روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,536ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,797ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,305
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,501عدد الضغطات : 52,280عدد الضغطات : 52,384

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-08-2016, 10:26 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي قصّة طـويلة سبعُ الليلٍ والبئرُ المعطّلةُ



قصّة طــــــويلة





سبعُ الليلٍ والبئر المعطّلة



سبْعُ الليلِ اسمٌ تستخدمه القرويات لتخويف أطفالهن الأشقياء
فشبّوا بعد ذلك يخافون ظِّلالهم، إنَّه ساكن بئر القرية الوحيدة، الذي حرّم على
الأهالي الدنو منها يوم السبت من كل أسبوع، وكذلك بعد مغيب كل يوم مهما الحّت حاجتهم إلى الماء
فلا يحصلون على قطرة منه إلا بعد أنْ ترتفع الشمس بمقدار ثلاث أو أربع رماح، إذ تبعث حينئذ كما يزعمون
أشعتها الساطعة المبهرة فلا يستطيع ناشط الظلام استقبالها وإلا فقئت عيناه، فيضطر إلى الاختباء في الأعماق
هربا من النور، وينتفع الناس بالماء وقتئذ مبادرين الخطر الجاثم في مجاهل البئر
هكذا علل القرويون عدم اقترابهم منها ليلا.
ومع إنَّ أحدا منهم لم يقابله وجها لوجه مذ ظهر لهم أوّل مرة إلاّ أنَّ هذه المعلومات الأمنية ظلَّت متوارثة
تتناقلها الأجيال شفهيا مسلّمين بقدسيتها، محرّمين أي نقاش بشأن مصداقيتها فلقد شهد على صِحّتِها الآباء والأجداد
فليس من حق الأبناء أو الأحفاد مراجعة الثوابت، فقبلوها مع الإضافات المستمرة.
وظلّت بعض روايات السلف محل تبجيل وقبول في المجتمع القروي، ومنها على سبيل المثال أن ذلك العفريت النبيه
يستطيع سماع حديث القرويين في أي وقت فتحوا فيه أفواههم، وعلى أيِّ بعدٍ كانوا ومهما خفتت أصواتهم
لذلك لا تلهج السنتهم إلا بالثناء عليه حتى يرضى، فإنه إنْ غضب سد عيون البئر، وابتلع كل ما فيها فتصبح معطّلة
بلا قطرة ماء، ويعدمه الأهالي أياما طويلة ثمّ قام بمطاردة المارة ليلا نافثا نارا موقدة في وجوههم، هادرا هديرا أدوى
من هزيم الرعد القاصف أمّا زلزلة خطواته البطيئة فكفيلة بإرعاب قرية بأكملها، فما بالكم بطوله
السامق الذي يتجاوز منازل القرويين علوا؟ فنظرة إلى ذلك الطود العظيم قد تورث الهلع المؤبد.
وقد عرفوا كيف يرضونه، فبعد أن يحرق حظائر مواشيهم ويسرق منازلهم ويروّع أطفالهم فإنّهم يجمعون له النذر
ولا بد أن يشتمل على عدّة جنيهات ذهبيّة أو حلي أو نقود، فتنعم تلك القرية بعد ذلك بالأمن والأمان مدّة طويلة
ويخرج خدم سيّد البئر يتشدّقون بإنجازاته العظيمة، فهو حامي القرية من شياطين الإنس والجنّ، وهو الذي يمدّهم
بالماء العذب الزلال مجّانا، وقد اباح لهم الاغتسال وتنظيف ملابسهم وريّ محاصيلهم مجّانا
وهو من يقوم بترميم البئر وتعميرها مجّانا.حتّى إذا نسوا أمره خرج على حين غرة في ليلة حالكة الظلام
وظهر بغتة في أحد الأحياء الراقية تحديدا حيث يعيش الأغنياء، فهؤلاء لا يملكون الشجاعة الكافية لمواجهته
بسبب حرصهم على كل شيء، لكنهم يملكون المال الكثير وهو مطلبه الأساسي
وتنتقل عدوى الذعر منهم بآليّة أسرع إلى بقيّة القرويين، وعندما يبدأ هجومه الوحشي يجتمع أفراد الأسر المذعورة
غالبا في غرفة واحدة من غرف المنزل ثم يغلقون كافة منافذها، ويتركون له حرّية التحرّكِ في بقية الحجرات والمرافق
ولكنه لا يدخل دارا قطّ بل ينقل إرهابه وترويعه من حي إلى آخر ومن منزل إلى منزل ناشرا فزعا طاغيا، مشعلا
النيران في العرائش والحظائر الخالية بعد أن يطلق الماشية لتهيم في أزقّة القرية مضيفة بثغائها المتواصل ونهيقها المنكر
المزيد من الهلع فيستسلم القرويون للخوف والذعر ولا يفعلون شيئا، غير أن النساء يتفرّغن لوصلة بكاء تتناغم مع صراخ الأطفال
بينما يبتهل الرجال إلى الله سبحانه وتعالى أنْ يحميهم من الشرّير وقد أمسوا أجزاء لا تتجزأ من الغرف التي حشروا فيها
وبعد رحيله يبادرون إلى إطفاء الحرائق ولملمة شعث ما تبعثر، وصباحا يخرجون لتفقد الممتلكات وحصر الخسائر
فيجدونه قد استولى على ما خفَّ وزنه وغلا ثمنه مع أنّه لم يدخل دارا قط ، فيؤدّي كل فرد واجبه من المواساة إلى الآخرين
في حزن وأسى وخنوع تام ولا يفكرون أبدا في التخلص منه، أو مقاومته أو محاولة عرقلته.
وهكذا عاش أهالي تلك القرية النائية التي لم تصلها الحضارة بسبب ممانعة المتنفّذين وتخويفهم الناس من كل جديد وتعنيف وقهر
كل من يبدي امتعاضا أو تذمّرا أو عبّر عن استياءٍ أو اعتراض، فعاشوا عقودا من الرعب في ذل وخضوع
وسلّموا مهجهم وعقولهم للشائعات والتضليل وكل ما يجيدونه هو محاربة أي فردٍ خرج عن المألوف حتى وإن كان يملك
حجة ودليل وبرهان، فكم من فم كُمِم وكم من لسانٍ أخرس وكم من كريم هان على يدي الجهل والضلال في إصرار عجيب
على حياة الجهل والتخلّف والخنوع والذُل ولا تجد بينهم من يرتاب في طبيعة ما يجري، جميعهم مؤمنون بأنّ
ذلك المخلوق مسلّط عليهم، فلا حول لهم ولا قوة في دفعه، وعليهم القبول بالواقع التعيس
واعتادوا على ارجاع سبب هجوم الوحش العفريت إلى خطاء أرتكبه أحد ما في حقّ سيّد البئر.

دوام الحال من المحال

قال الراوي:
إنَّ دوام الحال من المحال فلقد عاد إلى تلك القرية المنكوبة أحد أبنائها النجباء، الذين اغتربوا طلبا للعلم
وقد تلقّى منه قدرا يشككه في حقيقة الإرهابي الوحش المزعوم، إذ أهداه أشقاؤه الحكاية منقّحة تماما في أول ليلةٍ
يسامرهم فيها. فقال الشاب المتعلّم: أنا لا أصدّق ما تقولون. أي وحش هذا الذي يسرق الأموال؟
ولا يفترس الحيوانات الأليفة بل يطلق سراحها قبل حرق مأواها؟
فوضع أخوه الكبير بدر يده على فمه، وقال هامسا: احذر أنْ يسمعك فإنّه يجوس خلال الديار ويعاقب
من ينتقص من هيبته ويشكّك في قدراته الهائلة. فقال الشاب هازئا: وكم إنسان قد تعرض لعقوبته؟
قال الأخ متحمِّسا: أوهوه كثيرون جدا فأمّن الحاضرون على كلامه: صحيح صحيح
قال: فاذكروا لي اسماء خمسة أفراد عاقبهم سبع الليل أحبُّ أن أعرف التفاصيل منهم.
فعجزوا حتى عن ذكر اسم واحد، وقال بدرٌ غاضبا: الجميع يعرف ذلك ولقد رأيت سبع الليل بعيني
مرّات عديدة. فقال الآخرون: نعم جميعنا قد رآه، إنّه عفريت حقيقي. قال الشاب: ولماذا لا تقاومونه؟
قالوا: لقد تصدّى له رجال من القرية وأطلقوا عليه الرصاص لكنها لا تؤثر فيه.
فاندهش المتعلّم واختلطت أوراقه وتوّتر. فقال أحدهم: لقد واجهه بن فرضة رحى وابوه وجدّه من قبل
لكنه كان يقبض عليهم. قال الشاب المتعلِّم: وماذا يفعل بهم؟
قال: يتضرّعون اليه ويبكون بين يديه فيطلق سراحهم بعد أن يتعهدوا بخدمته، ومن ثم يقفون في وجه
كل من يذكره بسوء، بل أضحوا المتحدّثين باسمه والمتفاوضين معه وحماة مصالحه ورعاة البئر وخُدّامها.
فضحك المتعلّم وزال توّتره، وقال ساخرا: ما هذا العفريت الرحيم الذي يتفاوض مع البشر؟
ثم سأل مجددا: ومتى يأتي هذا المخلوق إلى القرية؟
قالوا: إنّه يحتلّ البئر من عهد بعيد، ولا يعلم أحد متى سيأتي، ولكنه يهاجمنا فجأة
قال: فأنا أرغب في مواجهته عندما يأتي في المرّة المقبلة، بل سأذهب الآن إلى البئر
وأتحداه أن يخرج إليّ إن كان موجودا فعلا، فمن منكم سيرافقني؟
فصمتوا جميعا رعبا وجبنا، وشعروا بقشعريرة تسري في أبدانهم التي أنحلها الجهل
فتدخّل الأخ الكبير قائلا: أمجنون أنت يا مبارك؟ أتريد أن تذهب إلى وحش تستفزّه وتبارزه في عرينه؟
لا. لن ادعك تذهب إلى الموت برجليك. قال: لا بد لي من معرفة سر ذلك المخلوق
وكشف حقيقة ما تخافون وترهبون. فقال بعضهم: وماذا تفيدك معرفة سره وحقيقته؟
قال: لأن أموت مدافعا عن عرضي ومالي وكرامتي وحقي في الحياة، خير لي من أن أعيش مضطهدا
من قبل مخلوق أجهل حقيقته، وقد يكون مجرّد إنسان محتال.
فمن منكم سيرافقني؟ ثم هبّ وقفا، وكان ليل القرية قد بسط عباءته، فتصدّى له بدر والآخرون ومنعوه
من الخروج وقد رأوه مصرا على الذهاب ثم أرسلوا من يستدعي أباه وكبار العائلة.
فلمّا حضروا قال بدر شارحا الموقف: إن مبارك أخي يعتزم الخروج الساعة إلى البئر
واستفزاز سبع الليل وإثارته وتهييجه، ولم يصدّق كلامنا وسخر من مخاوفنا
وأدعى أن ما نعتقده غير صحيح، وأن ما يهاجمنا ليس بوحش بل مجرد إنسان
محتال فمنعناه بالقوّة لكي لا يرتكب حماقة ويلقي بنفسه إلى التهلكة
فاستحسنوا صنيعه واثنوا عليه. فقال مبارك: صدّقني يا أبي إنّ ما تخشون وترهبون ليس إلا وهما
عظّمته وضخّمته الشائعات المتوارثة في أعينكم وقلوبكم فغدا كابوسا مرعبا، فأي وحش هذا الذي يسرق المال
والمجوهرات ويترك الأطعمة والأغذية، ليس هذا والله سوى لص حقير ضحك على عقولكم، وأستغل خوفكم وشجّعه
جهلكم على التمادي في السرقة والفساد. فغضب كل من في المجلس واستقبحوا كلامه، ولم يسعهم قبول الحقيقة
واستنكروا جرأته ومنعوه من الخروج، وتوعّدوه بنقمة سبع الليل ما لم يرضى بما رضوا به
ثمّ جثى الوالد على ركبتيه وسط المجلس وتضرّع معتذرا:
أرجوك اعفو عنه يا سبع الليل، يا أبا الفرس والخيل، فإنّ ولدي هذا سفيه جاهل لا يعرف شيئا.
ثم انصرفوا يلتفتون يمنة ويسرة في رعب وهلع، وتركوا مع مبارك من يحاول إقناعه بقبول سلطة الوهم
متأملين منه الاعتذار إلى سيّد البئر فأبى أشد الإباء.
ونقل ما دار في منزل آل الفقعي إلى سبع الليل إذ للجدران آذان ...

يتبع إن شاء الله



رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:32 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية