روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     ذكرى شاعرة في ربيع العمر [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     شوقان [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     جناح الخير [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     عودة حميدة نتمناها للجميع [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,475ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,733ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 7,974
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,440عدد الضغطات : 52,213عدد الضغطات : 52,319

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-10-2016, 10:56 PM
الصورة الرمزية محمد الفاضل
محمد الفاضل محمد الفاضل غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: السويد
المشاركات: 222

اوسمتي

افتراضي لعبة الغميضة

لعبة الغميضة – محمد الفاضل

تكوم جسده المتهالك فوق القبر محاولا ضمه إلى صدره بكلتا يديه وهو يردد بصوت حنون عذب يفتت الصخر .

- طلع يا متخبي .... طلع ...

بدأ يحثو التراب على رأسه بعد أن خالطت الدموع لحيته المعفرة بالغبار ، عينان زائغتان تحملقان في الأفق البعيد ، جسد براه السقم وأنفاس تصدر من روح مكبلة بالأحزان ، مثخنة بالجراح ، يتمتم بعبارات مبهمة وهو ينتحب وكأن أحزان الكون قد تجمعت فوق رأسه .

قبور متراصة ، تمتد بعيدا وقد نبتت شقائق النعمان وبعض الحشائش على جوانبها ، توزع بعض رواد المقبرة على مقربة منه ، بعضهم يضع الزهور ، والبعض الآخر يرتل القرأن ، نساء متشحات بالسواد وقد تعالى عويلهم ، الحزن يلف المكان .

لم يدر كم مضى على وجوده وهو مستغرق في النوم ، أستجمع ما تبقى له من عزم ومضى يجر أرجله بتثاقل ، حتى شارف على أطلال منزل مهدم بعد أن سوي بالأرض ، في صباح ذلك اليوم الربيعي ، قرر أحمد أن يقضي بعض الوقت مع ولده الوحيد ، يلاعبه بحنان كي يعوضه عن التقصير في الأونة الأخيرة .

جلست الزوجة ترقب المشهد ، وقد ارتسمت على محياها ابتسامة عريضة ، مر زمن لم يدخل الفرح قلوبهم ، أصبح الترقب والقلق ضيفا ثقيلا وشبح الموت يجثم فوق القرية الوادعة ، يرفض أن يغادرها ،

- يلا نلعب لعبة الغميضة ، بابا . من زمان مالعبناها . بدأ وليد يستعطف والده .

- على عيني ، يا بابا . أنا راح غمض وأنت حاول تتخبى .

بدأ الولد يجري مسرعا وقلبه يكاد يقفز من الفرح ، يبحث عن مكان يختبئ فيه ، أغمض الأب عينيه وبدأ يعد ، واحد ... أثنان ... ثلاثة ... ها .. خلص ولا لسه ؟
نهض أحمد وبدأ ينادي بأعلى صوته ،

- طلع يا متخبي ... طلع ... أنا جيت ... وينك ؟

بدأ يبحث عن وليد في أرجاء المنزل ، قادته قدماه إلى المنزل المجاور الذي قصفته الطائرات في الأونة الأخيرة وقد كان وليد خلف أحد الأعمدة المتبقيىة ، اقترب منه محاولا الإمساك به ، ولكنه لم يبد حراكا ، رصاصة قناص أخترقت قلبه الصغير وخرجت من ظهره ، تاركة بقعة حمراء .

السويد – 29 / 9 / 2016
__________________


روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

التعديل الأخير تم بواسطة محمد الفاضل ; 07-10-2016 الساعة 11:01 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-10-2016, 01:22 AM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي



لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم
اللهم ارفع برحمتك سيف البلاء عن المسملمين
اللهم كن لهم نصيرا ومجيرا، اللهم رفقا بأطفال سوريا
وبعجائز سوريا وبرجال سوريا وفتياتها وشبابها ونسائها.


أبدعت اخي الأستاذ محمّد الفاضل في تصوير المشاهد كلّها
بعبارات فصيحة معبّرة توقظ الضمائر وتهز الغافل وتثير عزائم الأحرار
مشهد المقبرة يرجف له القلب خشوعا والضمير أسى، وهذا منظر العجوز وقد
اسود كل شئ في ناظريه وغاب الفرح عنه غياب لا رجعة فيه بفقد احمد الصغير:

(تكوم جسده المتهالك) ( يحثو التراب على رأسه ) (جسد براه السقم)
(أحزان الكون قد تجمعت) (نساء متشحات بالسواد وقد تعالى عويلهم ، الحزن يلف المكان)
ومشهد الأم وهي تحاول استعادة ابتسامتها بعودة ابو احمد الى ما كان عليه من موّدة ورحمة
ومشهده وهو يرى بأمُِ عينيه فلذة كبده غارقا في الدّم، وقد كان قبل برهة غارقا في السعادة
فلا ابقى الله على ارض سوريا قناصا فاسقا مجرما قاتلا.
تصويرات جليلة بقلم مجاهد ومن قلب جريح

فالنار لا تحرق إلاّ رجل واطيها

جعل الله هذا الجهاد الثقافي حسنات في ميزانك
وحفظك الله وحفظ أهل سوريا وانعم عليهم
بالأمن والأمان والسلامة والسلام
وتقبّل تحيّاتي






رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-10-2016, 12:04 AM
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن زهرة السوسن غير متواجد حالياً
شاعره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,764

اوسمتي

افتراضي

السلام على الأخ الكريم، والأديب المبدع: محمد الفاضل
لا يزال الجرح نازفا، ولا يزال الظالم يكيل للأبرياء بمكيالين، دون رأفة أو رحمة، ولكن تبقى دولة الظلم ساعة، ودولة العدل إلى قيام الساعة، سلمكم الله تعالى. أجدت نقل صورة حية، تهافتت ناحيتها القلوب. تحياتي.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-10-2016, 01:13 PM
الفرحان بوعزة الفرحان بوعزة غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 306

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الفاضل مشاهدة المشاركة
لعبة الغميضة – محمد الفاضل

تكوم جسده المتهالك فوق القبر محاولا ضمه إلى صدره بكلتا يديه وهو يردد بصوت حنون عذب يفتت الصخر .

- طلع يا متخبي .... طلع ...

بدأ يحثو التراب على رأسه بعد أن خالطت الدموع لحيته المعفرة بالغبار ، عينان زائغتان تحملقان في الأفق البعيد ، جسد براه السقم وأنفاس تصدر من روح مكبلة بالأحزان ، مثخنة بالجراح ، يتمتم بعبارات مبهمة وهو ينتحب وكأن أحزان الكون قد تجمعت فوق رأسه .

قبور متراصة ، تمتد بعيدا وقد نبتت شقائق النعمان وبعض الحشائش على جوانبها ، توزع بعض رواد المقبرة على مقربة منه ، بعضهم يضع الزهور ، والبعض الآخر يرتل القرأن ، نساء متشحات بالسواد وقد تعالى عويلهم ، الحزن يلف المكان .

لم يدر كم مضى على وجوده وهو مستغرق في النوم ، أستجمع ما تبقى له من عزم ومضى يجر أرجله بتثاقل ، حتى شارف على أطلال منزل مهدم بعد أن سوي بالأرض ، في صباح ذلك اليوم الربيعي ، قرر أحمد أن يقضي بعض الوقت مع ولده الوحيد ، يلاعبه بحنان كي يعوضه عن التقصير في الأونة الأخيرة .

جلست الزوجة ترقب المشهد ، وقد ارتسمت على محياها ابتسامة عريضة ، مر زمن لم يدخل الفرح قلوبهم ، أصبح الترقب والقلق ضيفا ثقيلا وشبح الموت يجثم فوق القرية الوادعة ، يرفض أن يغادرها ،

- يلا نلعب لعبة الغميضة ، بابا . من زمان مالعبناها . بدأ وليد يستعطف والده .

- على عيني ، يا بابا . أنا راح غمض وأنت حاول تتخبى .

بدأ الولد يجري مسرعا وقلبه يكاد يقفز من الفرح ، يبحث عن مكان يختبئ فيه ، أغمض الأب عينيه وبدأ يعد ، واحد ... أثنان ... ثلاثة ... ها .. خلص ولا لسه ؟
نهض أحمد وبدأ ينادي بأعلى صوته ،

- طلع يا متخبي ... طلع ... أنا جيت ... وينك ؟

بدأ يبحث عن وليد في أرجاء المنزل ، قادته قدماه إلى المنزل المجاور الذي قصفته الطائرات في الأونة الأخيرة وقد كان وليد خلف أحد الأعمدة المتبقيىة ، اقترب منه محاولا الإمساك به ، ولكنه لم يبد حراكا ، رصاصة قناص أخترقت قلبه الصغير وخرجت من ظهره ، تاركة بقعة حمراء .

السويد – 29 / 9 / 2016
شرع السارد بعرض حدث وجود البطل فوق رأس قبر الميت دون أن يذكر من مات ،وما القرابة التي تجمعهما ،وقد أفلح السارد في إعطاء القارئ لمحة وجيزة عن نفسية البطل المحبطة والغارقة في الحزن الشديد موظفا في ذلك لما يسمى "لحظة التأزم"عن طريق التشويق وإثارة اهتمام المتلقي، مع دفعه للتساؤل :ماذا يحدث ؟ وما سيقع فيما بعد ؟ وهي تقنية لجأ إليها السارد لبعث روح نابضة بالحياة من بداية القصة إلى نهايتها..
في البداية أطلعنا على الجو النفسي الذي يعيشه البطل أثناء وجوده قرب القبر مستعملا في ذلك التذكر ورفع وتيرة اللاشعور ليبوح ويعبر عن ما يختلج في النفس والفكر والخواطر.
يمكن اعتبار هذه المقدمة أو الافتتاحية أو كما يسمونها "عتبات النص "أن تفتح المجال لمتابعة القراءة لمعرفة ماذا وقع في الماضي .أي بدأ الكاتب بعرض حدث الدفين الذي يوجد في قبره والآخر على رأسه يناجي ويتذكر من نهاية القصة، ثم يعود إلى الماضي ليسرد بداية حدث القصة كمرحلة لتنوير ما جاء في عتبة النص. وبهذا يكون السارد قد مارس تقنية ما يسمى بالخطف خلفا.
ولإبقاء التشويق معلقا لجأ السارد إلى وصف المقبرة والأجواء التي تعيشها من زيارات الناس لذويهم للترحم عليهم ووضع الزهور على قبورهم ،وهذا البطل لا يختلف عنهم ،فهو بدوره يقوم بواجب الزيارة ،لكنه يختلف عنهم لأنه لا يحمل زهورا وغيرها ،بل يحمل أحزانا وهموما لا تحصى بسبب فقيده،كلها تجلت في /حثو تراب القبر/ الجلوس على رأس القبر / المناجاة / تذكر كلام الفقيد (- طلع يا متخبي .... طلع ...).....بعدما هيأ السارد القارئ وجعله في خضم الحدث ،بدأ يروي قصته التي بدأت بما يلي/ في صباح ذلك اليوم الربيعي ، قرر أحمد أن يقضي بعض الوقت مع ولده الوحيد ، يلاعبه بحنان كي يعوضه عن التقصير في الآونة الأخيرة..../ اختيار لعبة الغميضة / البدء في اللعبة نزولا لرغبة ولده/ وصف عام لطريقة اللعبة / ممارسة اللعبة في جو مفعم بالفرحة والسرور. /الأب / الزوجة/ الولد/...
لكن هذه الفرحة لم تطل بعدما اغتال قناص شباب الطفل .. وبقي الأب في متاهة الغميضة الحقيقية عندما مارسها كلعبة تبقى معه طول حياته / (- طلع يا متخبي .... طلع ...) فالمختبئ سوف لن يظهر أبدا، والأب سيبقى يبحث عنه طول حياته ..فقد تحولت "لعبة الغميضة من لعب إلى جد ،من تسلية إلى حقيقة مرة. من تمثيل إلى واقع تحول إلى قتل كل جميل في الحياة.
قصة مقتطعة من واقع مر يندى له الجبين في ظل الحروب العبثية والاغتيالات وقتل الأطفال دون شرعية ولا مبرر ..قصة جميلة مؤثرة من بدايتها إلى نهايتها حافظ السارد على نبض الحياة وحرارتها من البداية إلى النهاية رغم ما تميزت بالأحزان والهموم والإحساس بالظلم والإجرام وفقدان العدالة مع تبيان قسوة الإنسان على أخيه الإنسان ..
جميل ما أبدعت .. محبتي وتقديري أخي المبدع المتألق محمد الفاضل ..
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-02-2017, 05:24 PM
الصورة الرمزية محمد الفاضل
محمد الفاضل محمد الفاضل غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: السويد
المشاركات: 222

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناجى جوهر مشاهدة المشاركة


لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم
اللهم ارفع برحمتك سيف البلاء عن المسملمين
اللهم كن لهم نصيرا ومجيرا، اللهم رفقا بأطفال سوريا
وبعجائز سوريا وبرجال سوريا وفتياتها وشبابها ونسائها.


أبدعت اخي الأستاذ محمّد الفاضل في تصوير المشاهد كلّها
بعبارات فصيحة معبّرة توقظ الضمائر وتهز الغافل وتثير عزائم الأحرار
مشهد المقبرة يرجف له القلب خشوعا والضمير أسى، وهذا منظر العجوز وقد
اسود كل شئ في ناظريه وغاب الفرح عنه غياب لا رجعة فيه بفقد احمد الصغير:

(تكوم جسده المتهالك) ( يحثو التراب على رأسه ) (جسد براه السقم)
(أحزان الكون قد تجمعت) (نساء متشحات بالسواد وقد تعالى عويلهم ، الحزن يلف المكان)
ومشهد الأم وهي تحاول استعادة ابتسامتها بعودة ابو احمد الى ما كان عليه من موّدة ورحمة
ومشهده وهو يرى بأمُِ عينيه فلذة كبده غارقا في الدّم، وقد كان قبل برهة غارقا في السعادة
فلا ابقى الله على ارض سوريا قناصا فاسقا مجرما قاتلا.
تصويرات جليلة بقلم مجاهد ومن قلب جريح

فالنار لا تحرق إلاّ رجل واطيها

جعل الله هذا الجهاد الثقافي حسنات في ميزانك
وحفظك الله وحفظ أهل سوريا وانعم عليهم
بالأمن والأمان والسلامة والسلام
وتقبّل تحيّاتي







الأستاذ القدير والصديق العزيز ناجي
بداية أشكرك على نبل مشاعرك وطيب حضورك
وأعتذر عن التأخر في الرد لظروف قاهرة
مع وافر التقدير
محبتي
__________________


روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-02-2017, 06:01 PM
الصورة الرمزية محمد الفاضل
محمد الفاضل محمد الفاضل غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: السويد
المشاركات: 222

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عائشة الفزارية مشاهدة المشاركة
السلام على الأخ الكريم، والأديب المبدع: محمد الفاضل
لا يزال الجرح نازفا، ولا يزال الظالم يكيل للأبرياء بمكيالين، دون رأفة أو رحمة، ولكن تبقى دولة الظلم ساعة، ودولة العدل إلى قيام الساعة، سلمكم الله تعالى. أجدت نقل صورة حية، تهافتت ناحيتها القلوب. تحياتي.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأستاذة القديرة عائشة
يسعدني حضورك المميز وتفاعلك الطيب سيدتي
مع وافر الشكر والتقدير
__________________


روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09-02-2017, 06:05 PM
الصورة الرمزية محمد الفاضل
محمد الفاضل محمد الفاضل غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: السويد
المشاركات: 222

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفرحان بوعزة مشاهدة المشاركة
شرع السارد بعرض حدث وجود البطل فوق رأس قبر الميت دون أن يذكر من مات ،وما القرابة التي تجمعهما ،وقد أفلح السارد في إعطاء القارئ لمحة وجيزة عن نفسية البطل المحبطة والغارقة في الحزن الشديد موظفا في ذلك لما يسمى "لحظة التأزم"عن طريق التشويق وإثارة اهتمام المتلقي، مع دفعه للتساؤل :ماذا يحدث ؟ وما سيقع فيما بعد ؟ وهي تقنية لجأ إليها السارد لبعث روح نابضة بالحياة من بداية القصة إلى نهايتها..
في البداية أطلعنا على الجو النفسي الذي يعيشه البطل أثناء وجوده قرب القبر مستعملا في ذلك التذكر ورفع وتيرة اللاشعور ليبوح ويعبر عن ما يختلج في النفس والفكر والخواطر.
يمكن اعتبار هذه المقدمة أو الافتتاحية أو كما يسمونها "عتبات النص "أن تفتح المجال لمتابعة القراءة لمعرفة ماذا وقع في الماضي .أي بدأ الكاتب بعرض حدث الدفين الذي يوجد في قبره والآخر على رأسه يناجي ويتذكر من نهاية القصة، ثم يعود إلى الماضي ليسرد بداية حدث القصة كمرحلة لتنوير ما جاء في عتبة النص. وبهذا يكون السارد قد مارس تقنية ما يسمى بالخطف خلفا.
ولإبقاء التشويق معلقا لجأ السارد إلى وصف المقبرة والأجواء التي تعيشها من زيارات الناس لذويهم للترحم عليهم ووضع الزهور على قبورهم ،وهذا البطل لا يختلف عنهم ،فهو بدوره يقوم بواجب الزيارة ،لكنه يختلف عنهم لأنه لا يحمل زهورا وغيرها ،بل يحمل أحزانا وهموما لا تحصى بسبب فقيده،كلها تجلت في /حثو تراب القبر/ الجلوس على رأس القبر / المناجاة / تذكر كلام الفقيد (- طلع يا متخبي .... طلع ...).....بعدما هيأ السارد القارئ وجعله في خضم الحدث ،بدأ يروي قصته التي بدأت بما يلي/ في صباح ذلك اليوم الربيعي ، قرر أحمد أن يقضي بعض الوقت مع ولده الوحيد ، يلاعبه بحنان كي يعوضه عن التقصير في الآونة الأخيرة..../ اختيار لعبة الغميضة / البدء في اللعبة نزولا لرغبة ولده/ وصف عام لطريقة اللعبة / ممارسة اللعبة في جو مفعم بالفرحة والسرور. /الأب / الزوجة/ الولد/...
لكن هذه الفرحة لم تطل بعدما اغتال قناص شباب الطفل .. وبقي الأب في متاهة الغميضة الحقيقية عندما مارسها كلعبة تبقى معه طول حياته / (- طلع يا متخبي .... طلع ...) فالمختبئ سوف لن يظهر أبدا، والأب سيبقى يبحث عنه طول حياته ..فقد تحولت "لعبة الغميضة من لعب إلى جد ،من تسلية إلى حقيقة مرة. من تمثيل إلى واقع تحول إلى قتل كل جميل في الحياة.
قصة مقتطعة من واقع مر يندى له الجبين في ظل الحروب العبثية والاغتيالات وقتل الأطفال دون شرعية ولا مبرر ..قصة جميلة مؤثرة من بدايتها إلى نهايتها حافظ السارد على نبض الحياة وحرارتها من البداية إلى النهاية رغم ما تميزت بالأحزان والهموم والإحساس بالظلم والإجرام وفقدان العدالة مع تبيان قسوة الإنسان على أخيه الإنسان ..
جميل ما أبدعت .. محبتي وتقديري أخي المبدع المتألق محمد الفاضل ..

الأستاذ المبدع والأخ العزيز الفرحان بو عزة
ألف شكر على القراءة القيمة والتحليل الجميل .
أنا ممتن وأعتذر منك ومن البقية على التأخر في الرد ولكنها ظروف قاهرة ، وقد توفيت والدتي الحبيبة مؤخرا ، أكرر أسفي
محبتي
__________________


روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:43 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية