتهاوي معلنا استسلامه ، بدأت تسرقه من نفسه ، شعر بروحه تتسلل مغادرة
جسده تتبعها ليبقي جمادا لا يتحرك! تبعها صاعدا وكلما ارتفعت وبعدت به شعر بضغطها عليه وقوة ضمتها له حتي ابتعدا عن الأرض التي
رآها صغيرة ضئيلة مثل كرة طفل يحبو! رأي رجا لا كثيرين يطاردونه ليظفروا بها
فاستثارته ليتفوق عليهم فاستحضر إرادة الأبطال وقوة العمالقة حتي انفرد بها فائزا فرواها
عشقا حتي ثملت ، فبدأت تحكي له كيف حلمت أن يكون لها حبيبا أبديا ؟! إنها تراقبه
منذ سنوات طويلة تتحين فرصة تظفر به لتخطفه إلي سمائها ! كانت ترسم سريرا من
السحاب الممتد عبر الأفق وتنسج دثارا سماويا ونورا من النجوم ! لقد حققت حلمها
وارتوت منه حتي الثمالة وأخبرته أنه أصبح حبيبها الأبدي فلن تناله أخري ، امتزجت
روحهما وتوحدتا حتي أرسلت الشمس أشعتها معلنة الانتهاء ! فارقته وهو يتشبث بها حتي
لا يعود إلي جسده الأرضي ولكنها واسته فله معها ليلة واحدة ورحلة واحدة فتوسل
راجيا أن تمنحه الحياة معها مرة ثانية ولكنها استجمعت قواها لتخلص نفسها فوجدت
صعوبة كبيرة وعانت وهي تفك روابطهما واحدا تلو الآخر حتي انفصلت عنه تماما فهوي
سريعا عائدا إلي جسده الأرضي الذي لم يغادر مكانه بجوار تمثالها المرمري .
|