|
|
|
| روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
      |
|
|||||||
 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
27-09-2013, 10:21 PM
|
||||
|
||||
من أجمل ما قرأت صندوق المال
صندوق المال  هارون وشقيقه علي كانا أكثر من أخوين يجمعهما رابط يختلف عن كل روابط الرحم والقربى تلك الكيمياء التي بينهما إذ حاول أن يفكهـا الفقر أو كوارث الدهر التي تعصف بالجميع لا تنكسر كان كأنهما توأم. لا يطيب لأحدهما عيش دون أخيه يخرجان معا ويعودان معا, ينامان معا ويصحوان معا يأكلان معا ويشربان معا,تآلف عجيب, ومحبة عميقة كانا يعملان في صيد الأسماك,وذات يوم مشئوم بدا البحر هائجا معاتبا معاقب إياهما لتلاحمهما محاولا أن يفك جزيئات الكيمياء التي أثارت جدل كل من يعرفهما فلم تكن هناك أسماكا أو أي شيئا آخر . فلم ييأسا بل ظلا يحاولان ويتنقلان بقاربهما هنا وهناك علهما يجدان مكانا يفيدهما لحظات و هما على حالتهما تلك إذ وصلا إلى منطقة في البحر تقبع عليها جزيرة صغيرة يحيط بها ضباب وظلام, الأمر الذي أثار ربيتهما فلم يعهدا أو يسمعا من قبل عن وجود جزيرة أو شجرة أو حتى صخرة في هذه البقعة و بعد تخبط و تردد ذهبا إلى الجزيرة فنزلا فيها بحثا عن أحدا أو شيئا أو حتى علامة يستدلان بها لكن كل ما حولهما يوحي بوحشة ذلك المكان في حيرتهما وطيشهما ووحدتهما ظلا يتمازحان تارة وأخرى يبحثان عن مخرج أو مأوى, وإذ بصندوق كبير قد بدا أمامهما جليا, له لمعان وبريق مبهران بسرعة فتحاه وكأنا غير مصدقين أعينهما يا إلهي! ما هذا؟ أنها نقود ذهبية كثيرة سلبت لبهما و أحنت ظهريهما لملامستها بأيدي مرتجفة جافة ما عرفت النعيم قط , مالا كثيرا يذل العزيز ويعز الذليل,هكذا تراود لديهما هنا وقفا ينظران إلى بعضهما بنظرات لم يعتاداها قط في تلك اللحظة تفرقا كما فعل المال بالسابقين من قبلهم لم يعجب الشقيقان ما حدث بينهما فتركا الصندوق الفتنة ذاك, و أبتعدا عن المكان الذي يغرر بهما وجلسا في محل منعزل على جزيرة الشؤم بجمالها البشع وأشجارها المخيفة التي لن تنم قبل أن تفتنهما لحظات قليلة مرت إستلقى فيها الشقيقان يتحدثان فيما بينهما عن طريقة للخروج من الجزيرة التي بدت ككابوس مرعب يقض مضاجعهما الهادئة إلى أن غطا في سبات عميق ساعة مرت فتح هارون بعدها عينيه فلم يجد شقيقه نظر يمينا و شمالا فرآه يتصرف بشكل مريب مثير للشك كان يذهب تجاه ثم يعود القارب والصندوق لكن هارون لم يحرك ساكنا, لحظات عاد بعدها شقيقه ليستلقى إلى جانبه ثم غط في النوم تلك اللحظات حملت بين طياتها علامة التعجب والقهر فهاهو هارون يوسوس في نفسه: - هل شقيقي سيسرق المال ويهرب ؟ - هل سيقتلني خلسة في نومي ؟ كل دقيقة تمر والشك يكبر فيها, ظل يخطط يجهز يستعد خوفا من غدر شقيقه في أية لحظة,لم يقدر أن يغمض عينيه كل تلك الكوابيس والهواجس التي تعيش بداخله تجعل جزيرة الشؤم بهيبتها تحذر منه هنا قال لنفسه: لا يوجد سوى حلا واحد أن أقوم بقتله كي آمن على نفسي وأسرق المال وأرجع شيئا فشيئا إختمرت الفكرة داخل عقله فقام وأخذ حجرا ضخما من الأرض ورفعه أضاء برقا في السماء تبعه صوت رعد فرفع هارون ما بيده عاليا وضرب به رأس شقيقه بقوة إهتزت منها جزيرة الشؤم هزا أعاد ثم الكرة مرارا وتكرارا حتى هشم رأس أخيه علي كانت الأرض تشعر بأنفاسه الحانقة وتشرب من عرقه المتصبب فلقد وهت مشاعره وتلبدت تحت لهيب أشد من لهيب الشمس وبسرعة حمل صندوق المال إلى قاربه رغم ثقله وهرب تاركا جزيرة الشؤم خلفه وشقيقه تتلذذ بلحمه السباع أبحر عائدا إلى دياره بلا نفس تلوم أو ضمير يؤنب فالمال الذي أراده وجعله يفعل فعلته أصبح لديه وملك له وحده وفي غمرة سعادته تلك لاحظ بأن الماء يتدفق إلى داخل القارب بكثرة فتكدر مزاجه بشدة وذهب بسرعة كي يصلح الشق فيحاول أن يغطيه لكن بدون فائدة,امتلأ نصف القارب بالماء وهو لا يستطيع فعل شيء لأنه صار في أعماق البحر والقارب يغرق شعر لحظتها بأنه عقاب على جريمته وكأن روح شقيقه سكنت القارب و هي تلاحقه وعندما مد يده هناك في الشق المحفور في القارب وجد رسالة قد حشرت تحت إحدى الخشبات فأخذها ثم فتحها وبدأ يقرأ:شقيقي العزيز عندما رأينا صندوق المال با لأمس كل شيئا تحطم بيننا الأخوة الدم الصداقة التعاون المحبة كلها ضاعت في لمحة بصر عرفت حينها بأنك ستقتلني أو سأقتلك وفي الليل وعندما وجدتك نائما ذهبت إلى قاربنا الذي حمل ذكرايتنا أحلامنا دموعنا أفراحنا وأحدثت فيه شقا فمن سيقتل فينا الآخر غدرا وهو نائم ويركب القارب ليهرب بالمال فلن يستطيع العودة به, إنّه عهدا قطعناه صغارا نحيا معا أو نموت معا لا يفرق شيء بيننا عندما نظرنا إلى بعضنا البعض تلك النظرة المخيفة لم نكن نحن كنا أشخاصا آخرين باعوا أغلى ما لديهم بأبخس ثمن أشخاصا نظروا إلى الصندوق ولم ينظروا بداخله فتحوه وأخذوا منه مالا, أشتروا الكراهية وباعوا الحب أشتروا الكذب وباعوا الصدق أشتروا الخيانة وباعوا الأمانة أشتروا الذل وباعوا الكرامة أشتروا الغدر وباعوا الذِمة أشتروا القسوة وباعوا الرحمة اللعنة على تلك اللحظة التي رأينا فيها المال شقيقك المحب علي أنهى هارون قراءة الرسالة فانتابته قشعريرة ما شعر بها من قبل كأنها خنجرا مسموما يطعن بطنه وصدره كل جسده يصرخ حسرة هزت البحر بمداها ظل يبكي ويبكي ويبكي حتى امتلاء القارب بالماء والدموع غرق هارون وصندوق المال معه منقول بتصرّف 
|
|
#2
28-09-2013, 06:21 AM
|
||||
|
||||
|
الأستاذ القدير ناجي جوهر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دائماً تحلق بنا في عالم الدهشة والألق قصة رائعه وأختيار يدل على ثقافة أدبية عميقه فبأس المال الذي يفرق بين الأشقاء ... تحية تليق بك أيها الأصيل سجل إعجابي وتقديري العميق
|
|
#3
28-09-2013, 10:07 AM
|
||||
|
||||
|
خوي ناجي
بالفعل قصة لم اقرى لها من قبل جمال الهدف والاحداث وكل شيء ذكر ررائع بمحتواه بالفعل لحظة الجشع يعشش عقول البعض خيال ومواقف تفقد الانسان قيمه ...... ولكن هو القضاء ورد الدين والعهد والوفاء ان باعوها بني البشر هناك من لا يغفل عنه. ....... رائع بجد قصة رائعة ..... احيك تواجدك دائما يرتسم باسم الابداع ...... باقات ورد لك خوي .
__________________
"الله لا يُخبرنا بمن يَدعون لَنا سرّاً ويُحاولون حِراسَتنا بالخَفاء؛ لكنَّه يُنير بَصيرَتنا على مَحبّتِهم، فَنتبعُ أرواحِهم دُون إدرَاك منَّا لِماذا نَخصُّهم بِهذا التعلق الروحي"
|
|
#4
28-09-2013, 01:35 PM
|
||||
|
||||
|
اخي العزيز والقدير ناجي جوهر دائما تاتينا بالجميل والرائع وكما عودتنا قصه جميله جدا ورائعه ولا بارك الله في مال ينهي الاخوة والصداقه ودمت بكل خير وموده اخي الكريم وتقبل تحياتي
__________________
|
|
#5
28-09-2013, 11:41 PM
|
||||
|
||||
|
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته أخي العزيز سالم الوشاحي أصبت كبد الحقيقة فإن قيم و مبادئ كثير من الناس تنهار و تذهب صدى أمامي بريق الذهب طبت و طابت كلمتك و تقبل تحياتي
|
|
#8
29-09-2013, 01:49 PM
|
||||
|
||||
|
أخوي ناجي جوهر نقل جميل جدا ...
تصوير رائع لكيفية التفرقة بين الاخوة عندما يكون المال السبب الرئيسي ... ربما فالواقع الكثير من هذه الحالات ... انتقاء رائع اخوي ناجي .. كن بخير ...
__________________
 لَستُ بِهَذَا الغُرورَ الذِي لَايُطَاقْ ~ ولَستُ الَأُنثَى المُتَكَبِرَه التِيْ لَايُعجِبهَا شَيءْ ..! كُلْ مَافِيْ الَأمِرْ /
أنْ طُهرِيْ ونَقَائِيْ يخَتَلِفْ عَنْ بَقِيَةٌ النِسَاءْ لِذَلِكَ لَاأحَدَ يستَطِيعْ فِهِمِيْ سِوى القَلِيلْ مِنْ البَشَر ولَرُبمَا العدَمْ !
|
|
|
|
 |
 |
العرض العادي
