روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
خطاب القيم العليا
خطاب القيم العليا
إبراهيم اليوسف استطاعت وسائل الإعلام الراهنة أن تحقق أعلى رقم قياسي لها في التاريخ، بفضل ثورة وسائل الاتصال والمعلوماتية التي نشهدها على مستوى عالمي، ما وفر للثقافة الإنسانية أن تنتشر وبالتوازي على أوسع نطاق، على اعتبار أن في الإمكان استثمار منجزات هذه الثورة العالمية العملاقة ثقافياً، وهو ما يتم الآن، إلى الدرجة التي اعتبر فيها الكتاب-حامل الثقافة الرئيس بمجالاته المتعددة- بدائياً، تقليدياً، مهدداً بتجاوزه، في حضرة هاتيك الوسائل التي باتت متوافرة على امتداد جغرافيا الكرة الأرضية الأصغر من سم إبرة، أمام هذا الجبروت المعلوماتي الأكثر سطوة، ما يجعل خبراء التربية وعلم النفس-كما سواهم- مطالبين باستقراء لوحة الواقع، في ضوء المستجدات، لتبيان مدى صلاحية استمرار مضامين النظريات التقليدية التي تمت صياغتها . ولعلّ تلك الهواجس الكثيرة التي لابد من أن تنتاب أمثال هؤلاء الخبراء والمتابعين، بل والمربين، محقة ومشروعة في ظل مدى التأثير السلبي من قبل وسائل الاتصال الحديثة في الأجيال الجديدة، لاسيما أن “الآي فون” و”الآيباد” وغيرهما باتا من الإكسسوارات المرافقة -باستمرار- لأوساط واسعة من أبنائنا، حيث لا حدود جغرافية البتة أمام مثل هذه الأجهزة التي قد تكون أداة لاغتراب بعضهم، ليس عن واقعه الاجتماعي فحسب، وإنما للاستغراق في ثقافة القشور، وذلك على حساب الكثير من القيم الأصيلة التي تتفق الدراسات والبحوث- بل والتجربة الإنسانية الطويلة- على ضرورتها، على اعتبارها الثقافة الأسمى . وإذا كنا قد تحدثنا هنا، عن شرائح اجتماعية، قد تكون الهدف السائغ للتأثر السلبي لبعض الأفكار الغريبة التي تؤدي إلى إحداث شرخ في اللبنة الأساسية في المجتمع، وهي الأسرة، كي ينداح التأثير في المستوى الاجتماعي العام، فإن من شأن ترسانة وسائل الإعلام والثقافة ممارسة سطوتها حتى على الشرائح الاجتماعية الأخرى، الأكثر تجربة عمرية في السجل البياني الحياتي، لأن موجة الأفكار الاغترابية وفي مطلعها تكريس العزلة، والتقوقع الأنوي، وقطيعة الآخر، وفقد وشائج الاتصال بالبيئة المكانية، والتفكك الاجتماعي، إلى ما هناك من مفردات أخرى يمكن الحديث عنها هنا، كل منها حسب درجة الحساسية، والأهمية، قادرة على أن تترك أثرها الخطر في المستويين: القريب والبعيد . لقد أصبح من الضروري أن يتنطع هؤلاء المعنيون، على النطاق الكوني، في ظل كل هذه التهديدات التي نشهدها من حولنا، بنسف جملة الروابط السامية التي لابد منها، على اعتبارها ركائز رئيسة في حياة الفرد، والأسرة، والمجتمع، وذلك من خلال مواصلة تغذية النشء بروافد تلك الثقافة نفسها، عبر مسألة جد مهمة، وهي الاعتماد على التقانة الحديثة، وذلك لأن الوسائل التقليدية التي كانت عماد التربية والثقافة، باتت عديمة الجدوى، في ظل هذه التحولات الكبرى التي أحدثتها ثورة التكنولوجيا والاتصالات . جريدة الخليج |
|
|