روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
طائري الجميل ، يذهب بعيدا ، في رحلة خاصة ، مع أسراب عائلته ، ولن يغيب كثيرا.. لقد وعدني أنه سيحضر ريم الفلا ، رغما عن أنف تلك المجنونة ، التي تشتعل نار الحقد والغيرة في قلبها .. رسالة عبر الحمام الزاجل ، بيد الطائر الجميل قبل أن يغادرني . رحلة مع عالم الجن الحقيقي رسالتي لها : على ذلك الشاطئ لنا أناس وأميرات ، كنّ يترقبن ، سفينة العائدين ، وفي قلوبهن كل الود ، وبين ضلوعهن خزائن مملوءة بالتقدير .. ساعات الانتظار غربة بحد ذاتها ، تحاصرنا الويلات ، وتمطر علينا سحب الشوق بأمطارها السوداء ، فلا نملك إلا أن نستثمرها ، وإن غابت فلا نملك إلا أن نستمطرها ؛ لتعود على قلوبنا بكل خير .. ثم لا نلبث أن نغادر ذلك الشاطئ ؛ لننسى ذلك العذاب ، الذي عانينا منه طويلا ، وعندما نلامس تراب هذا المكان ، فإن ورودا من عهود الوفاء ننثرها لكل القلوب .. كنا ولا زلنا بشرا .. لنا في روعة الوجود قصة ، صدر واسع كبير ، نحتضن كل الوفاء ، وفي قلوبنا ذلك الانتماء لوطن أحببناه ، وبايعناه ، فعدنا إليه بكل محبتنا وتقديرنا وانتمائنا ، وطن بحجم تلك القلوب الكبيرة . جذوره في أعماق الأرض ، وفروعه تعانق السماء ، ذلك هو العهد أن نبقى معا ، كما كنا .. ويأتي الرد تباعا .. ولدي مخاوي البيداء.. يا قرة عين أمك .. حينما تتحكم بنا نبضات القلب ، تتوقف إشارات الدماغ ، وتصبح خلاياه باحثة عن العمل ، تسود البطالة بين مكوناته ، يضمر الدماغ ، يتلاشى ، حينها يصاب الإنسان بالجنون .. "سنوات الضياع" ، "آه يا زمن" ، "العمر القصير" ، "الدنيا ممر ، وطريق إلى القبر " ، كل تلك الكلمات ، تحمل بين طياتها ذات المعنى .. استخرت لك يا ولدي في رحلتك الطويلة ، فكانت الإيماءات ، والرؤى تهب على روحي بأريج عذب ، بأحلام جميلة ، لكن البشر ينظرون إليك كمخلوق غريب ، أتى من الفضاء ، غير مرحب به. فتاة في مقتبل العمر - وفي عمر الزهور - ، ينتظرها شابٌ شابَ ، حتى أصبح كهلا .. كانت الدروب مقفلة أمامه ، تعلق بأحلامه الوردية ، قرأ قصص العاشقين : مجنون ليلى ، وجميل بثينة ، وكثير عزة ، وعروة عفراء ، ولم ير في قصص عشقهم ، ما يوازي مثقال ذرة مما يحوي قلبه من عشق لها .. كان إحساسه يا ولدي ، حينما ترسل أشعة الشمس خيوطها ، ترسل عطرا نادرا ، وأما قطرات الطل ، فوق الرياحين ، التي تسيل على خديه ، تذكره بعرق محبوبته ، وأنفاسها الخزامى تعطر لحظاته بأنفاسها .. آه يا ولدي : لم أر عذابا كعذابهما ، وإن كان اللقاء فردوسا لهما حينما يلتقيان . لم ير في الدنيا بديلا عنها ، حرم على نفسه أي امرأة غيرها .. عشق العروبة ، وكان دائما يتغنى بأمجادها ، يقدس ثراها الطاهر الذي تشرف بخطوات سيد البشر – محمد بن عبد الله ، والتابعين ، والمرسلين ، وصحابة رسل الله ، وأنبيائه ، كان يعشق بداوتها ، يسجد لله شاكرا لنعمة العروبة التي تعبق بأجمل روائح ورود الكون .. لقد توحد بها ، وأصيب بمرض لا شفاء له ، إلا رحمة من الله . كانت تبادله ذات الشعور ، لكنها ، لم تنبس ببنت شفة ، عما تكنه له من حب ،أسرّت ذلك لحين اللقاء الأبدي ، لكنه عرف ذلك الحب مما رأى من روائح الورد ، وعبق الريحان ، وعرق قطرات الطل والندى . وتبدأ الحكايات منذ الطفولة معه .. وذات يوم ، دعي عند قريب عزيز لديه ، ليتناول كأسا من الشاي ، وحينما فرغ من تناوله ، بدأ يشعر بالغثيان ، و يكأنه قد شرب ماء البحر الميت !! .. يذهب بسبات عميق ، وماذا يفعل بالاختبار النهائي؟! يتفقده الأهل ، كأنه قتيل ، ويأتي أحد أفراد الحي ، على صوت الخائفين مما جرى يتم كسر قفل الباب ، ليروه وكأنه قد ثمل ، وملامح وجهه تبدو عليها الغرابة . كانت قصة حقيقية والله ، تعايشتها يا ولدي ... أحس ذلك الشاب أن هذا نتيجة لما مر به في طفولته ، حينما كان في القرية يسير ذات ليلة شديدة البرودة ، قادما من عرس ، وقرب بناء قديم جدا ، يشعر بصفعة من أحدهم على خده ، والغريب في الأمر ، أن المكان خال من البشر تماما ، فمن أين جاء ؟ وما سبب تلك الصفعة الحاقدة ؟! لقد أحدثت تلك الصفعة خرقا في وجهه ،، يتلمس الجرح ،، وإذا به جرح قد شق وجهه ، يجري مسرعا ، فيخبر أمه بالحدث ، لتقول : "بسم الله عليك يمه" ويعود كل شيء كما كان .. كان شقيا في صغره ، - هكذا تخبرني والدته رحمها الله- وفي ذات يوم يسقط في كهف صغير ، فيحدث نفس الشق في وجهه ، يتلمسه ، وإذا بالجرح قد وصل إلى أعماق فمه .. شرخ كبير في الوجه ، وما يلبث أن يصل إلى البيت فيخبر أمه ، فتمسح على وجهه ليبرأ.. لا إله إلا الله أقسم الشاب أن ذلك قد حصل معه فعلا ... وتستمر الحكاية ، وحينما كان في إحدى البلدان العربية ، أصبحت الأحلام ترافقه ، وفي كل حلم ، تسقـــــط أمامه طائرة ، فيعيش الحزن دائما ، ولا يرى حلا ، ولا تفسيرا لحلمه ... ضاق صدره مما رأى، وضاقت الدنيا أمام ناظريه ... وتقاطعه المرأة .. يا ولدي ، تذكرت قصة عاشق ، معذب كمن تحدثني عنه ، لقد وعدتني أن لا تتحدث عن غيرك .. لكنني لن أعتبر ذلك خرقا لاتفاقنا .. لا عليك يا ولدي .. لقد أحبها الشاب كثيرا ، ها هي سنوات العمر تمضي ، وقطار العمر يجري بأقصى سرعة له ، ولا يتوقف عند محطة .. لقد أصبح كهلا . إنها لا زالت في عمر الزهور ، والفارق الزمني بينهما كبير . ويشيب ذلك الرجل ، حتى يصبح خائر القوى ، ولم يصل إليها ، لقد أقر في نفسه ، أنه لم يعد ذلك الشاب الوسيم ، وأصبحت ويلات القهر ترسم التعاريج ، والمنحنيات على ملامح محياه الحزين .. يتخذ بيتا من بيوت الله مكانا يتهجد فيه ، ليتفرغ حينها للعبادة فقط ، والزهد في الحياة الدنيا ، ولا يجد من يتحدث عنه ، إلا صرخات تخرج من أعماق القبر .. ويكون الرد لها : إن هذه القصة التي سردتها علي أدمت القلب ، ولكنني أشعر بقطار العمر يتوقف قرب محطة انتظاري ، ولذلك لن يستولي علي اليأس .. نعم يا ولدي .. يبقى الأمل بيد البارئ - عز وجل- ، وهو القادر على كل شيء ، حقا .. لا تدع هذه القصة تثبط فيك العزيمة ، فتوكل على الله ، وقل حسبي الله ونعم الوكيل. تعالي لنرى حالة ذلك الرجل الحزين .. ها هو يسرد القصة :
__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر التعديل الأخير تم بواسطة خليل عفيفي ; 31-12-2014 الساعة 10:51 PM |
|
|