 |
قسم قصص متنوعة
اِنتـفاضة جرح...! |
|---|
اِنتـفاضة جرح...!
مع استقرار الكأس السادس على الطاولة، و بعينين مجمرتين يقتل آخر معاقل اعتداده الرجولي برجولته/
لم أدر يا صديق أني سأعيش جنون الكلمة ذات يوم مثلك أنت، و أني سأشرب من الكلمة حدّ الثمالة و أزيد الكأس و ألعن الخلق وأعيش حالات الحب اللحظية؛ لأتجاهل المزمنة منها.. و أني سأشرد بمثل شرودك ، و أهذي كهذيانك ، و أعيش غثيانك ، و أني "ككل المجانين" سأحاول صيد الكواكب!
لم أتخيل أنه ذات يوم سينطلق مني هذا التمرد ليقودني إلى دهاليز الجنون، لا أدري حقاً من امتطى الآخر: أأنـا امتطيتُ الشيطان؛ فرحت أجره لإلحادي و غثياني، و رحتُ أشكو له سقوط مملكتي و تشردي؛ لأزيد من سخط الله؛ لنهبط من الفردوس أجمعين..؟! أم أن الشيطان امتطاني و راح يُعلمني آياته و يمضي لرهانه:
"و لأغوينهم أجمعين" مثلما أغواك أو أغويته.؟!
حمد الصديق الذي كره جنس النساء ، يربت على كتف صديقه دون أن يستوعب علامات الهلع على صديقه _فيصل_ الدائخ من آثـار الكؤوس المتناثرة- ربما أو هكذا خمن- دلالة التضامن..
تأخذه عتمة المكان لطوق الياسمين لحظة ظهور أشراط غروبه/غروبها/ غروبهما/ غروبهم بـتسلسل عنقودي، نزل المسيح لِـ قتل المسيخ، لابد له من الرحيل؛ لأن النزال سيشهده الله فقط من على كرسيه، بملائكته السبعة عشر الحاملين له..
يتذكر فيصل حديث أمه ذات مساء: "إن لكل رجل نجمةً تلمع ليلة في العمر" ، و كنتِ أنتِ نجمتي التي لعنتها طوال العمر، وبعد العمر كان عمر! ماذا؟؟ أيشك الإنسان في أهليه؟
" أفيقي من الليلة الشاعلة
و ردي عباءتك المائلة"
يفيقان على صوت النادل :
- أترغبون بـ شيء؟- يهمهم حمد و دون أن يدع لفيصل فرصة للتفكير يرفع أصبعين اثنتين..
بعد ثوان لا يهم عدّها أو عددها، يعود النادل بزجاجتين حمراوين. ينتهك عذرية إحداهما؛ ليملأ الكأسين و يصبح الناتج سبعة..
بـارتفاع الكأس يتذكر حديثه هذا الصباح مع امرأته:
- .... ماذا تريدين أكثر مما أعطيتك؟!.. ملأتُ خزانتك ذهباً و لم تمتلئ عينيك!- طلبتُ حباً لا قمحاً!- أليس القمح حباً؟! ليتكرر المشهد : علو أصواتهما ؛ ليوقظ الطفل؛ ليقطع الحوار يليه اِلـتقاء الباب بنصفه الثاني بقوة ..
يستقر الكأس على الطاولـة..
بعد استقرار الكأس بلحظاتٍ، يقف حمد و عيناه مثبتتان خلف فيصل فاغراً فاه.
لتستقر ثلاث أيـادٍ على كتفه ورابعة على رأس فيصل ؛ ليستقر الأخير على الطاولة مقابل الكأس؛ لينتهي حبل أفكاره عند انغلاق الأصفاد في يديه..
بعد الحدث بساعتين اثنتين يسجل:
- هل قتلت زوجتك مع المشبوه؟- نعم و سأفعلها ألف مرة إن استطعت!- ألست نادماً؟- أبـداً..!
يشير المحقق إلى مساعده بإضافة :
- السبب : قضية شرف.
يعرض المحقق صورة لِلقتيلة و بجوارها عبارات كتبتْ بالدم.. "كُنْ صديقي" !!!
يمسكُ فيصل رأسه و ينفجر باكيا ...
|
|
|
| | |
