التنور
أنــا مــن وحــدتـي كـأنـه يـثور بـداخـلي تـنور
يـعيـش بـوحـدتـي شـي يـحرك صـادق أقلامي
عـلى شـط الـعذاب أجلس أعاتب حظي المعثور
واشـخبـط فـي رمال الشط وارسم لوحة الآمي
أجـمّع مـا بـقى مـني والـملـم بـعضي المكسور
واتـحايـل عـلى الـحاضـر واحـاول أخدع أيامي
أكــابــر بـالـفرح والا عـذابـي داخـلي مـحفـور
تــشرّق بــي مــسافـات الألـم وتـغرّب أقـدامـي
إذا ضـاقـت مـوانـي الـحظ أكمل رحلتي مجبور
الـين يـدوربـي وجـه الـزمـن وترفرف أعلامي
تـرى يـا مـلح مـا مـلّت سـفينة فرحي المقهور
ولا مـلت مـجاديـف الـصبـر مـن مسكة أبهامي
واذا زادي نـفذ مـني وأنا في وسط سبع بحور
أســدّ الـجوع مـن خـيط الأمـل وأبـلل عْظـامـي
طـموحي متعبٍ ياسي وصبري ما عليه قصور
ابـصبـر لـين مـا تـخضـع مـلوك الـياس قـدامي
الا يـا مـلح لـو حطت على صافي الرمال طيور
ونـادى الـشط لـلمـوجة تـعالـي بحضني ونامي
يـنام الـحلـم فـي عـينـي ويـبقى واقعي مشكور
يذوب الملح من صبري وتصحى باقي أحلامي
أنـا مـيت وطـن واحـيا مـثل تـغريـدة العصفور
مـثل قـطرة مـطر تبكي بوجه العاطش الضامي
أنا نبضي شعر وأطرب على تصفيقة الجمهور
مـثل مـا يـطرب الـجمـهور من جرات أقلامي !
