Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 55

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/init.inc.php on line 56

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/members.php on line 227

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29

Deprecated: Function ereg_replace() is deprecated in /home/alsultanah/public_html/story/functions.inc.php on line 29
المجموعات القصصية للسلطنة الأدبية
  
 

قسم قصص متنوعة
التقاطات في مدينة
تاريخ الإضافة: 11/08/2009 رشح | إهداء

التقاطات في مدينة
 
                         مع انبلاج ضوء الصباح تلجين إلى السيارة التي تقلك للعمل، كمحطة أولى من محطاتها ،سكون قريتك وجمالها يبسط لك الصباح ،ويدفعك الطريق إلى المحطة الثانية حيث المدينة الممتلئة برائحة البحر،شاطئ مع كل صباح يستقبل قوارب الصيد الصغيرة ،المعروفة هنا ب"الثيابر"(1)، وناقلات أسماك ترتجي أن يكون الصيد وفيرا هذا اليوم،وأمامهم البحر،وعلى جانبه تربض المصطبة البحرية التي ابتكر صيادو المدينة أسفلها بابا يصلهم بمغارة يخزنون بها أدواتهم البحرية.وعلى الجانب الآخر من الطريق بيوت المدينة يفصله عنها أشجار لا زالت أوراقها بعددها ومدى ذبولها تسجل آثار الإعصار المداري الذي عصف في يونيو بأجواء المدينة.

                 ينعطف السائق بسيارته نحو المحطة الثانية ،يشدك البيت المختزل إلى غرفة يسترها الصفيح المتآكل وقطع الخشب المختلفة الإحجام والإشكال،تعلقت به ملابس مثخنة بالتعب،متناقضا مع البيت الذي يفصله المتر الواحد عنه،لكنه يعطيك دلالة إلى مدى الهوة بين ساكني الموضعين.

             تتوقف السيارة ،وليس من إشارة أو عبارة توقف سيل التساؤلات المتدافعة برأسك،تتدفق بغزارة الألم الذي ولدته صورة البيت ،الذي يحمل دلالات على(أن هناك من يسكنه) سكناه،،

-يا ترى من يقطنه ؟!،من الأكيد أنه وحيد.
-وما قصته؟!
-وما الذي أجبره على خيار العزلة؟!
-هل هو من تخلى عن أهله،أم هم من قطعوا أواصر الصلة به؟!
-كيف؟
-ومتى؟
-وماذا؟
-ولم حدث ذلك؟

                   هنا تصل زميلة العمل ملقية السلام برقتها المعهودة،وصوت خافت ،ويد تصافح بحنان الطفولة،تنطلق السيارة للمحطة الثالثة الموشومة بثرائها حيث البيوت المتنافسة في تصاميمها وأدوات بنائها،و....و....،تلج الزميلة الثالثة كما الأولى والرفاه سمة من سماتها يملؤها بإشراق جميل ،بعد انتظار لا يتعدى الدقيقة الواحدة.

             بعد السلام يشيع الصمت من جديد ،وتتراكض أسئلة الدهشة حول هذه التناقضات التي تتقيؤها المدينة مع كل صباح ومساء،يوقفها بدأ حياة العمل .يزداد فضولك في معرفة تفاصيل الحكاية،عند مشاهدتك لنفس البيت ثانية ظهر كل يوم وصباحه.يجبرك هذا على سؤال زميلتك عنه بما أنه يقطن إلى جوارهم،فترد بأنها لا تعرف عنه سوى أنه فقير ومسكين.

 
               هذا الجواب المقتضب لا يرضي فضولك ،فتسيرين لها رسالة نصية قصيرة عبر جوالها،طالبة منها أن توفر قدر مناسب من المعلومات عنه مستعينة بأهلها،ترحب بطلبك ،تأخذك نشوة النصر بقرب التعرف على تفاصيل حياته ،وفي ذات الوقت تدركين بأنك لن تتعدى هذه الخطوة ،أنت مجبرة على ذلك كونك أنثى.تفاجئك صباح اليوم التالي بأنهم لا يعرفون عنه سوى أنه إنسان أعتزله أهله وأصدقاؤه،لأنه يدمن العزلة والسكر،هذه الإجابة المقتضبة تؤكد لك بأن هنالك أسرار أخرى وأمور تختبئ في هذا البيت النائم في أحضان الفقر والعوز.

                ذات صباح كانت المفاجأة ،كان يقف إلى جوار باب بيته ،ويزج بالقفل في الباب ،جسده النحيل المتقوس الأطراف يكتفي ببنطال أبيض يستره إلى أعلى ركبتيه يعلوه غبار العزلة والوحدة والفقر، تغطي نصف رأسه قبعة صغيرة ،والنصف الآخر ينطلق منه شعره الكث كصوف غنم ظل لسنوات دون أن يقصر ،تركزين عليه رافعة الغطاء الذي يغطي وجهك قليلا ،وكأنك تحاولين التقاط صورة فوتوغرافية له ،محاولة إيجاد تفسيرا لهذا الحالة الإنسانية التي تصنفينها ضمن المآسي،ولهذه التناقضات بينه وبين سكان المدينة.

                   
                ظهر يوم آخر ،تشاهدين عجوزا تجلس إلى ظل البيت المجاور له تحمل،أناء صغير .

              ومع شروق يوم آخر تشاهدين رجل يرتدي قميصا أحمر يمتلئ بالأوسمة وبنطال رصاصي اللون يلتصق بجسده النحيل ،وحذاء أبيض ،وقبعة بيضاء،يحمل أكياس ممتلئة،مشيته تعطيك مؤشرا بأنه يخبئ قصة ممتلئة بالغرابة.
               كل هذه التناقضات في نفس البقعة من المدينة،تشي بأن للمدينة منبوذون،أعتزلهم أناسها ،فآووا إلى كهوف العزلة،ولا أناس إلا في ذاكرة أزمنتهم،وأشياء متهالكة إلى جوارهم متدفقة بالحنين إليهم.
 
 
 
 



قصص متنوعة

التقاطات في مدينة

التقاطات في مدينة

الشعراء الدواوين القصائد

Powered by: kahf diwan Version 2.1.0 Copyright ©1999-2025 www.alkahf.net