قصص قصيرة : التدرب على الفرار بقلم الحسن بنمونة

08-01-2012 05:11 صباحاً
0
0
310
قصص قصيرة :
بقلم : الحسن بنمونة.
التدرب على الفرار.
عندما تنزل الأمطار من السماء وتمتلئ جنبات الوادي ، ويدوي الهدير ، نعرف أن الفيضان سيجرفنا ..
تعلمنا أن نحترم الطبيعة ..
ولهذا نفزع إلى أعز ما نملك ، نلفه لفا حول أبداننا ، ثم نتوجه إلى الساحة التي كنا نلعب فيها بالكرة ، يكون الماء قد كون جبالا متحركة ، آتية نحونا . نصيح بصوت واحد ثم ننطلق بسرعة نسابق الريح الباردة ..يكون الماء خلفنا يحث الخطو ، يحاول القبض علينا عبثا ، لأننا تدربنا على الفرار في مثل هذه الظروف..هربنا لما قصف الرعد قريتنا ، وارتجت الأرض تحت أقدامنا .نكون دائما متوجسين خيفة من أي شيئ. لاحقنا الماء في كل الاتجاهات التي سلكناها ، حتى بانت لنا أرض مستوية ، فخلنا أننا هالكون ، ولكننا عقدنا العزم على هزمه، ولو تطلب ذلك التضحية بالغالي والنفيس .أوهمناه أننا نفر جماعة في اتجاه واحد، فإذا اقتربنا من البحر انقسمنا فرقتين ، كل فرقة تعدو في ناحية ،وكتمنا أنفاسنا ونحن نراه يصدم الأمواج العاتية ، مخلفا أنينا يقطع الأوصال ..لم يفز بأي غنيمة ..وعدنا أدراجنا إلى قريتنا نغرس أقدامنا في الطين .
الحب :
نزل إله الحب من السماء يريد أن يعرف ماذا فعل الناس بهذا الشر الذي لابد منه. كيف يعانون ويلاته، وهل منحوه يوما من أيام السنة إكراما له . فهاله ما رأى . وجد أن الحب منثور في كل مكان ، في الأناشيد والأغاني والكتب وأحاديث الفتيات والفتيان والقصص والشعر .. وإن قامت حروب وفارت الدماء وانتثرت الأشلاء فلأجل هذا الحب الذي كبلنا بأغلال العواطف الجياشة والبكاء والتضحية . فسر لذلك أيما سرور ، وحدث نفسه قائلا : ( الآن ينبغي لي أن أنام قرير العين ، فأبنائي يموتون لأجل الحب ..يضحكون ويفرحون رغم الأتراح العظيمة التي تعصر قلوبهم..)
ثم عاد إلى مغارته عازما أن يحدث معارفه عن السعادة التي كادت تودي بحياته.
الحقيقة:
كتب ماركود ينبي قصة قصيرة جدا جاء فيها : ( قال الرجل الشريف : أعطوني أسرع حصان . لقد قلت الحقيقة للملك.) .أراد الرجل الشريف أن ينجو بجلده .أما صاحبنا الذي بدا عليه الخوف فقد قال : امنحوني حمارا بطيء السير ، لأنني سأوصل الحقيقة إلى قلبي ...
فهل نجا الأول وأدرك الآخر قلبه ؟ ..هذا الأمر ظل غامضا.
.
بقلم : الحسن بنمونة.
التدرب على الفرار.
عندما تنزل الأمطار من السماء وتمتلئ جنبات الوادي ، ويدوي الهدير ، نعرف أن الفيضان سيجرفنا ..
تعلمنا أن نحترم الطبيعة ..
ولهذا نفزع إلى أعز ما نملك ، نلفه لفا حول أبداننا ، ثم نتوجه إلى الساحة التي كنا نلعب فيها بالكرة ، يكون الماء قد كون جبالا متحركة ، آتية نحونا . نصيح بصوت واحد ثم ننطلق بسرعة نسابق الريح الباردة ..يكون الماء خلفنا يحث الخطو ، يحاول القبض علينا عبثا ، لأننا تدربنا على الفرار في مثل هذه الظروف..هربنا لما قصف الرعد قريتنا ، وارتجت الأرض تحت أقدامنا .نكون دائما متوجسين خيفة من أي شيئ. لاحقنا الماء في كل الاتجاهات التي سلكناها ، حتى بانت لنا أرض مستوية ، فخلنا أننا هالكون ، ولكننا عقدنا العزم على هزمه، ولو تطلب ذلك التضحية بالغالي والنفيس .أوهمناه أننا نفر جماعة في اتجاه واحد، فإذا اقتربنا من البحر انقسمنا فرقتين ، كل فرقة تعدو في ناحية ،وكتمنا أنفاسنا ونحن نراه يصدم الأمواج العاتية ، مخلفا أنينا يقطع الأوصال ..لم يفز بأي غنيمة ..وعدنا أدراجنا إلى قريتنا نغرس أقدامنا في الطين .
الحب :
نزل إله الحب من السماء يريد أن يعرف ماذا فعل الناس بهذا الشر الذي لابد منه. كيف يعانون ويلاته، وهل منحوه يوما من أيام السنة إكراما له . فهاله ما رأى . وجد أن الحب منثور في كل مكان ، في الأناشيد والأغاني والكتب وأحاديث الفتيات والفتيان والقصص والشعر .. وإن قامت حروب وفارت الدماء وانتثرت الأشلاء فلأجل هذا الحب الذي كبلنا بأغلال العواطف الجياشة والبكاء والتضحية . فسر لذلك أيما سرور ، وحدث نفسه قائلا : ( الآن ينبغي لي أن أنام قرير العين ، فأبنائي يموتون لأجل الحب ..يضحكون ويفرحون رغم الأتراح العظيمة التي تعصر قلوبهم..)
ثم عاد إلى مغارته عازما أن يحدث معارفه عن السعادة التي كادت تودي بحياته.
الحقيقة:
كتب ماركود ينبي قصة قصيرة جدا جاء فيها : ( قال الرجل الشريف : أعطوني أسرع حصان . لقد قلت الحقيقة للملك.) .أراد الرجل الشريف أن ينجو بجلده .أما صاحبنا الذي بدا عليه الخوف فقد قال : امنحوني حمارا بطيء السير ، لأنني سأوصل الحقيقة إلى قلبي ...
فهل نجا الأول وأدرك الآخر قلبه ؟ ..هذا الأمر ظل غامضا.
.