روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#7
|
||||
|
||||
اقتباس:
ساد الصمت ، ولم تنطق سِوى الرهبة المفضوحة في ملامح الجميع ، وصل المُحقق ، وأمر الجميع بالإبتعاد عن الموقع ، وباشر هو وفرقته عملهم ، هُناك منزوياً عن الكلّ يجلسُ طفل يُحدّث نفسه ويبكي ، ثمّ بدأت شهقاته بالعلوّ حتى جاءه أخاه مُهدئاً : ما بِك يا خالد؟ صَديقي ! صديقي ، هل سَيكون بِخير ؟ طمأنه بأن كلّ شيء سيصبح بخير ، وابتعد بِه عن مكانِ الحَدث ، في الشقة أنهى المحقق وفرقته كلّ التحريات ولم يعثروا على أدلّه فاصِلة ، إذ أخفيت آثار البصمات بِعناية تامّة شقة مظلمة ، زُجاجٌ مُحطّم ، ورائحة نتنة ، ونافِذة مُشرعة قَد قُطّعت ستائرها بِعناية ، وتحت أحد الأسرّة جسدُ طِفل ملفوف قَد فَارق الحياة ! انتقل المحقق وفرقته إلى حول المَبنى ليكملو تحرياتِهم ، خلف المبنى ، هناك ساحة خضراء كبيرة ويلف المبنى بعض الأشجار الكَبيرة ، في الشجرة المُقابِلة لنافذة الغرفة كانت هُناك قِطعة مُمزّقة عليها آثارُ دَم قد بدأ يَجف ، وضعت القطعة بعناية في احدى الزجاجات، ونقلت والطِفل الميّت إلى المُستشفى لعمل الفحوصات اللازمة مِن قبل الطبيب الشرعي ، فِي محل الآيسكريم كان الطفل خالد شارد الذهن ما جفّت دمعاته الطاهرة مِن على خديه ، وعبثاً يُحاول سامر إرضاءه وإلهائه عن ملامح صديقه راشد العالقة بذاكرته ، نطق خالد : " أخي سامر ما معنى الموت الجميل ؟ " تسمّر سامر قد فاجأه سؤال خالد ثم قال : من أخبرك بأمره ؟ - راشد يا سامر، راشد ! - ما شأن راشد بالموت الجميل؟ - راشد يقول بأن أمه ستهديه الكثير من الهدايا في الجنّة مقابل الموت الجميل ! هو ذهب إلى الجنة بالهدايا وبقيت أنا آكل إفطاري في المدرسة لوحدي دون راشد . صمت سامر طويلاً ، ثم أسرع عائداً إلى منزله ، في تلك الأثناء .. قدّم الطبيب الشرعي ما لديه في تقرير مفصّل عن حالة الطفل " راشد" وقد ذكر في التقرير بأن الطِفل مات دِماغياً ثم تمّ سحب أعضاؤه (القلب ، الكبد ، والكليتان) ، وخياطة الجروح بشكل مستعجل وغير متقن ، وقد فارق الحياة نتيجة لذلك , وقدم التقرير التالي من قبل المحقق والذي كان استجواب لكل من يعرف أسرة راشد الطفل راشد محمد ، عمره 9 سنوات ، ليست لديه عائلة حقيقة ، تبناه شخص يُدعى سعيد مات قبل سنتين ، وقد أوصى بالكثير بثلث تركته كاملة لراشد ، بعدما جاء راشد كثرت مشاكله مع زوجته "فادية" ، وعندما كبر وبعد الوصية كبرت المشكلة لتنتهي بالطلاق ، فادية لديها ابن واحد "كامِل" يعاني من أزمات ، ومنوم دائماً في المستشفى ، كامل ليس ابن سعيد ، بل ابن زوج سابق لفادية ، بدأت خيوط الجريمة بالتفكك شيئاً فشياً في ناظريّ المحقق ، وتم استدعاء فادية للمثول أمام التحقيق ، أنكرت معرفتها بأي شيء ، ولم تجب على كثير من أسئلة المحقق ، واقترح أخيراً عليها أن يزورا ابنها كامِل ، ما بث الرعب في قلب فادية ، واعتذرت بمشاغلها التي لا تنتهي ، وطالبت بذلك في وقتٍ لاحق ، وبينما هي تتلقى مكالمة على هاتفها الجوّال ، إذ خرج بدون قصد طرف 3 تذاكر سفر، لم يفت المحقق ذلك ، وأصرّ على أن يزور المستشفى الآن وإلا سيضطر لحجزها كان الطبيب المُشرف على حالة كامل شديد التكتم على كلّ شيء ، مما يثير الشك بأنه طرفٌ في الجريمة، اتضح كلّ شيء بعدما عرف الجميع بأن الطبيب هو والدُ كامِل ! وأن الحمض النووي في القطعة المُمزّقة طَابق دم فادية ، بعد التحقيقات ، خرجت الصحف بـ أبشع جريمة مرّت على ذلك الحيّ إذ لم يكتفى بالقتل بل رافقته تلك السرقة البشعة ، في صباحِ السبت ، كانت المدرسة تضج بالأطفال ، إلا مِن طفلٍ انزوى في مكانه لا يشعرُ بِمن حوله يبكي راشد أحيلت فادية إلى القِصاص بعدما انهارت واعترفت بكلّ شيء ، وأحيل الطبيب للمحاكمة ، وعلقت في أذهان الجميع مقولة " بشّر القاتل بالقتل ولو بعد حين " وخرجت الحادِثة بثلاثة أطفال لا ذنب لهم .. بِطفل مَات ببشاعة ووحشيّة، وطفلٍ ماتت فرحته بموت صديقه، وطفل عاد إلى الحياة بأعضاء ضحية في عمره ، لا أدري أي صدمة سيتلقاها عِندما يعلم بأن أعضائه التي بثّت فيه الحياة مِن جديد ليست لَه ! إنما تلكم الحياة التي وهبت لَه لم تَكن سِوى سرقة وَ نهاية لحياة طفلٍ بريء . التعديل الأخير تم بواسطة دافئة ; 07-04-2012 الساعة 10:21 PM |
|
|