الرُويْـنا
كسر باب الرُوينا ظلم وشطره اللي بقى أرتج
لأنـه لـم يـكن يـنوي الـخروج ولـم يـكن مزواج
لأنــه عــبد رغــباتــه وســيّد قــوم لا يـحتـج
وكـاذب لـينـما أغـوى الـثرى بـأنّه مـن الأبـراج
أتى لـيفـض بـكارتـها ويـحلـب ثـديها الأعوج
ويـستـنزف مـفاتـنهـا إلى أن تـنضـب الأمـشاج
أتى كـي يـستـحي أنـثى عصمها الله أن تزلج
ولــم يــأبــه بــأن الـشرق أحـل الـحب للأزواج
وكـم كـانـت رويـنا شـرق وحـتى ثـغرها أفلج
وجــارة أول الإســراء وأول وآخــر الــمعـراج
لـقد كـانـت سـمار ومـيّ وغـادة بـالحياة تعج
غـدتـها الـمعـصرات بـطان لـتنـزل بـارداً ثـجّاج
لـقد كانت كريمة هند وشادن في حياء مزعج
وأنـثى مـخ مـعصمها عنب مُدهق فكاس زجاج
إذا تـمشـي تشمّر ساق وبعض أردافها ترتج
ولـو لـدّت لغات وخُرْس واسرار وعيون دعاج
بــها مـن سـيّدة عـيسى ومـا كـانـت لـتتـبرّج
ولـكنّ الـشموس الفُصْح لا يحجب سناها عجاج
وأقـبل مـدّعـي الإنـجيـل كأنّه الأعور الأعرج
وخلفه ثلث هذي الأرض أتو من معظم الأفجاج
خــطبــها مــن بــعولــتهــا ولـمّا ربّهـا حـرّج
رجــمهـم فـي مـحاجـرهـا وولّى الأمـر لـلسُذّاج
لــيُنــكِحُهــا بلا إيــجاب أو إشـهاد أو مـنهـج
هـذاك الـلي رأى أنّه ارتـدى بُرده وسوار وتاج
رُويـنا الـمؤمـنة زُفّت إلى مشرِك على هودج
عـلى مـرأى ومـسمـع مـن بـيوت الله والحُجّاج
وفــي عــزّ إنـتبـاه الـبيـد وكـان الـيمّ يـتفـرّج
ومــا فـرّت لـهم غـبرة ولا اهـتزّت لـهم أمـواج
سـلك مـن لُجّهـا حـتى بـلغ أقصى تخوم الفج
ولـم يُبـقي لـصحـن الـعمر غير الريح والأدراج
وضـاجـعهـا عـلى حـرمة إلى أن أنجبت خُدّج
ومــاتـت ثـم مـات الـشرق فـيهـا مـوتة الأفلاج
وهـي مـن قـال صـاحـبهـا لدُهم الغيم لمّا هج
امـطر حـيثـما قـد شئت سـتأتـينـي زكاة وخراج
يــقولـوا كـلّمـا ضـاقـت تـرى لا بـد أن تُفـرج
وانــا مــا اقــول غـير الله فـعلاً يـرحـم الـحَجّاج