روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     ذكرى شاعرة في ربيع العمر [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     شوقان [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     جناح الخير [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     عودة حميدة نتمناها للجميع [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,475ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,733ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 7,978
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,440عدد الضغطات : 52,213عدد الضغطات : 52,320

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 27-02-2013, 12:19 AM
الصورة الرمزية مختار أحمد سعيدي
مختار أحمد سعيدي مختار أحمد سعيدي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 583

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى مختار أحمد سعيدي
افتراضي

أيها الأحبة مرحبا بكم
لكم كل الشكر على الحضور و المتابعة و الثناء الحسن.
أتمنى فقط أن يسمو الحدث إلى معالي ذائقتكم
تقبلوا تحياتي و تقديري
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 01-03-2013, 12:38 PM
الصورة الرمزية مختار أحمد سعيدي
مختار أحمد سعيدي مختار أحمد سعيدي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 583

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى مختار أحمد سعيدي
افتراضي

ما معنى حامل؟!!، هذه ظاهرة لا تعرفها الأرواح مثلي، وزادت في قائمة حيرتي سؤال،
قلت في نفسي لعله مرض خطير جدا، أو حالة نفسية تمر بها المرأة في مرحلة من مراحل عمرها مثل المراهقة مثلا... لا، لا، لا، إبتسامة الرجل توحي أن الأمر أهون، يمكن أن يكون مجرد شعور ينتاب المرأة ساعة الفراق وسيزول...
أخذت ردة فعله الباردة والتي كانت تنتظرها بمجامع فكرها، عادت أدراجها كأنها ورقة تقذفها نسمة الصباح. أمام باب المحكمة، البواب رجل بشنب ثائر في العقد الخامس، يرتدي بذلته الرسمية، تذكرها دائما بتلك الكتب الصفراء التي لا يزال جدها مدمنا على قراءتها وهو يحمل تلك النظارات الدائرية الشكل، يشبه فيها عيني الكوبرا، فابتسمت من حيث لا تدري، إنها تعرفه على حقيقته، مشعوذ يدعي التحكم في الجن والإنس، لا يزال إماما في القرية المجاورة، يدين له الجميع بالولاء والطاعة، جاءتها فكرة فحذفتها وواصلت إبتسامتها، واعتقدها البواب تحية له، فردها بزهو الفائز بجائزة نوبل، فإذا كانت إبتسامته هو للغلبة والمقهورين والمغلوبين على أمرهم من ذهب، فكيف بابتسامة كاتبة ضبط جميلة له في قصر العدالة، فتنبهت لذلك، استعادت جديتها، فعاد مدحورا إلى منزلته يبتلع غصة تهوره...
وراء مكتبها كانت شيئا آخر، كانت وحشا يمزق بمخالبه كل قربانا تقدمه له عدالة البشر، كنت أرفرف حولها، ما صدقت أنها هي تلك المرأة الضائعة في متاهات البحث عن مخرج أمام أبواب كلها موصدة، وأفواه مفتوحة على كل التأويلات، وقفت فوق رأسها وهي تتصفح تلك الأوراق البيضاء التي سودها حبر المظالم وعصارات الحقوق المهضومة، فظيعة كانت آثار الأصابع الرهيبة التي تحرك دواليب هذه الأحكام الموجعة، مدنسة بالرشاوي والمحسوبية، الضعيف دائما هو الذي يدفع ثمن كل شيء، حروف من دم مهدور بغير حق، ودمع مغرر به، وعرق مغتصب، دخلت معها في فلك يدور خارج المجرة الحقيقية، آلمتني تلك الكلمات وهي تخرج تحت وطأة قلمها المستبد، تمارس كتابتها بغل وبنفس الصمت الذي ابتليت به، أرى في ضغطها على الورق اصرارا وعنادا يتحدى كل القيم ويهتك حرمة العقل والنقل، أقلام كالجبال وأحكام أحد من السيوف المهندة، وفهمت أخيرا لماذا كل الوجوه في هذا المكان مكفهرة، سوداء، رسم عليها سوط الجور والغبن تجاعيده، هنا تغتال البسمات وتنتهك الأعراض وتغتصب الحقوق، كل هذا باسم شيء يسميه البشر القانون، الشيء الوحيد الذي لم أفهمه لماذا يرتدي هؤلاء الجلادون اللباس الأسود؟ ...
نظرت إلى ساعتها، فتحت سفطها، تفقدت تسريحتها، مرت على وجهها ببعض اللمسات، لحظات بعدها رن الجرس، ردت بلطف، إنه القاضي ، تعطرت وذهبت، كان الرواق خاليا إنه منتصف النهار، أسرعت، دخلت، أغلقت الباب وراءها بإحكام، كان القاضي في سن أبيها...
وزاد استغرابي وضاقت على غربتي، أصبحت لا أعرفها، حرباء بشرية أو حية، عادت إلى مكتبها وواصلت عملها بنفس الوتيرة وبنفس الطريقة. توقفت عن الإستقبال لأنه كان في عينيها دمع... وقفت فوق المكتبة أنظر إليها وهي ترتب ملفاتها استعدادا للخروج... لقد انتهى الدوام...
...يتبع....
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 01-03-2013, 12:57 PM
الصورة الرمزية مختار أحمد سعيدي
مختار أحمد سعيدي مختار أحمد سعيدي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 583

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى مختار أحمد سعيدي
افتراضي

أشياء فظيعة لا نراها في عالمنا، وحيرني هذا الجسد الذي أصبح يسيطر كليا على الروح، أين سر قوته؟ وعدنا إلى البيت، وبخروجها من المحكمة عادت إلى طبيعتها، تلك المرأة الجادة، المحترمة، الشريفة، الأنيقة، لا يجرأ أي أحد أن يتجاوز حده معها، هي نفسها امرأة الأمس، دخلت إلى البيت، كان أبوها مستلقيا على أريكته يقرأ الجريدة، ينتظر فنجان شربة المساء التي تعود عليها، أمرد الخدين، ساخط على الوضع، يساعده شنب هتلرعندما يجمع شفتيه ليبدي اشمئزازه وغضبه وهو يقرأ الأحداث المحلية، حديدي الوجه نحيف، بدأ الشيب يغزو شعره، أبيض كأنه ورقة أرمستروج، بدأ يمخره السكري، كان في شبابه لاعب كرة القدم، قدم الكثير لمدينته، رغم بساطة وظيفته كممرض إلا أنه يعدونه من الأعيان، يحبه الجميع في كل مكان، يعزمونه في كل المناسبات الرياضية والثقافية، وفي البيت هو الآمر والناهي، تراه الرجل المحترم بامتياز، يحسب له حسابه، لا يعرف المزاح... قبلته ودخلت إلى غرفتها كالعادة... هنيهة فقط وخرجت مسرعة إلى دورة المياه، تتقيأ، كانت الجدة تتابعها بريبة ، فقام من أريكته ودخل إلى مكتبه، خزانة تسد نصف الجدار، فيها كل أنواع الأدوية ولكل الأمراض، كأننا في صيدلية عمومية، أتى ببعض الأقراص وشراب وتبعها إلى غرفتها.
- خذي هذه أدوية لا تجديها لا في المستشفى ولا في المستوصفات، تناولي هذه الأقراص وبعدها بساعة تناولي هذا الشراب. كثيرة هي الأدوية التي أتوا بها إلى المستشفى لا تقدم إلا بوصفة من الطبيب، هي الآن عندي، مصوا مني الدم في هذا العمل، رن النقال في جيبه.
- نعم، من؟ مرحبا، خير ؟... إذا ما وجدت في الخزانة حول المريض إلى المستشفى ، وهل أنا أحمل الأدوية في جيبي؟ هو مستعجل وأنا ذنبي إيه؟..
أغلق هاتفه ورجع إلى الصالون....
رمت تلك الأقراص، غيرت ملابسها، وجاءت إلى الصالون
- كيف حالك؟
- الآن أحسن يا أحلى طبيب
- عندما أغيب يرتبكون في الحالات الإستعجالية دائما.
- حضورك يا أبي في كل مكان ضروري وأكيد، والمستوصف نصب فوقك، لك فيه أكثر من خمس وعشرين سنة .
- نسيت نظاراتي، وكدت أعطيك دواء انتهت صلاحيته، غدا ساعديني لرمي كل الأدوية الفاسدة ونجدد المخزون، في نهاية الشهر سيزودوننا بحصة الدواء، أعددنا القائمة في الأسبوع الماضي، وننتظر، لن تدخل الأمراض بيتي وإن دخلت فأنا لها بالمرصاد.
قرأت في الجريدة اليوم عن قضية اختلاس في الخزينة، هل قدموهم إلى العدالة؟
- نعم، أطلقوا سراحهم، وطلب وكيل الجمهورية إعادة التحقيق، يظهر أن في الأمر شبهة.
- لا شبهة ولا شيء، هذه جريمة، كان من الواجب أن يجعلوهم عبرة لمن يعتبر، المساس بالأموال العمومية لا جزاء له إلا الإعدام، حتى السجن أصبح اليوم فندق عشر نجوم، هزلت يا للمهزلة!....
دخل الفيلسوف، الإبن الوحيد، حياهم وجلس
- دخلت باكرا اليوم؟!
- زميلي مرضت أمه فتركني وذهب ليأخذها إلى المستوصف، ظننتك أنك الليلة في الدوام ووجهته إليك
- أحسست بالتعب، فخلفت زميلي ودخلت باكرا أنا كذلك....سيقومون بها.
رن جرس النقال في جيب الفيلسوف
- خير إن شاء الله، من؟ آه، مرحبا، كيف حال الوالدة؟
تغيرت نظرته، وبدى على وجهه الإستغراب والأسى
- عظم الله أجركم وحلاكم بالصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون، غريب، مستوصف إستعجالي ما فيه دواء؟! إمها جريمة نكراء... حولوها المسكينة إلى المستشفى فتوفيت في الطريق، لماذا كل هذا الإهمال والتلاعب بالأرواح؟.. جرعة دواء كانت ستنجيها من الموت.
- ماتت؟ الله أكبر، غدا نذهب إليهم، مسكينة الحاجة كنت أعرف أن هذا المرض هو سبب نهايتها، لأنه يتطلب رعاية وعناية خاصة... يرحمها الله... هذا أجلها لا يستطيع أن يقدمه أو يأخره أحد... المرض يا بني لا يقتل ، والدواء لا يحيي .
كنت فوق الساعة قابعا أتابع هذه المسرحية الدنيئة، ممثلوها جبناء وهم أول من يصدق بهذا البهتان، أردت أن أصرخ فيهم...كونوا أنتم....
الأم لم تقل شيئا، كأنها خارج مجال التغطية، جسدا وروحا تقلب صفحات مجلة نسائية فرنسية، إمرأة متوسطة، سمراء تظهر أصغر من بناتها، تضاهي عارضات الأزياء، همها الوحيد المحافظة على وزنها وشكلها ومحاربة آثار الزمن، معلمة اللغة الفرنسية لا يجب عليها إلا أن تظهر كذلك، متفتحة أكثر، مندمجة أكثر، أنوثة بمظهر الضعف، طيبة الكلمات، لطيفة الممارسات، مغرورة في دلع التراجع إلى سن المراهقة، تقدس الرومانسية وتثمن الحب الأفلطوني، تقرأ كثيرا الروايات الفرنسية وتعرف كل أكاديمييها، تفتخر دائما بزيارتها للتروكاديرو، وحدائق اللوفر، ولارك دوتريونف، والحي اللاتيني، والشون إليزي ولاتور إيفل و.. و.. و.. هي لا تعرف باربيس... تقول دائما أن أروع ما قرأت رواية مدام دوبوفاري للكاتب الفرنسي جوستاف فلوبير، كاتب سبق زمنه، قرأتها أكثر من عشر مرات، حتى قالت ليتني كنت أنا هي... في كل سنة تذهب مع بعثة على نفقة الدولة الفرنسية، أفنت عمرها في خدمة هذه اللغة ونقل ثقافتها وتلقين تاريخها إلى تلامذتها، أقرب الناس إليها إبنتها الأرملة، طلقها زوجها في أسبوعها الأول بعد الزفاف، ولا أحد يعرف السبب، خادمة في البيت، لا يرحمها أحد سواها، ملازمة لأمها كأنها الظل، إنها علبتها السوداء، تكاد تكون نسخة طبق الأصل لأمها، وجهين لعملة واحدة... العين دائما على العين... قبل العشاء دخلت إلى غرفتها، أغلقت الباب، وقبل أن تنام فتحت كناشا ضخما عليه صورة برج إيفل، تكتب فيه يومياتها، بدأت تتصفحه ثم توقفت عند يومياتها في باريس، وقفت فوق كتفها أقرأ معها لياليها الحمراء، كانت تقرأ، تبتسم وتارة تضحك، بل تقهقه، أشياء جميلة جدا لا تفعلها إلا المتحررة فوق العادة، تلقب زوجها دائما بالبغل، و هو لا يتجاوز وزن القط، في حين هو يفتخر بها حد الغرور، وهي بجانبه يقول لها دائما إنني محسود عليك، لأنه في المظهر أقل منها أناقة ولباقة، رغم تقارب ثقافتهما، تنافس كبير بينهما في المطالعة، لهذا تستشهد به لما تريد أن تتباهى، وتقول وحدها الفلسفة تزيده الفضل علي والطب، وإلا كان سيكون تلميذي، وتضحك، فينظر هو إليها بإعجاب، تلازمه كالسادية، وتتكسر أمامه كالقطة بل ألطف... وأنا يكاد رأسي ينفجر، آه، عفوا، أنا لازلت روحا، لا أعرف كيف أسمي هذا الشيء الذي يؤلمني عندما أرى هذه التناقضات...
.....يتبع....
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 01-03-2013, 05:11 PM
الصورة الرمزية محمود المشرفي
محمود المشرفي محمود المشرفي غير متواجد حالياً
مشرف المكتبة الفنية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: دياري وإن جارت علي عزيزة ,, وأهلي وإن قسو علي كرام
المشاركات: 897

اوسمتي

افتراضي

إسمحِ لي ابدي إعجابي بقلمك
وتميزك وأسلوبك الراقي
وتألقك
__________________
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 04-03-2013, 01:00 AM
الصورة الرمزية مختار أحمد سعيدي
مختار أحمد سعيدي مختار أحمد سعيدي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 583

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى مختار أحمد سعيدي
افتراضي

لأستاذ محمود ...أيها الفاضل .
لك كل الشكر على هذا الحضور و على المتابعة .
تحياتي و تقديري
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 04-03-2013, 03:09 AM
الصورة الرمزية وهج الروح
وهج الروح وهج الروح غير متواجد حالياً
مشرفة الكتابات العامه
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الدولة: حدودك ضلوعي وانتي الفؤاد ( نبضي سلطاني )
المشاركات: 3,828

اوسمتي

افتراضي

مختار .......................




ما اروع قلمك مبدع مبدع مبدع

قصة جميلة ولك اسلوب راقي مميز

ويذكرني بصراحة بقلم الكاتبة المشهورة

اجاسي كرستي ...... بالفعل اقصتك فاقت

الابداع ويقال الصمت في. حرم الجمال جمالا

قلم مبهر راقي واسلوب رائع تعدى حدود التميز

واصل وسوف اكون بالقرب
__________________
‏"الله لا يُخبرنا بمن يَدعون لَنا سرّاً ويُحاولون حِراسَتنا بالخَفاء؛ لكنَّه يُنير بَصيرَتنا على مَحبّتِهم، فَنتبعُ أرواحِهم دُون إدرَاك منَّا لِماذا نَخصُّهم بِهذا التعلق الروحي"
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 06-03-2013, 12:37 AM
الصورة الرمزية مختار أحمد سعيدي
مختار أحمد سعيدي مختار أحمد سعيدي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 583

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى مختار أحمد سعيدي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وهج الروح مشاهدة المشاركة
مختار .......................




ما اروع قلمك مبدع مبدع مبدع

قصة جميلة ولك اسلوب راقي مميز

ويذكرني بصراحة بقلم الكاتبة المشهورة

اجاسي كرستي ...... بالفعل اقصتك فاقت

الابداع ويقال الصمت في. حرم الجمال جمالا

قلم مبهر راقي واسلوب رائع تعدى حدود التميز

واصل وسوف اكون بالقرب
..........................

وهج الروح ...أيتها القديرة.
سعيد أنا حد الغرور بهذا الثناء الجميل ، و وقود يدفع اليراع الى آخر المطاف.
لك كل الشكر و التقدير .
تقبلي تحياتي و تقدير

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 10-03-2013, 12:46 AM
الصورة الرمزية مختار أحمد سعيدي
مختار أحمد سعيدي مختار أحمد سعيدي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 583

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى مختار أحمد سعيدي
افتراضي

سكنني هاجس الفضول، وأصريت على معرفة حقيقتهم جميعا...
الجدة امرأة على المقاس القديم، بيضاء، طويلة حتى انحنت، بدينة شيء ما، شامة وشم على خدها الأيسر، لا تزال لمسات الجمال البدوي تتحدى الزمن، حجت البيت الحرام، دائما في لباسها الأبيض و في يدها مسبحة، تتمايل في مشيتها كاليخت، تحرك كتفيها يمينا وشمالا تبخترا، فيض من حنان، ثرثارة بامتياز، كاحلة العين، والشعر تحت الشال أحمر حني. تزوج الجد امرأة صغيرة عليها فهجرته، وجاءت تعيش عند إبنها البكر، السحر عندها هو القضاء و القدر، حتى وجع الضرس سحر ، و الجدال سحر ن و الغضب سحر ، فتأتي بشيء من الرصاص تذيبه ، وتسكب الماء في مهراس، تضع فيه الحناء، وتفرغه عليه وهي تصلي على النبي وتقرأ كلاما لا يفهمه أحد، فيحدث انفجاره فيه أشكالا وتخرج منه بقايا وأوساخ، تقرأ عليها الجدة للمصاب بالسحر في اعتقادها العجائب والغرائب، ورغم ثقافة زوجة إبنها فإنها لا تزال تؤمن بذلك حد الهوس و تحسب لحماتها ألف حساب، تقول السحر حق، وتدعي الحكمة في إبطاله ، يلجأ إليها الجميع دائما قبل الطبيب...
ذهبت إلى غرفتها في تلك الليلة... هنا ينتعش الماضي، وتزدهر الذكريات وفي متعة الحديث تطيب الشجون، ويشتد الحنين إلى الأطلال، وترحل النفس لتعانق الأصول، شهامة رجال الأمس هنا يفتخر بها ، وعزة نسائه فيها تتجلى، هكذا يقولون عنها، إنها ذاكرة العائلة، على لسانها يصنع الواقع مجد الأمس بالأسطورة، ويباح للسر أن يتنفس الصعداء، لا تزال تحتفظ ببعض الأدوات المنزلية التقليدية القديمة ، تزين بها غرفتها... وجدت عندها حفيدتها، كانت الجلسة خاصة، دخلت عليها وهي تقول لها:
يا بنيتي، رأيتك تتقيئين ولا أثر للوجع عليك، تتصرفين مع حالتك بطريقة عادية جدا ، هل عندك مشكل؟... صارحيني، سأخلصك وأسترك، وأنا وحدي التي تستطيع ذلك دون أن يعلم أحد، هذا شيء يحدث لكل الجميلات مثلك، أنا قبل أن يأخذني جدك جرى معي نفس الحدث، واستطعت بمساعدة أمي أن أروض جدك ويتزوجني ويسترني... إييييه يا ابنتي، تذكريني بأيام زمان، أقسم سأجعله يسجد لك، فقط أخبريني...
كانت مترددة جدا، تتابع حديث جدتها في صمت المنبهر، وواصلت الجدة لتطيب نفس حفيدتها..
- حتى لو قدر واكتمل سأقتله وأسقطه، اتركي الأمر علي وصارحيني قبل فوات الأوان، كل أعراض الحمل بادية عليك، قولي يا غبية لماذا تريدين المحافظة عليه، ورطك وسيهجرك، تخلصي منه وتجنبي على الأقل الفضيحة، تزوجي آخر وسأتصرف معك في ليلة زفافك كما تصرفت مع الكثيرات من أمثالك..
- يا طيبة قلبك يا جدة، كم أنت حنون، اتركيني أتأكد ونتصرف... ليلتك سعيدة.
رحل شهر مارس، وعادت الطيور التي هجرت إلى أوكارها، وزين أبريل ببواسقه الآفاق، وتلطف الجو أكثر، وأزهر الكون كله، وتغنت به الكائنات، في أول يوم منه نصبت الأم لكل واحد من العائلة مقلبا، واستطاعت بمكرها أن تلفق نوعا من الفواجع المصطنعة، وتملأ النفوس المريضة باليأس، ثم تفرغها لتزيد في رصيد الأحداث التي تزين بها الحديث في جلساتها الحميمية، فهي من لا يمكن لها أن تغفل عن هذا النوع من المناسبات، يتجاوب الجميع معها ،ويتحمل البعض مهازلها ويفتعلون، فكان أغلبهم ملكيون أكثر من الملك، على أن لا يضاهيها ولا يحاديها أحد، هكذا كانت فرنسا ولا تزال، تنشط في منظمة حقوقية، وعضو في جمعية وطنية لتربية الطفل ورعايته، عضو في لجنة أي صياغة للمنظومات التربوية...
الفيلسوف إبنها البكر، أستاذ في علم النفس، مدلل، مدمن هو كذلك على المطالعة بسذاجة، لا يؤمن بالثابت، ينظر إلى الجميع بعين الشفقة والمسكنة، وانطباع الجهالة، لا يستطيع أن يجاريه أحد في الكلام، يجمع كل المتناقضات الثقافية التي تساعده على الخروج من كل مأزق يوقعه فيه استرساله المتحول، يحفظ الكثير من النظريات والآراء عن ظهر قلب، يلقبه تلامذته بالسفساطي، وعند زملائه مجنون، مدمن على القهوة والتدخين،يتغنى برنين كؤوس و أقداح الصهرات ، يطلع عليهم دائما بمظهر المفتش كولومبو من بعيد، ويذكر الكثير ببطل رواية الأبله، أو العسكري شفيك، قصير القامة، ممتلئ، أسود الشعر، غليظ الشفتين، صغير الأنف، يتأبط محفظته السوداء، في بحث مستمر عن قلمه ونظاراته، تطلع من فمه رائحة مزيج القهوة والتبغ نتنة، حتى لا يكاد يواجهه أحد في الحديث معه، لا يتوقف عن الكلام. أمه تلقبه بيوسا 2 مؤلف رواية ( مديح الخالة )، تفتخر به، فقط لا يعجبها تعربه رغم أنه يحسن الفرنسية بامتياز، مثله مثل أخته أمينة الضبط، تقول عنهما، أحبهما أقل، ولا أحب فيهما هذا الخليط الذي من أجله كرهت أبي، تقول لهم ، انظروا، الرقص فن عند كل الأمم إلا عند العرب فهو جنس، و تضحك، هكذا كان يقول أستاذ اللغة الفرنسية..
- أليس كذلك يا فيلسوف؟... وتضحك.
كأنها ضغطت على الزر المناسب، فبدأ محاضرته في فن الرقص من هزة المهد إلى رقصات الآلهة وشطحات الصوفية... هي لا تستمع إليه ، كانت حينها تنظر إلى إبنتها التي سرحت بعيدا، تفكر في ذلك الرجل الذي انقطعت أخباره وتغمده الصمت الذي يصنع دائما حيرتها.
القاضي الذي كانت تعول عليه تخلى عنها، رفض الأمر جملة و تفصيلا ، واتهمها بمقلب لن يبتلعه بهذه السهولة مهما عملت ، وهو لا شك ينتظر الفرصة التي يحيلها فيها على البطالة، وبدأت تراودها فكرة الإنتحار، إنتقاما من سذاجتها وتهورها، هي التي كان يضرب بها المثل في الصرامة والجدية والإستقامة من بين أفراد الأسرة كلهم، و جدتها رغم حرصها لا تستطيع أن تصون سرها إلى الأبد ، فمن الأفضل لها أن تحمله معها وتختفي نهائيا ، مغمضة العينين تسبح في ظلام الفرضيات لعلها تجد مخرجا آخر... ثم ماذا، إذا كتب لها أن تموت فلا يجب أن تموت وحدها، ولتكن القيامة علينا جميعا... كانت يد أمها أسرع على كتفها ، فتحت عينيها فوجدتها تجلس بجانبها.
- لست على بعضك في هذه الأيام، هل عندك مشكل؟
- إبتسمت وقالت: لا، لا، أبدا، بعض التعب فقط، مع افتتاح السنة القضائية تتراكم القضايا، وتترادف الأحكام، والضغط كله على كتاب الضبط... تعبت، إني أفكر في الإستقالة.
- ماذا !.. الإستقالة؟ ... لا، لا، فإن فعلت فلا تنتظري مني حمل همك، عندي ما يشغلني وما فيه الكفاية، لست صندوق البطالة ولاملجأ الكسالى.
كانت تنظر إليها بكل هدوء، ثم قاطعتها قائلة:
- وهل طلبت منك شيئا!؟ .. حتى في طفولتي تأثرينهم علي جميعا، أظن أني جئت خطأ، هكذا أشعر، لأن أبناء الخطأ هم سبب مأساة العالم، وأظن أن الشيطان إبن الخطيئة، ولهذا يمقته الجميع... كم أكرهك يا أمي ... كم أكرهك.
وجاءت الجدة تجري، احتوتها وذهبت بها إلى غرفتها، يكاد وجهها يتفجر غضبا، تخنقها العبرات، ترد البكاء بكل ما أوتيت من قوة، تقول في نفسها، لن أتخبط أمامها حتى لو ذبحتني.
الأم: اللعنة... ستطاردك لعنتي.
لم تسمعها، كانت قد دخلت مع جدتها إلى غرفتها وأغلقت الباب، ترد دمعتها من حافة الجفون.
...يتبع...
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 10-03-2013, 02:15 AM
الصورة الرمزية وهج الروح
وهج الروح وهج الروح غير متواجد حالياً
مشرفة الكتابات العامه
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الدولة: حدودك ضلوعي وانتي الفؤاد ( نبضي سلطاني )
المشاركات: 3,828

اوسمتي

افتراضي

ما اروع اسلوبك يشد القارئ روعة ماشاء الله عليك

والجزء شدني اسلوبك راقي سوف اكون بالقرب اكثر شيء.

عيبني وصفك للاشخاص رائعة اقرى واتخيل الشخصيات

ارقى التحايا لك
__________________
‏"الله لا يُخبرنا بمن يَدعون لَنا سرّاً ويُحاولون حِراسَتنا بالخَفاء؛ لكنَّه يُنير بَصيرَتنا على مَحبّتِهم، فَنتبعُ أرواحِهم دُون إدرَاك منَّا لِماذا نَخصُّهم بِهذا التعلق الروحي"
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 10-03-2013, 09:52 AM
الصورة الرمزية مختار أحمد سعيدي
مختار أحمد سعيدي مختار أحمد سعيدي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 583

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى مختار أحمد سعيدي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وهج الروح مشاهدة المشاركة
ما اروع اسلوبك يشد القارئ روعة ماشاء الله عليك

والجزء شدني اسلوبك راقي سوف اكون بالقرب اكثر شيء.

عيبني وصفك للاشخاص رائعة اقرى واتخيل الشخصيات

ارقى التحايا لك
................................

وهج الروح...أيتها الغالية.
أشعر بقربك و صدق تفاعلك ، كأني أستعين بأناملك في هذا البوح الجميل.
لك كل الشكر يا شقيقتي .
تقبلي تحياتي و تقديري
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:39 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية