روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     ذكرى شاعرة في ربيع العمر [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     شوقان [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     جناح الخير [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     عودة حميدة نتمناها للجميع [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,475ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,733ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 7,981
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,440عدد الضغطات : 52,213عدد الضغطات : 52,320

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-11-2012, 01:02 AM
الصورة الرمزية رمزي
رمزي رمزي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: صحار الخير،،
المشاركات: 273

اوسمتي

Smile همسات لها في يوم زفافها،،



العصافير تغرد فرحا لفرحها،،
النسمات تداعب خدها،،
السعادة والشوق يرقصان في قلبها،،
الليلة ليلتها والفرحة فرحتها،،
تهيأت وإرتدت فستان فرحتها،،
جمالها على جمال فستانها،،
جعل القمر يستتر خجلا منها،،
اجتمع الأهل جميعا ليشاركوها فرحتها،،
باركوا لها تمنوا لها السعادة الدائمة الأبدية،،
ثم دخلت عليها،،
حبيبتها،،
صديقتها،،
أختها،،
كاتمة أسرارها،،
دخلت عليها أمها،،
تبسمت لها،،
دموع الفرح تحاول الهرب من عينها،،
لتسقط على خدها،،
إحتضنتها كما تحتضن الأم طفلتها الصغيرة،،
طفلة الأمس التي كانت تلاعب دماها،،
ستصبح بعد ساعات ربة منزل،،
إرتعش قلبها،،
بكت لا تدري لماذا،،
الأنها لأول مرة ستقضي ليلتها بعيدا عن أمها،،
أم لأن دموع أمها غالية عليها فسالت دموعها بسيلانها،،
أحاسيس ممزوجة بشوق لحضن أمها وهي ملقاة عليه،،
لم ترد أن تترك ذلك الحضن لحظة حست بخوف يسري في داخلها،،
بكت وبكت وبكت،،
طبطبت أمها عليها،،
هي الرحمة التي قذفت في قلبها،،
وأمسكت يدها وأخذت تقودها وتمسح بيدها الحانية على خدها،،
بسم الله تبارك الرحمن،،
أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة،،
جلست على السرير وأجلستها بجانبها،،
انحنت ووضعت رأسها على رجل أمها،،
طبطبت عليها بحنان،،
أماه (خرجت مرتعشة)،،
أنا خائفة،،
ما الذي يخيفك يا حبيبتي؟؟
خائفة كثيرا،،
خائفة من الغد،،
خائفة من المستقبل،،
هل سأعيش سعيدة؟؟
هل سيسعد زوجي معي؟؟
هل سيتقبلني أهله؟؟
أماه أشعر بالخوف،،

طبطبت عليها بحنان،،
ماما حبيبتي هاتي يدك!!
هيا إعتدلي وكلميني،،
بوحي لي مالذي يخيفك؟؟
إعتدلت ونظرت إليها،،
وقالت،،
هل سيحبني يا أماه؟؟
ضحكت الأم،،
ومن لا يحبك يا حبيبتي!!
هل هناك أحد في هذا الكون لا يحب القمر؟؟
تبسمت بخجل،،
ثم قالت،،
أماه قولي لي،،
قولي لي،،
هل سيحبني؟؟
يا طفلتي الصغيرة،،
سأخبرك عن الحب،،
الحب نوعان،،
حب الصور والأشكال والروائح والملذات،،
وهو الحب الغريزي،،
وحب الأرواح والأنفس،،
ولنسمه حبا روحانيا،،

أما الحب الغريزي يا حبيبتي،،
فهو كالطفل يبدأ صغيرا في الأنفس،،
ثم ينمو ويكبر ويبلغ أشده في فترة الشباب،،
ثم يبلغ مرحلة الرشد،،
فيصبح تواجده في النفس معتدلا،،
فلا إفراط ولا تفريط،،
ثم يشيخ ويبدأ بالضمور في النفس،،
هذا الحب يا حبيبة قلبي،،
قد جعله الرحمن في الأنفس،،
حتى نستطيع الإستمرار في الحياة،،
وحتى يبقى جنسنا البشري على هذه الأرض،،
حبيبتي هذا الحب حتى تقذفيه في قلب زوجك،،
يجب عليك أن تحافظي على جمالك ورونقك،،
يجب عليك يا حبيبتي أن تعرفي شخص زوجك،،
يجب أن تعرف ما يحبه منك وما يتمناه فيك،،
يجب أن تتزيني له وتسابقي رغبته فيجدها فيك قبل أن يطلبها منك،،
فحافظي على طعامك وشرابك ونظافتك ومحياك،،
حتى تنالي حب زوجك،،
واعلمي يا حبيبة قلبي،،
أن هذا الحب لا يقوم بنفسه،،
بل لابد من حب الأرواح وتآلفها قبل كل شيء،،
ولذلك يا حبيبة قلبي،،
يجب أن تعلمي،،
أن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها تآلف وما تناكر منها تخالف،،
واعلمي أن الله عزوجل قال في كتابه:
((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً))
هذه المودة والرحمة،،
تنبثق في قلب الزوجين،،
نعمة من الله وفضلا،،
إلا أن هذه المودة والرحمة لابد لها من دعائم حتى تبقى وتدوم،،
حبيبة قلبي إن الأخلاق نعمة من الله عزوجل،،
والزوجة الصالحة يا حبيبتي،،
هي اللطيفة الخفيفة على نفس زوجها،،
هي التي إن رآها زوجها سرته،،
وإن حزن زوجها واسته،،
وإن فرح شاركته،،
وإن إبتلي في دنياه صبرته وثبتته،،
وإن رأت من زوجها ما يسؤوها،،
صبرت عليه وحاولت أن تعينه بإصلاح حاله ودعت له من قلبها،،
الزوجة الصالحة يا حبيبتي هي من تحرس البيت في غياب زوجها،،
هي التي تحافظ عليه وعلى ماله وعياله،،
هي أمينة قلبه من بين كل الناس أجمع،،
تلك هي يا حبيبتي الزوجة الصالحة التي يبارك الرحمن في حياتها وبيتها،،

ولكن يا أماه كيف لي أن أعرف زوجي؟؟
فالرجال أصناف وألوان متعددة؟؟
سأخبرك يا ابنتي وأولا أريدك،،
أن لا تغتري بشخصية الرجل في أيام الخطوبة وعقد القرآن،،
فإن الرجال والنساء في تلك الأيام،،
يعيشون بمثالية تتخطى حدود شخصياتهم،،
وليس ذلك رغبة في خداع الطرف الآخر،،
بل لأنهم يودون إكتساب محبة الطرف الآخر،،
فإنهم يبذلون ما في وسعهم وزيادة،،
إلا أن المشكلة تكمن في أن أكثر الأطراف،،
لا يدركون ذلك لا في أنفسهم ولا في غيرهم،،
فنجدهم بعد الزواج ومضي فترة عليه،،
يشتكون من تغير حال الطرف الآخر معهم،،
ولا يدرون أن سبب ذلك،،
هو شعور الطرف الآخر أنه كسب قلب محبوبه،،
وظنه أن الطرف الآخر سيراه جميلا دائما وأبدا،،
وأتمنى أن لا تكوني منهم يا حبيبتي الغالية،،
بل عليك أن تجددي عهد الحب بينك وبين زوجك،،
بكل الوسائل والطرق المباحة،،
والرجال يا حبيبة قلبي كما قلت هم أصناف وألوان شتى،،
ولكن دعيني أقربهم لك وأصنفهم تحت تصانيف معينة حتى تدركين معادنهم،،
وأسأل المولى عزوجل أن يجعل زوجك من خير المعادن،،
الغالب على الرجال التوجه العقلي أكثر من التوجه العاطفي،،
بعكس النساء فهن يغلب عليهن الطابع العاطفي،،
الرجل العقلاني دعيني أسميه عزيزتي الغالية،،
يأخذ الأمور بأسبابها ويحاول دائما ربط أفعاله وتصرفاته بنتائج مرجوة،،
وهو على مراتب فهناك المعتدل وهناك الذي غرق في بحر الإفراط،،
وهناك ما دون ذلك وما بين بين كحال البشر التفاوت بينهم ظاهر،،
ولنبدأ بالمرتبة العليا ووننزل معا،،
هناك يوجد رجل معدوم العاطفة ولا يفكر إلا في النتائج،،
لماذا تزوج!!
ليكون أسرة!!
لماذا يريد إمرأة!!
ليعف نفسه!!
ما حق زوجته عليه!!
الأكل والمشرب والملبس وتوفير سبل الراحة!!
لماذا يريد الأطفال!!
ليوجد خلفا له يحملون أحلامه وهمومه،،
كل شيء في حياته له قدر محدد،،
أفعاله مقيدة بقيود لا يخرج عنها،،
أوقاته مضبوطة بساعة رقمية لا تزيد ولا تنقص،،
أعتقد أن أفضل وصف يوصف به،،
هو ((الرجل الرقمي))،،
فكل شيء في حياته بأرقام ومعادلات ونظريات وخطط،،
ومن يسمع هذا الكلام عنه يقول أنه رجل مميز،،
وهذا غير صحيح،،
نعم فيه من الخير الكثير،،
إلا أنه لا يستطيع الخروج عن مخططاته لأي شيء آخر،،
فتجدين أن المرأة تعاني من هذا الرجل قلة الإهتمام بعواطفها،،
لأنه يعتقد أن توفير سبل الراحة هو كل شيء،،
يعتقد أنه عندما يهديها هدية أن تلك الهدية كافية لترضى عنه،،
يعتقد أن البيت الواسع والسيارة الفخمة كافية ووافية،،
لإغراق الزوجة في بحر السعادة،،
وبسبب تركيزه على العقل،،
فهو يعاني شحا في العواطف،،
ويظن أن متطلبات المرأة العاطفية،،
هي أمور زائدة يستطيع إغضاء الطرف عنها،،
بتوفير الماديات،،
ولا يدري أن الإحتياجات العاطفية للمرأة أهم من كل تلك الماديات،،
فكلمة طيبة ووردة حمراء كافية لنقل المرأة من العالم المادي إلى عالمها الوردي،،
وطبعا هنا يا حبيبتي أنا أتحدث عن المرأة المعتدلة،،
لوجود شواذ من النساء،،
يعشقن الغرق في الماديات،،
فهن لا يبحثن عن حب وإستقرار ورسالة تؤديها مع زوجها في الحياة،،
بل هي تبحث عن زوج وسيم ومال وافر وبيت زاخر وسيارة فخمة،،
لتتافخر وتتباهى بها أمام منافساتها من النساء الاتي هن واقعات في نفس دائرتها،،
وهذه المرأة لا تنال الراحة أبدا،،
لأنها في صراع نفسي متجدد ففي كل يوم تظهر لها منافسة جديدة تريد الخوض فيها،،
اليوم ساعة ألماس،،
غدا فستان من إيطاليا،،
بعد الغد عشاء في المطعم الفلاني،،
الأسبوع القادم تريد طفلا أجمل من طفل صديقتها،،
وهي هكذا مدى حياتها لا ترضى ولا تقنع،،
أسأل الله عزوجل أن يحفظك من أمثال هذه الإبتلاءات في النفس الإنسانية،،
والمهم يا حبيبتي أن أمثال الرجل الرقمي،،
يحتاج إلى إعادة موازنة بين أهدافه العقلية وبين الإحتياجات العاطفية،،
فهناك أمور في قلب المرأة لا تروى إلا بالمعاني والأحاسيس والمشاعر الصادقة،،
مهما وفر لها من ماديات وسبل الراحة فإنها لن تروي تلك الأمور في قلبها،،
ونترك الرجل الرقمي وننتقل للذي يليه وهو الرجل المعتدل،،
وأنا ألقب هذا الرجل بـ((صاحب الأمانة))،،
لأن أمثال هذا الرجل هم أمناء على أنفسهم وعلى غيرهم،،
هذا الرجل يا طفلتي الصغيرة،،
يوازن بين عقله وعاطفته،،
لا إفراط ولا تفريط،،
يفكر في غيره كما يفكر في نفسه،،
يلبي إحتياجات الناس من حوله كما يلبي إحتياجاته،،
هو يحب تبادل العاطفة مع شريكة حياته،،
كما يحب أن يشاركها أفكاره ويستودعها أسراره،،
ولكن،،
اعلمي يا حبيبتي،،
أن لا عصمة بعد المعصوم عليه الصلاة والسلام،،
ولكل جواد كبوة،،
وقل من لا يسهو وقل من لا يزل،،
فأمثال هذا الرجل،،
حتى مع كمال شخصيته أمام بقية الرجال،،
فهو كغيره قابل لزلل والوقوع في التقصير والخطأ والنسيان والغفلة،،
هو يبحث عن إمرأة تكمله،،
فما المرأة في عيونه إلا ذلك الشطر الذي يكمل إنسانيته،،
هو يبحث عن إمرأة تأخذ بيده كما يأخذ هو بيدها،،
يبحث عن إمرأة تكون له كل شيء،،
كما يتمنى هو،،
أن يكون كل شيء في حياتها،،
هذا الرجل يحتوي على شيء من الطفولة،،
وشيء من الرشد،،
شيء من الشيب،،
يحب أن يكون هناك نصيب له الفرح والمرح،،
يشعر بقدر المسؤولية الملقاة عليه فلا يضيعها،،
كلماته تنبعث منها الحكمة والرزانة،،
هو كما قلت سابقا متكامل بالنسبة إلى غيره من الرجال،،
ولكن لا عصمة بعد المعصوم،،
فإن أساء أو قصر،،
فلابد للزوجة أن تعذره،،
لابد أن تسوغ له،،
لابد أن تصبر عليه،،
لا تقل إعتدت عليه بصورة وطريقة معينة،،
بل لابد أن تعامله كما تريده أن يعاملها،،
يجب أن تعلم أن الرجل يعاني من التقلبات النفسية،،
كما أن المرأة تعاني من هذه التقلبات ولعل المرأة تقلباتها متزامنة ومجدولة،،
والعاقل منهما هو الذين يعين صاحبه على الإتزان في أمور حياته،،
هما الإثنان قد إتحدا وصارا ربانا لسفينة واحدة،،
فعليهما معا أن لا يجعلا أمواج الحياة تلعب بهما وتأخذهما حيث تشاء،،
بل لابد أن تكون الكلمة كلمتهما والأمر أمرهما،،
لابد أن تكون هنالك قيم ومبادىء في حياتهما لا يتنازل عنها أبدا،،
وسأخبرك عن القيم والمبادىء عقب الإنتهاء من التصنيف،،

ننتقل يا حبيبتي إلى مرتبة دون مرتبة صاحب الأمانة،،
هو رجل عقلاني غير عاطفي نعم،،
إلا أن نظرة العقل في شخصه مختلفة عن البقية،،
يستخدم عقله نعم إلا أن عقله فاقد لموارد الثقافة والعلم،،
متحجر في رأيه متجمد في نظرته،،
كل ما يراه يجب أن يكون صائبا،،
كل من خالفه وأبدا رأيا غير رأيه،،
فهو مخطىء ولا يعقل ولا يفهم،،
الخبرة لم توجد إلا في عقله،،
كل الناس من حوله لا يدركون ما يدرك،،
هكذا هي نظرته،،
أخطآئه مغتفر لها قبل أن تقع،،
وأخطاء غيره حالة فيها العقوبة لا محاله،،
فقد أعذر من أنذر،،
إن لا قدر الله زل أحدهم أمامه وقد قال بخلاف قوله،،
فإن السكاكين ستسقط على الجمل دون رحمة،،
قلت لكم نبهتكم أنتم لا تعرفون أنتم لا تدركون،،
هذه عباراته وهذه طعناته،،
يبيع من خالفه في أول لحظة،،
ومع شريكة حياته يعاملها،،
كالطفل الذي لا يفكر ولا يعقل،،
من منظوره هو،،
لابد عليها أن تطيعه دون نقاش،،
لابد أن ترضخ له دون جدال،،
فهي لا تعرف وهو الذي يعرف،،
إن خالفته فهي المسيئة،،
وإن بينت خطأه دعا عليها بالويلات،،
وإن إنتقدت شيئا قد أخطأ هو فيه،،
فهي الشامتة وهي الباحثة عن زلاته،،
وهي المتصيدة لعثراته،،
مصيبته لا يعترف بالطرف الآخر،،
هو الكل الذي يحتاج له الغير،،
وهو الذي لا يحتاج إلى أي أحد،،
لا يلتفت لمشاعر زوجته ولا حاجاتها،،
فقد وفر لها الطعام والشراب،،
مثل هذا الرجل هو مصيبة متحركة والله المستعان،،
أسأل المولى عزوجل أن يحفظك من أمثاله،،
وهناك رجال عقلانيون متفاوتون غير هؤلاء الثلاثة فيهم من الخير الكثير،،

ننتقل يا حبيبة قلبي إلى الرجل العاطفي وهو نقيض الرجل العقلاني،،
هذا الرجل مفعم بالمشاعر والأحاسيس،،
بل قد تجدين فيه بعض الطباع الأنثوية،،
فهو حساس،،
يغار كغيرة النساء،،
متقلب المزاج،،
وأيضا هناك تفاوت ومراتب في هذا الرجل،،
ولعلي أبدأ مع رجل ألقبه بـ((حبيب الماما))،،
اسم مضحك أليس كذلك؟؟
تبسمت لها وهزت رأسها،،
منصتة بكل ما فيها لكلمات أمها،،
حبيب الماما يا حبيبة قلبي،،
هو طفل أمه المدلل،،
لا يستطيع فعل أي شيء إلا بوجود أمه وأمرها وإرشادها،،
الزوجة تقول له فلان أريد أن أشتري الشيء الفلاني،،
فيرد عليها لحظة سأستشير أمي،،
فلان متى سنذهب في رحلة،،
سأرى أمي متى تريدنا أن نذهب،،
ضحكت بخجل،،
لا تكتمي ضحكاتك يا حبيبتي،،
أنا لا أمزح هو هكذا،،
يوجد رجل بهذه الصفات وهذه الطباع على الحقيقة،،
الزوجة لا تستطيع أن تفعل أي شيء في البيت،،
إلا والخبر قد وصل إلى الأم في دقائق معدودة،،
كل الذي ينقص في حياة هذا الزوج أن يأتي بأمه ويسكنها في غرفته الزوجية،،
تجدينه دائما أمي قالت وأمي فعلت وأختي قالت وأسرتي فعلوا،،
هكذا هي شخصيته مستمدة من حياته المنزلية،،
لا يوجد لديه أي رغبة صادقة في الإستقلالية،،
الناس لا يعلمون، فقط أمه وأبوه وأسرته هم الذين يعلمون،،
بل الأعجب أنه يريد دائما الرجوع إلى منزله والجلوس مع أهله،،
فحب الإستقلالية مات في قلبه،،
يا رب احفظ إبنتي الحبيبة من حبيب الماما،،
ضحكت كثيرا،،
ثم قالت،،
أكملي ماما حبيبتي أخبريني عن معادن الرجال،،
فإن حديثك عنهم شيق،،
سأكمله ولكن بشرط،،
ما هو يا أمي الحبيبة؟؟
خدي قد إشتاق لقبلة منك!!
أفلا تكرمينه؟؟
قبلتها بدفىء،،
الآن سأكمل حديثنا،،
وبما أننا كنا في قمة الرجل العاطفي سننزل لمرتبة أقل،،
صاحب ((القلب الهلامي))،،
رجل أحاسيسه مرهفة،،
يظن الكل مثله،،
قلبه رائع بمشاعره الصادقة،،
ولكن لكونه عاطفيا وقليل الإلتفات لنداء العقل،،
فدائما ما يوقع نفسه في مواقف ليست من صالحه،،
قلبه هلامي لأنه يجرح دائما ولا يتعلم من جراحه،،
دائما تتكرر المواقف لديه ولا يعتبر منها،،
دعينا نقول يعاني شيئا من السذاجة،،
وعندما يصل إلى مرحلة تغلق فيه الأبواب،،
فإنه يقرر أن يغلق أحد أبواب قلبه لأنه يلقي اللوم على غيره،،
فمثلا قد تجده زوجته يصاحب أحد الناس،،
وتنصحه وتنبهه بالحذر وعدم فتح أبواب حياته أو جانب من جوانب حياته له بالكلية،،
إلا أنه يمتنع عن الإستماع لها،،
لكونه يقول صاحبي طيب وليس كما تظنين،،
فهو يجعل إحساسه هو الحكم في كل شيء،،
وبعد أن تمضي الأيام وتحدث شوشرة بينه وبين صاحبه،،
وتتضح حقيقته بعد طول العشرة،،
وتنتهي بالفراق،،
فإنه يغلق باب قلبه ويقول الناس لا خير في من يثق فيها،،
مع أن الإشكال ليس في الناس،،
بل الإشكال في كونه لم يحسن الإختيار،،
وفي كونه لم يستطع الموازنة في علاقته مع صاحبه،،
وهذا ليس فقط في الصحبة بل في كل حياته،،
فقرارته دائما قائمة على أحاسيسه،،
أشعر أن هذا رائع،،
أشعر أن الشيء الفلاني جميل،،
الناس مدحت الشيء الفلاني وهم لن يمدحوا إلا شيئا رائعا،،
قليل التفكير غارق في أحاسيسه،،
فهذا الرجل مع طيبة قلبه إلا أنه يحتاج إلى الموازنة بين عقله وأحاسيسه،،
حتى يعيش حياة طيبة هانئة،،
وننتقل إلى أدنى مرتبة في الرجل العاطفي،،
هذا الرجل قلبه طاهر إلا أن به جروحا ما زالت تنزف،،
ولا أدري أهو يدرك جراحه هذه أم لا يدركها،،
وألقبه بـ((حامل الجرح))،،
هناك أحداث حدثت في زمانه الذي مضى،،
وفاة أحد أحبابه أو يتم غرق فيه منذ الصغر،،
أو حادثة مأساوية عاشها في صغره،،
تأثر بها وإنعكست عليه،،
من يراه يظنه قاسيا لا يعرف أي شيء عن المشاعر والعاطفة،،
ولكن في الحقيقة العاطفة تسيل من قلبه،،
إلا أنه يخبأها بعيدا عن الكل،،
يخاف ضياعها يخاف أن يجرح مرة أخرى،،
خائف من أية علاقة،،
لا يريد أن يخسر،،
لا يريد أن يتألم،،
حتى مع زواجه فهو لم يتغير،،
ولكن هو يحاول،،
إلا أنه محتاج لمن يدفعه ويشعره بالثقة،،
ويزيل من قلبه الخوف من الألم والخسارة،،
لاحظي يا حبيبتي أن كل إنسان يعاني من النقص،،
ويعاني من بعض المشاكل الشخصية والنفسية،،
فنسأل الله العفو والعافية يا حبيبتي،،
ثم ألا تلاحظين شيئا،،
في جميع الشخصيات التي ذكرنا،،
ما هو يا ماما؟؟
إن الجميع يتفقون على نقطة واحدة،،
أتعرفين ما هي يا حبيبتي؟؟
ما هي يا ماما؟؟
الجميع يحتاج لمن يكمله،،
يحتاج لمن يفهمه،،
يسمعه،،
يحتويه،،
يصبر عليه،،
ينظر إليه بعين الإنسانية،،
الحب يا حبيبتي ليس فقط أن نتبادل كلمات الحب والعشق والهيام،،
الحب أعمق من ذلك،،
الحب حياة نتشارك فيها كل شيء،،
أفكارنا أعمالنا مشاعرنا واجباتنا مسؤولياتنا،،
تذكري ذلك جيدا حبيبتي الغالية،،
ثم إن هناك رجالا لا يقعون تحت دائرة العقل،،
ولا دائرة العاطفة يا حبيبتي الغالية،،
هؤلاء هم عباد أهوائهم وغرائزهم،،
وأخبرك عن بعضهم،،
فمن أمثال هؤلاء،،
شخصية ألقبها بـ((صديق أشعب))،،
صديق أشعب يا طفلتي الصغيرة،،
لا هم له إلا إشباع غرائزه،،
إما نوم وإما أكل وإما خروج مع أصحابه،،
لا تراه الزوجة إلا عند إحتياجه لإشباع إحتياجاته،،
لا هدف له في الحياة ولا طموح،،
وللأسف الشديد أن المصيبة تكون عندما تكون الزوجة مثله،،
فقد يتصادف شخصان على هذا المنهاج،،
الزوج مشغول بلهوه وملذاته والزوجة مشغولة بلهوها وملذاتها،،
فالطيور على أشكالها تقع،،
طوال اليوم هي مشغولة إما بالحديث في الهاتف عن فلانة وعلانة،،
وإما إنها في بيت فلانة لشرب الشاي،،
وإما أنها في السوق لتتسوق وإلخ،،
والضحية من؟؟
الأطفال،،
والله المستعان يا حبيبتي الصغيرة،،
وهناك شخصية أخرى،،
هي شخصية الرجل المستبد،،
هذا الرجل لا يكترث لأحد ولا يفكر في أحد،،
المهم أن يشبع رغباته ونزواته،،
فهو المكتفي بنفسه وهو الذي يملك كل شيء،،
وهو صاحب الفضل على زوجته وهو صاحب المال الوافر،،
هذا الإنسان أنعم الله عليه إلا أنه لا يشعر بقيمة النعم ولا يوجد في قلبه أي إحساس بالمسؤولية،،
بل إن الطامة الكبرى أن بعضهم ممن هم من هذا الصنف،،
غارقون في العلاقات الغرامية خارج إطار الزوجية والسهرات الحمراء بعيدا عن أسرهم،،
وويل لأمثال هؤلاء إن لم يتوبوا،،
فأهل الدياثة حسابهم عسير يوم القيامة،،
وهناك شخصية أخيرة،،
ولا أدري بماذا ألقبه،،
هذا الرجل مفتقر للإحساس بقوامته على زوجته،،
فالكلمة كلمة الزوجة والرأي رأي الزوجة وهو تابع لها،،
فإن قالت له لا تزر فلان ولا تساعد فلان رضخ لها،،
بل إن بعضهن تتمادى في الطغيان فتمنعه من وصل رحمه،،
متحججة بأنها تغار منهم وأنه طوال وقته مشغول بهم،،
وكم من النساء يتمنين مثل هذا الرجل،،
لأنهن يظنن أن النجاح في الحياة الزوجية يكمن بسيطرة المرأة على الزوج وجعله خاتما في إصبعها،،
وهذا للأسف تصور خاطىء،،
إن الحياة الزوجية يا حبيبتي الغالية،،
مبنية على أساس المشاركة في كل جوانب الحياة،،
وهذه المشاركة تكون مبنية على معرفة حقوق كل طرف،،
فالمرأة لها وظائف لا يمكن للزوج أن يشغلها،،
والرجل له وظائف لا يمكن للزوجة أن تشغلها،،
وهناك أصول في العلاقة الزوجية لابد من المحافظة عليها،،
كصلة الرحم وتربية الأطفال وفتح باب الحوار والتفاهم بين أفراد الأسرة الواحدة،،
ولا يوجد بيت لا يحتوي على بعض الخلافات،،
سواء أكانت بين أفراد الأسرة نفسها أو بين أسرة وأخرى،،
وأهم شيء يا حبيبة قلبي أن لا ينساق أفراد الأسرة الواحدة في الخطأ،،
فأحيانا قد تحصل خلافات بين الرجل وأهل زوجته،،
ومن الخطأ أن تنساق الزوجة خلف زوجها وتترك أهلها،،
وأحيانا قد يحصل خلاف بين الزوج وأهله هو،،
ومن الخطأ أن تهجر المرأة أهل زوجها لأن زوجها هجرهم،،
فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق،،
وللأسف كم من النساء من تأمر زوجها بالشر وقطع رحمه وتعينه على ذلك،،
فيا حبيبتي الغالية بارك الله فيك وفي زواجك،،
إجعلي تقوى الله نصب عينك ولا تطيعي أحدا في معصية خالقك،،
بإذن الله يا أمي لا أفرط في حق ربي أبدا،،
أمهليني لحظة يا حبيبتي سأذهب لأحضر كوب ماء،،
لا لا يا أمي إجلسي هنا أنا سأحضره لك،،
بارك الله فيك يا ابنتي،،


الخاتمة،،،،


__________________

~~
جَهَلَت عيونُ الناسِ ما في داخلي
فوجدتُ ربّي بالفؤادِ بصيرا


يا أيّها الحزنُ المسافرُ في دمي
دعني, فقلبي لن يكون أسيرا


ربّي معي, فمَنْ الذي أخشى إذن
مادام ربّي يُحسِنُ التدبيرا


وهو الذي قد قال في قرآنه
وكفى بربّك هاديًا ونصيرا
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16-11-2012, 01:45 AM
الصورة الرمزية عبدالله الراسبي
عبدالله الراسبي عبدالله الراسبي غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس قسم الموروث الشعبي والتراث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 9,051

اوسمتي
وسام الإدارة وسام أجمل الردود درع الإبداع وسام الإداري المميز وسام العطاء الغير محدود وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي


اخي العزيز رمزي قصه جميله جدا ورائعه
واصل ابداعك الطيب
وننتظر جديدك هنا دائما
وتقبل تحياتي
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16-11-2012, 08:58 PM
الصورة الرمزية yasmeen
yasmeen yasmeen غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
الدولة: سلطنة عمان
المشاركات: 313

اوسمتي

افتراضي

حوار رائع

وماشاء الله عليك ........ إبداعك مدهش
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18-11-2012, 01:32 AM
الصورة الرمزية سالم الوشاحي
سالم الوشاحي سالم الوشاحي غير متواجد حالياً
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,853

اوسمتي
وسام أجمل الردود وسام الإدارة درع الإبداع وسام الإبداع مميز السلطنة الأدبية وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي

أخي العزيز رمزي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة وحوار أتقنت فيه رسم الجمال

بشتى معانيه القيمة ...

وسرد أجدت من خلاله التعبير أيها الأصيل

سجل إعجابي وتقديري العميق
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25-11-2012, 01:19 AM
الصورة الرمزية رمزي
رمزي رمزي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: صحار الخير،،
المشاركات: 273

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الراسبي مشاهدة المشاركة

اخي العزيز رمزي قصه جميله جدا ورائعه
واصل ابداعك الطيب
وننتظر جديدك هنا دائما
وتقبل تحياتي
أستاذي عبدالله،،
جزيت الجنة على مرورك وتشجعيك الدائم لي،،
بارك الله فيك وأنار دربك،،
__________________

~~
جَهَلَت عيونُ الناسِ ما في داخلي
فوجدتُ ربّي بالفؤادِ بصيرا


يا أيّها الحزنُ المسافرُ في دمي
دعني, فقلبي لن يكون أسيرا


ربّي معي, فمَنْ الذي أخشى إذن
مادام ربّي يُحسِنُ التدبيرا


وهو الذي قد قال في قرآنه
وكفى بربّك هاديًا ونصيرا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25-11-2012, 04:59 PM
الصورة الرمزية رمزي
رمزي رمزي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: صحار الخير،،
المشاركات: 273

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yasmeen مشاهدة المشاركة
حوار رائع

وماشاء الله عليك ........ إبداعك مدهش
مروركِ سيدتي هو الأروع،،
شكراً جزيلاً على التشريف أتمنى أن تكوني وجدتي الفائدة في الطرح،،
__________________

~~
جَهَلَت عيونُ الناسِ ما في داخلي
فوجدتُ ربّي بالفؤادِ بصيرا


يا أيّها الحزنُ المسافرُ في دمي
دعني, فقلبي لن يكون أسيرا


ربّي معي, فمَنْ الذي أخشى إذن
مادام ربّي يُحسِنُ التدبيرا


وهو الذي قد قال في قرآنه
وكفى بربّك هاديًا ونصيرا
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26-11-2012, 11:13 AM
رحيق الكلمات رحيق الكلمات غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: في قلوب أحبتي أحيا بصمت
المشاركات: 2,212

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمزي مشاهدة المشاركة


العصافير تغرد فرحا لفرحها،،
النسمات تداعب خدها،،
السعادة والشوق يرقصان في قلبها،،
الليلة ليلتها والفرحة فرحتها،،
تهيأت وإرتدت فستان فرحتها،،
جمالها على جمال فستانها،،
جعل القمر يستتر خجلا منها،،
اجتمع الأهل جميعا ليشاركوها فرحتها،،
باركوا لها تمنوا لها السعادة الدائمة الأبدية،،
ثم دخلت عليها،،
حبيبتها،،
صديقتها،،
أختها،،
كاتمة أسرارها،،
دخلت عليها أمها،،
تبسمت لها،،
دموع الفرح تحاول الهرب من عينها،،
لتسقط على خدها،،
إحتضنتها كما تحتضن الأم طفلتها الصغيرة،،
طفلة الأمس التي كانت تلاعب دماها،،
ستصبح بعد ساعات ربة منزل،،
إرتعش قلبها،،
بكت لا تدري لماذا،،
الأنها لأول مرة ستقضي ليلتها بعيدا عن أمها،،
أم لأن دموع أمها غالية عليها فسالت دموعها بسيلانها،،
أحاسيس ممزوجة بشوق لحضن أمها وهي ملقاة عليه،،
لم ترد أن تترك ذلك الحضن لحظة حست بخوف يسري في داخلها،،
بكت وبكت وبكت،،
طبطبت أمها عليها،،
هي الرحمة التي قذفت في قلبها،،
وأمسكت يدها وأخذت تقودها وتمسح بيدها الحانية على خدها،،
بسم الله تبارك الرحمن،،
أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة،،
جلست على السرير وأجلستها بجانبها،،
انحنت ووضعت رأسها على رجل أمها،،
طبطبت عليها بحنان،،
أماه (خرجت مرتعشة)،،
أنا خائفة،،
ما الذي يخيفك يا حبيبتي؟؟
خائفة كثيرا،،
خائفة من الغد،،
خائفة من المستقبل،،
هل سأعيش سعيدة؟؟
هل سيسعد زوجي معي؟؟
هل سيتقبلني أهله؟؟
أماه أشعر بالخوف،،

طبطبت عليها بحنان،،
ماما حبيبتي هاتي يدك!!
هيا إعتدلي وكلميني،،
بوحي لي مالذي يخيفك؟؟
إعتدلت ونظرت إليها،،
وقالت،،
هل سيحبني يا أماه؟؟
ضحكت الأم،،
ومن لا يحبك يا حبيبتي!!
هل هناك أحد في هذا الكون لا يحب القمر؟؟
تبسمت بخجل،،
ثم قالت،،
أماه قولي لي،،
قولي لي،،
هل سيحبني؟؟
يا طفلتي الصغيرة،،
سأخبرك عن الحب،،
الحب نوعان،،
حب الصور والأشكال والروائح والملذات،،
وهو الحب الغريزي،،
وحب الأرواح والأنفس،،
ولنسمه حبا روحانيا،،

أما الحب الغريزي يا حبيبتي،،
فهو كالطفل يبدأ صغيرا في الأنفس،،
ثم ينمو ويكبر ويبلغ أشده في فترة الشباب،،
ثم يبلغ مرحلة الرشد،،
فيصبح تواجده في النفس معتدلا،،
فلا إفراط ولا تفريط،،
ثم يشيخ ويبدأ بالضمور في النفس،،
هذا الحب يا حبيبة قلبي،،
قد جعله الرحمن في الأنفس،،
حتى نستطيع الإستمرار في الحياة،،
وحتى يبقى جنسنا البشري على هذه الأرض،،
حبيبتي هذا الحب حتى تقذفيه في قلب زوجك،،
يجب عليك أن تحافظي على جمالك ورونقك،،
يجب عليك يا حبيبتي أن تعرفي شخص زوجك،،
يجب أن تعرف ما يحبه منك وما يتمناه فيك،،
يجب أن تتزيني له وتسابقي رغبته فيجدها فيك قبل أن يطلبها منك،،
فحافظي على طعامك وشرابك ونظافتك ومحياك،،
حتى تنالي حب زوجك،،
واعلمي يا حبيبة قلبي،،
أن هذا الحب لا يقوم بنفسه،،
بل لابد من حب الأرواح وتآلفها قبل كل شيء،،
ولذلك يا حبيبة قلبي،،
يجب أن تعلمي،،
أن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها تآلف وما تناكر منها تخالف،،
واعلمي أن الله عزوجل قال في كتابه:
((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً))
هذه المودة والرحمة،،
تنبثق في قلب الزوجين،،
نعمة من الله وفضلا،،
إلا أن هذه المودة والرحمة لابد لها من دعائم حتى تبقى وتدوم،،
حبيبة قلبي إن الأخلاق نعمة من الله عزوجل،،
والزوجة الصالحة يا حبيبتي،،
هي اللطيفة الخفيفة على نفس زوجها،،
هي التي إن رآها زوجها سرته،،
وإن حزن زوجها واسته،،
وإن فرح شاركته،،
وإن إبتلي في دنياه صبرته وثبتته،،
وإن رأت من زوجها ما يسؤوها،،
صبرت عليه وحاولت أن تعينه بإصلاح حاله ودعت له من قلبها،،
الزوجة الصالحة يا حبيبتي هي من تحرس البيت في غياب زوجها،،
هي التي تحافظ عليه وعلى ماله وعياله،،
هي أمينة قلبه من بين كل الناس أجمع،،
تلك هي يا حبيبتي الزوجة الصالحة التي يبارك الرحمن في حياتها وبيتها،،

ولكن يا أماه كيف لي أن أعرف زوجي؟؟
فالرجال أصناف وألوان متعددة؟؟
سأخبرك يا ابنتي وأولا أريدك،،
أن لا تغتري بشخصية الرجل في أيام الخطوبة وعقد القرآن،،
فإن الرجال والنساء في تلك الأيام،،
يعيشون بمثالية تتخطى حدود شخصياتهم،،
وليس ذلك رغبة في خداع الطرف الآخر،،
بل لأنهم يودون إكتساب محبة الطرف الآخر،،
فإنهم يبذلون ما في وسعهم وزيادة،،
إلا أن المشكلة تكمن في أن أكثر الأطراف،،
لا يدركون ذلك لا في أنفسهم ولا في غيرهم،،
فنجدهم بعد الزواج ومضي فترة عليه،،
يشتكون من تغير حال الطرف الآخر معهم،،
ولا يدرون أن سبب ذلك،،
هو شعور الطرف الآخر أنه كسب قلب محبوبه،،
وظنه أن الطرف الآخر سيراه جميلا دائما وأبدا،،
وأتمنى أن لا تكوني منهم يا حبيبتي الغالية،،
بل عليك أن تجددي عهد الحب بينك وبين زوجك،،
بكل الوسائل والطرق المباحة،،
والرجال يا حبيبة قلبي كما قلت هم أصناف وألوان شتى،،
ولكن دعيني أقربهم لك وأصنفهم تحت تصانيف معينة حتى تدركين معادنهم،،
وأسأل المولى عزوجل أن يجعل زوجك من خير المعادن،،
الغالب على الرجال التوجه العقلي أكثر من التوجه العاطفي،،
بعكس النساء فهن يغلب عليهن الطابع العاطفي،،
الرجل العقلاني دعيني أسميه عزيزتي الغالية،،
يأخذ الأمور بأسبابها ويحاول دائما ربط أفعاله وتصرفاته بنتائج مرجوة،،
وهو على مراتب فهناك المعتدل وهناك الذي غرق في بحر الإفراط،،
وهناك ما دون ذلك وما بين بين كحال البشر التفاوت بينهم ظاهر،،
ولنبدأ بالمرتبة العليا ووننزل معا،،
هناك يوجد رجل معدوم العاطفة ولا يفكر إلا في النتائج،،
لماذا تزوج!!
ليكون أسرة!!
لماذا يريد إمرأة!!
ليعف نفسه!!
ما حق زوجته عليه!!
الأكل والمشرب والملبس وتوفير سبل الراحة!!
لماذا يريد الأطفال!!
ليوجد خلفا له يحملون أحلامه وهمومه،،
كل شيء في حياته له قدر محدد،،
أفعاله مقيدة بقيود لا يخرج عنها،،
أوقاته مضبوطة بساعة رقمية لا تزيد ولا تنقص،،
أعتقد أن أفضل وصف يوصف به،،
هو ((الرجل الرقمي))،،
فكل شيء في حياته بأرقام ومعادلات ونظريات وخطط،،
ومن يسمع هذا الكلام عنه يقول أنه رجل مميز،،
وهذا غير صحيح،،
نعم فيه من الخير الكثير،،
إلا أنه لا يستطيع الخروج عن مخططاته لأي شيء آخر،،
فتجدين أن المرأة تعاني من هذا الرجل قلة الإهتمام بعواطفها،،
لأنه يعتقد أن توفير سبل الراحة هو كل شيء،،
يعتقد أنه عندما يهديها هدية أن تلك الهدية كافية لترضى عنه،،
يعتقد أن البيت الواسع والسيارة الفخمة كافية ووافية،،
لإغراق الزوجة في بحر السعادة،،
وبسبب تركيزه على العقل،،
فهو يعاني شحا في العواطف،،
ويظن أن متطلبات المرأة العاطفية،،
هي أمور زائدة يستطيع إغضاء الطرف عنها،،
بتوفير الماديات،،
ولا يدري أن الإحتياجات العاطفية للمرأة أهم من كل تلك الماديات،،
فكلمة طيبة ووردة حمراء كافية لنقل المرأة من العالم المادي إلى عالمها الوردي،،
وطبعا هنا يا حبيبتي أنا أتحدث عن المرأة المعتدلة،،
لوجود شواذ من النساء،،
يعشقن الغرق في الماديات،،
فهن لا يبحثن عن حب وإستقرار ورسالة تؤديها مع زوجها في الحياة،،
بل هي تبحث عن زوج وسيم ومال وافر وبيت زاخر وسيارة فخمة،،
لتتافخر وتتباهى بها أمام منافساتها من النساء الاتي هن واقعات في نفس دائرتها،،
وهذه المرأة لا تنال الراحة أبدا،،
لأنها في صراع نفسي متجدد ففي كل يوم تظهر لها منافسة جديدة تريد الخوض فيها،،
اليوم ساعة ألماس،،
غدا فستان من إيطاليا،،
بعد الغد عشاء في المطعم الفلاني،،
الأسبوع القادم تريد طفلا أجمل من طفل صديقتها،،
وهي هكذا مدى حياتها لا ترضى ولا تقنع،،
أسأل الله عزوجل أن يحفظك من أمثال هذه الإبتلاءات في النفس الإنسانية،،
والمهم يا حبيبتي أن أمثال الرجل الرقمي،،
يحتاج إلى إعادة موازنة بين أهدافه العقلية وبين الإحتياجات العاطفية،،
فهناك أمور في قلب المرأة لا تروى إلا بالمعاني والأحاسيس والمشاعر الصادقة،،
مهما وفر لها من ماديات وسبل الراحة فإنها لن تروي تلك الأمور في قلبها،،
ونترك الرجل الرقمي وننتقل للذي يليه وهو الرجل المعتدل،،
وأنا ألقب هذا الرجل بـ((صاحب الأمانة))،،
لأن أمثال هذا الرجل هم أمناء على أنفسهم وعلى غيرهم،،
هذا الرجل يا طفلتي الصغيرة،،
يوازن بين عقله وعاطفته،،
لا إفراط ولا تفريط،،
يفكر في غيره كما يفكر في نفسه،،
يلبي إحتياجات الناس من حوله كما يلبي إحتياجاته،،
هو يحب تبادل العاطفة مع شريكة حياته،،
كما يحب أن يشاركها أفكاره ويستودعها أسراره،،
ولكن،،
اعلمي يا حبيبتي،،
أن لا عصمة بعد المعصوم عليه الصلاة والسلام،،
ولكل جواد كبوة،،
وقل من لا يسهو وقل من لا يزل،،
فأمثال هذا الرجل،،
حتى مع كمال شخصيته أمام بقية الرجال،،
فهو كغيره قابل لزلل والوقوع في التقصير والخطأ والنسيان والغفلة،،
هو يبحث عن إمرأة تكمله،،
فما المرأة في عيونه إلا ذلك الشطر الذي يكمل إنسانيته،،
هو يبحث عن إمرأة تأخذ بيده كما يأخذ هو بيدها،،
يبحث عن إمرأة تكون له كل شيء،،
كما يتمنى هو،،
أن يكون كل شيء في حياتها،،
هذا الرجل يحتوي على شيء من الطفولة،،
وشيء من الرشد،،
شيء من الشيب،،
يحب أن يكون هناك نصيب له الفرح والمرح،،
يشعر بقدر المسؤولية الملقاة عليه فلا يضيعها،،
كلماته تنبعث منها الحكمة والرزانة،،
هو كما قلت سابقا متكامل بالنسبة إلى غيره من الرجال،،
ولكن لا عصمة بعد المعصوم،،
فإن أساء أو قصر،،
فلابد للزوجة أن تعذره،،
لابد أن تسوغ له،،
لابد أن تصبر عليه،،
لا تقل إعتدت عليه بصورة وطريقة معينة،،
بل لابد أن تعامله كما تريده أن يعاملها،،
يجب أن تعلم أن الرجل يعاني من التقلبات النفسية،،
كما أن المرأة تعاني من هذه التقلبات ولعل المرأة تقلباتها متزامنة ومجدولة،،
والعاقل منهما هو الذين يعين صاحبه على الإتزان في أمور حياته،،
هما الإثنان قد إتحدا وصارا ربانا لسفينة واحدة،،
فعليهما معا أن لا يجعلا أمواج الحياة تلعب بهما وتأخذهما حيث تشاء،،
بل لابد أن تكون الكلمة كلمتهما والأمر أمرهما،،
لابد أن تكون هنالك قيم ومبادىء في حياتهما لا يتنازل عنها أبدا،،
وسأخبرك عن القيم والمبادىء عقب الإنتهاء من التصنيف،،

ننتقل يا حبيبتي إلى مرتبة دون مرتبة صاحب الأمانة،،
هو رجل عقلاني غير عاطفي نعم،،
إلا أن نظرة العقل في شخصه مختلفة عن البقية،،
يستخدم عقله نعم إلا أن عقله فاقد لموارد الثقافة والعلم،،
متحجر في رأيه متجمد في نظرته،،
كل ما يراه يجب أن يكون صائبا،،
كل من خالفه وأبدا رأيا غير رأيه،،
فهو مخطىء ولا يعقل ولا يفهم،،
الخبرة لم توجد إلا في عقله،،
كل الناس من حوله لا يدركون ما يدرك،،
هكذا هي نظرته،،
أخطآئه مغتفر لها قبل أن تقع،،
وأخطاء غيره حالة فيها العقوبة لا محاله،،
فقد أعذر من أنذر،،
إن لا قدر الله زل أحدهم أمامه وقد قال بخلاف قوله،،
فإن السكاكين ستسقط على الجمل دون رحمة،،
قلت لكم نبهتكم أنتم لا تعرفون أنتم لا تدركون،،
هذه عباراته وهذه طعناته،،
يبيع من خالفه في أول لحظة،،
ومع شريكة حياته يعاملها،،
كالطفل الذي لا يفكر ولا يعقل،،
من منظوره هو،،
لابد عليها أن تطيعه دون نقاش،،
لابد أن ترضخ له دون جدال،،
فهي لا تعرف وهو الذي يعرف،،
إن خالفته فهي المسيئة،،
وإن بينت خطأه دعا عليها بالويلات،،
وإن إنتقدت شيئا قد أخطأ هو فيه،،
فهي الشامتة وهي الباحثة عن زلاته،،
وهي المتصيدة لعثراته،،
مصيبته لا يعترف بالطرف الآخر،،
هو الكل الذي يحتاج له الغير،،
وهو الذي لا يحتاج إلى أي أحد،،
لا يلتفت لمشاعر زوجته ولا حاجاتها،،
فقد وفر لها الطعام والشراب،،
مثل هذا الرجل هو مصيبة متحركة والله المستعان،،
أسأل المولى عزوجل أن يحفظك من أمثاله،،
وهناك رجال عقلانيون متفاوتون غير هؤلاء الثلاثة فيهم من الخير الكثير،،

ننتقل يا حبيبة قلبي إلى الرجل العاطفي وهو نقيض الرجل العقلاني،،
هذا الرجل مفعم بالمشاعر والأحاسيس،،
بل قد تجدين فيه بعض الطباع الأنثوية،،
فهو حساس،،
يغار كغيرة النساء،،
متقلب المزاج،،
وأيضا هناك تفاوت ومراتب في هذا الرجل،،
ولعلي أبدأ مع رجل ألقبه بـ((حبيب الماما))،،
اسم مضحك أليس كذلك؟؟
تبسمت لها وهزت رأسها،،
منصتة بكل ما فيها لكلمات أمها،،
حبيب الماما يا حبيبة قلبي،،
هو طفل أمه المدلل،،
لا يستطيع فعل أي شيء إلا بوجود أمه وأمرها وإرشادها،،
الزوجة تقول له فلان أريد أن أشتري الشيء الفلاني،،
فيرد عليها لحظة سأستشير أمي،،
فلان متى سنذهب في رحلة،،
سأرى أمي متى تريدنا أن نذهب،،
ضحكت بخجل،،
لا تكتمي ضحكاتك يا حبيبتي،،
أنا لا أمزح هو هكذا،،
يوجد رجل بهذه الصفات وهذه الطباع على الحقيقة،،
الزوجة لا تستطيع أن تفعل أي شيء في البيت،،
إلا والخبر قد وصل إلى الأم في دقائق معدودة،،
كل الذي ينقص في حياة هذا الزوج أن يأتي بأمه ويسكنها في غرفته الزوجية،،
تجدينه دائما أمي قالت وأمي فعلت وأختي قالت وأسرتي فعلوا،،
هكذا هي شخصيته مستمدة من حياته المنزلية،،
لا يوجد لديه أي رغبة صادقة في الإستقلالية،،
الناس لا يعلمون، فقط أمه وأبوه وأسرته هم الذين يعلمون،،
بل الأعجب أنه يريد دائما الرجوع إلى منزله والجلوس مع أهله،،
فحب الإستقلالية مات في قلبه،،
يا رب احفظ إبنتي الحبيبة من حبيب الماما،،
ضحكت كثيرا،،
ثم قالت،،
أكملي ماما حبيبتي أخبريني عن معادن الرجال،،
فإن حديثك عنهم شيق،،
سأكمله ولكن بشرط،،
ما هو يا أمي الحبيبة؟؟
خدي قد إشتاق لقبلة منك!!
أفلا تكرمينه؟؟
قبلتها بدفىء،،
الآن سأكمل حديثنا،،
وبما أننا كنا في قمة الرجل العاطفي سننزل لمرتبة أقل،،
صاحب ((القلب الهلامي))،،
رجل أحاسيسه مرهفة،،
يظن الكل مثله،،
قلبه رائع بمشاعره الصادقة،،
ولكن لكونه عاطفيا وقليل الإلتفات لنداء العقل،،
فدائما ما يوقع نفسه في مواقف ليست من صالحه،،
قلبه هلامي لأنه يجرح دائما ولا يتعلم من جراحه،،
دائما تتكرر المواقف لديه ولا يعتبر منها،،
دعينا نقول يعاني شيئا من السذاجة،،
وعندما يصل إلى مرحلة تغلق فيه الأبواب،،
فإنه يقرر أن يغلق أحد أبواب قلبه لأنه يلقي اللوم على غيره،،
فمثلا قد تجده زوجته يصاحب أحد الناس،،
وتنصحه وتنبهه بالحذر وعدم فتح أبواب حياته أو جانب من جوانب حياته له بالكلية،،
إلا أنه يمتنع عن الإستماع لها،،
لكونه يقول صاحبي طيب وليس كما تظنين،،
فهو يجعل إحساسه هو الحكم في كل شيء،،
وبعد أن تمضي الأيام وتحدث شوشرة بينه وبين صاحبه،،
وتتضح حقيقته بعد طول العشرة،،
وتنتهي بالفراق،،
فإنه يغلق باب قلبه ويقول الناس لا خير في من يثق فيها،،
مع أن الإشكال ليس في الناس،،
بل الإشكال في كونه لم يحسن الإختيار،،
وفي كونه لم يستطع الموازنة في علاقته مع صاحبه،،
وهذا ليس فقط في الصحبة بل في كل حياته،،
فقرارته دائما قائمة على أحاسيسه،،
أشعر أن هذا رائع،،
أشعر أن الشيء الفلاني جميل،،
الناس مدحت الشيء الفلاني وهم لن يمدحوا إلا شيئا رائعا،،
قليل التفكير غارق في أحاسيسه،،
فهذا الرجل مع طيبة قلبه إلا أنه يحتاج إلى الموازنة بين عقله وأحاسيسه،،
حتى يعيش حياة طيبة هانئة،،
وننتقل إلى أدنى مرتبة في الرجل العاطفي،،
هذا الرجل قلبه طاهر إلا أن به جروحا ما زالت تنزف،،
ولا أدري أهو يدرك جراحه هذه أم لا يدركها،،
وألقبه بـ((حامل الجرح))،،
هناك أحداث حدثت في زمانه الذي مضى،،
وفاة أحد أحبابه أو يتم غرق فيه منذ الصغر،،
أو حادثة مأساوية عاشها في صغره،،
تأثر بها وإنعكست عليه،،
من يراه يظنه قاسيا لا يعرف أي شيء عن المشاعر والعاطفة،،
ولكن في الحقيقة العاطفة تسيل من قلبه،،
إلا أنه يخبأها بعيدا عن الكل،،
يخاف ضياعها يخاف أن يجرح مرة أخرى،،
خائف من أية علاقة،،
لا يريد أن يخسر،،
لا يريد أن يتألم،،
حتى مع زواجه فهو لم يتغير،،
ولكن هو يحاول،،
إلا أنه محتاج لمن يدفعه ويشعره بالثقة،،
ويزيل من قلبه الخوف من الألم والخسارة،،
لاحظي يا حبيبتي أن كل إنسان يعاني من النقص،،
ويعاني من بعض المشاكل الشخصية والنفسية،،
فنسأل الله العفو والعافية يا حبيبتي،،
ثم ألا تلاحظين شيئا،،
في جميع الشخصيات التي ذكرنا،،
ما هو يا ماما؟؟
إن الجميع يتفقون على نقطة واحدة،،
أتعرفين ما هي يا حبيبتي؟؟
ما هي يا ماما؟؟
الجميع يحتاج لمن يكمله،،
يحتاج لمن يفهمه،،
يسمعه،،
يحتويه،،
يصبر عليه،،
ينظر إليه بعين الإنسانية،،
الحب يا حبيبتي ليس فقط أن نتبادل كلمات الحب والعشق والهيام،،
الحب أعمق من ذلك،،
الحب حياة نتشارك فيها كل شيء،،
أفكارنا أعمالنا مشاعرنا واجباتنا مسؤولياتنا،،
تذكري ذلك جيدا حبيبتي الغالية،،
ثم إن هناك رجالا لا يقعون تحت دائرة العقل،،
ولا دائرة العاطفة يا حبيبتي الغالية،،
هؤلاء هم عباد أهوائهم وغرائزهم،،
وأخبرك عن بعضهم،،
فمن أمثال هؤلاء،،
شخصية ألقبها بـ((صديق أشعب))،،
صديق أشعب يا طفلتي الصغيرة،،
لا هم له إلا إشباع غرائزه،،
إما نوم وإما أكل وإما خروج مع أصحابه،،
لا تراه الزوجة إلا عند إحتياجه لإشباع إحتياجاته،،
لا هدف له في الحياة ولا طموح،،
وللأسف الشديد أن المصيبة تكون عندما تكون الزوجة مثله،،
فقد يتصادف شخصان على هذا المنهاج،،
الزوج مشغول بلهوه وملذاته والزوجة مشغولة بلهوها وملذاتها،،
فالطيور على أشكالها تقع،،
طوال اليوم هي مشغولة إما بالحديث في الهاتف عن فلانة وعلانة،،
وإما إنها في بيت فلانة لشرب الشاي،،
وإما أنها في السوق لتتسوق وإلخ،،
والضحية من؟؟
الأطفال،،
والله المستعان يا حبيبتي الصغيرة،،
وهناك شخصية أخرى،،
هي شخصية الرجل المستبد،،
هذا الرجل لا يكترث لأحد ولا يفكر في أحد،،
المهم أن يشبع رغباته ونزواته،،
فهو المكتفي بنفسه وهو الذي يملك كل شيء،،
وهو صاحب الفضل على زوجته وهو صاحب المال الوافر،،
هذا الإنسان أنعم الله عليه إلا أنه لا يشعر بقيمة النعم ولا يوجد في قلبه أي إحساس بالمسؤولية،،
بل إن الطامة الكبرى أن بعضهم ممن هم من هذا الصنف،،
غارقون في العلاقات الغرامية خارج إطار الزوجية والسهرات الحمراء بعيدا عن أسرهم،،
وويل لأمثال هؤلاء إن لم يتوبوا،،
فأهل الدياثة حسابهم عسير يوم القيامة،،
وهناك شخصية أخيرة،،
ولا أدري بماذا ألقبه،،
هذا الرجل مفتقر للإحساس بقوامته على زوجته،،
فالكلمة كلمة الزوجة والرأي رأي الزوجة وهو تابع لها،،
فإن قالت له لا تزر فلان ولا تساعد فلان رضخ لها،،
بل إن بعضهن تتمادى في الطغيان فتمنعه من وصل رحمه،،
متحججة بأنها تغار منهم وأنه طوال وقته مشغول بهم،،
وكم من النساء يتمنين مثل هذا الرجل،،
لأنهن يظنن أن النجاح في الحياة الزوجية يكمن بسيطرة المرأة على الزوج وجعله خاتما في إصبعها،،
وهذا للأسف تصور خاطىء،،
إن الحياة الزوجية يا حبيبتي الغالية،،
مبنية على أساس المشاركة في كل جوانب الحياة،،
وهذه المشاركة تكون مبنية على معرفة حقوق كل طرف،،
فالمرأة لها وظائف لا يمكن للزوج أن يشغلها،،
والرجل له وظائف لا يمكن للزوجة أن تشغلها،،
وهناك أصول في العلاقة الزوجية لابد من المحافظة عليها،،
كصلة الرحم وتربية الأطفال وفتح باب الحوار والتفاهم بين أفراد الأسرة الواحدة،،
ولا يوجد بيت لا يحتوي على بعض الخلافات،،
سواء أكانت بين أفراد الأسرة نفسها أو بين أسرة وأخرى،،
وأهم شيء يا حبيبة قلبي أن لا ينساق أفراد الأسرة الواحدة في الخطأ،،
فأحيانا قد تحصل خلافات بين الرجل وأهل زوجته،،
ومن الخطأ أن تنساق الزوجة خلف زوجها وتترك أهلها،،
وأحيانا قد يحصل خلاف بين الزوج وأهله هو،،
ومن الخطأ أن تهجر المرأة أهل زوجها لأن زوجها هجرهم،،
فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق،،
وللأسف كم من النساء من تأمر زوجها بالشر وقطع رحمه وتعينه على ذلك،،
فيا حبيبتي الغالية بارك الله فيك وفي زواجك،،
إجعلي تقوى الله نصب عينك ولا تطيعي أحدا في معصية خالقك،،
بإذن الله يا أمي لا أفرط في حق ربي أبدا،،
أمهليني لحظة يا حبيبتي سأذهب لأحضر كوب ماء،،
لا لا يا أمي إجلسي هنا أنا سأحضره لك،،
بارك الله فيك يا ابنتي،،


الخاتمة،،،،


شكرا لك اخي رمزي
قرأتها عدة مرات فإذا بي بين عمق الثقافة وجمال الحوار
تصوير ادبي اعتمد على منطق ونصائح غاليه
كتابات نحتاج اليها فعلا
أشكرك بعمق لأنك هنا
__________________
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11-12-2012, 04:07 AM
الصورة الرمزية رمزي
رمزي رمزي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: صحار الخير،،
المشاركات: 273

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم الوشاحي مشاهدة المشاركة
أخي العزيز رمزي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة وحوار أتقنت فيه رسم الجمال

بشتى معانيه القيمة ...

وسرد أجدت من خلاله التعبير أيها الأصيل

سجل إعجابي وتقديري العميق
ولك مني كل التقدير على حضورك الدائم بين مواضيعي جزاك الله عني كل خير أستاذي العزيز،،
__________________

~~
جَهَلَت عيونُ الناسِ ما في داخلي
فوجدتُ ربّي بالفؤادِ بصيرا


يا أيّها الحزنُ المسافرُ في دمي
دعني, فقلبي لن يكون أسيرا


ربّي معي, فمَنْ الذي أخشى إذن
مادام ربّي يُحسِنُ التدبيرا


وهو الذي قد قال في قرآنه
وكفى بربّك هاديًا ونصيرا
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14-12-2012, 10:38 AM
الصورة الرمزية أم أفنان الرطيبيه
أم أفنان الرطيبيه أم أفنان الرطيبيه غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 1,412

اوسمتي

افتراضي

راقي الاسلوب والسرد والاقتباسات
رمزي قلمك شامخ بجماله
تستحق التقييم
دمت بروعتك
__________________
يمين الله يمين الله لأعلمك التحدي كيف
وأعلمك القصيد شلون يخضع لي وأنا بنيه
وأعلمك السما وشلون تمطر والليالي صيف
وأعلمك المذاهب الأربعة وتبيَت النيه
أنا بقولها لك جد ترى ما ينفعك ياحيف
وإذا إنك إنس يا عمي تراني ساس جنيه
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:26 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية