"طهروني منه" !

[نوف البادية]

بـ لا مقدمات ..
فـ هذه الكلمات تحكي عن نفسها !

بشغفٍ أنتظرهُ .. أحكي لهُ ألَمي .. اشتياقي ..
ليطهرني منه ..
ليهدئ قرع الطبول .. حين يئن قرعها في جسدي ..
فـ يصرخ :: "طهروني منه" ..
مهاتفته .. لقاءه .. حتى تخيله شبق ..
يؤجل مواعيده لأكون له ..
لا عذر لديه ..
يغرس في جسدي سكينه ببطء ..
بعدها .. أهرب في غفوته ..
أتنفس الفرار .. وكل الدروب تؤدي له ..
أمشي في الممرات الطويلة فلا أجد سواه ..
كل المرايا تعكسه لي ..
أنا مسروقة .. مجتاحة .. مسبية ..
أنا لم أعد أنا ..!
يجب أن يشق أحدهم صدري ويطهرني منه ..
إنه يلتهم روحي .. يسرق مني تفاصيل حياتي ..
يضللني فـ أتوه ..
يقودني للقمة ويشير للنور ..
لا أرى النور .. لكني أراه فـ أنقاد للعتمة معه ..
رضيتُ أن يشق صدري وينتزع من قلبي كل هوى ليس له !
رضيتُ أن يمسك روحي بيديه ويصهرها في غواياته !
رضيتُ أن لا يكون لـ حياتي باباً سواه !
يسرقني من حياتي ..
يظل تواجدي معه هاجساً مسيطراً ..
ألقي نظرة سريعة على جدول مواعيدي لأرى متى أكون له ..
تعاويذ المساء ::
لا أقرأها كاملة .. بل يخفق قلبي وأنا أنتظره ..
أهجس به ..!
يحدثوني فـ أنعطف نحوهم للحظة ثم أعود له ..
أنضم إليهم لـ مائدتهم فـ أجدني ممتلئة به ..
أقلب موائده الدسمة في داخلي ..
فجأة :: يجذب الستار !
فـ أحس بيديه الدافئتين تتحسس قلبي ..
تحركه بحذر ..
قال :: "لابد أن تنشغلي لـ تتخلصي مني"
صرخت :: "خلصني من هذا الإرث"
عندها .. انحنى علي ..
وشعرتُ بأنفاسه الحارة تلفح وجهي ..
وهو يهمس :: "انزعيني منكِ لأجد فيكِ مكاناً لي " ..
فـ هو "هو" ! ..
منفاي هو !