روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,526ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,787ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,284
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,492عدد الضغطات : 52,271عدد الضغطات : 52,375

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-11-2014, 09:43 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي مختارات من أفانين الأدب (8)




مختارات من أفانين الأدب
(8)

إنّ لفظة الأدب في اللغة العربيّة مرتبطة من حيـث الأساس بالخلق الكريم
والأدب الإسلامي جزء من رسالة جامعة هي الدعوة إلى الله
فإختياراتنا من التراث الإسلامي ثم الإنساني
***
مصطلحات أدبية

البرج العاجي ivory tower

موقع أو وضع أو موقف من الحياة يتميز بابتعاده عن الشؤون العملية الدنيوية
وقد استخدم العبارة لأول مرة الناقد الأدبي الفرنسي سانت بيف في القرن التاسع عشر
ليوحي بالابتعاد عن الاعتبارات العملية وازدرائها، وبعدم الاكتراث بالوجود اليومي
وقد وصل الأمر الى تسمية الشعراء على سبيل المثال بسكان البرج العاجي
ولكن شيللي من الناحية الأخرى في "دفاع عن الشعر"
أشار إليهم باعتبارهم "مشرعي العالم غير المعترف بهم"
وكان توفيق الحكيم يعتبر البرج العاجي موقعا ممتازا للفنان
***


حكم ومواعظ

وعن إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت فضيل بن عياض يقول:
"المؤمن قليل الكلام كثير العمل ، والمنافق كثير الكلام قليل العمل
كلام المؤمن حكم ، وصمته تفكر ، ونظره عبرة ، وعمله بر
وإذا كنت كذا لم تزل في عبادة"

وقال أحدهم:

العلم نور وسراج مقتبس .......... صاحبه مؤيد حيث جلس

من فاته العلم تضنى وخنس .... شتّان ما بين حمار وفرس

وعن أحمد قال سمعت ابا سليمان يقول:
"إذا جاءت الدنيا إلى القلب ترحلت الآخرة منه
وإذا كانت الدنيا في القلب لم تجىء الآخرة تزحمها
لأن الدنيا لئيمة والآخرة عزيزة"
***

فائدة

للشعراء الفاظ صارت بينهم حقائق عرفية, وإن كانت في الأصل مجازا
لكثرة دورها في كلامهم وتعاطيهم إستعمالها لأنهم الفوا ذلك من تداولها وتكرارها
على مسامعمهم, فمن ذلك السلافة والعسل إذا أطلقوهما فهم منهما الريق
والنرجس إذا أطلقوه فهم منه العيون, وكذلك السيف والسحر والسقم
إذا اطلقوه فهم منه الأهداب, والغصن إذا أطلقوه فهم منه القوام
والكثيب إذا أطلقوه فهم منه الردف, والورد إذا أطلقوه فهم منه الوجنة
والرمّان إذا أطلقوه فهم منه النهد, والأقاحي إذا أطلقوه فهم منه الثغر
والطلع إذا أطلقوه فهم منه الأسنان
كذلك البرد والدر والعناب إذا أطلقوه فهم منه الشفة, وكذلك العقيق
وإذا أطلقوا الآس والبنفسج أوالريحان فهم منه العذار
وما أحسن قول الشاعر:

وأستمطرت لؤلؤا من نرحس وسقت ... وردا وعضّت على العنّاب بالبرد

قيل أنّ الخليل بن أحمد الفراهيدي صاحب العروض رحمه الله
أتى إليه رسول الخليفة يطلبه, وهو جالس يبلل خبزا يابسا في ماء
فإذا إنتقع أكله, فقال له الرسول: أجب أمير المؤمنين
فقال له الخليل: ما دمت أجد هذين فإني لا أحتاج إليه
***


حكاية تراثية

قال الأصمعي: تنكرت أخلاق الرشيد فابتعدت عنه فأصابني ضرر عظيم
من بعده حتى احتجت إلى بيع خاتمي, فقلت: لا رغبة لي في الحياة بعد هذا
والله لأذهبن إليه وإن كان فيه القتل



قال: فلما حضرت قال لي البوابون:
كم يطلبك أمير المؤمنين, أدخل فقد وافيت في وقتك
قال: فدخلت فإذا في بعض الدهاليز باب قد فتح وخرج منه وجه مذ رأيته ما قدرت أمشي
فقالت: اتعرفني؟ قلت: لا والله, قال: أنا فتنة جارية أمير المؤمنين وهو مغضب عني
فقلت: أنت والله إنّكِ فتنة كما سميت, فقالت: هذه صرة فيها خفف بها همّك وثقّل بها كمّك
وأجتهد ان ترضيه عني, فإن فعلت إتصلت جوائزي إليك,وغن لم تفعل فوالله لا أبقيت رأسك
أبدا, ولست بداخل هذه الدار بعدها أبدا
قال: فدخلت على الرشيد فإذا عنده لإسحاق النديم وهو ينشد:
خف الله لا تحبسه إن شبيهه ... حبيبي وقد أرعدت منه فرائصي
فقال: يا أصمعي أ سمعت أحسن من هذا البيت قط؟
فقلت: يا أمير المؤمنين هذا من أبيات أحفظها, ولا أدري تكمل لها إسحاق أم لا
فإنّما حسن هذا ان يعرف الشعر وخبره
قال: وما خبره؟ قلت: حدثني السهمي عن الهدى قال:
خرجت أقتنص صيدا فبقيت ليلة اتعبتني فيها ظبية حتى ظفرت بها
فلمّا أصبحت جئت بها أطلب ثمنها, فإذا انا بغلام كأن وجهه فلقة قمر
وله ذؤابتان تلعبان على كتفه, فحين رآني شهق وبكى وأنشأ يقول:

وذكّرني من لاح بذكره .................. محاجر ظبي في حبالة قانص

فقلت ودمع العين يجري بحرقة ... وعيني إلى عينيه نظرة ساخص

الا أيا هذا قانص الظبي خله ............. فإنّا قد فديناه بعشر قلائص

خف الله لا تحبسه إن شبيهه ...... حبيبي وقد أرعدت منه فرائصي

ثم قال: بالله أعطني إيّاه ففعلت, فقبّل عينيها ومسح رأسها وأرسلها



فقلت له: ما حملك على هذا؟فقد أتعبتني هذه طول ليلتي
فقال: تعال معي إلى البادية, فقلت: إليك عني فقد ذيتني وتجملني معك إلى البادية
قال: فدلني على بيتك, فمضى معي حتى دللته على بيتي وذهب
فلما كان من الغد وافاني بعشر قلائص, فوالله يا أمير المؤمنين
ما كانت عيناها بأحسن من عيني فتنة جاريتك
فقال: يا أصمعي إنها سيئة الخلق والأدب, فقلت: يا أمير المؤمنين
لا يفي تأديبك لها بما يفوتك من الإلتذاذ بها
قال: فأقوم لها, فقلت: أي والله يا أمير المؤمنين, قال:
قدموا نعلي, فأمسكت كمه وقلت: يا أمير المؤمنين القلائص
قال: فقوموها بألف درهم, فأمر لي بها
***

متفرقات


سمت العرب ساعات النهار بأسماء
الأولى الذرور، ثم البزوغ، ثم الضحى، ثم الغزالة ثم الهاجرة، ثم الزوال، ثم الدلوك
ثم العصر، ثم الأصيل، ثم الصبوب، ثم الحدور، ثم الغروب
ويقال فيه أيضا: البكور، ثم الشروق، ثم الإشراق، ثم الرأد، ثم الضحى
ثم المتوع ثم الهاجرة، ثم الأصيل، ثم العصر، ثم الطّفل، ثم الحدور، ثم الغروب
**
أسماء الشهور عند العرب: محرّم المؤتمر, صفر ناجر, ربيع الأوّل خوان
ربيع الثاني يصان, جمادى الأولى حنين, جمادى الآخرة الريّة
رجب الأصم, شعبان العاذل, رمضان الناتق, شوّال غلا
ذوالقعدة هواع, ذو الحجّة برك
**
طرفة

شكى أحدهم إسهالا معه, فوصف له بعض الأطباء سفوفا
فلمّا تناوله وأفرط به الإسهال قال:
فتحت عليّ بابا للسفوف .... وصلت به إلى الأمر المخوف
ولكن الحكيم أراد خيرا ........ فجاء بغير ياءٍ في الحروف
***

كلام عجوز من ولد الحارث بن عبد المطلب

قدم إبراهيم بن محمد المدينة فأتته عجوز من ولد الحارث بن عبد المطلب
فشكت إليه ضنك المعيشة,قال: ما يحضرني الكثير و لا أرضى لك بالقليل
وأنا على ظهر سفر فاقبلي ما حضر و تفضلي بالعذر
ثم دعا مولى له فقال: ادفع إليها ما بقي من نفقتنا و خذي هذا العبد و البعير
فقالت: بأبي أنت و أمي أجزل الله في الآخرة أجرك و أعلى في الدنيا كعبك
و رفع فيهما ذكرك و غفر لك يوم الحساب ذنبك
فأنت و الله كما قالت أم جميل بنت حرب بن أمية:

زين العشيرة كلها .......... في البدو منها و الحضر

و رئيسها في النائبات ... و في الرحال و في السفر

ورث المكارم كلها ............ و علا على كل البشر

ضخم الدسيعة ماجد
***


حكاية تراثية

حكى خالد بن أكثم قال: دخلت على الرشيد يوما وهو مطرق مفكر
فقال: لي أتعرف قائل هذا البيت

الخير أبقى وإن طال الزمان به ... والشرُّ أخبثُ ما أوعيتَ من زدا

فقلت يا أمير المؤمنين إن لهذا البيت قصة مع عبيدالله بن الأبرص, فقال: عليَّ بعبيدالله
فلما حضر بين يديه قال له: أخبرني عن شأن هذا البيت
قال: يا أمير المؤمنين كنت حاجاً في بعض السنين
فلما توسطت البادية في يوم شديد الحر إذ سمعت ضجة عظيمة في القافلة ألحقت أولها بآخرها
فسألت عن القصة فقال لي رجل من القوم: تقدم ترَ ما بالناس
فتقدمت إلى أول القافلة فإذا أنا بشجاع (ثعبان أسود) فأغر فاه كالجذع
وهو يخور كما يخور الثور ويرغو كرغاء البعير فهالني أمره وبقيت لا أهتدي إلى ما أصنع في أمره
فعدلنا عن طريقه إلى ناحية أخرى فعارضنا ثانياً فعلمت أنه لسبب ولم يجسر أحد من القوم أن يقربه
فقلت أفدي هذا العالم بنفسي وأتقرب إلى الله تعالى بخلاص هذه القافلة من هذا
فأخذت قربة من الماء تقلدتها وسللت سيفي وتقدمت فلما رآني قربت منه سكن
وبقيت متوقعاً منه وثبة يبتلعني فيها فلما رأى القربة فتح فاه فجعلت فم القربة في فيه
وصببت الماء كما يصب في الإناء فلما فرغت القربة تسيب في الرمل ومضى
فتعجبت من تعرضه لنا وإنصرافه عنا من غير سوء لحقنا منه
ومضينا لحجنا ثم عدنا في طريقنا ذلك وحططنا في منزلتنا تلك في ليلة مظلمة مدلهمة
فأخذت شيئاً من الماء وعدلت إلى ناحية عن الطريق فقضيت حاجتي
ثم توضأت وصليت وجلست أذكر الله تعالى فأخذتني عيني فنمت مكاني
فلما استيقظت من النوم لم أجد للقافلة حساً وقد ارتحلوا وبقيت منفرداً
لم أرَ أحداً ولم أهتدِ إلى ما أفعله وأخذتني حيرة وجعلت أضطرب
فإذا بصوت هاتف أسمع صوته ولا أرى شخصه يقول:

يا أيها الشخص المضلّ مركبه ... ما عنده من ذي رشادٍ يصحُبُه

دونك هذا البكر منّا تركبه ............ وبكرك الميمون حقاً تجنبه

حتى إذا ما الليل غاب غيهبه ...... عند الصباح في الفلا تسيّبه

فنظرت فإذا أنا ببكر قائم عندي وبكري إلى جانبي فانخته وركبته وجنبت بكري
فلما سرت قدر عشرة أميال لاحت لي القافلة وانفجر الفجر
ووقفت البكر فعلمت أنه قد حان نزولي
فتحولت إلى بكري وقلت:

يا أيها البكر قد أنجيت من كربٍ .... ومن هموم تضلُّ المدلج الهادي

الا تخبّرني بالله خالقنا ........... من الذي جاء بالمعروف في الوادي

وارجع حميداً فقد أبلغتنا منناً ...... بوركت من ذي سنامٍ رائحٍ غادي


فالتفت البكر إلي وهو يقول:

أنا الشجاع الذي ألفيتني رمضاً ..... والله يكشف ضرَّ الحائر الصادي

فجدت بالماء لمَّا ضنَّ حامله ................. تكرُّماً منك لم تمنن بإنكاد

فالخير أبقى وإن طال الزمان به ... والشرُّ أخبثُ من أوعيت من زاد

هذا جزاؤك منيّ لا أمنُّ به ....... فإذهب حميداً رعاك الخالق الهادي

فعجب الرشيد من قوله وأمر بالقصة والأبيات
فكتبت عنه وقال: لا يضيع المعروف أين وضع
***

من أخبار العشّاق

أخبار ذي الرمة وصاحبته مي
هو غيلان بن معدي بن عمرو الكناني القحطاني أو هو سعدي
وقيل إبن عقبة بن يهوس ابن ربيعة يتصل من عبد مناف بالياس بن مضر وهو الأصح
أديب شاعر رقيق النظام جزل الكلام وافر الحظ من الفصاحة والشعر ورقة المزاج
خبير بأحوال العشق والرمة بالضم وتكسر قطعة حبل تجعل في عنق البعير
ووهب طريف بن غطفان بعير الشخص بالحبل الذي في عنقه فقيل أعطاه برمته
فضرب مثلاً لمن يعطي الشيء جميعه وبالكسر العظام البالية
وسمي بذلك لأنه كان كثيراً ما يجعل في عنقه أو على عاتقه الحبل
أو أنه سمي بذلك لشدة نحوله في العشق
ومي هي بنت طلابة بن قيس بن عاصم الغساني أحد ملوك العرب
ووالده قيس نظير المنذر بن ماء السماء
كان ذا حظ في الملك تميل إليه العرب ويعطي القياد حتى ضربت به الأمثال
قال طرفة بن العبد بعد اشتكاء سوء حظه:
ولو شاء ربي كنت قيس بن عاصم. يعني في ارتفاع الجد وسعة الملك
قال في النزهة وكان ذو الرمة لطيف المنظر حسن الهيئة
طويلاً إلى رقة وبياض واسع الصدر عجل المشية
وكانت مي جارية إلى القصر ما هي سمراء بدينة
إلا أن في كلامها عذوبة وفي طرفها تغزل.
قال في الظرائف أن سبب اعتلاقه بها أنه مر يوماً بالحي وقد أدركه الأوام
فنظر إلى بيت قد شرع رواقه وارتفعت أطباقه وعلا عموده وأطنابه ومدت أوتاده وأسبابه
فقصده حتى وقف بإزائه، وذا هو بامرأة تتمشط حاسرة الرأس وقد أسبلت شعرها كأنه عثاكيل النخل
ووجهها يشف من خلاله فناداها هل من اداوة تبرد الغليل، فأبرزت إليه ماء قد شيب بلبن
فشرب ثم ناشدته الراحة، وقدمت إليه طعاماً فأكل ولم تزل تنادمه وهو يعجب بها ويحترك لها قلبه
إلى أن انصرف بعد بياض النهر وقد علق من قلبه بحبها الأعج عجز عن إطفائه وغرام كل عن إخفائه
فجعل يعاودها الزيارة، فقيل له في تقليل ذلك
وأن بلادها بعيدة عن بلاده وأن ذلك يوجب له نصباً ومشقة فأنشد:

وكنت إذا ما جئت مياً أزورها ... أرى الأرض تطوي لي ويدنو بعيدها

من الخفرات البيض ودّ جليسها ..... إذا ما انقضت أحدوثة لو تعيدها

وجلس قوم يتحادثون فأفضوا إلى حديث ذي الرمة وفيهم عقبة بن مالك الفزاري
وهو يومئذ شيخ قد جاوز المائة فقال منى خذوا خبره أتاني يوماً، فقال:
إن حي مية خلوف فهل تسعدني في الزيارة فركبنا حتى أتيناها
فلما نظر النساء إلى ذي الرمه عرفنه فجئن حتى جلس عنده



وتفاوضوا في الحديث فقالت ظريفة من النساء:
أسمعنا يا ذا الرمة ما قلت فالتفت إلي وقال لي قل فأنشدت قوله:

وقفت على ربع لمية ناقتي ........ فما زلت أبكي عنده وأخاطبه

فلما انتهيت إلى قوله:

نظرت إلى أظعان مي كأنها ........ ذرا النخل أو أثل تميل ذوائبه

فأسبلت العينان والقلب كاتم ....... بمغرورق نمت عليه سواكبه

بكى وامق حال الفراق ولم تخل ....... حوائلها أسراره ومعاتبه

هو الالف قد حان الفراق ولم تحل ... مخاولها أسراره ومقانبه

قالت الظريفة: لكن اليوم فلتحل, ثم مضيت فلما انتهيت إلى قوله:

وقد حلفت اللّه مية ما الذي ................ أحدثها إلا الذين أنا كاذبه

إذاً فرماني اللّه من حيث لا أرى .. ولا زال في أرضي عدوّ أحاربه

قالت مي: ويحك يا ذا الرمة خف عواقب الله عز وجل
ثم مضيت حتى انتهيت إلى قوله:

إذا سرحت من حب مي سوارح ... على القلب أمته جميعاً غواربه

فقالت الظريفة: قتلته قتلك الله، فقالت مية: ما أصحه وهنيئاً له
فتنفس ذو الرمة تنفيسة كاد حرها يذهب بلحيته
ثم مضيت حتى انتهت إلى قوله:

إذا نازعتك القول مية أو بدا ... لك الوجه منها أو نضى الدرع سالبه

فيا لك من خد أسيل ومنطق .............. رخيم ومرحوق تعالى شاربه

فقالت الظريفة: هذا القول قد تنوزع والوجه بدافن لنا بان ينضى الدرع سالبه
فقالت: مي ماذا تريدين وتضاحكا فقالت الظريفة: إن لهذين لشأناً فقم بنا
فقمت وجلست بحيث أراهما فتعاتبا طويلاً
ولن يبرح من مكانه ولم أسمع منهما غير أن قالت: كذبت والله لم أعلم علام كذبته
ثم جاءني ومعه قارورة دهن قد اتحفته بها فقال لي: شأنك وهي
ثم قال: وهذا قلائد قد أعطتنيها فوالله لا قلدتها بعيراً وعقدها في سيفه وانصرفنا
فلما ظعن الحي جاءني فقال: امض بنا نودع الآثار
فجئنا حتى وقفنا على أطلال مية فأنشد:

ألا فاسلمي يا دارمي على البلا ... ولا زال منها بجرعائك القطر

وإن لم تكوني غير شام بقفرة ........ تجر بها الأذيال صيفية كدر
اسعد الله اوقاتكم

وانفضحت عيناه بالعبرة فقلت: مه فقال:
إني جلد وإن كان مني ما ترى ثم انصرفنا
فوالله ما رأيت أشد صبابة ولا أحسن صبراً منه وكان آخر العهد به
وله أشعار كثيرة فمن ألطفها القصيدة الحائية التي أولها
الأدب هو من جميل الشعر, وبديع النثر, وطريف القول, وسائر المثل, هذا ما تطرب له النفوس, وتهفو إليه الأفئدة, وتسمو به الأرواح.

أمنزلتي مي سلام عليكما ........... على النأي والنأي بودّ وينصح
ومنها
ذكرتك إذ مرت بنا أم شادن ............ أمام المطايا تشرئب وتنصح




التعديل الأخير تم بواسطة نبيل محمد ; 04-11-2014 الساعة 10:58 PM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:58 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية