ظاهرة مترسبة في المجتمعات ((أسرار عالم السحر والشعوذة))

[زياد الحمداني (( جناح الأسير))]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


أخوتي واخواتي الإعزاء اعرض عليكم هذه المادة الشيقة في قضية ما زالت مترسبة في المجتمعات ..



ألا وهي...



((اسرار عالم السحر والشعوذة ))...



7 مليار دولار ..ينفقها العرب سنوياً علي الدجالين!
إسرائيل تنافس الدول العربية فى سباق السحر و الشعوذة!
الشرطة الإسرائيلية تحذر المواطنين بعد إلقاء القبض على الساحرة النصابة!


وراء كل دجال عشرات بل مئات القصص الانسانية التى تدفع الكثيرين إلى اللجوء اليه و اقتحام عالمه الغامض دائما و المخيف احيانا.. يبحثون عن حلول خارقة للخروج من ازماتهم و مشاكلهم المؤلمة..
و قبل ان يطرق هؤلاء ابواب السحرة و الدجالين يمرون بتجارب أليمة ليصبحوا فى النهاية ضحايا موهومين..

الدراسات الميدانية و الابحاث تكشف عن ارقام شديدة الخطورة وصلت احداها إلى التأكيد بأن العرب ينفقون ما بين 5 إلى 7 مليارات دولار سنويا لدى السحرة و الدجالين لأغراض متنوعة مثل فك السحر و إيقاع الآخرين فى الحب أو ايقاع الأذى بين الناس و ايضا لمنع الأذى و جلب المال و الانجاب و النجاح فى العمل و الحياة و احيانا حب السيطرة او دفع الاذى و الرزق ..و تكشف عدد من الدراسات الحديثة ان أكثر من نصف رواد و زبائن هذه الاماكن من النساء .. ممن يحملن مشاكل معقدة و أليمة تجعلهن ضحايا للدجالين و السحرة و لكن ليس جميعهن ضحايا و انما توجد الكثيرات ممن تحملن الاحقاد و مشاعر الانتقام لدى الكثيرين فيقررن اقتحام هذا العالم لإيذاء غيرهن ..


لا تمر عدة ايام قليلة حتى تكشف الصحف و الوكالات الاخبارية عن إلقاء القبض عن دجال او ساحر فى اشهر الاماكن بالدول العربية و فى الوقت الذى يشعر فيه الكثيرون بالسعادة لإنهاء جريمة سرقة و ابتزاز مستمرة للزبائن او الضحايا يشعر بعض الزبائن بالحزن و الغضب نتيجة إلقاء القبض على مصدر سعادتهن و ارتياحهن لأنهن ببساطة يصدقن انه مصدر حل مشاكلهن ..


الساحر الافريقى!

دجال السعادة..اختار العاصمة الاماراتية دبى لتكون مقرا له..فهو ذو اصول افريقية و يعرف العربية جيدا..

ملامحه مخيفة فى بعض الاحيان عندما يتحدث مع الجان ..لهجته غريبة و تزداد غرابة عندما يتمتم بعبارات غريبة لم يسمعها احد من قبل..

تزوره النساء من كل مكان بحجز مسبق و طابور طويل للبوح بأسرارهن..

تستمع آذانه لأسرار و مشاكل متنوعة..يضحك احيانا بينه و بين نفسه متسائلا : هل قطعت تلك السيدة كل هذه المسافة الطويلة لتنتقم من زوجة زوجها الثانية او ضرتها ؟

..تريد التخلص منها بكل شكل و ايذائها ..فهى الزوجة الاولى و الاكثر جمالا إلا أن انشغالها مع ابنائها دفع زوجها إلى البحث عن سيدة أخرى ليتزوجها..

لم يتوقف لسان الزبونة الباحثة عن السعادة عن سب زوجها تتهمه بالطمع و العين الزايغة مؤكدة للدجال: "اريد إيذاء ضرتى بأى طريقة".. "اطلب كل ما تريده" ..استمع دجال السعادة إلى تلك الجملة ليعلم انه امام سيدة ثرية تتمتع بأموال زوجها و لن تتهاون فى تبديدها من اجل التخلص من ضرتها.. الحب او السيطرة على قلب الزوج ليس هدفها الاول و لكن كرامتها التى دهسها الزوج هى الاهم الآن و عندما تنزاح غمة الضرة ستلتفت الى الزوج للانتقام منه..

دجال السعادة امام امرأة ثرية وافقت على دفع ألفى دولار فى الجلسة الواحدة و لا تمانع من دفع 70 ألف درهم لتحقيق هدفها.. و بالفعل نجح فى اخذ المبلغ منها و من الكثيرين إلا أن الشرطة ألقت القبض عليه و فشلت ادواته و قدراته الخارقة فى الاختفاء او منع إلقاء القبض عليه ليواجه عقوبة سنوات سجن عديدة قبل ترحيله ..


يأتى الحب و السيطرة على القلوب على رأس قائمة المطالب النسائية التى تضعها الزبائن امام الدجالين و تتنوع لتصل الى حد إيذاء امرأة جميلة بكافة الطرق و استخدام السحر الاسود الذى ينجح بالفعل فى ايذاء الضحية .. و احيانا يستخدم الدجالون اعمالا و اسحار خارقة للسيطرة على قلوب الرجال و الايقاع بهم كما تطلب النساء ليستيقظ الرجل فى احد الايام واجدا نفسه يعيش مع امرأة دميمة تأتى له بالمشاكل بسبب سحرها الاسود و سيطرتها على قلبه..

أعمال خارقة

يطرق ابواب الدجال اناس من اماكن و ثقافات مختلفة و تجمع بينهم مطالب اكثر انتشارا فى عالم الدجل و الشعوذة مثل إنجاب الاطفال الذى يتنافس الدجالون فى ايهام ضحاياهم بقدرتهم على منح الاطفال لهم و يستدرج الدجال ضحيته بطلبات و اموال لإنجاب الاطفال ثم كثيرا ما ينتهى الامر بالفشل ليؤكد الدجال أن الزوجين ضحايا اعمال و اسحار معقدة لا يمكن فكها بسهولة..

ثلاثة آلاف ريال.. الثمن الذى طلبه الدجال السوادنى الشهير فى إحدى الدول العربية من احد ضحاياه مؤكدا صعوبة طلب الزبون الذى اراد ان يستخدم السحر لاستعادة زوجته التى انفصلت عنه بسبب كرهها الشديد له .. طلبت منه الخلع مؤكدة انها لا تطيقه و لم تنجب منه اطفال و لن تتمسك به.. وقع الخلع و انفصل الزوجان ليقرر الزوج اللجوء إلى الساحر ليمنحه ما يريد لاستعادة زوجته التى لا يقدر على الابتعاد عنها.. وقع الدجال السودانى فى قبضة الشرطة و بحوزته عملات ورقية و معدنية متنوعة بالإضافة إلى كميات كبيرة من البخور و ادوات السحر التى يستخدمها فى جلساته .. و الغريب فى الامر أن إلقاء القبض على الدجال دفع زبائنه إلى الغضب لأنه كان يسعى لحل مشاكلهم و حاول بعضهم التدخل فى القضية ليؤكدوا ان الدجال ليس متهماً و لم يتسبب فى إيذائهم..

دجال الطب!

تنتصر الدول العربية على دول الغرب فى اجتذاب السحرة و المشعوذين نظرا لانتشار الجهل و انحدار المستوى الثقافى و الاجتماعى فى عدد من الدول و هو الامر المرتبط بخط الفقر و بالرغم من ذلك نجد ان هناك عددا من دول الخليج التى تتسم بالثراء تجتذب اليها الدجالون الذين ينعمون بعدد كبير من الضحايا الواهمين كما تحل المغرب فى قائمة اولى الدول العربية التى تشتهر بانتشار السحر و الدجل و لا توجد دولة عربية خالية من ممارسى السحر الاسود ممن يسخرون الجان لتلبية طلباتهم و إيهام ضحاياهم..و يحرص اشهر الدجالين المغاربة على اظهار قدراتهم الخارقة فى علاج المرضى و الامراض المستعصية و وصل الامر ان احد الدجالين المشهورين فى قرية مغربية كان يعيش بين سكان القرية و كان النساء يهللن بالزغاريد و التحيات بمجرد مروره بينهن و يتبادل النساء روايتهن فى كيفية التخلص من امراضهن على يد الدجال الذى كان يعالج ضحاياه بإيهامهن و بمنحهن مسكنات يبطل مفعولها سريعا ليضطروا الى زيارته مرة اخرى لدفع المزيد من الاموال ويأخذن فى المقابل اقراصا مسكنة رخيصة لا تعالج المرض و انما تخفيه ..

الدجالة الإسرائيلية!

الغريب فى الامر أن السحر لا يقتصر على الدول العربية فقط و انما تأتى اسرائيل فى قائمة دول الشرق الاوسط التى تشتهر بوجود السحر و الشعوذة على اراضيها و يقوم الاسرائيليون بزيارة الدجالين فى اسرائيل و فى دول عربية مختلفة لحل مشكلاتهم الشخصية و بالرغم من ارتفاع المستوى الاجتماعى و الثقافى فى اسرائيل بالمقارنة بالدول العربية إلا أن الشرطة الإسرائيلية أصدرت تقريرا تؤكد فيه تزايد انشطة المشعوذين و الدجالين مؤخرا داخل اسرائيل..

صحيفة معاريف الإسرائيلية اصدرت تقريراً تفصيلياً يكشف عن تفاصيل خبر إلقاء القبض على أحد الدجالين و هى سيدة تدعى امتلاكها القدرة على القيام بأعمال خارقة و نجحت فى التستر وراء مهاراتها لتنصب على عشرات السيدات و جمع اموال هائلة منهن..

جرائم الدجالة الإسرائيلية لم تنته عند حد النصب.. بعد القبض عليها كشفت الشرطة انها تسببت فى عدد من جرائم الاغتصاب تقوم فيها بالإيقاع بزبوناتها لتسهيل اغتصابهن من قبل زبائن آخرين يدفعون اموالا هائلة.. الدجالة الاسرائيلية عمرها 36 سنة وقت إلقاء القبض عليها و نجحت فى خداع زبائنها على مدار اربع سنوات لتزداد سيرتها صيتا و شهرة بين النساء الاسرائيليات و هو الامر الذى دفع ضحاياها إلى الوثوق بها و دفع الآلاف من عملة الشيكل الاسرائيلية و لكن وصلت درجة الثقة احيانا الى الايقاع بزبائنها ليصبحن ضحايا جرائم وحشية.. و بالرغم من حرص اسرائيل على الظهور كدولة متقدمة إلا ان جمعها بين عدد من الجنسيات و الخلفيات الثقافية يجعل لها مكانة خاصة فى عالم السحر و الشعوذة..


هنا ملامح الموضوع برمته واضحة لابد للمجتمعات ان ترتقي مخيلاتهم وتصوراتهم إزاء هذه الظاهرة..


أترك أقلامكم النيرة وآرائكم العطرة تُدلي في هذا الموضوع لنضع الحلول والكيفيات التي نستطيع منع هذه الظاهرة من الانتشار..



جزاكم الله خير الجزآء..