 |
قسم فصيح متنوع باتريشيا |
بـاتـريـشـــيـــــــا دنيا معاشٌ للورى حتّى إذا جاء الرّبيعُ فإنّما هيَ منظـرُ (أبوتمّـــام)
(باتريشيا) الحسناءُ ذاتُ الواحد والعشرين ربيعــاً، ما أن تمرّّ على طاولات مُرتادي مَطعمها وناديها اللّيلي حيث تعملُ نادلةً، حتّى تتلقّفها ألأعينُ وتَجِب لها القلوب... أمّا هي فتمرُقُ بينهم كفراشةٍ حالمةٍ، وتمضي متنقّلةً في خُيلاء الحسان الغانيات، وفي زهو وعنفوان الشّباب البهيج، غيرَ آبهةٍ بما يدور في زوايا المكان... ولقد أعجب بها صديقٌ لي أيّما إعجاب، فبعثتُ إليه من قَبيل الدّعابة الأخويّة بهذه القصيدة:
بَــــــدَأ الرّبـيــعُ يُفــــــتّــحُ الأزهــــارا ويُحـــــــــرّكُ الإحســـاسَ والأفكـــارا وبَدَتْ (تَـريــشُ) تَجــولُ في خُيَلائهـا فـتُـحَـــــــوِّلُ اللّـيــلَ الـبَـهيـــمَ نَهـــارا هِيَ إنْ مَشَـتْ تَمْشـي القلوبُ وراءَهـا وَلْهانــةً تُــفْــشِــــــي لها الأسْـــــــرارا وإذا جَــرتْ تَجْـــــــري عُـيـونٌ خَلْفـَها لِـتـَـرى الجَمـــــــــالَ الصّـارِخَ الجَبّــارا ****** تخْتــالُ (باتريشيــا) فَـتُحْـدِثُ بَهْجَــــةً بيْــنَ القُـلــوبِ تُـداعــــــبُ الأوتـــــــارا وتَـمُـــرُّ (باتريشيــا) على جُـلاّسهــــا مَــرَّ الكــرامِ فتخـطــــف الأنـظــــــــــارا كمْ تَـيَّـمَــتْ منْ حالِميــنَ تَعَــلَّـقـــــوا في حُبّهــــا ولَـكَــمْ كَــوَتْ سُـمّــــــــــارا ولـكَــمْ قدْ اسْـتَـلّــتْ لَهُــمْ من طَرْفِهـا سَـيْـفــاً صَـقـيــــلاً قاطِعــــــــاً بـتّــــــارا تَسقيهِــمُ قَـبْــلَ العُـقـارِ بلحظهـــــــا فَـتَـراهُـمُ صَـرْعَـى الهَـوى وَسـكــــــــارى ****** كَــمْ عاشـــقٍ قـد جـاءَ يَخْطُـبُ وُدَّها يَـتَـحَـمَّــــلُ الأعْـبــــــاءَ والأسْـفـــــــــــارا ودنـا إليهـا هائمــــاً في حُـبّـهـــــــا كَـيْـمـا يُـشـاطِــرُهــا هَـــــواهُ جَـهــــــــــارا وَمَضـى يُـبـادِلُــها الحديــثَ مُحـاولاً مـنهــا الـوصـــالَ وَيَـخْـلُــــقُ الأعــــــــذارا فـإذا بهــا بالـصَّـــدّ تَـكْـبَــــــــحُ وُدّهُ فَـيَـسـيـــــلُ دَمْـــعُ عُـيـونِــهِ مِــــــــــــدرارا بِـفُـتـونهـا لا بالوصـالِ تـنُـوشُــــــهُ وَتُـثـيـــرُ فـي أَوصـالِــــــهِ إعْــصــــــــــــارا فـيَعــودُ مكســورَ الجَـنـاحِ مَهـيـضَــهُ خــالــي الـوِفــــاضِ مُـحَـطَّـمــــًا مُنْـهـــــــارا ****** وَأنـا كَمَـنْ لا يَـرْعَــوي عَـنْ غَـيّــهِ أَرنــو إلــيهــا ساهِــمــــاً مُـحــتــــــــــــــارا أَسترجِــعُ الأيّــــامَ عَبْــرَ شَـبـابـِـهـا فَــأرى بـه عَـهْــــداً مَـضــى وتَـــــــــــوارى لم يَـبْـقَ لـي منـه سـوي ذكـــرى إذا ما راودَتْـنــــي أنـظـــــــــمُ الأشــعــــــــــــارا بالشِّعــرِ أرحَــلُ للكـواكــبِ كَـيْ أرى سِـــــرّ الحـيــــــــاةِ وأبْـلـُــغَ الأقــمـــــــــارا ****** (باتـريـــشَ) يا ذاتَ الجَمــالِ تَرّفَّـقـي مُــرّي عَـليـنـــا دائـمـــــــــاً ومِــــــــــــــرارا لا يَخْـدَعَـنْـكِ قَـَـوامُـكِ الغـَـضُّ الّـذي تُـبْـديــنَ فـيــهِ الـزّهْــــــوَ والإصـــــــــــرارا إنّ الشَّـبـــابَ إذا تَــقــــادَمَ عَــهْـــدُهُ يَـوْمـاً، سـيـبـــدو زائـفــــاًً غَــــــــــــــدّارا !! شاطــىء سخـيـفـنِـنــجَـــنْ بهولنــــدا, 30/3/1998
(من ديوان "عــودة الحبّ قديمِـه وجديـدِه")
|
|
|
| | |