لا أكون

[م المعمري]

تتمتم في أذني أصداء أصوات أنين يخترق حواجز الصوت لتتردد بين الدهليز والتجاويف, تنساب متعمقةً تنشر بجسدي الآهات والألأم وتعيد ذكرياتٍ من الماضي
كدت أنساها, ذكرياتٍ مؤلمة كانت بطيء النسيان وجراح ما فتئت تندمل وتصبح أثراً بعد عين, وهنا والآن ومعها تبدأ معركة الوجود " أكون أو لا أكون ", فإما أن
أتبوتق في صومعتي الرثة القديمة أحاكي العناكب وأقلب صفحات الأيام الماضية أبحث فيها عن مواقف أكل عليها الدهر وشرب تسكرني وتنشيني فلا أعرف للواقع
سبيل, أو أفرد جناحي لأطير وأسقط مرتميةً في أحضانه أطلب الصفح والأمان لأتلو بعدها آيات الحب والهيام وأنصهر في حاضره عله يجدد لي عهد الغفران, هنا "
أكون أو لا أكون " بين متناقضات والتي بينها ألاف المعجزات وآلاف الحسرات والخيار صعب كالملتجي من النار بالرمضاء فكلا الخياران أمر من بعضهما, أرجع
لصفحات الأيام صفحةً صفحة لحظةً بلحظة لأفتش عن أضغاث أحلام وأفكار رسمتها يوم كنت وحيدةً في مملكة الحب، لأجد نفسي سارحةً في ملكوت الحياة لا تأتيني
سوى ذكريات الغدر والانتقام وتنتابني حالة هستيرية من عدم الاتزان لأجلس متكئةً على ذلك الجدار الرث وأتمتم " لا أكون لا أكون ".