صدرت عن سلسلة "أدب الجماهير" بالمنصورة، التي يشرف عليها الروائي فؤاد حجازي، الطبعة الأولى (نوفمبر 2012) من رواية "دوامات الغياب" للكاتب والناقد المصري محمد عطية محمود، وهي الإصدار الرابع للكاتب، بعد ثلاث مجموعات قصصية هي: "على حافة الحلم" 2003، "وخز الأماني" 2004، "في انتظار القادم" 2009، وله تحت الطبع "عيون بيضاء" مجموعة قصصية، "صور من تجليات الحياة" قراءة في الإبداع القصصي لنجيب محفوظ، "قراءات في الرواية العربية".. لوحة الغلاف بعنوان "انفجار" من أعمال الفنان التشكيلي السكندري محسن عبدالفتاح ، وقد الحقت بهذه الطبعة دراسة الدكتور هيثم الحاج علي، بعنوان :"بلاغة الحضور المضاد في رواية "دوامات الغياب"، ومنها:
تبدو رواية "دوامات الغياب" لمحمد عطية محمود، نموذجًا لكتابة روائية تستلهم الروح القصصية، وتستغل آلياتها، لكنها تنبئ عن كتابة تسعى إلى كشف الواقع المتستر خلف غلالات الحاضر، من أجل الوصول إلى عمق أزماته، عن طريق ملاحظة الغياب، قبل التأثر بالوجود.
تبقى الإشارة إلى أن لغة الرواية قد تراوحت بين النمط الشاف الذي يسرد الأحداث في صورة ناقلة للمعلومة السردية بوضوح، وبين نمط آخر يعلو فوق النقل بالإنشاء المجازي المقترب من لغة الشعر، وهي الفقرات التي في أغلب أحيانها تصف المكان، أو الحالة الناتجة عنه، بما يمثل ذلك الحضور الطاغي، بل هيمنة المكان/ الِشونة على الحالة الروائية، وتجلى الإحساس القصصي متغلباً على المشروع الروائي.وربما تبدو هذه السمات جميعها من خصوصية اللغة وعضوية المكان، واستخدام البنية الحلزونية والاعتماد على وجهات نظر الشخصيات، كلها سمات تنبئ عن جيل تأثر مشروعه الروائي بكتابته القصصية.
جريدة الوطن