روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     ذكرى شاعرة في ربيع العمر [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     شوقان [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     جناح الخير [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     عودة حميدة نتمناها للجميع [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,475ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,733ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 7,979
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,440عدد الضغطات : 52,213عدد الضغطات : 52,320

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-05-2012, 06:33 PM
زاهية بنت البحر زاهية بنت البحر غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 134
افتراضي بانتظار الأمل رواية لــ" زاهية بنت البحر" 1

عشر من السَّنوات مرَّت مملة.. كئيبة.. خانقة.. تلهث وراءها يومًا بعد يوم زارت خلالها عيادات الأطباء، ودور العرَّافين، سخت لأجل النُّذور، وأكثرت من الصَّدقات، بكت نهارًا وسهرت ليلا تدعو الله قيامًا وقعودا دعاء المضطر، ولكنْ لم يأت المنتظر، لم يقرع باب حياتها بأنامل السعادة، لم يدغدغ كيانها بنداء أمي، أو ببسمة ثغرٍ، أو بصرخة ألم.
هي كغيرها من النِّساء اللواتي يتزوجن كرهاً أو طوعاً، لا تملك من أمرها شيئًا، ولكنها تحلم بطفل صغير يزيِّن حياتها بالفرح، ويملأ أجواءها بالتَّغريد على أفنان حبِّها للحياة ولمن تحب.
كانت تحلم به جميلاً كالبدر، وديعاً مثلها وكأبيه، تضمه إليها بحنان، ترضعه من صدرها حليباً طاهراً، تعلمه أحلى الأشياء، تربيه على الإيمان وحب الخير، تلبسه أحلى الثِّياب، وترقص ليلة عرسه حتَّى الفجر، لكنَّها حتى اليوم لم تجرب الوحام الذي تشكو منه النسوة حقيقة أو دلالا، لم تشكُ وجع الحليب، ولم تذق ألم الولادة.
أحياناً عندما كانت تلتقي مصادفة في الطريق أو في بيت ما بإحدى رفيقات الطُّفولة، وهي ترضع أو تحمل طفلاً، كانت تحسُّ بالغيرة تهاجم أنوثتها، وبالحرمان يفترسها، فتنظر إلى الطفل بلهفة تكاد عيناها بها تخرجان من وجهها لتلتهمه بشهية أنثى محرومة الأمومة، تتلظى حرقة ما تلبث بعدها أن تنتبه إلى نفسها، تواري حسرتها بابتسامة رقيقة تفضح سريرتها المعذَّبة، فتردّ عليها الرَّفيقة الخائفة من مقلتيها بابتسامة مجاملة باهتة، وتهرب بطفلها خشية الحسد، فتلوك سراب نارها بصمت مرير، وعيناها تفيضان بالدموع، والأم وطفلها يبتلعهما الطريق.
زُوِّجتْ لعادل في سنٍّ مُبَكِّرة جدا، تقاليد الجزيرة تقضي بتزويج الفتاة بعد البلوغ لأول طارق باب، أمَّا الشَّاب فحسب قدراته المادية.
أحبت سراب (عادل) بإخلاص كما أحبَّه سكان الجزيرة، فهو شاب دمثَ الأخلاق، لطيف المعشر، محمود النسب تمنت الزواج منه الكثيرات من الجميلات، ولكنه لم يتمنَّ غير حبيبة القلب منذ أن كانا يلعبان معًا على صخور الشاطئ في أيام الصيف الحارة.
ضيق ذات اليد لم يغيِّر من حبِّها له، بل زادها تعلُّقاً به رغم حلمها بأن تكون غنيِّة كسعاد وعايدة وسميرة وغيرهن من صديقاتها الأقل منها جمالا ونسبا، لكنها لم تشعر بالضيق من عسره المادي يومًا، بل راحت تبث فيه روح التَّفاؤل والأمل، فظلت في قلبه أميرةً، وسكن قلبها مليكاً.
رغم صغر سنِّهما فقد كانا يؤمنان بانَّ العقل بواسطة الدين هو السَّبيل الوحيد لمتابعة الحياة بينهما بشكلٍ هادئ، فعاشا متفاهمين.
حفظته في ماله وشرفه، فحفظها في قلبه ووجدانه، وعندما كان يسافر على متن إحدى السُّفن التِّجارية تاركًا بلده وأمنه ودفء بيته، وحنان أمه وزوجته طلباً للرِّزق، لم تكن سراب تذهب أثناء غيابه إلى بيت أهلها في زيارة طويلة قد تستغرق مدَّة غيابه كاملة كما تفعل الأخريات خاصة خلية الولد منهنَّ، بل كانت تنتظره في بيتها، فتهتمّ بوالدته العجوز وتعتني بشؤونها، كان ذلك يسعدها كثيرًا لاعتقادها بأن ما تقدمه لحماتها يسعد حبيبها الغائب ويطمئن قلبه على أن والدته بأيدٍ أمينة فيتفرغ نفسيًا للعمل بجد وراحة بال.
وحينما كان يجوب البحار، وموانئ البحر المتوسِّط، ويُعرَض له الجمال بأعلى مقاساته وفتنته في حوريَّات الشَّواطئ، والمدن السَّاحلية، تلك الجميلات اللواتي يلعب حسنهنَّ برؤوس أشدِّ الرِّجال عقلاً، لم يكن يشاهد بناظريه أجمل ولا أروع من حوريته سراب.
تناغمٌ بديع ظلَّ يربطهما بمحبَّة صادقة لم يسمعا له نشازاً في عمر زواجهما أبدا.
بقلم
زاهية بنت البحر
" مريم يمق"
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
مدونتي


http://zahya12.wordpress.com/2010/09...4%d9%87%d8%a7/
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-05-2012, 06:35 PM
زاهية بنت البحر زاهية بنت البحر غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 134
افتراضي

أمًّ عادل، الأرملة العجوز، مازالت تحتفظ بشيءٍ من أنفاس الجمال في وجها المغضَّن المتعب بالوحدة دون أنيس، يقال بأنه كان أجمل وجهٍ في الجزيرة، لم تحن لها السنوات الخوالي الفارغة من قلبٍ يؤنس وحدتها ظهرًا، ولم تهدم لها حيطا فظلت شامخة ، صامدة كسرت طاحونة الحزن بالصبر دون أن تقع بين حجري الرحى فتطحن أمالها بأن ترى (عادل) رجلا.. ظلت تروي نبتة آمالها بندى الورد، وتعطرها بأريج الحنان.
أم عادل هي( درة )كما كانت تُسمى، لم تكن حالة خاصة بين النِّساء ممن زوجن أولادهن، بل هي مثلهن إن لم تكن أكثرهنَّ استعجالاً للكنَّة بالولد، فقد درجت عادة ليست بالجديدة بين الأمهات أن يسارعن بتزويج الابن بالتَّرغيب أو بالتَّرهيب إن تأخرت الزَّوجة بالإنجاب، عادةقديمة نعم، ربَّما كانت سيئة أو قد تكون جيدة، لكنَّها ستبقى موجودة إلى ما شاء الله أيًا كان نوعها.
شمَّتْ سراب أكثر من مرَّة رائحة زيجة تـُعَدَّ لزوجها لتقدَّمَ له على طبق من إغراء عاطفة الأمومة المشتعلة في صدر درة، الذي كان يقدسها برًا بأمه التي أفنت حياتها في سبيل تربيته أفضل تربية تستطيع توفيرها له. أزعجتها الرَّائحة، أبكتها كثيرًا، وأرقتها طويلا، جعلتها تحس بالغثيان، لكنَّها لم تتقيَّأ خشية الشَّماتة، فاعتصمت بحبل الله، صابرة على أمر ربها ، تسأله سرًا وعلنًا بحرقة المحروم أن يجبر خاطرها، وأن يحميها وزوجها من مغبات الأمور، فقد يدفع الجهل ببعض الأهل إن تأخرت الزوجة بالإنجاب إلى ارتكاب المحرَّمات التي توصل للشرك بالله في أحيان ٍكثيرة، وما زيارة العرافين والتَّمسح بالقبور إلا منها في جميع الأحوال، ولكنها كانت ترضخ لرغبة أمها وحماتها رغمًا عنها، وعندما تختلي بنفسها كانت تستغفر الله .
سراب المحبوبة المحبة، الأمينة المؤتمنة تعلم جيداً أن لعادل مزاجاً خاصاً، وذوقاً استثنائيًا لا ترضيه سواها من بنات جنسها، فعاشت مع زوجها مطمئنة القلب، راضية بما قسمه الله لها، وعندما كانت أمه وأخته تفشلان في إقناعه بزيجة ما بعد مشقةٍ وعناء، كانتا تعودان دون خسائرلأنَّهما كانتا تحبَّان( سراب) وتشفقان عليها.
ذات مساء قالت أمُّ عادل لابنها في غياب زوجته بزيارة أهلها:
أريد أن أحمل لك طفلاً قبل أن أموت.
أجابها وهو ينظر في ساعة يده: أمدَّ الله في عمرك يا أمَّ عادل، ولا حرمنا من طلعة وجهك البهي، أكثري من الدُّعاء لنا، عسى الله أن يمنحنا ما يسرك ويسرُّنا.
ضمت يده بين راحتيها وشدَت عليها بحنان، بينما برقت عيناها بدموع حسرة جعلت قلبه يفلت من بين جوانحه حين همست في أذنه بحزن: ذريَّة أبيك قليلة، أنا والمرحوم لم ننجب سواك ووجيهة، كان طيَّبَ الله ثراه يحب الأطفال، يتمنى أن ينجب دزينة من الصبيان والبنات، لكنه قضى نحبه في شرخ الشباب ولم، فقاطعها مداعبًا قبل أن تسترسل في بوح أشجانها ، وتفسد عليه ليلته: وقد أنجبتْ وجيهة والحمد لله جيشاً من الذُّكور والإناث.
همستْ: أولاد البنت يُنْسَبون لأبيهم يابني، ولا يخلِّدون اسم أبيها، ولايدخلون في شجرة العائلة، فلماذا تحرم أباك من تخليد اسمه؟
نهض من مجلسه متذمِّراً متجهًا َنحو باب البيت، نظر إليها برجاء قائلاً:
يجب ألا ننسى كرم الله وقدرته ياأمي، ولاتنسي بأن كل شيء بإذنه، ومتى أراد إتمام أمرٍ فلا ممسك له. أتريدين شيئاً من الخارج، سأذهب لإعادة زوجتي ؟
أجابته بضيق: لا، سلِّم على حماتك..
وعندما أغلق وراءه الباب تمتمت بصوتٍ منخفض: عنيد كوالده، لم يتزوَّج من أخرى رغم قلَّة ذريَّتي، صدق من قال: من شابه أباه ما ظلَم.
ولمَّا عاد بسراب إلى البيت نظرت إليهما بعين الرِّضا، فرأتهما سعيدين، يرفرفان بجناحي الحبِّ، ومسحة حزنٍ ترتسم فوق وجهيهما، رقَّ قلبها، وأشفقت عليهما، فنظرت إلى السَّماء برجاء صامت ودمعة تتدحرج فوق وجنتها.
قبل أن يدخلا غرفتهما، ناولتْ (سراب) صحناً فيه بعض الحلوى، كانت قد أعدَّ ته بنفسها قبل قليل.
شكرتها سراب بلطفها المعهود، وطبعت قبلة فوق خدَّها، ودخلت إلى زوجها لمشاركته أكل الحلوى قبل أن يستعدّ َللسَّفرعند الفجر.
أسندت سراب رأسها بيديها، وأجهشت بالبكاء، احتضنها برفق، وراح يمسح دموعها بحنانه المعهود، ودفء كلماته، وحين قال لها: كفي عن البكاء.. دموعك تحرقني.
قالت: سيطول غيابك هذه المرّة، سنة!! إنَّها أيَّامٌ كثيرة، كيف سأحتمل غيابك هذا؟
- من يعلم ربَّما عدتُ قبل إتمامها، عليك بالصَّبر.
- صبري يحتاج لجهد كبير لا أستطيعه.
فقال مشجِّعاً: بل تستطيعين إذا شغلت أفكارك بالبيت الجديد عندما أعود بالمال الوفير، حاولي أن تشغلي نفسك بحفظ القرآن والحديث، وتذكري دائماً بأنني ما سافرت إلا لإحضار المال من أجلك.
قالت بصوت تخنقه العبرات: لاأريد مالاً ولا بيتاً، أريدك أنت، أنت فقط أتفهم؟
أجابها برقَّة: نعم أفهم، ولكن من أين سنأكل إذا تركتُ السَّفينة؟
فقالت بحماس: تعمل صيَّاداً كما يعمل الكثيرون من أهالي الجزيرة.
قال: وهذا يعني أن نأكل يوماً ونجوع عشرة.
فقالت بدلال: يظلَّ الأمر أفضل من غيابك لسنة أو حتَّى لشهر، بل ليومٍ ، بل لدقيقة.
- مهنة الصَّيد ياسراب لاتبني بيوتاً، أفقر النَّاس وأكثرهم تعاسةً هم الصَّيادون.
- ولكنَّ قلوبهم غنيَّة بالحب، عامرة بالإلفة.
- الفقر عدو الحب، أينما وجده افترسه.
سألته: لماذا؟
أجابها: لأنّ للفقر أنياباً ومخالب وحشية لايعرفها إلا من نشبت في جسده، وفقأت عينيه، وامتصَّت دماءه.
-ولكنَّ أهل الصَّيَّادين يسعدون بقربهم طوال العام.
فقال بضيق: فقط في أيَّام الخير وهدوء البحر، وبعد ذلك تنتهي السَّعادة ،وتبدأ المشاكل، أتعرفين لماذا؟
- لا
- لأنَّ البطون تصرخ من الجوع ، فتخاف القلوب، ترتجف، وأحياناً تموت قهراً وحرمانا، وأنا لاأريد لقلبينا أن يموتا.
فالقت برأسها فوق كتفه وهمست: إن ارتجف قلبي فقربك يدفئه.
فقال باسماً: ربما مادمنا وحيدين، وما لم نحلم بأولاد هم بحاجة لحياة كريمة يجب أن نوفِّرها لهم.
فقالت محتدَّة: ولكنَّك لست رباناً، فتأتي بالمال الكثيرمثلهم.
فقال بنظرة عتب: صدقتي، ولكنَّني بحارٌ نشيط أجني بعرق جبيني مالاً حلالاً يحفظ ماء وجهي، ويكفيني ذُلَّ السُّؤال.
وكأنَّها أحست بأنَّها جرحته، فقالتْ بدلع: إنَّني خائفة عليك من غدرالبحر، فهو لايؤتمن على شيء، فكيف أسلِّمُه زوجي، وهو في لحظة هياج يغرق السفن، ويبتلع الشَّباب، ويثكل الأمهات وتكثر الأرامل؟
فقال باسماً: الأعمار بيد الله، ولن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا، هيَّا ابتسمي، لاتودِّعيني بالتَّشاؤم، دعيني أحمل معي زوادة التَّفاؤل بغدٍ مشرق،
فالتقت عيناهما وتمتمت: ليحمك الله ياحبيبي.

بقلم
زاية بنت البحر
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
مدونتي


http://zahya12.wordpress.com/2010/09...4%d9%87%d8%a7/
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-05-2012, 06:36 PM
زاهية بنت البحر زاهية بنت البحر غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 134
افتراضي

أحست سراب بنعاس شديد، يصحبه إرهاق عام يفوق ثقله قدرة سنِّها على التحمل، لكن النوم خاصم عينيها متحديا انسدال جفونهما بضجيج صاخب غزا رأسها الصغيرة، وهبَّت رياحه تذرو أفكارها ذات اليمين وذات الشمال، وهي معلقة بين الصحو والنوم بمشنقةِ الخوف من سفر حبيبها وابتعاده عنها لزمن لا يعلم مداه إلا الله.

كانت بين الفينة والأخرى تتأمل وجهه الأسمر وهو مستسلم لنومٍ عميق ، تبحر بأحلامها بسفن الخيال.. تخترق نومه.. تشاركه أحلامه المغردة بالأمل عبر اتساع الحلم في عالم خارج أسوار الحدود.

تقترف المستحيل.. تراه محلقا بها بأجنحة فضية فوق ديم محملة بالدرر والنجوم، وحولهما دزينة من الأطفال يرفرفون مغردين والنجوم تتراقص على أصوت سقسقاتهم بأضواء الفرح، تمتد يدها لتمسك بأكبر الصغار.. تحس بحرارة جسده.. تكاد تلامسه، ستضمه إلى صدرها العمر كله، لن يبعده عنها أحد، لن تتركه يركب البحر بحارا كأبيه ولا حتى ربانا، تعال بني.. سأحملك في قلبي وأحميك بعيوني، تمتد يدها أكثر، تقبض على لاشي، تصعق، تشهق وأصابعها تنغرس في ثيابها فوق صدرها في محاولة لاختراق القلب، يتقلب عادل في سريره، فتكتم أنفاسها خشية أن يصحو من نومه قبل موعد إقلاع السفينة بساعات.

مازالت تنظر في وجهه ويداها ترتعشان، سيسافر غدا، ما يدريها بما سيلاقيه في سفره من مفاجآت؟ أجل هناك في البعيد سترسو سفينته في موانئ شتى، أوليس من الممكن أن تعجبه إحداهن، هن جميلات، ساحرات بعيون زرقاء وخضراء، وأجساد لايستطيع غض البصر عنها إلا قلة من الرجال، ولم لايفتن بإحداهن؟ لامكان للثقة هنا، ألم يتزوج شاهر من غريبة رغم عشقه لوديعة قبل الزواج، تركها وأولادها في الجزيرة فامتلأ قلبها حزنا وانتفخ جسدها شحما بما يرسله لها من مصروف كبير جعلها من أكثر النساء تبذيرا، بينما هو غارق في عشق الغريبة ينجب منها أطفالا أنسوه فلذاته من زوجته الوديعة.

هي لن تستطيع بأي حال من الأحوال تحمل الصدمة كما فعلت وديعة، هي تحب عادل وليس بإمكانها مجرد تخيل أن تختطفه امرأة أخرى منها. نظرت إلى السماء تدعو الله ألا يمتحنها بفقد حبيبها مهما كانت الأسباب، وألا يمد النار التي تلهب صدرها بقطرة من وقود.

بلا شعور اقتربت برأسها من وجهه والدموع تتساقط من عينيها بغزارة، فأيقظته منها بضع قطرات جعلته يفتح عينيه.. يراها تبكي.. ينهض من فراشه.. يمسك بها.. يضمها إلى صدره والدموع تغرق وجهيهما.

بقلم
زاهية بنت البحر
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
مدونتي


http://zahya12.wordpress.com/2010/09...4%d9%87%d8%a7/
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-05-2012, 06:38 PM
زاهية بنت البحر زاهية بنت البحر غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 134
افتراضي 4

في هذه الليلة لم تغمض عينٌ لأمِّ عادل، ظلَّت ساهرة تصلِّي، وتبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يحمي وحيدها، ويرزقه المال والولد، صلت ودعت بحرقة، وسقت ذبول خديها دموعًا كثيرة علَّ الأمل ينبت فيهما روضَ سعادةٍ تهدي ثمارها لفلذة كبدها، فتغمض عينيها وهي مطمئنة على ذرية حبيبها الراحل.
- ماالذي جاء بك ياأبا عادل في هذه الساعة المتأخرة من العمر، مازلت شابا، جميلا، لم تغضن السنون وجهك، أحس بالحياء منك، لاتنظر في وجهي، لقد هرمتُ بتقادم الزمن.
تمد يديها المرتعشتين إلى الأمام، تحركهما في الهواء، تبتسم، تسأل: أين أنت.. لماذا لا تكلمني؟
- انتظر، غدا سيبحر عادل ويتركني وسراب، ألا تريد أن تراه قبل السفر؟
- مازلت أدعو الله أن يرزقه الولد.
- لماذا تبتعد؟
- أرجوك، لا ترحل.. لاترحل، لاترحل..
وهو يودِّعها عند الفجر، حاولت أن تخفي دموع أمومتها عنه بعد أن أطلقت الباخرة بوقًا تستدعي به جميع البحارة المنتشرين في الجزيرة، بينما لم تستطع سراب حجب دموعها، فبدا القلق جليًا في عيني عادل وحار في أمره.
مع طلوع الشَّمس أطلقت السَّفينة بوق الوداع، فأسرعت سراب بالصُّعود إلى سطح البيت لرؤيتها وهي تمخر في العباب مبتعدة عن الجزيرة، وفوق متنها أغلى الأحبة، اخترقت عيناها مسافة البعد علَّها تلمح مليكها، فتمسح عن جبينه بعض حبات عرق تحتفظ بشذاه لحين رجوعه إليها، وطار قلبها يرفرف فوق السَّفينة نورسَ حبِّ شغوف بوليفه حتى غابت في الأفق البعيد، وظل محلقًا في سمائها يرفض العودة وحيدا دون مليكه.
أحسَّت انكسارًا، فنزلت إلى البيت متثاقلة الخطوات، كريمة العبرات، شاردة الفكر.
استقبلتها حماتها بوجه بشوش يوحِّدُ خالقه، وكأنَّ شيئًا لم يكن، ودَعَتْها لمشاركتها بتناول قهوة الصَّباح تحت الياسمينة التي ظلَّلت فسحة الدَّار.
لم تكن لديها رغبة في شرب القهوة، لكنَّها مسايرةً لحماتها قبلتها، وفي جوفها نار الفراق تحرق فؤادها دون رحمة.
قالت العجوز وهي تناولها الفنجان: لاأحبَّ أن أراك حزينة، ابتسمي ياابنتي.. لاتكتئبي.. سرعان ماتمرُّ الأيَّام، ويعود إليك. وإنما الحزن على من لايعود.
أجابتها وهي تمسح دموعها بأنامل يدها: ولكنَّه عام يا امرأة عمي، عام، كثير والله.
ظلت العجوز صامتة، وفي رأسها مالا يعلمه إلا الله، بينما نظرت سراب إلى السَّماء وتابعت: السَّماء ملبَّدة بالغيوم.
فقالت العجوز وهي مطرقة: فقط في الصَّباح، ألا ترينها مقلعة إلى أجواء أخرى؟
- بلى، ولكن..
- اطمئنِّي يا ابنتي مازلنا في أواخر تموز، والرِّيح مازالت في الغربة.
فقالت سراب وقد عاودها البكاء: وتموز القادم مازال بعيداً.
ابتسمت العجوز وهمست: انظري في وجهي، تأمليه جيداً.
سألتها: لماذا؟
أجابت: أتعرفين كم تمُّوز مرَّ على وجهي هذا؟
سألتها سراب: كم تقدِّرين؟
قالت : كثير.. كثير، ولكنَّها مرت جميعاً كتموزٍ واحد.
كلام العجوز جعل الابتسامة تعود إلى ثغر سراب، فقالت بدهشة: تموز واحد يا امرأة عمي؟!!
أجابت العجوز: نعم.. نعم، فالعام ينطح العام، ويلقي به في هوَّة الزَّمن.. غداً يأتي تموز الثَّاني، ويعود عادل، فلا تعكِّري صفو أيّاَمك بالحزن والألم، تمتَّعي بشبابك قبل أن يهرب منك يا ابنتي.
سألتها سراب: كيف مادام زوجي غائباً؟
أجابت العجوز: وهل المتعة محصورة بوجود الزَّوج ؟
فسألتها سراب باستغراب: ما رأيك أنت ؟
أجابت: طبعاً لا.
سألتها سراب بحرج: لم أفهم ما ترمين إليه، أريد توضيحاً؟
قالت العجوز: لا أعتقد أنَّك لا تفهمين ما قلت، وقد نلتِ قسطاً من التَّعليم.
ردَّت سراب: ربَّما لم أفهم لأنَّ عقلي مازال متأثِّراً بسفر عادل.
فقالت العجوز: حسناً سأوضح لك الأمر.
- تفضَّلي.
سرحت العجوز بنظرها بعيداً، وكأنها تقرأ شيئًا في ملفات الزمن الغابر، وهي تلقي محاضرة هامة: لقد خلق الله سبحانه وتعالى الكون، وخلق الإنسان، وخلق كلَّ الموجودات، وسخَّرها له كي يتمتَّع بها، ويجعلها في خدمة عبادته لله عزَّ وجلّ.
سألتها سراب بدهشة: وهل الزَّواج إحدى هذه الموجودات؟
أجابت العجوز: بل من أهمها، لأنَّ الإنسان يتكاثر من خلاله ويحفظ الله به البشر.
قالت سراب بعفوية: ولكن قد يأتي بعض النَّاس عن طريق غير شرعي.
فقالت العجوز: هذا الطريق قد نهى الله عنه، وأنكرته جميع الدِّيانات السَّماوية.
هزَّت سراب برأسها موافقة حماتها التي تابعت قائلة: وبما أنَّ الزَّواج من أهمِّ هذه المتع الجسدية والمعنوية، والاجتماعية، فإنَّ عدم تحققه لا يعني انتفاء المتع الأخرى.
سألتها سراب: كيف؟
أجابت: الاستمتاع بالعبادة شيء عظيم، ورؤية الجمال الذي خلقه الله في الأرض والسَّماء، بمساعدة النَّاس، بالقراءة، وحتَّى بالطَّعام.
فسألتها سراب: هل استمتعت بحياتك بعد وفاة عمّي أبي عادل؟
ابتسمت العجوز بحزن وأجابت: نعم، نعم، ولكن أتعرفين كيف كانت متعتي؟
سألتها: أخبريني؟
أجابت: بتربية أولادي تربية صالحة، وبمساعدتي للمحتاجين رغم محدودية حالتي المادية، استمتعت برؤية البحر هادئًا وصاخبا، بالتَّفكير بملكوت الله وعظمته، وبعبادتي له، كلُّ هذا استمتاع مشبـِع للنفس، ومن قال غير ذلك فهو كاذب.
قالت سراب: ربَّما كان كلامك صحيحاً، ولكنَّني أشعر بالألم بسبب غياب عادل.
قالت العجوز: وهذا إحساس عاطفي أيضاً، وهو أمر طبيعي، ولكن لا تجعلي الألم يلبسك، حاولي الخروج منه.. عودي لسعادتك، وتمتَّعي بعاطفة الشَّوق إليه دون أن تحرقي نفسك فيها.
سألتها سراب: أأنت تقولين لي هذا، وعادل هو ابنك؟
أجابتها باسمة: عادل هو ولدي وقرَّة عيني، ولكنَّ سفره هو جزء من قدره، فهل أحارب القدر بعاطفة الأمومة التي قد تقتلني حزناً على فراقه، فأسبّب له الألم؟
قالت سراب: تقولين الحق ولكنني ضعيفة أمام عاطفتي، ليتني كنت مثلك قوية أستطيع التحكم بنفسي عاطفيًا.
قالت العجوز: القوَّة خير من الضَّعف حتَّى في أدقِّ المشاعر.. تعلَّمي هذا يا ابنتي، فالحياة لا تحقق لنا دائمًا ما نحب.
قالت سراب: سأحاول، ولكن لا أعدك أن يكون باستطاعتي تحقيق ذلك.
بقلم
زاهية بنت البحر
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
مدونتي


http://zahya12.wordpress.com/2010/09...4%d9%87%d8%a7/
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-05-2012, 06:39 PM
زاهية بنت البحر زاهية بنت البحر غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 134
افتراضي

كان عادل آخر من بقي على ظهر السفينة يودع جزيرته بعينين مغرورقتين بالدموع، جاهدهما في سبيل إخفاء شفقهما القاني عن أنظار رفاقه من البحارة الأشداء، الذين هم أيضًا ودعوا أهاليهم بحثًا عن الرزق الحلال خلف الأمواج على مدِّ النظر، الكثير منهم يحملون في صدورهم قلوبًا من حجر لايتركون عواطفهم تفتك بها وهم على سفر قد يعودون منه وقد لايعودون.
كان حزنه يمزق أعماقه، يفتت قلبه، ويقيد صبره، فهناك في الجزيرة ترك أمًا تقدمت بها السن وتلبسها الوهن، ولايدري أيعود فيراها بصحة جيدة أم تكون قد ودعت الحياة والتحقت بالحبيب الراحل الذي ظلَّ يشغل تفكيرها سنوات عمرها كله، وما زالت تعمل على أن يستمر نسله من خلال عادل؟ شعر بالحزن من أجلها، ماذنبها كي تكابد حسرة حرمانه من الذرية، وقد مرَّ على زواجه من السنوات ما حرمها السعادة مع أحفادها من ابنها الوحيد، مازال يتمنى أن يهبها هذه السعادة، فيرى الفرحة تشرق في عينيها أبدا فلا تميل إلى الغروب، وفي المقابل كانت دموع سراب تلمع في خياله وهي تودعه بقلب ماخفق إلا لأجله زوجًا وحبيبًا.
آه من الحياة ما أمر كؤوسها وما أضعف الإنسان في مقاومة العب منها حتى النهاية مجبرا كان أم راضيا.
هو يعلم بأنه في سفره هذا سيواجه الكثير من المعاناة النفسية والعاطفية من حرِّ أشواقه لحبيبته سراب، ولأمه سيدة الحب الطاهرولكنه يعرف أيضا أنه مكره لابطل.
نظر نحو الجزيرة فبدت له كخيط رفيع يطفو فوق الماء في الأفق البعيد. اتسعت مسافة البعد الجسدي بينهم بفاصل مائي رهيب، بينما توحَّدت مشاعره بمن تركهما بقلبين يلهجان بالدعاء له ليحفظه الله ويرده إليهما سالمًا غانما. وعندما مالت الشمس للمغيب أحس بوحشة تقتحم قلبه فانزوى في مهجعه مرهقًا، وألقى برأسه فوق وسادته تاركًا لعينيه حرية البوح بحزنه دون قيود.
كاد صوت نشيجه يفضحه أمام رفاقه البحارة الذين كانوا يمرون أحيانا بجانب المهجع، لكن الله سلَّم أكثر من مرة وستر عليه، فأنقذه من ألسنتهم التي لاترحم، والتي ستظل تلوك قصة دموعه في ليالي الإبحار الطويلة، فيتندرون بها تسلية لوجودهم بعزلة عن البشر والحجر والشجر مابين سماء وماء.


بقلم
زاهية بنت البحر
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
مدونتي


http://zahya12.wordpress.com/2010/09...4%d9%87%d8%a7/
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01-05-2012, 06:41 PM
زاهية بنت البحر زاهية بنت البحر غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 134
افتراضي

توالت الأيام كحلم لا تخلو أحياناً من بعض شرود، وشيء من الدُّموع حاولت فيها سراب أن تسلي نفسها بالعمل في أشغال البيت، ومساعدة حماتها في تخزين الأغذية التموينية التي يحتاجونها في الشتاء. فكانت تقضي معظم أوقاتها بمحادثة أم عادل وقلَّ ما كانت تقوم بزيارة أهلها إلا عند الضرورة أو إن كانوا باجتماعٍ عائلي، فهي تحب أسرتها وتحب الاجتماع بهم ولكنها مراعاة لزوجها كانت تقلل من زيارتهم كي لا تترك حماتها وحيدة في البيت.
خلال السنوات العشر الماضية كانت علاقة سراب بأم زوجها رائعة، فكانتا تتعاملان معاملة الأم وابنتها. وكثيرا ما كانت وجيهة تغار من زوجة أخيها ولكنها لم تكن تظهر غيرتها بشكل عدائي، وإنما كما يقول المثل العامي( بالأمزاح تشفى الأرواح) وكانت سراب لا تبدى ضيقا رغم ما يترك الكلام في نفسها من جراح، فكانت تعمل بالمثل القائل( كرمال عين يكرم مرج عيون)، فعاشت بهدوء دون أن ينغص حياتها قيل ولا قال اللهم إلا شعورها باحتياجها لطفل صغير يحقق لها حلم الأمومة والشعور بأنها أنثى لا ينقصها شيء.
ذات جمعة جاءت والدة سراب لزيارتها باكرا، استقبلتها أم عادل بالترحاب وكانت وجيهة هي الأخرى قد جاءت لزيارة والدتها برفقة أولادها، فقد درجت على هذه العادة في كل يوم جمعة من الصباح وحتى المساء، وكانت سراب تقوم بمساعدتها طوال اليوم بأمور أولادها الخاصة منها والعامة دون ضيق أو تذمر.
قامت أم عادل بواجب الضيافة على أكمل وجه مرحبة بالزائرة الكريمة، ودعتها لتناول الغداء الذي يعدون له، فاعتذرت بلباقة وهي تنظر إلى ابنتها سراب وقد بدا الذبول في وجهها جليا رغم فرحها بزيارة أمها المفاجئة، وازدادت فرحا عندما أعلمتها بأن والدها سيأخذهم بعد صلاة العصر إلى جزيرة الحبيس للسباحة هناك، فالطقس اليوم جميل، والبحر هادئ يغري بخوضه وتوديع الصيف قبل رحيله، فقد اقترب أيلول ولن يعود باستطاعتهم الذهاب إلى جزيرة النوارس والسباحة فيها بعيدا عن أعين الرجال.
أبدت سراب موافقتها ودعت حماتها ووجيهة لمرافقتهم في هذه الرحلة. ابتسمت أم عادل وشكرتها على الدعوة، لكن وجيهة امتعضت وقطبت مابين حاجبيها مبديةً استياءها من الموضوع بحجة أنه يوجد في جزيرة الحبيس بعض الرجال الذين يتعاطون الخمر، وأن عادل لو علم بذلك لما وافق على ذهابها مع أهلها.
أحست والدة سراب بالضيق مما تفوهت به وجيهة وأحدث ذلك في نفسها شرخا قد لا ترأب صدعه الأيام خاصة وأن زوجها هو من طلب منها دعوة ابنتهما، وأنه يخاف على أسرته من الطير الطائر، ولو كان يعلم حقيقة بوجود من ذكرتهم وجيهة لما فكر باصطحاب أهل بيته إلى مكان مشبوه.
التزمت سراب الصمت ودمعة تلوب فوق جفنها، وعندما ودعت أمها لم تتمالك نفسها.. دخلت غرفتها وأغلقت وراءها الباب، وغرقت في بحر من الدموع تألما على أمها من تلك الصفعة التي وجهتها إليها وجيهة بأسلوب فج لم تلتزم به أدب الخطاب.
وعندما دعتها حماتها لتناول الغداء اعتذرت منها بحجة أنها تشعر بالنعاس وهي بحاجة للنوم. لم تلح العجوز عليها بالطلب فقد أحست حقيقة بشعور سراب تجاه ما قالته ابنتها لوالدتها، واكتفت بتوبيخ وجيهة عندما انفردت بها في المطبخ، وطلبت منها الاعتذار من سراب ووالدتها، فأبت لأنها كانت تعتقد بأن ماقالته صحيح، وهي تخشى أن تلوك سمعة أخيها الألسن التي لاترحم أحدا.

بقلم
زاهية بنت البحر
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
مدونتي


http://zahya12.wordpress.com/2010/09...4%d9%87%d8%a7/
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-05-2012, 11:21 PM
هيثم البوسعيدي هيثم البوسعيدي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Mar 2012
المشاركات: 42
افتراضي

أحييك استاذة على هذه الاسلوب السردي المميز كما أسجل اعجابي بلغة وتفاصيل ومفردات الحوار الكائن بين مختلف شخصيات الرواية...وأضيف بأن الرواية رغم تناولها موضوع يعتبر متكرر ومستهلك إلا أن الاسلوب البارع الذي ظهر بين جنبات الرواية ساهم في شد القارئ وانجذابه نحو متابعة مختلف الاحداث
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 03-05-2012, 12:33 AM
زاهية بنت البحر زاهية بنت البحر غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 134
افتراضي



لم تخرج سراب من غرفتها إلا للوضوء طوال اليوم إلى أن غادرت وجيهة وأولادها البيت، فراحت ترتب المنزل وتنظفه فقد تركت وجيهة كل شيء على ماهو عليه دون أن تكلف نفسها مشقة إصلاح ما أفسده أولادها من كسر صحون وشق ملاءات وغير ذلك، حتى أنها لم تعتذر من زوجة أخيها رغم علمها بما سببت لها من ألم.
أسرعت أم عادل تساعدها بصمت، فقد كانت هي الأخرى في حال لا تحسد عليها، يفضحها احمرار وجهها وتصبب العرق من جبينها رغم ما طرأ على الطقس من تغير في درجة الحرارة التي مالت للبرودة قليلا، فقد امتلأت السماء بالغيوم الداكنة، وهبت ريح مفاجئة راحت تشتد ساعة بعد ساعة، فحمدت سراب ربها في سرها على أنها لم تذهب وأهلها إلى جزيرة الحبيس فهي تخاف من ركوب البحر عندما يهيج ويموج، ومن يدري فقد كان من المحتمل أن يحصل ذلك وهم في الفلوكة في وسط البحر، وعندها لا أحد يعلم ماذا يمكن أن يحدث لهم، وخطرت في بالها حوادث كثيرة راح ضحيتها رجال ونساء من جراء غرق المراكب في أحوال جوية سيئة مرَّت على الجزيرة من عهد قريب وأخرى من عهد بعيد، وتذكرت زوجها فانقبض قلبها ودعت له بأن يحفظه الله فالبحر غدار لايؤتمن على قشة.
تشابكت أحاسيس قلقها على زوجها مع انشغال بالها على أمها وأبيها، تمنت أن تذهب إليهما للاطمئنان عليهما، ورغم ذلك لم تنبس ببنت شفة، وحماتها تنظر إليها بين الفينة والأخرى بانتظار فك الحصارعن لسانها بأي كلمة تنطق بها، حتى لو كانت بشتم ابنتها.
طال انتظار العجوز دون فائدة، وهي تتقلى على جمر الصبر.
عاد البيت مرتبا نظيفا بعد ساعة ونيف من العمل كما كان قبل مجيء وجيهة وأولادها إليه. وقبل أن تعود سراب إلى غرفتها سمعت حماتها تناديها، التفتت إليها، رأتها تحمل صينية قش صغيرة وفوقها أطباق الطعام، أشارت إليها برأسها أن اقتربي وعلى ثغرها ابتسامة رقيقة. وقفت سراب تنظر في وجه العجوز وطيف عادل يلوح لها من بعيد وصدى كلماته يرن في أذنها( أمي أمانة في عنقك ياسراب) وظل صوته يلاحقها وهي تركض صوبها.. تتناول الصينية منها ودموعها تملأ وجهها، والعجوز تربت على كتفها قائلة بفرح: أصيلة ياسراب. تناولي طعامك، واستعدي لنذهب معا إلى بيت أهلك فقد اشتقت لأمك كثيرا.
وضعت سراب صينية الطعام فوق الأرض وعانقت حماتها ولسان حالها يقول، ليس لك ذنب فيما حصل ياامرأة عمي.
لم تعد أم عادل وسراب من بيت أهلها قبل أن صفت القلوب خاصة بعد أن قال والدها بأن كلام وجيهة فيه من الصحة الشيء الكثير، ولكن في الآونة الأخيرة مُنع هؤلاء الشبان من الذهاب إلى الحبيس يوم الجمعة، ولاشك فإن وجيهة لو علمت بذلك لما حدث ماحدث.
عادت سراب وحماتها إلى البيت والابتسامة فوق ثغريهما وقد تلاشت من سماء نفسيهما غيوم الحزن وأشرقت فيهما أنوار الصفاء والمودة وهما تتبادلان تحية ما قبل النوم وتأوي كل منهما إلى غرفتها.
في تلك الليلة كانت السَّماء ملبَّدة بالغيوم، تلاقى فيها خريف امرأة بخريف عام فكيف كان اللقاء؟
لم تكن أمُّ عادل نشيطة هذا المساء، فقد أحسَّت بوعكة مفاجئة، فأوت إلى فراشها بعد صلاة العشاء، تدثَّرتْ ببطانية سميكة، وألصقت ركبتيها ببطنِّها طلباً للدِّفء، وغطَّت في نومٍ عميق، بينما كانت سراب تسهر في غرفتها وهي تتابع إحدى التَّمثيليات على شاشة التِّلفاز.

بقلم
زاهية بنت البحر
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
مدونتي


http://zahya12.wordpress.com/2010/09...4%d9%87%d8%a7/
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 03-05-2012, 12:35 AM
زاهية بنت البحر زاهية بنت البحر غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 134
افتراضي 8

ربما كانت السَّاعة الواحدة ليلاً عندما استيقظت العجوز فزعة، تتقاذفها الأوهام، هبَّت من فراشها، أشعلت نور المصباح الكهربائي، وخرجت من غرفتها إلى فسحة الدَّار.
أحست برهبة، اقشعر بدنها وهي تسمع صوت الرِّيح كعواء الذِّئاب يزداد حدَّة باشتداد اهتزاز أغصان الأشجار التي تغطي فناء الدَّار.
تفقَّدت عيناها أرجاء المكان، فرأت نوراً ينبعث من حمَّام البيت في الخارج، وسمعت صوت حركة هناك، اقتربت من مصدر النُّور والصَّوت على حذر، من تراه هنا؟ الابواب والنوافذ مقفلة.. أيكون حرامي استغل غياب عادل ونزل البيت للسرقة؟
سمعت أنين سراب، خافت أكثر، ترى هل أصابها مكروه، أسرعت باتجاه الحمام، وعندما وقفت ببابه، فوجئت بسراب وهي تتقيَّأ فوق المغسلة، ازداد خوفها حدة، سألتها: مابك ياابنتي؟
نظرت سراب إليها بتعب وقالت: أشعر بالغثيان ودواراً مزعجاً يا امرأة عمِّي.
قالت العجوز:عودي إلى غرفتك، تعالي، هاتي يدك، سأستدعي طبيب الجزيرة لمعاينتك.
لا أريد طبيباً، إنَّني (وأشارت إلى بطنها).
شهقت أم عادل شهقة كادت تودي بحياتها، سألتها: هل أنت حامل؟
هزَّت سراب رأسها بالإيجاب: منذ مدة قريبة.
فقالت العجوز بعتاب يمتزج بدمع الفرح: لِمَ لمْ تخبريني ألا أستحق منك هذه الفرحة؟
أجابتها بخجل: بلى والله تستحقّيِنها وزيادة، لكنني كنت أخشى ألا يكون الحمل حقيقيا.
رفعت أم عادل يديها نحو السماء تقدم قربان الشكر دمعاً : الحمد لك يارب.. كم أنت كريم.سأزغرد.
استوقفتها سراب ممسكة بيدها: لا تفعلي، جعلتك الفرحة تنسين أننا في وقت متأخر من الليل.
فقالت أم عادل: وليكن لم يعد للوقت عندي حساب.
قالت سراب: حسنا فلننتظر حتى تشرق الشمس، أليس الغد لناظره قريبا؟ أجابت العجوزهذه المرة بحكمة وهدوء: بلى فالعمر لحظة.

العمر لحظة، ولكن كم تضم هذه اللحظة من حوادث فرح وحزن ومفاجآتٍ يرسمها القدر بعيداً عن إرادة البشر؟
قضية أم عادل كانت حلماً حاربت من أجله بسلاح المنطق والأخذ بالأسباب، فهي تريد حفيداً يحمل اسم زوجها هاشم، فما انتصرت بمنطقها، وما تحقَّقت قضيَّتها إلا بإرادة الله، فحدثت المعجزة، وتهاوى المنطق البشري أمام القدرة الإلهيَّة.
رائع هذا الصباح أحست درَّة بفتوة تنمو في جسدها المثقل بسنوات التعب، المحني بهموم العيش، المفرغ من بريق الوعد.
العمر لحظة.. قطع قطار زمنها خلالها محطات كثيرة حاولت أن تنسجم معها بمنطق الحكمة، تحَوِّلُ الحزن فيها فرحاً، واليأس أملاً، ولكن بقناعة المعدم.
العمرلحظة خلعت القناع، ضمها الأمل إلى كتائبه الباسمة الزاهية بالألوان،
ألبسها الربيع ثوباً، والشمس إشراقاً، والتفاؤل وشاحاً.
مساحة الأمل لا تحصرها حدود، فسيحة كالأحلام، شاهقة كالمستحيل، بديعة كالولادة. حملتها فرحتها الوليدة إلى عوالم براقة ساحرة.. حنونة.. فوضويَّة الرُّؤى.. سمعت فيها صوت هاشم يناديها.. رأته يلعب معها.. تحضنه.. تطعمه.. تقبِّله، يهرب منها.. أحبت البداية وكرهت النهاية، وهنت ركبتاها.. شهقت.. أسرعت تمسك به لا تريده أن يهرب منها أبداً.. أبداَ.. خافت عليه في الحلم.. نعم، ولكنَّها ستخاف عليه في الحقيقة أكثر.

لا لن تخبر أحداً بحمل سراب خشية الحسد، فالعيون فارغة لا يملأها إلا حفنة من تراب، وهي لم تصدق أن سراب ستحمل يومًا فلن تتركها صيدا للعيون الفارغة.
الحرص هنا واجب، وسيكون مسلكها، لن تخبر أحداً حتى عادل لن تبعث إليه بالبشرى كي لا يترك السفينة، ويعود، فيخسر المال الذي سيشتري به البيت الجديد، تريد أن تطمئن على سكنه قبل موتها.
تغير المنطق أم هي التي تغيرت؟ فوضى الفرح، فوضى الأحاسيس المتمرِّدة، فوضى اللحظة، ترى من تغير؟ هي تعرف فقط أنَّها يجب أن تكون حريصة في المحافظة على هاشم وليكن ما يكون.
وافقت سراب أمَّ عادل الرأي بشأن إخفاء خبر الحمل.
عجوز قدَّرت وشابة تفهَّمت فكان الاتِّفاق.
إتِّفاق سرِّيٌّ أبرم بين الخريف والربيع فأنجز خيراً.
إنجاز مهم لن يعلم به سوى عائلة سراب، وأخت عادل وجيهة، وبذلك يبقى الخبر طيَّالكتمان.
أسرة سراب لا تحب الثرثرة.
أب صارم حازم لا يجامل أحداً، لكنَّه يحسن التَّدبير، هادئ الأعصاب غالباً، يشكو من ارتفاعٍ في ضغط الدم، لم يرزق ذكوراً.
علية أم سراب سيدة في الخمسين من العمر، عاطفية، من أصل تركي، أنهت دراستها الابتدائية في الجزيرة، تزوَّجت في الرابعة عشرة من عمرها، وأنجبت خمس بنات أصغرهنَّ سراب.
حدَّثت ْعلية زوجها بشأن إخفاء خبر حمل سراب، اتَّهم الجميع بالهذيان، وعقم التفكير، وأعلن براءته مما يعملن.
وبعد كثير من المناقشة والمجادلة، وافقهنَّ على مضض من أجل عادل، وهدفه المادي الذي سافر في البحر من أجله، وليس من أجل الحسد، وقلة عقل النسوان.
قال لزوجته: عجيب أمر النساء والله، كنتنَّ تلهثن وراء الحمل، والآن تلهثن من أجل ستره!
سألته علية: ساعدنا بطريقة تمكننا من ستر الحمل دون قيل وقال؟
فقال متبرمًا: حسبي الله نعم الوكيل من كيد النساء، ومن أفكارهنَّ الغريبة.
فقالت: هذا الأمر لن نختلف فيه أبداً، ولكن أنقذنا مما نحن فيه من حيرة؟
قال بعد تردُّد: لا حول ولا قوة إلا بالله ، اسمعي جيدا إن كنت تصرين على رأيك في كتم الخبر.
قالت بلهفة: قل يارجل وأرحني أراحك الله من أعدائك؟
قال : في الأشهر الأولى لا توجد مشكلة لأن الحمل يحتاج لوقت كي يبدو للعيان، وماتبقى منأشهره تجلس سراب في البيت، ولا تقابل أحداً حتَّى يقضي الله أمراً كان مفعولا.
سألته: ولكن قد تطول مدة احتجابها عن الناس، فماذا سنقول لهم إن هم سألوا عنها؟
أجاب: لن تعدمن حجَّة، إن كيدكن عظيم.

بقلم
زاهية بنت البحر
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
مدونتي


http://zahya12.wordpress.com/2010/09...4%d9%87%d8%a7/
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 03-05-2012, 12:37 AM
زاهية بنت البحر زاهية بنت البحر غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 134
افتراضي

في ليلة مقمرة من ليالي أيلول، جلس عادل وزميله أحمد على حافة مؤخرة السفينة يتسامران بين سماءٍ وماء، يؤنس وحدتهما القمرُ بدرًا، وخياله يتراقص تحت سطح البحر بجمالٍ أخاذ على أنغام صوت أم كلثوم من الجانب الآخر للسفينة، كأنه في حفل بين الأحياء البحرية، فتلهب المعاني بالصوت الرخيم والآهاتُ الحارقةُ أشواقـَهما لمن تركوهم في الجزيرة بانتظار عودتهما سالمين على أحر من الجمر، وما استطاعت النسمات العليلة المحملة بأنفاس البحر الباردة أن تخفف من لهيب الحنين في صدريهما، فبدت الحيرة بتهدج صوتيهما بحزن عميق، وهما يبثان شكوى الفراق وهموم الحياة، والنجوم الساهرة تسترق السمع إليهما عن كثب، وتسعد باستنشاق الشذا من حريق القلوب، ونورها يتمايل مع رفات الجفون.
تحدثا طويلا، وأنصتا للست كثيرًا، وطال الليل بهما متأرجحين بين حلم ويقظة، حقيقة وخيال، تلمع في عيونهما بعض دموع يحجرانها رجولة ً بتماسكٍ مؤلم، ما تلبث أن تختطفها النجمات طمعًا بالمزيد من دمع العيون.
هما يعلمان أن الحياة صعبة، متعبة ، مؤرقة، وأن الراحة فيها لا تكون إلا قليلا، ويعلمان أيضًا أنَّ العمل واجب مقدس مهما كان صعبًا ماداما قد اختاراه طواعية فيما قدِّر لهما من حياة أوجدهما الله فيها بظروف بيئية معينة، تفرض عليهما مثل هذا العمل فوق ظهر بحر لا يعرف الرحمة في ساعات الغضب الرهيبة، قبلا به لتحسين ظروف الحياة في جزيرة نائية تعيش قلقة بين فصولٍ أربعة أشدها قسوة عليها الخريف والشتاء.
تذكرا من سافر ولم يعد إليها، من مات حرقًا أو غرقا، ومن أحضر في تابوت، ومن لم يُحْضَر منه سوى حقيبة تبكي فقيدها، تذكرا لوعة الأهل على فلذات أكبادهم وهم يشاهدون جنون البحر الأهوج أيام الشتاء، وكيف ينسون أنفسهم باحتلال الخوف قلوبهم، واهتياج مشاعرهم كلما سمعوا عواء الريح يملأ أجواء الجزيرة رعبا، وينشب أنيابه في أفكارهم بأسوء الاحتمالات، تذكرا من قضى نحبه بانتظار رجوع الربيع، فانتقلت الروح إلى ربها والغائب لم يعد والربيع أطال الغياب.
مضى النصف الأول من الليل، وقبل مضي ساعة من النصف الثاني منه، استدعى الربان البحارة ومساعديه على عجلٍ لأمر هام.
انشغل الجميع بتحضير نقل المازوت للسفينة الأجنبية التي استنجدت بالربان، كي يزودها بالوقود الذي نفذ منها إثر ثقب حلَّ بخزان الوقود، فلم يعد لديها ما يكفي لمتابعة الرحلة في عرض البحر.
تمت العملية بنجاح، وقبض الربان ثمن المازوت بأضعاف ثمنه، وعندما ابتعدت سفينته عن السفينة الأخرى، راح يضحك بصوت عال ووزع على البحارة الحلوى مما جعلهم يستغربون أمره، لم تطل مدة الاستغراب كثيرًا بالنسبة لعادل بعد أن أعلمه أحمد بأن الربان قد باع المازوت مغشوشًا بالماء، وقبض سعره غاليًا، وكان أيضًا قد استغفل مالك السفينة التي يعملان فيها، فسرق منه ثمن كميات وهمية من المازوت قبل الإبحار من الجزيرة، وهاهو الآن يفخر بسرقة السرقة.
أحس عادل بانقباضٍ في صدره مما سمع، استغفر الله كثيرًا، خاف أن ينتقم الله من القبطان فيغرق السفينة بمن فيها، ولكن إيمانه جعله يتماسك بعد وقت قليل، مقررا بينه وبين نفسه أن يترك العمل مع هذا الربان الحرامي عندما يصل إلى أول ميناء قرب اليابسة.
سخر أحمد من سذاجة عادل فقال له: الربان الأمين في هذا الزمن عملة نادرة جدا، ليس هنا فقط، وإن كانت أكثر ظهورًا عندنا عمن سوانا، إنهم يسرقون بطريقة أو بأخرى سرًا وعلانية، يسرقون ثمن المازوت، وثمن الطعام وحتى أجرة البحارة.

بقلم
زاهية بنت البحر
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
مدونتي


http://zahya12.wordpress.com/2010/09...4%d9%87%d8%a7/
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:45 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية