رئيسية الموقع المجلة مكتبة الصور دواويين الشعراء المسموعة المنتديات

  
 

قسم عودة الحب
إلــى صـنـعــــــــــــاء (نصّـاً)
تاريخ الإضافة: 06/07/2007 رشح | إهداء


                  إلى صـنعــــــاء
                 
 (بمناسبة إعلانها عاصمةً للثَقافة العربيّة)
 
عندما كنتُ أقود سيّارتي بمسقط في عصر أحد الأيّام من مستهلّ عام 2004, اتّصل بي هانفيّاً صديقي خالد الرّويشان وزير الثّقافة والسّياحة باليمن الشّقيق، وأثناء حديثه الأخويّ الّذي اكتنفه التّواضع الجمّ والودّ الصّافي, دعاني مشكوراً لزيارة صنعاء, وهي تحتفي في ذلك العام بإعلانها عاصمة للثّقافة العربيّة، فقبلت الدّعوة شاكراً, ولكنّ ظروفاً حالت دون حضوري في بدايات أو في أواسط ذلك العام, وفي أواخر شهر نوفمبر لم يكن قد تبقّى على انتهاء تلك الاحتفائيّة سوى أسابيع قليلة, وحيثُ أنّ الأخ الوزير قد قيّدني بودّه الأخوي, لاسيَما عندما دعاني للمشاركة, فقد وجدتني أنظم هذه القصيدة في أيّامٍ قليلة, قبل أن أحملها معي إلى صنعــاء: 

أُعانـي في هَـواهـا ما أُعانـي  
    وأُغضي العيْنَ عن صَـدٍّ بَرانـي
عَجَفْتُ النّفسَ عنها حينَ حالــتْ
    عَنِ العهدِ القديـمِ, عنِ الحَـنـانِ
وقـد صانعـتُ في أمريْـنِ منهـا
    جَـفـــاءٍ أوّلٍ منهـا وثانــي
إلى أنْ بـانَ للأصحـابِ أمـري
    وهـلْ نـارٌ تكـونُ بلا دُخـانِ؟؟
لِذا قَـرّرْتُ أسـلــوهـا لِحيـنٍ
    ولَـوْ أنّي شَـغـوفٌ بالحِـسـانِ
شَـدَدْتُ الرّحْـلَ للإعراضِ عنهـا
    وأزْمعـتُ الرّحيــلَ بلا تَــوانِ
إلى مَهْـدِ الحضاراتِ الخَـوالــي
    وَعِـرْقِ العُـرْبِ مِنْ قاصٍ ودانـي
وحاضـنــةٍ لمَـوْروثٍ تَلـيــدٍ
    وآثــارِ العـِمــارةِ والمبـانـي
وَتاريخٍ تَـجـَــلّتْ من قَـديــمٍ
    مَـشـاهِـدُهُ بأعـنـاء المكــانِ
إلى صنعــاءَ نَـبْـعِ الفكْرِ طُـرّاً
    وعاصمـةِ الـثّقـافــةِ والـبَيـانِ
إلى بَـلَـدِ الأصالـةِ وهيَ تزهــو
    وَتَـرْفُـلُ في ثِـيـابِ المهرجــانِ
لِـتُـشـجـينـا بألفـاظِ القَـوافـي
    وَتُـتْـحِـفَـنـا بأسـرارِ المَعانـي
وتُطربَـنـا بألـحــانٍ وَشَـــدْوٍ
    بِصَـوْتِ (المُرشدي) و(الكوكَبــانِ)
بِصنعـانِـيِّـها, وبلحْـنِ لَـحْــجٍ,
    وَرَنَّـةِ يـافِــعٍ، وبِـصَــوْتِ دانِ
تَنـاغَـمَ وقْعُهـا بِنَشـيـدِ شَـعْـبٍ
    تَوَحّـدَ مٌـؤثِـراً حُـبَّ التّـدانــي
وَأعلـنَ وَحـدَةً تَسمــو بِفـِكْــرٍ
    أَريـبٍ، مِثْـلَمـا الفكـرُ اليَـمانـي
وَناضَـلَ في سَبيـلِ النّصْـرِ حَتّـى
    تَـحَـقَّـقَ ما أرادَ مِـنَ الأمـانـي
فَـدَرْبُ النَّـصْـرِ لا تُـرتــادُ إلاّ
    بِـحَـدِّ المَـشْـرَفِـيِّ وبالـسّـنـانِ (1)


          ********
أصَنعـاءَ الـتَّـوَحٌّــدِ إنَّ قَـوْمـي
    كَـلَـوْنِ الـمـاءِ لُـوِّنَ بالأوانــي (2)
فبعضُ الـعُـرْبِ مُحـمَــرٌّ وبعضٌ
تَمـاهَـى قـلـبُـهُ في الطّيلَســانِ
نَـرَى ذا خالصـاً قُـحّــا ولكـنْ
يُغَيّـرُ لَـوْنَ وَجْهِـهِ في ثَـــوانِ
وَبعضُـهُـمُ بلا لــونٍ وَطَـعْــمٍ
هُـلامِـيُّ الحَـديثِ بلا مَعــــانِ
يُهَـرْوِلُ مُهْـطِـعـاً يُرْضي عَـدُوّاً
لِـيَـمْـنَحَـهُ التّـنـازُلَ بالمَجـانِ(3)
يُـشيـحُ بِوَجْهِهِ ينــأى بعيـــداً
عَنِ الإجْمـاعِ في طَـيْـشِ الأنانـي
وَبَعضُهُــمُ يُحابِــي في ســـلامٍ
عَـدُوّاً لا يُحابِــي في الطِّـعــانِ
بِمُؤْتَمـراتِ سِلْـمٍ قَـدْ أضاعـــوا
قَضِيَّـتَـنـا وما بيـنَ الـلّـجــانِ
وَكَـمْ قَـدْ نَمَّـقـوا كَلِمـاتِ شَجْـبٍ
وَصاغُــوها بَـيـانـاً في بَـيــانِ
فَوَحْدَتُـنـا نُحَقّـقُـهـا بِـفِـعْـــلٍ
وَفِـكْـرٍ نَـيِّـرٍ لا بـاللّـســــانِ
أما مِنْ مُنْقِــذٍ لِـيُـعـيــدَ ما قَـدْ
أضاعـوهُ علـى مَــرِّ الـزَّمــانِ؟؟

********
قَـرارُ الجَـحْـفِ مكتـوبٌ عليـنـا
وَحَـظْـــرٌ ظالـــمٌ في كُـلِّ آنِ
يُـقَـرِّرُ شَـرْقَـنـــا نَـفَـرٌ قليلٌ
وفي مجموعَـةِ الـدُّوَلِ الثَّـمـــانِ
هُـمُ رادُوا الفَـضـا روْداً حَثـيـثـاً
وَنَحْنُ نَسيــرُ كالإبِـلِ اللِّجـــانِ(4)
وفي إنتاجِهِــمْ عَـيْـشٌ لِـبـــاقٍ
وفي استِهلاكِــنا عَـيْـشٌ لِـفـانـي
كـأنَّ النّـفْـطَ سَوْفَ يَظَـلُّ دَهْــراً
تَـدَفُّقُـهُ علينـا في استِـنـــــانِ

********
أصَنعـاءَ الـتَّـوَحٌّــدِ كَيْـفَ أضْحَتْ
بِـلادُ الـعُـرْبِ تَحْـيـا في هَـوانِ؟؟
أَقيمـي خَيْمَــةً للعُـرْبِ كُـبْــرَى
مُـوَشَّجَـةَ العَـوارضِ والـبُــوانِ(5)
لِـتَـتَّحـِـدَ العُروبَـــةُ من رِبــاطٍ
إلـى أقْـصـى العِـراقِ إلـى عُـمـانِ
عِــراقُ الـعِـزِّ سـوفَ يعـودُ حُـرّاً
بِرَغْـمِ دَنـاءَةِ (الـعِـلْـجِ) الجَـبــانِ
فَما (فَـلّـوجَـــةُ) الشُّجْـعـــانِ إلاّ
مِثـالٌ لِـلـفِــداءِ ولـلـتَّـفـانـــي
وما (بَـعـقـوبَـــةُ) الأبطـــالِ إلاّ
عَـريـنُ أشـاوِسِ الحَـرْبِ الخِشــانِ
مَـلاحِـمُ خَطّهـا أهْـلُ (الـرّمــادي)
سَيَرْويـهــا الـعُـلا و(الـرّافِــدانِ)
فَجيـلُ السُّـخْـطِ سوفَ يَـهُـبُّ دومـاً
لِـدَحْــرِ المُعتَـديــنَ وكُـلِّ جانــي
وإنْ حَـذَفـوا مَـنـاهِـجَـنــا فَـإنّـا
لَـنـا المِـنْـهـــاجُ في صَـوْتِ الأذانِ
وَفي الإســلامِ حَـيْـثُ لـنـا جِـهــادٌ
ضَـمـانـاً لـلـحَـيـــاةِ وللأمـــانِ


(1) المشرفي: السّيف المنسوب إلى اليمن, والسّنان الرّمح
(2) إستعارة من قول المعرّي:  ولا لونَ للماءِ فيما يُقالُ   ولكنْ تَـلَـوُّنُـهُ بالأواني
(3) مهطعاً: ذليلاً وخائفاً
(4) اللّجان في الإبل كالحران في الخيل, وهو التّثاقل في سيرها
(5) البُوان: عمود الخيمة
 



فصيح متنوع
مرفأ الحب
عالٍ مقامك
عودة الحب

تِـعــاتِـبـْـنـــي (بالعامية)
لا تسافر
مسافر
يا فاتنتي
هواك إنته (بالعامية)

أيامنا الخضراء
إلى صنعاء (بالصّوت)
نحو بوابة الألفية
وادي دربات
إلــى صـنـعــــــــــــاء (نصّـاً)

أرقام هواتف الادارة للمساعدة : محمد الراسبي : 99811116 - إبراهيم الرواحي : 95158950

لا يجوز نشر أي قصيدة إلا بكتابة إسم صاحبها