افتتاح المعرض التشكيلي السنوي في الشارقة

[سالم الوشاحي]

جماليات الفن على يد 35 فناناً إماراتياً وعربياً وعالمياً
افتتاح المعرض التشكيلي السنوي في الشارقة
المصدر: الشارقة ــ شاكر نوري

افتتح سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة مساء أول من أمس المعرض السنوي العام لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية في دورته الـ (31) في متحف الشارقة للفنون، ويشارك فى المعرض الذي يقام بتعاون مشترك بين الجمعية وإدارة الفنون في دائرة الثقافة والاعلام في الشارقة ..(35) فنانا من جنسيات مختلفة من فنانين محليين ومقيمين وطلاب جامعات.

وقام سموه بجولة في المعرض تفقد خلالها الأعمال الفنية المشاركة رافقه فيها كل من الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون واللواء حميد الهديدي قائد عام شرطة الشارقة وعبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة ومنال عطايا مدير عام ادارة متاحف الشارقة والاستاذ هشام المظلوم مدير ادارة الفنون بالدائرة وعدد من المهتمين والمنشغلين بالفنون وجمع من ممثلي وسائل الاعلام.

تقنيات جديدة

بلغ عدد الأعمال الفنية المشاركة في المعرض 75 عملا فنيا متنوعا ما بين أعمال فيديو وأعمال تركيبية وأعمال كولاج ولوحات مرسومة ومطبوعة. ويشارك في المعرض الذي يستمر شهراً كاملاً 35 فنانا يتنوعون في أساليبهم الفـنية: الفنانة ابتسام عبد الله، ترسم الليل انطلاقاً من لحظات الصمت الممزوجة بالظل، في لوحات تجريدية تروي حكاية الأشياء. أمين الكطيبي يقدم عرضين متزامنين لفيلمي فيديو في "فكرة شكر".

باسم الساير يقدم منحوتات بطريقة يعود فيها إلى ذاكرة التاريخ القديم وحضارات وادي الفرات، وهو يركز على النحت البارز، ولكنه يتحدث عن أبطال أسطوريين لا نعرفهم في الفن المعاصر وإنما في كتب التاريخ. ويقوم الفنان الساير باستلهام التاريخ بطريقة مبدعة لأنه يقرّب لنا كل ما هو موجود في ذاكرتنا بطريقة فنية معاصرة. فيما يلجأ الفنان جاسم العوضي إلى تقنيات متداخلة، تتألف من مجموعة لقطات تم التقاطها لبعض الوجوه الإنسانية لواسطة جهاز الأشعة السينية.

الفنان جلال لقمان يستمر في نهجه على المزج بين العالمين الخيالي والواقعي، والأشكال والظلال. يطرح القضايا الإنسانية بطريقة مختلفة، وهو يعتمد على الحجوم الكبيرة من أجل التعبير عن فكرته. ويلجأ خالد البنا إلى القماش ليحفر في ذاكرتنا أشكالاً لا تُنسى، وتمكن الفنان أن يخلق فنه من خلال الخيوط المتراكمة التي يعطيها معنى من خلال التشكيل. الفنان خليل عبد الواحد، يقدم تركيبا فنيا من خلال بيت عبيد الشامسي، وهو بيت تراثي، من خلال الجمع بين الواقعي والتجريدي. راشد الملا يركز في كائناته المجهرية على الرؤية البصرية بطابعها الميكروسكوبي. ويجد الفنان سعيد الشامسي في رقصة الدراويش وتعاليم جلال الدين الرومي عالمه الفني الغزير.

والفنان عبد القادر المبارك يقدم جملة بصرية غاية في الجمال، مثل قوس قزح. الفنان لؤي صلاح الدين يجسد اللحظات اليومية الحياتية من خلال الأشكال والألوان. فيما يجد الفنان محمد أحمد إبراهيم عالمه الفني في مواد مختلفة مثل قناني المياه المعدنية والأوراق الملونة. الفنان محمود عبود يرى في الأجساد النسائية البدينة عالمه التراثي، فهو يجمع بين الغرابة والحميمية، ولوحاته تقع ضمن الواقعية السحرية، التي يؤرخ فيها لحياة الحارات البغدادية العريقة. والفنان معتصم الكبيسي يقدم منحوتات يسرد من خـلال الأجسـاد البشرية التي تعاني، وهي طريقة ملحمية لرؤية الأشياء ، وفاطمة لوتاه تعتمد على ابداع مجسم يعتمد على الاضاءة والكتلة والفراغ واللون الأبيض.

يقدم لنا معرض جمعية الإمارات السنوي في دورته الحالية أساليب متنوعة لفنانين من اتجاهات ومدارس مختلفة، لكنها تشترك في نقطة واحدة هي جمالية اللوحة والمنحوتة، وخاصة من خلال عرضها في مكان واحد.

عالم المرأة

تبرز اعمال المرأة في المعرض بشكل بارز من خلال اعمال فنية متنوعة فتركز الفنانة سمية السويدي على رسم سلسلة مـن النساء التي تطلـق عليهـم "الشجرة الأم" المليئة بالتفاؤل. فالمرأة تأخذ أشكالاً متنوعة. وفي "أحمر على أسود" تقوم الفنانة شيخة المـزروعي برسـم لوحات من خلال المـزج بين اللونين لإحداث أشكال بصرية جـديدة. إنها تجمـع بين التجـريد الهندسي ونظرية الألوان والموسيقى. وتقوم الفنانة ليلى جمعة راشد بتقديم أعمال جميلة من خلال منحوتات الماء كما تطلق عليها. وتميزت منحوتاتها بالانسيابية والمرونة. وباتريشيا ميلنز تقدم منحوتة معاصرة تلعب على التفكيكي والتكرار.

جريدة البيان