مراح مقيط

[سعد بن عبدون الجنيبي]

يقال إن عملية صيد الصقور من أوكارها وهي مازالت فرخا ,
عملية شاقة وخطرة جدا ,
فالمعروف أن الصقور تبني أعشاشها في شقوق الجبال ,
على الواجهات الوعرة على مسافات مرتفعة جدا عن مستوى الأرض ,
حيث لايمكن للصيادين صيدها إلا بعد الصعود إلى أماكن أعلى منها,
ومن هناك يقوم واحد بربط حبل قوي وطويل حول نفسه ليقوم الآخر بإنزاله ببطء حتى يصل إلى الوكر

ليأخذ الفراخ فيرفعه صاحبه مرة أخرى.

وجرت العادة أن يكون هناك اتفاق سابق بين صيادين على نصيب كل واحد منهما من الصيد ,

فالفراخ هذه منها (النادر) وهو أفضل الأنواع ,

ومن بعده (اللزيز) الذي يليه بالجودة وآخرها (التبع) الذي لا يرغب به أحد .

وحدث أن اتفق اثنان أحدهما اسمه (مقيط) حيث ينزل بالرشا

( الحبل ) إلى الوكر يدليه صاحبه ,
ثم يرفعه بعد ذلك .
وقد اشترط صاحبه أن يكون النادر من نصيبه واللزيز من نصيب مقيط .
وتم الاتفاق بينهما على هذا الأساس فلما نزل مقيط وصاحبه يرخي الحبل بحذر,
حتى وصل للوكر , فوجد النادر فأعجبه ,

ثم زين له الطمع وقلة العقل أن يتمرد على الاتفاق , فصاح بصاحبه : إن النادر لي واللزيز لك .

فقال صاحبه : لكن هذا عكس ما اتفقنا عليه. فأصر مقيط على رأيه وصاحبه يحاول أن يثنيه عن هذا الرأي ,
وقد غاب عن مقيط أن موقفه ضعيف وهو على هذه الحال ,
بل هو محرج للغاية ,
حيث إن صاحبه لما طال الجدال ويئس منه قال (يامقيط.. هاك رشاك) فهوى مقيط ورشاه من علو شاهق فتمزق أشلاء!

وذهبت عبارة (مقيط ورشاه) مثلا شائعا بين الناس

لمن يريد الفائدة أو الخير فيعود بالخسران أو الشر.

وهذي القصيده يحكي واقع المثل المشهور ( مراح مقيط ورشاه )

منقول من منتدي ملفي النشامي
----------------------------------------------------------------------------



روحي مراح مقيط من غير رجعه

اللي غدر به صاحبه من صنيعه

حول على (الماكر) وقسم بسرعه

قسم (الصقور) وقال قسمي طليعه

بأعلى (جبله) ما بين نزله وطلعه

وروحه بيدين اللي يشده وديعه

وبقا على رايه وحكمه وشرعه

من غير ما يسمع مشوره نزيعه

وقفا عنه صاحبه إقفاي ضبعه

وخلاه بين المنصفه للقطيعه

واليوم أنا مثل رفيقه وصنعه

ومن باعني برخيص ببلاش أبيعه

حاولت أغير من زمانك ووضعه

لكن ماجتني خيولك مطيعه

قد قيل في أصل البنادم وطبعه

غير بلاد ولا تغير طبيعه

خليت لك في عالم العشق سمعه

وبنيت لك بأرضه حصون منيعه

وفجرت لك نهر الغلاء وسط زرعه

وأهديت لك جوري ونرجس ربيعه

وسقيت روحك من زلاله ونبعه

وهاديت لك كما مهادا الرضيعه

ورسمت لك صوره وورده وشمعه

وبروزتها فوق النجوم الرفيعه

وزدتك بشعري في سماء الحب رفعه

ونظمت لك أحلا البيوت البديعه

مجنون ليلى ما وفا قدر ربعه

ولا بيّن بعينك وفايه جميعه

يا آنسه لو سال لك ألف دمعه

لاني تبيع لك ولا أنتي تبيعه

الله ولا حب على غير جمعه

مرساله الأشواق وقت الهجيعه

وأرجع أكرر ما بدينا ببدعه

وعلى الملا داني وقاصي أذيعه

روحي مراح مقيط من غير رجعه

اللي غدر به صاحبه من صنيعه

سلطان بن ربيعان ---- منقول جريدة الرياض